من صفة المسلم الحرص على العلم

مكانة العلم

من صفة المسلم الحرص على العلم والاستزادة من المعرفة لان العلم فى نظر المسلم هو قمة الهدى التى يبلغها الانسان ولهذا يجعل القرأن العلم مقابلا للكفر الذى هو جهل وضلال قال تعالى قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون ؟انما يتذكر أولوا الألباب سورة الزمر ان الاسلام يجعل العلم بمعناه الواسع فريضة على كل مسلم و مسلمة كما قال عليه الصلاة والسلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وفى سبيل ذلك نوه القرآن بأداة العلم ووسيلته وهى الكتابة قال تعالى اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم سورة القلم وقدوة المسلم فى ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم الذى وجهه القرأن أن يطلب المزيد من العلم وأن لايقف عند حد منه مادام يجد اليه سبيلا قال تعالى وقل ربى زذنى علما ويكفى ان يكون طلب العلم طريقا للجنة ليعلم المسلم أن العلم النافع باب الايمان من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة أخرجه مسلم وأبو داود والترمذى وقال عليه الصلاة والسلام ان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع أخرجه البخارى وأبو داود والترمذى ولاينتهى دورالمسلم عند طلب المعرفة والاستزادة من العلم فان ذلك يضع على كاهله عبئا وهو ان يعلم الجاهل ويرشد الضال وينشر ضياء المعرفة فى كل مجال فذلك افضل المراتب التى يبلغها المسلم كما يقول صلوات الله عليه وسلامه خيركم من تعلم القرأن وعلمه رواه البخارى وقد امر الرسول صل الله عليه وسلم اصحابه ان يعيشوا العلم ويبلغوه ليبلغ الشاهد منكم الغائب __ ويقول بلغوا عنى ولو آيه رواه ابو داود والترمذى بل ان كتمان العلم جرم كبير يؤذى صاحبه ويشقيه قال صل الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من واجب العلماء والدعاة ;

من واجب العلماء والدعاة الى الله أن يعملوا على تصحيح المفاهيم المغلوطه بين عامة المسلمين , حتى تكون عامل بناء لاعامل هدم وحافز تقدم لاداعى تخلف ولقد فهم كثير من المسلمين بعض الكلمات فهما بعيدا عن حقيقة الدين مثل مقولة دع الخلق للخالق وهى أخت لهذه الكلمة دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله والمقصود من ترديد هذا الكلم الخبيث فالاسلام لايعرف هذه الثنائية لا يعرف ان يعطى شطرا من الحياة لقيصر وشطرا لله؟ انما لقيصر لقيصر وما لله لله الواحد الاحد فالله مافى السموات والارض ولله من فى السموات ومن فى الارض فهذا الدين جاء للحياة كلها جاء يصلح كل جوانب الحياة فهو رسالة للحياة كلها كما انه رسالة للانسان كله رسالة للحياة كلها ليس رسالة للمسجد فقط بل هو رسالة للمسجد وللبيت وللمدرسه وللمحكمة وللشارع وللجامعة هو رسالة المجتمع لا ان ياخذ بجزء ويترك الباقى بل هو يريد ان يواجه الحياة كلها وهذا مانراه فى أطول آية فى القرأن نزلت لتنظيم شأن من شئون الناس آية المداينة أو كتابة الدين كيف نقول إن هذا الدين لاعلاقة له بالحياة وبالتشريع وبالاقتصاد الدين يوجه السياسة و يوجه الاقتصاد وصحيح انه لايدخل فى كل التفاصيل وهذا من فضائل ومزايا هذا الدين وهذه الشريعة ففى أمور السياسة أعطى مبادىء لابد منها لابد من العدل فيها فالعدل هو ميزان المعاملة والتعامل قال تعالى :" إن الله يأمر بالعدل والاحسان " وقال تعالى :" واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " و غيرها أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر . وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

منزلة العلماء
إن للعلماء منزلة عظيمة ومكانة سامية وذلك بفضل ما ورثوه عن الأنبياء من العلم والعمل فبهم حفظ الله تعالى دينه وبتعليمهم لغيرهم تلاشى الجهل وعرف الناس الطريق إلى ربهم فاستنارت حياتهم واستقر إيمانهم ولهذا حصلوا على المكانة الرفيعة والمنزلة العالية .
روى الترمذى من حديث أبى أمامة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال" فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم " وفى رواية للترمذى وأبو داود : " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا دينار ولا درهما وإنما ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر " ثم قال صل الله عليه وسلم :" إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حت النملة فى جحرها , وحتى الحوت ليصلون على معلمى الناس الخير "
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله قلت لأبى , أى رجل كان الشافعى رحمه الله فإنى سمعتك تكثر من الدعاء له ؟ قال : يا بنى كان كا الشمس للدنا وكالعافية للناس , فهل لهذين من خلف أو عنهما من عوض "
وقال الإمام أحمد رضى الله عنه : الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب ,لأن الطعام والشراب يحتج إليه فى اليوم مرتين أو ثلاثا , والعلم يحتاج إليه فى كل وقت "
وقال فتح الموصلى رحمه الله تعالى " أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت قالوا بلى , قال كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت , وصدق فإن غذاء القلب العلم والحكمة وبهما حياته كما أن غذاء الجسد الطعام , ومن فقد العلم فقلبه مريض وموته لازم , ولكنه لايشعر به إذ حب الدنيا وشعله بها أبطل إحساسه , وقال الشافعى رحمه الله تعالى " طلب العلم أفضل من النافلة " وقال الحسن رحمه الله تعالى لولا العلماء لصار الناس  مثل البهائم " أى إن الناس بالتعلم يخرجون عن البهيمة إلى حد الإنسانية
إن وجود العلماء بين الناس حفظ لدينهم وصيانة لعزتهم وكرامتهم فهم حصن الأمان الذى يحول بين الدين وأعدائه وبهم يفرق الله تعالى بين الحق والباطل ويستبين الصواب من الخطأ وهم خلفاء الأنبياء والأمناء على الدين وشهداء الله تعالى فى الأرض قال تعالى " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم " سورة آل عمران وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(1)

فخر أهل العلم

وقال تعالى " إنما يخشى الله من العلماء " فهم أهل الخشية لله تعالى , وهم الوسيلة لتبين الأحكام لمن جهل أو إشتبة عليه الأمور قال تعالى " فا سألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " سورة الأنبياء
وهم ورثة الأنبياء فى العلم والفهم وهم أعلم النا بمراد الله ومراد رسوله قال تعالى " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون " سورة العنكبوت
ورحمة الله تعالى تتوالى على عباده وتتنزل عليهم ما كان فيها مصلحون وعلماء عاملون قال تعالى " وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون "
وفقد العالم خسارة لاتعوض بمال أو بأى متاع من أمور الدنيا وهل وجدنا من مات منهم قام مثله يخلفه فى الدعوة وفى ذلك من حديث أنس رضى الله تعالى عنه يقول الرسول صل الله عليه وسلم "من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل " رواه البخارى ومسلم وعن شقيق رحمه الله تعالى " كنت مع عبد الله وأبى موسى رضى الله تعالى عنه فقالا : قال النبى صل الله عليه وسلم " إن بين يدى الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع العلم " ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء , حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " رواه البخارى ومسلم
قال النووى رحمه الله تعالى " والمراد بقبض العلم أى يقوم جهالا يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون "
وقال صل الله عليه وسلم " رحمة الله على خلفائى " قيل ومن خلفائك قال " الذين يحيون سنتى ويعلمونها عباد الله " ومن وصايا لقمان لابنه " يا بنى جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحيى القلوب بنور الحكمة كما يحيى الأرض بوابل السماء " وقال الإمام على رضى الله عنه " ما الفخر إلا لأهل العلم إنهموا _ على الهدى لمن استهدى أدلاء _ والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا_ الناس موتى وأهل العلم أحياء
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(2)

العلم ومراتبه
وفى العلم والحث على التعلم وتعليمه تقول العرب :
علم علمك من يجهل , وتعلم ممن يعلم ما تجهل
فإنك إذا فعلت , علمت ما جهلت وحفظت ما علمت
وللعلم مراتب :
فأول العلم الإنصات , ثم الإستماع
ثم الحفظ , ثم العمل به
ثم نشره وتعليمه لمن لا يعلمه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العلوم ثلاثة
قال محمد بن الفضل البلخى رحمه الله العلوم ثلاثة :
علم بالله , وعلم من الله , وعلم مع الله
فالعلم بالله هو معرفة صفاته ونعوته
والعلم من الله , وهو علم الظاهر والباطن والمقصود بعلم الظاهر
هو معرفة الحلال والحرام , والأمر والنهى فى الأحكام
والمقصود بعلم الباطن هو إصلاح النفس من الرذائل الممقوتة
والأخلاق المذمومة وتطهير السر عما سوى الله سبحانه من
الشواغل الدنيئة والأهواء الردية
والعلم من الله كذلك , علم الخوف والرجاء , والمحبة والشوق
والتوكل والإنابة , والرضا والشكر , إلى غيرذلك من العبادات
التى تتعلق بالقلب , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مكانة العلم فى الإسلام
قال تعالى " قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون " سورة الزمر الآية 9_
وبذلك إستحقوا من الله تعالى الدرجات العليا والمكان الأسمى قال تعالى " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " سورة المجادلة الآية 11_
ويقول تعالى نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذى علم عليم " سورة يوسف 76_
والعلم النافع ثمرة الإيمان الصادق :
حيث تتوالى آيات القرآن الكريم موضحة منهج العلم وسبل استزادتنا منه .. وتوجهنا إلى التأمل بالنظر فى الأرض والسماء والإنسان والدواب والأنعام والنبات
قال تعالى " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج " الآية 6_سورة ق
وقال تعالى " انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه " سورة الأنعام الآية 99_
وقال تعالى " قل سيروا فى الأرض كيف بدأ الخلق " سورة العنكبوت الآية 20_
ويزكى الله تعالى العلم وأهله فى قوله تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء " سورة فاطر الآية 28_ وقال تعالى " وقل ربى زدنى علما " سورة طه الآية 114_
والقرآن الكريم يلفت أنظارنا إلى الإهتمام بالدرسات التاريخية , من خلال ما قصه علينا من عبر ودروس تؤكد على عظمة ما فيها مما يوضح لنا المنهج الذى يقوم السلوك ويحفذ الهمم ويشحذ الإرادة على الإستزادة من العلم والعمل حتى نعيش فى الحياة ونتعامل فيها على هدى وبصيرة قال تعالى " أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم " الآية 82_ سورة غافر

وعلى هذا الأساس من العلم النافع قامت حضارة الإسلام يقودها نظر هادف وبصيرة نافذة , وفكر يتعمق ما أودعه الله خليفته من أسرار , فتم بذلك اكتشاف كثير من علوم الطبيعة والرياضيات والجبر والهندسة والطب والصيدلة والكمياء والفلك .
وبذلك تشامخت حضارة الإسلام حتى وصلت إلى ما نعيشه الآن , من حضارة الطاقة والآلة والحركة .
هذا هو الإسلام الذى كانت أولى آياته نزولا قول الحق تبارك وتعالى ..
اقرأ باسم ربك الذى خلق , خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " سورة العلق الآية 2_3_
ويقسم سبحانه بالقلم وسيلة العلم وأداته قال تعالى " ن والقلم وما يسطرون " سورة القلم الآية 1_ وحسبنا أن نعلم أن العلم قوام الدنيا وقوام الدين فقد قال عليه الصلاة والسلام " من أراد الدنيا فعليه بالعلم , ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم , ومن أرادهما معا فعليه بالعلم " وقال صل الله عليه وسلم " الناس رجلان علم ومتعلم ولا خير فيما سواهما "

وقد خرج ذات يوم على مجلسين أحدهما فيه قوم يدعون الله عز وجل ويرغبون إليه وفى الثانى جماعة يعلمون الناس فقال " أما هؤلاء فيسألون الله فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم , وأما هؤلاء فيعلمون الناس , وإنما بعثت معلما " ثم ذهب إليهم وجلس معهم , ولم يقف الإسلام عند الدعوة إلى نشر التعليم فحسب , بل دعا إلى الإستمرا فى طلب العلم والتعلم والبحث والإطلاع فقال : صل الله عليه وسلم " لايزال الرجل عالما ما طلب العلم , فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل "
ومن ثم , كان سعى الإسلام إلى العلم منذ فجره الأول حين جعل فداء الأسير فى غزوة بدر تعليمه عشرة من أبناء المسلمين ,حرصا منه على ذيوع التعليم ونشره بين أبناء الإسلام ولم يفته أن يجعل للمرأة نصيبا فى تعلم القراءة والكتابة فقد طلب الصحابية الجليلة الشفاء العدوية أن تقوم بتعليم زوجه السيدة حفصة القراءة والكتابة , ضاربا بذلك أعظم الأمثال فى وجوب تعليم الفتاة مؤكدا بذلك فى قوله صل الله عليه وسلم طلب العلم فريض على كل مسلم ومسلمة " حديث حسن وصححه فضيلة الشيخ الألبانى رحمه الله تعالى  وانطلق المسلمون باسم الله يعملون
ويكتشفون ويستوعبون ويعملون مضيئين الكون بنور الله حتى أقاموا حضارة غيرت مجرى تاريخ الإنسان , وفجرت فيه طاقات هائلة للخير والمحبة والتعاون والإخاء ,
وما ذلك إل لأن منهجهم قد استقام فارتفعت بهم مثل عليا وتقدمت بهم الحياة "
       وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحسن الذكر
قال الامام على كرم الله وجه ورضى الله عنه فى احدى خطبه
أفيضوا فى ذكر الله فانه أحسن الذكر
وارغبوا فيما وعد المتقين فانه أصدق الوعد
واقتدوا بهدى نبيكم فانه أفضل الهدى
وتعلموا القرأن فانه أفضل الحديث
وتفقهوا فيه فانه ربيع القلوب
واستشفوا بنوره فانه شفاء الصدور
وأحسنوا تلاوته فانه أحسن القصص
دعاء
يارب اغفر لى جدى وهزلى وخطئى وعمدى وكل ذلك عندى
" موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل العلم والترغيب فيه :

_ روى الامام أحمد رحمه الله تعالى عن قبيصة بن المخارق رضى الله عنه قال :أتيت النبى صل الله عليه وسلم فقال : ما جاء بك ؟ قلت : كبر سنى ورق عظمى فأتيتك لتعلمنى ما ينفعنى الله به , قال : ما مررت بحجر , ولا شجر ولا مدر الا استغفر لك يا قبيصة ؛ إذا صليت الصبح فقل ثلاثا : سبحان الله العظيم وبحمده ؛ تعافى من العمى , والجذام , والفالج " شلل يصيب أحد شقى الجسم طولا" يا قبيصة ؛ قل : اللهم انى أسألك مما عندك , وأفض علىَّ من فضلك , وانشر علىَّ من رحمتك , وأنزل علىَّ من بركتك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل العلم والترغيب فيه :

_ أخرج الإمام أحمد فى مسنده والطبرانى باسناد جيد واللفظ له , وابن حبان فى صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد _ عن صفوان بن عسال المرادى رضى الله عنه قال : أتيت النبى صل الله عليه وسلم وهو فى المسجد متكئ على بُرد له أحمر فقلت له : أنى جئت لأطلب العلم , فقال : مرحبا بطالب العلم ؛ إن طالب العلم تحفه " أى يطوفون بهم ويدورون حولهم " الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل العلم والترغيب فيه :

_ روى الترمذى من حديث أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال : ذكر لرسول الله صل الله عليه وسلم _ رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صل الله عليه وسلم _ فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم , ثم قال صل الله عليه وسلم _ إن الله وملائكته وأهل السموات حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى البحر ليصلون على معلم الناس الخير " ورواه الدارمى مرسلا عن مكحول ولم يذكر رجلان وقال : فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم ثم تلا هذه الآية " إنما يخشى الله من عباده العلماء " وذكر الحديث وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين العلم الحديث والدين :

_ إن من خلال هذه الأجهزة التى نتواصل بها فيما بينا , والتى تسمى بالبث المباشر أو عبر الأثير يقيم الله سبحانه وتعالى بها ومن خلالها الحجة على خلقه حتى لايكون لأحد عذر يوم القيامة كما جاء فى الحديث القدسى الجليل فيما رواه الدارمى عنه صل الله عليه وسلم قال : الله عز وجل :" يبث العلم بثا فإن فعلت ذلك أخذت العباد بحقى عليهم " وانظر أخا الإسلام إلى هذا الحديث الذى هو من أعلام النبوة حيث يبين لنا الرسول صل الله عليه وسلم مفردة من مفردات اللغة وهى كلمة " يبث " إذ أنه من الصعب أن يجتمع أهل العلم والدعاة بخلق الله أجمعين على صعيد واحد ومكان واحد , ولكن يمكن من خلال هذا البث أو عبر الأثير الإذاعى أو المحمول أن تصل المعلومة إلى ملايين البشر وذلك من فضل الله تعالى ولكن أكثر الناس لايشكرون وصرفوا هذه النعمة العظيمة وسخروها لأهوائهم وشهواتهم فبئس ما يشترون , ولنعلم جميعا أن هذه الأجهزة ستشهد علينا يوم القيامة بالخير أو بالشر , فاشكروا الله تعالى على نعمه وسخروها فى طاعته تفلحوا وتسعدوا واعلموا أن الله تعالى " لايحب المفسدين " ولا يصلح عمل المفسدين " صدق الله العظيم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقا :

من أراد بعلمه وجه الله تعالى ـ أقبل الله عليه
بوجهه , وأقبل عليه بقلوب العباد عليه , ومن
عمل لغير الله صرف الله تعالى وجهه عنه
وصرف قلوب العباد عنه .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صفة المعلم :

لكى يكون المعلم جدير بالإحترام والتبجيل , لابد وأن تتوافر فيه صفات لها أهميتها
ومن ذلك قوة الشخصية والثقة بالنفس , فإن ذلك يؤهله أن يكون مربيا رفيقا ومرشدا رحيما فى معاملة طلابه مما يجعلهم يبقون على محبته واحترامه , وينمى ثقتهم به ولا يتأتى للمعلم ذلك إلا فى ظلال اعداد وتهيئة نفسية وثقافية , ويتيسر له الأخذ بالقيم المعنوية والروحية , وبقدر ما يتميز به المعلم من ثقافات شاملة , بقدر ما تزداد قدرته على العطاء المفيد , كما يحرص على عدم تضيع الوقت سدى , ومن كانت هذه صفته نال تكريم الجميع ومحبتهم فى ذلك قول الشاعر :
        قم للمعلم وفه التبجيلا
                 كاد المُعلم أن يكون رسولا

وأما إذا فقد المعلم هذه الصفات وتخلى عن الإنضبات فقد خرج عن رسالته الموضوعية من التهذيب والتربية والتوجيه والتقويم , وهذه كلها مفاهيم تربوية
لابد وأن يعمل على بثها ونشرها وتثبيتها , فى نفوس من يعلمهم فى أى مرحلة من مراحل التعليم حتى لا يخرج عن الهدف المنشود , والغاية المبتغاة من وراء العملية التربوية

وفى ذلك قول الشاعر أيضا :
يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذى السقام وذى الضنى
كيما يصح به وأنت سقيم
وأراك تصلح بالرشاد عقولنا
أبداً , وأنت من الرشاد عديم
لاتنه عن خلق وتأتى مثله
عار عليك إن فعلت عظيم
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منزلة العلم والعلماء فى الإسلام :

لقد أثنى القرآن الكريم على فضل العلم ومنزلة العلماء فقال :" يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " سورة المجادله الآية 11ـ وقال تعالى :" إنما يخشى الله من عباده العلماء " سورة فاطر الآية 28 ـ ويبين الرسول صل الله عليه وسلم ثواب العالم كما فى حديث سهل بن سعد رضى الله عنه حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم لعلى رضى الله عنه :" لأن يهدى الله تعالى بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " ويقول عن فضل التعلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة "

هذا هو الإسلام فى حرصه على العلم واحترام العلماء , ولكن هناك نفر شذاذ ممن انتكست فطرتهم , يزعمون أن الإسلام دين لايشجع على العلم وهم الذين يدعون إلى فصل الدين عن العلم , وهؤلاء ممن يسمون أنفسهم بالعلمانين , أو التنويرين , وهى دعوة باطلة , تصادم العقل السليم والفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله , والإسلام يحث المسلم دائما وأبدا على العلم والتعلم حتى ينفع نفسه ويفيد المجتمع الذى يعيش فيه , فيقول صل الله عليه وسلم :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا " ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العطاء :

العلم بلا عمل كالسحاب بلا مطر
والغنى بلا كرم كالشجرة بلا ثمر
والفقير بلا صبر كالنهر بلا ماء
والشاب بلا توبة كالبيت بلا سقف
والمرأة بلا حياء كالطعام بلا ملح
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقوق المعلم :

للمعلم حقوق لايعرفها الا من يعرف قيمة العلم ، فالعلم نور والجهل ظلام ، والعلم يخرج الإنسان من ظلام الجهل الى النور الذي نرى به الحياة ، والمعلم هو الذي يدلنا على هذا النور ، وهو الذي يرشدنا ويقرب لنا المعاني البعيدة التي لانعرفها أو يصعب علينا معرفتها ، والمعلم هو الذي يهذب النفوس وهو الذي يرشدنا الى الصواب فيما نفعله ، ولهذا مدح الله تعالى أهل العلم بقوله تعالى :" إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء إن الله عزيز عفور " سورة فاطر الآية 28 ـ لأنهم أقرب الناس خشية لما تعلموه وعرفوه عن ربهم سبحانه وتعالى , وهم يتقونه بالخوف من عقابه بإمتثال أوامره واجتناب نواهيه , لمعرفتهم بمزيد فضله وانعامه وإيمانهم بصفاته وتنفيذ شرعه وقدرته على كل شئ " وكما روى عن ابي امامة رضي الله عنه- قال: " ذُكِرَ لرسول الله صل الله عليه وسلم رجلان أحدهما عالم والآخر عابد ـ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل أرضيه يصلون على معلم الناس الخير , " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أهمية العلم في إصلاح النفس:

طلب العلم من أشرف العبادات وأجل القربات , فبه تزكوا النفس , وتسموا الروح , وتصح العبادات , ولهذا كان أول واجب على المسلم أن يتعلم قال تعالى :" فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " سورة محمد الآية 19 ـ ويكفي المسلمَ شرفًا أن الله فضل العلماء ورفعهم لما لهم من منزلة على غيرهم قال تعالى: " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير " الآية 11 ـ والحيتان في البحار حتى النملة في جحرها لتستغْفِر لمعلمي النَّاس الخير كما صح عن النبي صل الله عليه وسلم ـ ، فما عبد اللهُ بِمثل العلم وما عُصِي بمثل الجهل ، والعلم في جَميع المجالات من أفضل ما يحرص عليه العبد ،

ولهذا كان أهل العلم من أقرب الناس وأخشاهم لله عز وجل قولَه: " إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور " سورة فاطر الآية 28ـ ، فليسعد الإنسان وليقضي وقتَه في طلب العلم وتعلُّمه ، ولقد صدق القائل: بِالعِلْمِ وَالمَالِ يَبْنِي النَّاسُ مُلْكَهُمُ ـ لَمْ يُبْنَ مَجْدٌ عَلَى جَهْلٍ وَإِقْلالِ
ولقد حذر النبي صل الله عليه وسلم - من الجهْل وأهله ، وأخبر أن الجهل داءٌ وأن العلم شفاء.ففي الحديث الصحيح: " أن رجلاً احتلم وكان مشْجوج الرَّأس ، فأفتَوْه بوجوب الاغتِسال ، فاغتسل فمات ، فقال النبي صل الله عليْه وسلَّم: " قتلوه قتلهم الله ، هلاَّ سألوا إذا لَم يعْلموا إنَّما شفاء العيِّ السؤال " ، فالعلم قبل القول والعمل.قال الشافعي رحِمه الله: "إن لَم يكن العُلماء هم أوْلياء الله ، فليس لله وليٌّ على الأرض. ولقد صدق القائل : تَعَلَّمْ فَلَيْسَ المَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا * وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ وقال آخر: فَفُزْ بِعِلْمٍ وَلا تَطْلُبْ بِهِ أَبَدًا * فَالنَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ العِلْمِ أَحْيَاءُ
.موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي .وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

استعيذوا بالله تعالى :

قال علي بن حرب : حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، حدثنا عمار بن سيف ، عن أبي معاذ ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " استعيذوا بالله من جب الحزن " . قالوا : يا رسول الله ، وما جب الحزن ؟ قال : " واد في جهنم تستعيذ جهنم منه كل يوم أربعمائة مرة ، أعده الله للقراء المرائين بأعمالهم ، وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يؤازرون الأمراء الجورة " . ورواه الترمذي ، وابن ماجه ، من حديث عمار بن سيف ، عن أبي معان - وهو الصواب - به . اختصره الترمذي ، وقال : غريب . وعنده : " مائة مرة " . وبسطه ابن ماجه ، وعنده : " يزورون الأمراء الجورة ,