طوق النجاة فى محبة ( رسول الله صل الله عليه وسلم )

6 ـ الصلاة والتسليم عليه صل الله عليه وسلم ـ ولقد أكرم الله تبارك وتعالى رسوله صل الله عليه وسلم ـ ورفع له ذكره وأمر بالصلاة والسلام عليه أمرا واجبا عاما غير محدد بعدد ولا مرتبط بوقت , قفال تعالى :" إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " سورة الأحزاب الآية 56 ـ
7_ زيارة مسجده الشريف صلى الله عليه وسلم ـ ومن حديث عبد الله بن زيد المازنى رضى الله عنه : عن النبى صل الله عليه وسلم قال : " ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة ومنبرى على حوضى " رواه الشيخان وأحمد والنسائى
ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه : عن النبى صل الله عليه وسلم قال : " صلاة فى مسجدى هذا من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " رواه الشيخان
اللهم أرزقنا زيارة نبيك محمد صل الله عليه وسلم ـ ولا تحرمنا شفاعته , واحشرنا فى زمرته ... اللهم آمين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بيان وتحقيق :

إن ميلاد محمد صل الله عليه وسلم _ لم يتأكد
منه أنه كان يوم 12 ـ من ربيع الأول .
فقد قال بعض : محققى التاريخ أنه كان فى
يوم 9 ـ من هذا الشهر , ولكن المشهور
عندنا يوم 12 ـ من ربيع ولا بأس بذلك .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى يوم ميلاده :

كان يوم الإثنين الثانى عشر من ربيع الأول , يوم ميلاد رسول الله صل الله عليه وسلم ـ على القول المشهور , والحكمة ما فى كونه من ربيع الأول , وهو أن ما فى شرعه شبه بمافى زمن الربيع , فإنه أعدل الفصول وشرعه صل الله عليه وسلم ـ أعدل الشرائع , ولأن ظهوره فيه إلى مافيه من تفاؤل , حسن ببشارته وولادته فيه ,
ففى شهر ربيع تنشق الأرض وتفتق عما فيها من نعم الله البديعة , وبمولده فى هذا الشهر المبارك عمت رسالته أرجاء الدنيا كلها بالخير واليُمن والرحمة والبركة , فقد روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى من حديث ابن عباس رضى الله عنه : أنه صل الله عليه وسلم ـ ولد يوم الإثنين واستنبئ يوم الإثنين , ودخل المدينة يوم الإثنين "
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى محبة النبى صل الله عليه وسلم :

_ فقد روى البخارى من حديث أنس رضى الله عنه أن رجلا أتى النبى صل الله عليه وسلم ـ فقال متى الساعة يارسول الله ؟ قال : ما أعددت لها ؟ قال : الرجل : ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة , ولكنى أحب الله ورسوله , فقال : النبى صل الله عليه وسلم ـ " انت مع من أحببت " لقد أحب الصحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ محبة كاملة لدرجة العشق , وإذا كان الصحابة رضوان الله عليهم قد هاموا بحبه مع أنهم رأوه وتملوا أنواره , فما بالنا بما أتى من بعده ولم يره , لأن كل مؤمن صدق فى الإيمان به تجده محبا له صل الله عليه وسلم ـ مهما طال الزمان وبعد المكان فقد روى مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : من أشد أمتى لى حبا : ناس يكونون بعدى يود أحدهم لو رآنى بأهله وماله " اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين وممن سبقت لهم منك الحسنى وزيادة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديث القرآن عن رسالة الإسلام :

_ حرى بكل مسلم أن يصغى لحديث القرآن الكريم وهو يتكلم عن رسالة خاتم الأنبياء صل الله عليه وسلم ـ وبخاصة ما يتصل بتلك الحملة الشرسة الحاقدة الحاسدة التى هبت علينا ريحها من تلك البلاد التى تجاهر بعدائها للإسلام ونبيه محمد صل الله عليه وسلم يقول تعالى :" هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة الصف الآية 8 ـ 9 ـ إن حديث القرآن عن الرسالة الخاتمة يزرع الثقة فى نفوسنا واليقين فى قلوبنا بأن رسالة الإسلام رسالة خالدة وباقية , ولن يضيرها أبدا حملات الحاقدين ولن تهدد ثوابتها الراسخة تلك الصيحات التى تحملها وسائل الإعلام المعادية , وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى فى القرآن الكريم أن دين الإسلام غالب وسينتشر وسوف يظل باقيا , وسوف تظل مآذنه تردد فى كل أنحاء العالم معلنة أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وهذا وعد الله مؤكد فى القرآن الكريم وهو وعد دائم بما تحمله آياته البينات قال تعالى :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " سورة الحجر الآية 9 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن رسالة الإسلام :

_ لقد تحدث القرآن الكريم عن نبينا محمد صل الله عليه وسلم ـ أن الله تعالى أرسله رحمة للعالمين وسراجا منير وداعيا إلى الله بإذنه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم قال تعالى :" كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد " سورة إبراهيم الآية 1 ـ ونور محمد صل الله عليه وسلم مستمد من نور الله عز وجل حيث قال تعالى :" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديه إلى صراط مستقيم " سورة المائدة الآية 15 ـ 16 ـ وقوله تعالى :" فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين أمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين أمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور " سورة الطلاق الآية 10 ـ 11 ـ نأخذ من هذه الآيات ونلحظ فيها أنها جمعت لنا بين نورين اللذين تؤتى بهما الثمرة المرجوة وهى الهداية إلى الحق والصواب والإستقامة على منهج الله العلى الذى له ما فى السموات والأرض قال تعالى :" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم صراط الله الذى له مافى السموات والأرض ألا إلى الله تصير الأمور " سورة الشورى الآية 25 ـ 53 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديثنا عن رسالة الإسلام :

_ إن أمة الإسلام قد تمرض وتصاب ببعض الوعكات بما كسبت أيدى أبنائها من الآفات الفكرية والمنكرات والمعاصى والبدع والخرفات , ولكنها لن تموت أبداً , والله سبحانه وتعالى يعد هذه الأمة أفرادا وجماعات إن ثابت إلى رشدها وتمسكت بتعاليم دينها , وذلك عن طريق التطبيق العملى فى شتى ميادين حياتها , وأن تأخذ من كيد أعدائها دفعا لتقوية إيمانها مايزيد ثقتها بوعد ربها , حتى لايتسرب إلى قلوب أبنائها شئ من الضعف , ولتعلم أن محاولات أعدائها لإضعاف الإسلام أو القضاء عليه سوف تبوء بالخسران , وسوف يرد الله تعالى كيدهم فى نحورهم وسوف يموتون غيظا وكمداً , وسوف يظل نور الإسلام بنيه صل الله عليه وسلم ـ ساطعا وهاجا لينير الطريق لكل ضال يريد أن يتمسك بمشاعل الهداية , ويأخذ بيده من حيرته حيث طريق الإيمان والهدى والخير وصدق ربنا القائل :" إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا " سورة الطارق الآية 15 ـ 17 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليظهره على الدين كله :

_ إن الله تعالى وعد عباده المؤمنين بنصرة هذه الدين وانتشاره فى كل مكان وعند كل الجنسيات والألوان , وتمت كلمات الله صدقا وعدلا , وسرى نور الإسلام فى جميع الآفاق ناشراً معه الهداية الإلهية المتمثلة فى كتاب الله عزوجل والإقتداء برسوله صل الله عليه وسلم ـ الذى أخرج الناس من الظلمات إلى النور , من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد , ومن ظلمات الباطل إلى نور الحق , ومن ظلمات الشر إلى نور الخير , ومن ظلمات الإنحراف والإباحية إلى العفاف والإستقامة , ومن ظلمات الجور واغتصاب الحقوق إلى عدل الإسلام ورحمته , يقول تعالى :" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون , هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة التوبة الآية 32 ـ 33 ـ فهذه الآية وغيرها فى القرآن الكريم تبين لنا أن كل من يريد أن يقف فى طريق هذا الدين متخذا الوسائل مايظن أنه سوف يقضى عليه أن مَثله من يريد أن يطفئ نور الشمس فى رابعة النهار , وأنها مهما اتخذت من الوسائل فسوف تبوء بالفشل والعجز , لأن الله تعالى وعد بخلود هذا الدين وأنه سوف يعلوا على كل الأديان " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هل من عودة إلى النورين :

عندما يبتعد الناس عن نور القرآن الكريم , ونور السنة النبوية الشريفة , فإن الظلمات تحيط بهم من كل جانب , وهى ظلمات كثيرة ومتعددة يأتى فى مقدمتها , ظلمات الشرك والبعد عن الإيمان الحق , وظلمات الهوى وإيثار الضلالة على الهدى , وإيثار طريق الغواية والإنحراف , على الإستقامة والفلاح , وإيثار المعاصى والآثام والفحش والتفحش على الحياء والآداب الإسلامية والتعاليم الإلهية , وإيثار الحرام الخبيث الضارعلى الحلال الطيب النافع , وكل هذا ظلمات بعضها فوق بعض
إذا إجتمعت وتراكمت فإنها تنحدر بالإنسانية , إلى أسفل سافلين فى الدرك الأسفل من أدنى الإنسانية إلى مستوى الحيوانية قال تعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " سورة النور الآية 63 ـ وحديث النبى صل الله عليه وسلم :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدى كتاب الله وسنتى "

فإذا صار الناس على أضواء هذين النورين , تمثلت الإستقامة فى حياتهم ويتحول هذا النور إلى منهج فى تكوين الإنسان المؤمن المستقيم , على طاعة الله على نور من الله وهو يرجوا ثواب الله , ويصل بذلك إلى حقيقة التقوى يقول الله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وأمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم " سورة الحديد الآية 28 ـ وعندما يملأ نورالإيمان قلب المؤمن ويتمثل فى الإستقامة , على المنهج الإسلامى تغيرت أحواله من الموت النفسى إلى حياة الهدى والطاعة , وأما من عاش فى ظلمات الخيبة والخسران وانعكاس الرجاء فهو الميت حقا وإن كان يمشى بين الناس , قال تعالى :" أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون " سورة الأنعام الآية 122 ـ

