باب فتاوى ومسائل

من كتاب فتاوى ومسائل للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :

جاء فى المسئلة العاشرة : لابأس بالتوسل بالصالحين .
وقول الإمام أحمد رحمه الله : يُتوسل بالنبى صل الله عليه وسلم ـ
" خاصة مع قولهم لا يستغاث بمخلوق فالفرق ظاهر جداً .
وليس الكلام مما نحن فيه فكون البعض يرخص بالتوسل بالصالحين
وبعضهم يخصه بالنبى صل الله عليه وسلم ـ وأكثر العلماء ينهى عن
ذلك ويكره " قلت " والكراهة هنا ليست تحريما ولا كفرا كما يفعل
البعض " وهذه مسألة من مسأل الفقه " يعنى بذلك أنها ليست من
مسائل العقيدة التى يقاس بها الإيمان ويحكم بها بالكفر "

" إلى أن قال :
ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور إنه مكروه فلا ننكر على من فعله
ولا إنكار "البتة " فى مسائل الإجتهاد , وبذلك نعلم أن فى الموضوع خلاف
يقره الشيخ محمد عبد الوهاب وليس فقط فى هذه المسئلة فحسب بل فى جميع
فروع الخلاف فى الفقه وفروع العقيدة التى ليس فيها اجماع ولا شبه اجماع "
ثم يرجع فيقول رحمه الله ولكن انكارنا على من دعا مخلوق أعظم مما يدعوا الله
تعالى ويقصد القبر ويتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر الجيلانى أو غيره
يطلب منه تفريج الكربات واغاثة اللهفان واعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعوا
الله مخلصا له الدين ولا يدعوا مع الله أحداً ,

, ولكن يقول فى دعائه " يعنى فى ضمن الدعاء أسألك بنبيك أو بالمرسلين , أو بعبادك الصالحين " والمقصود يدعوا بفضلهم
وحب الله تعالى لهم " أو بقصد قبر معروف أو غيره يدعوا عنده لكن لايدعوا إلا الله
مخلصا له الدين " فأين هذا مما نحن فيه " قاقرأ هذا جيدا وتنبه له ففيه فوائد لما تنازع فيه الناس فى معظم مسائل الإجتهاد " بدى أشير إلى أن ما وضع بين الأقواس
من تخريج الكاتب ولا أريد أن أعلق أكثر من ذلك " ولو أردت أن أزيد فى هذا الموضوع لزدت ولكنى اختصرت الكلام على ما جاء فى هذا الكتاب .".  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإستعانة والإستغاثة عبادة لله وحده :

الإستعانة والإستغاثة لاتجوز إلا ممن يملك القوة والقدرة , على تصريف الأمور وتحقيق المطلوب , والله سبحانه وتعالى هو القادر على ذلك وحده فهو القاهر
فوق عباده وهو الحكيم الخبير , وليس هناك أحد من خلقه يفعل ذلك لا نبى مرسل ولا ملك مقرب وقد قال تعالى , لنبيه محمد صل الله عليه وسلم أن يقول للناس كما بين فى كتابه الكريم :" قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولوكنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون " سورة الأعراف الآية 188 ـ

ـ فالإستغاثة والإستعانة فيما لايقدر عليه مخلوق لاتجوز إلا فى حق الله تعالى , واجب الوجود ولا يشاركه فى ذلك أحد وهو القائل :" وقال ربكم ادعونى أستجب لكم " سورة غافر الآية 60 ـ وقال تعالى :" وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون " سورة البقرة الآية 186 ـ فالإستغاثة والإستعانة لا تجوز إلا بالله تعالى وحده مع جواز التوسل إلى الله تعالى بحب نبيه صل الله عليه وسلم ـ فحبه صل الله عليه وسلم طاعة وقربه هى من أعظم القربات ووسيلة لنيل فضل الله ورحمته قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون " سورة المائدة الآية 35ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى .
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بشرى بالمغفرة :

ذكر الحافظ النجار عن محمد بن حرب الهلالى قال :

دخلت المدينة فأتيت قبر النبى صل الله عليه وسلم _ فجاء أعرابى فزاره ثم قال :
يا خير المرسلين , إن الله عز وجل أنزل كتابا عليك صادقا قال فيه :
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " سورة النساء الآية 64_ وإنى جئتك مستغفرا إلى ربى من ذنوبى
مستشفعا بك ثم بكى وأنشأ يقول
يا خير من دُفنت فى القاع أعظمه _ فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسى فداءً لقبر أنت ساكنه __ فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت النبى الذى تُرجى شفاعته ___ عند الصراط إذا ما زلت القدمُ
ثم إستغفر وانصرف
قال محمد بن حرب , ثم رقدت , فرأيت فى النوم النبى صل الله عليه وسلم
وهو يقول : الحق بالرجل , فبشره بأن الله _ عز وجل قد غفر له بشفاعتى.
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم