أما المداراة : ـ فيما لايهدم حقا ولا يبنى باطلا فهى كياسة مستحبة يقتضها أدب المجالسة ما لم تنته إلى حد النفاق ويُستجز فيها الدِهان والاختلاق من الكلم الطيب المباح , وتكون مؤكدة في خطاب السفهاء تصونا من سفههم واتقاء لفحشهم روى البخارى وغيره من حديث أبى الدرداء رضى الله تعالى عنه " إنا لنكشر فى وجوه قوم وإن قلوبنا لتلعنهم " أي التبسم هما من أدب المجلس ينبغى بذلهما لكل جليس ولا يعدان من النفاق ولا من الدِهان ( يعني من المداهنة " فقد قال الله تعالى :" وقولوا للناس حسنا " سورة البقرة وهذا لا يتنافي مع أمر الله تعالى لنبيه صل الله عليه وسلم بالإغلاظ على الكافرين لأنه ورد فى مقام الأمر بالجهاد ولدفع ايذائهم وحماية الدعوة وبيان حقيقتها وكما قيل " لكل مقام مقال " وهو من قبيل مراعاة مقتضي الحال " وقد كان النبى صل الله عليه وسلم " أحسن الناس أدبا فى مجلسه وحديثه " ( 26) أسأل الله تعالى أن ينفع به كل من قرأه وأن يجعل ذلك فى ميزان حسناتنا جميعا وهو سبحانه حسبنا وعليه فليتوكل المؤمنون . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم