مفاهيم اسلامية .

مفاهيم اسلامية :

إن تحرير المسجد الأقصى من أهم القضايا المصيرية , التى لاوجود للأمة الإسلامية ولاعيش ولا حياة ولا كرامة لها إلا فى ظل الإهتمام بها , إنها مسألة مبدأ وعقيدة ووجود وهوية , لا مسألة أرض وحدود جغرافيا , ولو كانت القضية خاصة بشعب
لانتهت منذ مئات السنين , إن المعركة لن تحسم فى أرض الإسراء والمعراج أبداً
بالمعاهدات والإتفاقات بل يحسمها الجهاد المقدس فى سبيل الله تعالى طال الزمن أم قصر وأهل بيت المقدس هم أدرى الناس بشعابها , ولذلك لن يطهر بيت المقدس إلا أهله لكنهم يحتاجون من اخوانهم الدعم والتعاون بمختلف أنواعه فقد روى الإمام أحمد فى مسنده من حديث أبى أمامة رضى الله عنه مرفوعا إلى النبى صل الله عليه وسلم قال :" لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق قاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قيل يا رسول الله : أين هم ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس "
فاللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين , وحرر الأقصى الأسير مسرى رسول الله صل الله عليه وسلم من دنس اليهود ورجس أعدائه آمين آمين يارب العالمين . . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سنة الله فى خلقه :

إن ما يحدث اليوم من اجتماع أهل الباطل وتكاتفهم على ضرب الإسلام , وصرف الناس عنه ومحاربة أتباعه والمنتمين له , والتضيق عليهم فى شتى المجالات واتهامهم بالرجعية والتخلف , هذا الحصار المفروض هو سنة مطردة بين الحق والباطل , وقد يستبطئ البعض النصر ولكن النصر من عند الله العزيز الحكيم ليجزى الله به الصادقين المخلصين , ولنعلم جميعا أن كل ما يصيبنا فى هذه الحياة الدنيا هو من أجل الإختبار والتمحيص , قال تعالى :" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب " سورة البقرة الآية 214 ـ
ولكى ينزل علينا نصر الله لابد أن نعود بأنفسنا , إلى صراط الله المستقيم وأن نتمسك بأخلاق القرآن الكريم ونتطبق أحكامه لتسود مبادئه العالم . من فقه الاسلام للشيخ سامى . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإسلام سر قوة الأمة :

لقد أدرك الغرب الصليبي , والشرق الشيوعي , واليهودية الضائعة , أن "الإسلام " هو سر قوة هذه الأمة , وأن هذه الشعوب الإسلامية بغير " الإسلام " سوف تفقد هويتها وقدرتها على المقاومة , ويسهل قيادتها والسيطرة عليها , وتصبح مرتعا خصبا للنهب الإستعمارى ..ومن هذا المنطلق كان "الإسلام " هو المستهدف من كل المخططات الاستعمارية ولهذا لم يكن الغزو العسكري الذي اجتاح معظم أقطار العالم الإسلامي , هو رأس البلاء ولكن البلاء الحقيقي يتمثل في غزو العقل , المسلم والقلب المسلم , والمجتمع المسلم , بقيمه ومبادئه , ومنهاجه وشرائعه , وعاداته , وأعرافه , وأخلاقه .

ومن قديم وقد اتجهت جهود الاستعماريين , منذ أن وطئت أقدامهم بلاد المسلمين , إلى تدمير الإسلام في عقول وقلوب أبنائه , وتفريغ الإنسان المسلم من عقيدته , والعمل على إشاعة الفساد والانحراف , في الفكر والسلوك على السواء , وقد استعانوا في تحقيق ذلك بكتاب وصحفيين مرتزقة , اصطنعوهم عملاء يقومون بما يملى عليهم فأنشأ هؤلاء الصحف والمجلات والكتب , التي روجت سموم الفكر الأوروبي الذي تمتد جذوره للفكر الإغريقي الوثني .

وساعد الاستعمار على ذلك احتضانهم لبعض أبناء المسلمين , وتربيتهم على موائدهم وأفكارهم الضالة , من خلال دراستهم في معاهدهم وجامعاتهم , حتى أخرجوا منها من أبناء المسلمين من ينفذ مخططهم التدمرى , بإشاعة الفكر الغربي اللادينى بمفاهيمه , وتصوراته , وقيمه وفلسفاته , وتكفلوا بهذا الجيل بما له وما عليه , ومكنوا له في بلاده قادة للفكر والأدب , وبوءوهم المراكز العالية فكان منهم الوزراء وغيرهم , حتى أصبحوا معاول هدم لأمتهم , حتى بلغ بهؤلاء الذين تربوا على موائد الاستعمار أن يُشككوا في الإسلام ذاته , وجعلوا الإسلام من أسباب التخلف بين أهله , وأرادوا أن يفرغوه من منهاجه ونظمه وشرائعه , وحصروا الإسلام بالمفهوم اللاهوتي , في علاقة الإنسان بينه وبين ربه فقط ,

وزين هؤلاء العملاء من رجال فكر وغيرهم , زينوا لشعوبهم إتباع الغرب , والسير على نهجه وتقليده في كل شئ , في خيره وشره , وحلوه ومره , لكل من أراد أن ينهض نهضة الغرب . وقد استبدل الاستعمار بنظم الإسلام عن طريق الحكومات الضعيفة , التي تأتمر بأمره وتنفذ مخططاته , بغزو التعليم والقضاء , والاقتصاد والاجتماع بنظم أوربية لادينية , فحل القانون الوضعي محل الشريعة الإسلامية , وحل التعليم المدني بثقفاته وفلسفاته ومفاهيمه وآدابه , وتصوراته وقيمه وأخلاقه , محل التعليم الديني الذي كانت علوم الإسلام هي لب منهاجه , وأسست البنوك والمصارف الربوية ,

وشاعت العادات , والتقاليد والأعراف الأوربية وصار ذلك هو العنوان على التقدم والرقى ؛؛والإسلام وحده هو القادر على أن يخرج هذه الأمة مما حل بها من بلاء , وذلك من خلال عقيدته الفاعلة والمؤثرة , والتي هي قادرة على صياغة الإنسان من جديد , وتصبغه بالصبغة الربانية قال تعالى :" صبغة الله ومن أحسن الله صبغة ونحن له عابدون " سورة البقرة ومن خلال قيمه الشاملة , ونظمه المتميزة لكل جوانب الحياة يقول تعالى :" وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " سورة الأنعام ." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

بين الشورى والديمقراطية :

ظل القوم يصدعون رؤوسنا بالحديث عن الديمقراطية , وأنها الملاذ الآمن لكل الأزمات , لكن كل الحقائق تؤكد بأن ديننا الإسلامى ما جاء لنا إلا بكل خير وفيه السعادة لنا جميعا وذلك من خلال تطبيق أحكامه والعمل بمقتضاها , ومن ذلك نظام الشورى الذى ينشد لنا الحرية المسئولة , فى كل أعمالنا وسائر تصرفتنا فى الحياة
والشورى فى الإسلام لاتتعارض مع الديمقراطية الحديثة , بمفهومها الصحيح لابمفهومها الغربى الذى يكيل بمكيالين , وينظر إلى الأشياء بعين ويغمص عنها الأخرى فويل لهم ثم ويل لهم مما يحدث هنا وهناك , من اضطهاد وتعذيب وكبت للحريات , واغتصاب للحقوق والأعراض ,

, ولهذا كانت الشورى فى الإسلام أعمق وأشمل , لأن الإسلام دين العقل , وجوهر رسالات السماء والإسلام بسماحته وآدابه
قوة تعطف على الضعيف , وتُحسن إلى المسكين واليتيم , قوة لاتقوم على الجبروت
والإستبداد ولاينال من الضعفاء سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دول , كما نرى ويحدث فى العالم اليوم , وليس فى الإسلام وأحكامه ما يدعوا للذل والهوان لأى إنسان كان , والإنسان عامة فى القديم والحديث لم يحظ بحقوقه كاملة إلا فى ظل تطبيق النظام الإسلامى . " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مصائبنا بأيدينا :

لما لم ينجح الأعداء فى القضاء على الإسلام , وتمزيق عُراه بين أهله وأتباعه شرعوا فى تجنيد مرتزقة من أهل الفكر , وسماسرة السياسة ممن ينتمون للإسلام من ضعاف النفوس ومرضى القلوب , وإتخذوا من هؤلاء سهاما صائبات فى ضرب الإسلام والطعن فى كتابه الكريم والسنة المطهرة , وكذلك الطعن فى رسول الله صل الله عليه وسلم ـ والنيل من صحابته رضوان الله عليهم أجمعين , ومحاولاتهم لتشويه التاريخ الإسلامى , وهدم اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم , والطعن فى العلماء والدعاة , حتى يجعلوا المسلمين فى هزيمة نفسية دائمة , وحرصوا على إيجاد نخبة مستغربة الفكر أجنبية العقل , من أجل إشغال عامة المسلمين بلقمة العيش , وقسوة الحياة ومعيشتها , مع اشغال المبتدئين من طلبة العلم بالجزئيات ومسائل قد قتلت بحثا , وليس من وراء ذلك إلا اضعاف قوة المسلمين وتفتيت وحدتهم ,

, وفى معمعة هذه الفتن نجد كثير من العلماء ينصرفون عن مهام الأمور فى التربية والعقيدة والتشريع , إلى أمور ثانوية من الترف العلمى , ونهيك عن ذلك أيضا تخويفهم الرأى العام من المسلمين وغيرهم من تطبيق أحكام الإسلام , والدعوة إلى تعطيل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , واشعال الفتن والحروب فى كثير من الأقطار العربية والإسلامية , لامتصاص دماء شعوبهم , فى ثورات ومعارك مستحدثة , والدعوة إلى تهميش المنهج الإسلامى فى العملية التربوية وغيرها , وجعله مجرد شعار فقط , ارهاب العالم من كلمة الجهاد , مع فصل العالم الإسلامى بعضه عن بعض , بإيجاد حواجز مصطنعة وتمزيقه إلى دويلات , العمل على كبت الصوت الإسلامى فى مجال الدعوة والتأثير , وكذلك ضرب الإقتصاد الإسلامى وعدم إعطائه الفرصة ليقدم البديل والخيار الأمثل , وصف الملتزمين والمتمسكين بالدين , بالتطرف والتزمت والتشدد . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خير لكم ألا تتعرضوا للأمة فى دينها :

عند احتلال فرنسا قال : الحاكم الفرنسى للشيخ عبد الحميد الجزائرى رحمه الله : إما أن تُقلع عن تعليم تلاميذك هذه الأفكار , أو أرسل لك الجنود ليُغلقوا المسجد الذى تُعلم فيه الناس أن يكونوا ضدنا , فأجابه الشيخ بوقار العلماء , إنك لاتستطيع ذلك , قال الحاكم غاضبنا , وكيف لا أستطيع ؟ قال : الشيخ إذا ذهبت إلى عُرس علمت المحتفلين , وإذا ذهبت إلى مأتم وعظت المُعزين , وإذا جلست فى حافلة علمت المُسافرين , وإن دخلت السجن أرشدت المَسجونين , وإن قتلتمونى ألتهبت مشاعر المواطنين , وخيرٌ لك أيها الحاكم ألا تتعرض للأمة فى دينها . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ويلٌ للغنى من الفقير :

الفقر اسم مروع مخيف , يوحى لصاحبه بالمعانة , وقسوة الحياة , ومرارة العيش ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يتعوذ بالله تعالى من الكفر والفقر فيقول :" اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر " إن الإسلام بمنهجه الراشد وتعاليمه الخالدة يهتم بالحالة الإجتماعية التى يحياها المجتمع وما يعانى من آلام الفقر والحرمان وما يكون من تلازم الآفات الإجتماعية ,وما تؤول إليه الأوضاع فى حياة الناس إذا لم تعالج هذه الآفات , وربما يجتمع مع الفقر المرض والجهل , ويُعانى الفقير وحده وطأة الأيام وشدة العيش , فيكون ذلك سبب من أسباب التمرد والخروج على منهج الفطرة التى فطر الله الناس عليها ويقول عمر رضى الله عنه لو كان الفقررجلا لقتلته "

ولا أحد فى الدنيا يريد لنفسه أن يكون فقيراً فى يوم من الأيام , لكن هذه سنة الله تعالى فى خلقه " ولن تجد لسنة الله تبديلا " ولهذا شرع الإسلام نظام التكافل الإجتماعى وبين الإسلام أن الأغنياء مطالبون بالإنفاق , على الفقراء فريضة من الله
ولكن الأغنياء المترفين انشغلوا عن الفقراء بتوافه الأمور , وليس عندهم من الوقت ما يجعلهم يحسون بألام فقرهم , فأصبح الفقراء فئة مقهورة تحت سيطرة الأغنياء , يعطونهم متى يريدون ويمنعونهم متى يريدون , ومن الأغنياء من لايعرفون الفقراء إلا فى مواسم العبادة من خلال شهر رمضان المبارك من كل عام , وهم لايعرفون شئ فى هذا الشهر الكريم إلا زكاة الفطر , لكن هناك زكاة المال , وهناك أيضا حق فى المال من غير الزكاة ,

وليعلم الأغنياء أن الضرائب التى تعطى للدولة لاتحسب من الزكاة أبداً , وأنه لايجوز أخذ حق الفقير وصرفه فى إقامة المنشئات العامة حتى لو كان مسجداً لأن الله تعالى قال :" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها ...إلخ الآية فلا يجوز أن ننتقل من فئة الفقراء والمحتاجين والأرامل واليتامى والمساكين وغيرهم من ذوى الحاجات إلا بعد كفايتهم , ونحن نقول لطائفة من الأغنياء مولعون بعاطفتهم طوال العام بأداء العمرة أو الحج , مثنى وثلاث ورباع بل أكثر من ذلك ونقول لهم إن الله تعالى لايقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , فقد كتب الله الحج على المسلم مرة واحدة وما سوى ذلك فهو نافلة .

, إن كنتم حقا أيها الأغنياء تريدون مرضات الله فحققوا لمجتمعاتكم التكافل الإجتماعى , الذى يجبر الخلل وينفى التفاوت الطبقى بين الناس الذى يؤدى إلى الحسد والحقد , من الفقراء تجاه إخوانهم الأغنياء , مع أن الأصل فى المجتمع المسلم المحبة والتآلف , وعلى أهل العلم الدعوة والبيان والإرشاد بما يوجه النفوس للخير ويشحذ الهمم للعطاء والبذل  . " ومن أراد الزيادة عن موضوع الزكاة فلينظر الكتاب والأول والثانى من الفقه الإسلامى أحكام الزكاة على هذا المنتدى . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قوم يستعجلون :

إن من ينظر إلى حال الناس يجد الكثير منهم يتطلعون إلى الراحة , والمكسب السريع الذى يُجبى من غير عناء ولا مشقة , فهم يحرصون على الثمر قبل الشجر ولم يعد لأحد منهم تحمل لسماع درس , أو صبر على كدح وقد سيطرت على النفوس الإستهانة بالقيم والمثل العليا , والجرى وراء المتع والشهوات العاجلة , وإذا نظرنا إلى واقع أمتنا الإسلامية وما تمر به من محن ومصائب , وجدنا كثير من الناس فى غيابات عن الفهم الصحيح للأشياء , وهم ينظرون للأمور بعين واحدة , وقد غابة عنهم مفاهيم كثيرة , وقد سجل لنا التاريخ الإسلامى الأسباب التى نُعملها فى حياتنا لنصل بأمتنا ومجتمعاتنا إلى طريق النجاح ووسائل النجاة , وقبل ذلك حذرنا من وسائل الفشل ومعاول الخراب ,

, ووقعنا يفتقد هذه الحقائق ومن هذه الآفات التى هى مدعاة لأسباب فشلنا فى حياتنا العامة , الإستعجال والتنازل , واليأس والقنوط , والخلط بين حقوق الأشخاص وما ينبغى لهم مهما كانت منزلتهم , وبين حقوق الأمة ومايجب لها من نصرة ورفع رايتها , فعلينا أن نسلك طريق الإعتدال عند حكمنا على الأشياء , لأن التجاوز شطط والنقصان عجز , وخير الأمور الوسط كما قيل " حب التناهى شطط خير الأمور الوسط , وكما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" خير الأمور النمط الأوسط , إليه يرجع الغالى وبه يلحق التالى " ويقول الشاعر :
لاتذهبن فى الأمور فرطا
لاتسالن إن سألت شططا
وكن مع الناس جميعا وسطا

وكما قرر علماء الأصول قالوا :" من استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه " ومثال ذلك من قتل مورثه ليستعجل الحصول على حصة ميراثه فقد قضت الشريعة بأنه لايُورث القاتل , لقد قضت حكمة الله تعالى فى أمره وخلقه أن لك أجل وكتاب , وأن سنن الله تعالى لاتُغير ولا تتبدل , ولن تجد لسنة الله تبديلا " فمن أراد أن يخرق هذه السنن كانت نتائجه وخيمة , وعواقبه أليمة بل ربما أدى استعجاله إلى هلكته وسوء خاتمته , ولقد خُلق الإنسان عجولا , لقصور علمه وقلة صبره وتحمله ,

, فأين أهل العلم والحلم , أين أهل العقول الناضجة والتخطيط السليم فى هذه الأمة , لتساهم فى رأب الصدع ولم الشمل من خلال الفهم الصحيح , والمنهج السليم لتقضى على كل محاولات الفشل واليأس وعمل كل شيطان عنيد , يريد لهذه الأمة الخراب والدمار , فما أحوجنا إلى الفكر السليم والدراسة المتأنية , والتخطيط الواعى , والحلم والرفق , والصبر والثبات ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يمر على أصحابه رضوان الله عليهم وهم فى شدة التعذيب ومحن الإنتقام فيقولون , ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا وكانت الإجابة النبوية الحكيمة " والله لينصرن الله دينه ولكنكم تستعجلون " رواه الإمام أحمد . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الهدى النبوي :

فقد قال عبد الله بن الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صل الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني . قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات. إن فلسطين لم تكن مجرد أرض دخلت تحت سلطان المسلمين في يوم من الأيام ويمكنها في يوم آخر أن تكون خارجة عنهم ، فلسطين مهد الأنبياء ، وفي أرض الحجاز بعث إمامهم وخاتمهم صل الله عليه وسلم ، فلسطين موطن الشرائع والرسالات ، وفي جزيرة العرب أُنزِلت خاتمة هذه الشرائع وناسختها والمهيمنة عليها قال تعالى :" وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه " سورة المائدة الآية 48 ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السِلم والسلام في الإسلام :

إن السِلم والسلام من المبادئ العامة التي جاء بها الإسلام وأكد عليها نبي الإسلام في صل الله عليه وسلم- في شخصه وفي سيرته ودعوته والدين الذي جاء به ، وليعرف من يريد أن يعرف السلم والسلام ـ بلغة العصر- كان مشروعاً إستراتيجياً للنبي صل الله عليه وسلم- شاملاً للأشخاص والأزمان والأمكنة ، ولم يكن إجراءات مرحلية ، أو تخطيطاً وقتياً لتفادي مشكلات معينة ، بل لكي يدخل الناس " في السلم كافة " سورة البقرة الآية 208 ـ ويعمّ السلام بأن " يكون الدين لله" الذي هو دين الإسلام والسلم ، ذلك أن " الدين عند الله الإسلام" ، ورب العباد يدعو إلى السلام ، قال تعالى: " والله يدعو إلى دار السلام" سورة يونس الآية 25ـ.

السلام مبدأ ومسلك وغاية:

إنّ الإسلام دين السلم وشعاره السلام ، فبعد أن كان عرب الجاهلية يشعلون الحروب لعقود من الزمن من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماء، جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام ، ونبذ الحروب والشحناء التي لا تولّد سوى الدمار والفساد.ولذلك فإن القرآن جعل غايته أن يدخل الناس في السلم جميعاً، فنادي المؤمنين بأن يتخذوه غاية عامة ، قال الله عز وجل- مخاطباً أهل الإيمان:" يا أيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة " سورة البقرة الآية 208"، بل إن من صفات المؤمنين أنهم يردون على جاهلات الآخرين بالسلم ، فيكون السلم هنا مسلكاً لردّ عدوان الجاهلين ، قال تعالى:" وإذا خاطبه الجاهلون قالوا سلاما " . ذلك أن مسلك السلم لا يستوي ومسلك العنف ، ومسلك العفو لا يستوي ومسلك الانتقام ، ومسلك اللين لا يستوي ومسلك الشدة والغلظة ،

ولذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم- يدعو ويوصي دائماً أصحابه بالدفع بالتي هي أحسن ، والإحسان إلى المسيئين ، مصداقاً لما قال تعالى موصياً سيد الخلق أجمعين صل الله عليه وسلم:" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " كما أنهم دعوا إلى الجنوح للسلم فقال تعالى: " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله " وشجع القرآن المسلمين على التزام السلم وهذا وقت الحرب- وطالبهم بتلمّس السلم إن وجدوا رداً إيجابياً من الطرف الآخر، فقال تعالى: " فإن اعتزلوكم فلم يُقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا "

لا إكراه في الدين:

جاء الإسلام برسالة واضحة ، والنبي صل الله عليه وسلم- كان واضحاً وسيبقى دينه واضحاً للعالمين ، بأن هناك فرقاً بين احترام حرية الآخرين في اختيار ما يعتقدون ، وبين التلفيق بين الأديان ، أو قبول أديان الضلالة. فالإسلام متناسق وواضح ومنسجم مع منطقه الداخلي ومع الحقيقة الموضوعية ، ولذلك فإنه لا يقبل التلفيق بين الأديان ، فالإسلام هو الحقيقة المطلقة ، ولا يقبل بحال من الأحوال قبول العقائد الأخرى في منطق الإسلام ، كما أن التأكيد على التمايز بين الحق والضلال واضح في منهجه صل الله عليه وسلم- وذلك في سورة الكافرون حيث يقول تعالى:" قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عباد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين"، ولكن في الوقت نفسه لا يصح بحال من الأحوال إجبار وإكراه الآخرين على قبوله ، ولذلك بيّن القرآن الكريم أن " لا إكراه في الدين" لأنه " تبين الرشد من الغي". بل إن القرآن نفسه به آيات كثيرة تدعو إلى احترام عقائد الآخرين حتّى ولو كانت فاسدة وغير صحيحة ، وذلك لسماحة الإسلام حتى في مقابل أصحاب العقائد الضالّة التي لا قداسة لها في نظر الإسلام.