أيها المسلمون : إننا فى أمس الحاجة فى هذه الأيام , أن نراجع أنفسنا لإكتساب هذا النور وتجديده فى حياتنا وسائر تصرفاتنا وأعمالنا , مما يجعلنا فى المنزلة التى أرادها الله تعالى لنا حيث قال تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " سورة آل عمران الآية 110 ـ
وهذا هو السبيل الوحيد الذى يجب أن تسلكه الأمة , إن أردنا لأنفسنا عز الدنيا وسعادة الآخرة يقول الله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم وإعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " سورة الأنفال الآية 24 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أسماء النبى صل الله عليه وسلم :

عن جبير بن مطعم رضى الله عنه ـ عن النبى صل الله عليه وسلم ـ
قال : " لى خمسة أسماء , أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحى الذى يَمحو
الله بى الكفر , وأنا الحاشر الذى يُحشر الناس على قدمى , وأنا العاقب
الذى ما بعده نبى " رواه الشيخان  
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

واجبنا نحو رسول الله صل الله عليه وسلم _

مما يجب علينا نحو رسول الله صل الله عليه وسلم ـ هو أن نملأ قلوبنا وعقولنا
وعواطفنا ومشاعرنا وسائر جوارحنا بمحبته , وتوقيره وتعظيمه حتى  يكون حبنا له
أعظم من محبتنا لأنفسنا ومن آبائنا وأبنائنا والناس أجمعين , وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم ـ " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين "
رواه البخارى ومسلم  ومن واجبات محبتنا له صل الله عليه وسلم ـ أن ندفع عنه وعن
سيرته العطرة ضد شياطين الأرض , وخفافيش الظلام , من أمثال شياطين الرسوم الكاركاتيريه , ومرتزقة الفكر والأقزام من المفسدين , والدجالين ممن ينتسبون للعلم والدين ويكون ذلك بكل ما نستطيع , من جهد ومجهود بالنفس والمال والحجة والبيان  
ولنعلم أنه ليس لنا طريق إلى الله سبحانه سوى طريقه كما يقول : الشاعر .
         ليس الطريق سِوى طريق محمد
                     فهى الصراط المستقيم لمن سلك
 من اقتفى آثاره فقد اهتدى
                    سبل الرشاد ومن يزغ عنها هلك .  
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن حب محمد صل الله عليه وسلم والشوق إلى لقائه :

ـ إن حب الله تعالى ورسوله صل الله عليه وسلم ـ يفوق حب الدنيا كلها ويقدم على حب الأهل والولد والمال , وهو يسبق حب النفس والذات ويسيطر على القلب وبواعث الفعل والترك فى أعمال المسلم كلها قال تعالى :" قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين " سورة التوبة الآية 24 ـ فحب الله تعالى ورسوله صل الله عليه وسلم ـ لايقارن بهذه الأشياء كلها وإن عظمت فما قيمة الأهل والعشيرة فى غيبة الدين , وهل ينفع المال والثروة إذا فقد العبد رضا الله الكريم الرحيم

وذات يوم قال عمر ابن الخطاب رضى الله تعالى عنه : للنبى صل الله عليه وسلم ـ لأنت أحب إلى من كل شئ إلا نفسى التى بين جنبى فقال له النبى صل الله عليه وسلم ـ :" لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه " فقال عمر والذى أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلى من نفسى التى بين جنبى فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم ـ " الآن ياعمر " رواه البخارى ـ والمعنى أى أن الإيمان قد ثبت لك فعندما ينشرح صدر المسلم بالإسلام ويطمئن قلبه بالإيمان ويذوق حلاوة الإيمان يدرك أن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أحب إليه من كل شئ حتى نفسه التى بين جنبيه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى محبته صل الله عليه وسلم :

ـ وإن حب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ  الذى نتحدث عنه ليس مجرد الحب العاطفى والميل القلبى كما يحب الرجل أهله وأولاده بل هو الحب العقلى الذى يجمع فيه العبد بين حقيقة الحب الصادق والإقتداء العملى وهذا هو الفيصل فى التفرقة بين مراتب الحب , وطبفات المحبين فبقدر الحب يكون الإقتداء قال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " سورة آل عمران الآية 31 ـ وفى ذلك قول القائل : تعصى الإله وتظهر حبه ـ هذا لعمرى فى القياس بديع ـ لو كان حبك صادقا لأطعته ـ إن المحب لمن يحب مطيع " إن حبنا لرسول الله صل الله عليه وسلم ـ لهو أعظم الحب وأقدسه وأكرم الحب وأبقاه لمن أراد النجاة لأنه حب موصول بالله وفى الله قال تعالى :" والذين أمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة الآية 165 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعوى بلا دليل :

من يدعى حب النبى ولم يفد  ـ  من هديه فسفاهة وهراء
الحب أول شرطه وفروضه  ـ  إن كان صادقا طاعة ووفاء
وصدق الله العظيم إذ يقول : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى
يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " سورة آل
عمران الآية 31ـ  
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بذلك فقط يتحقق للعبد الإيمان الواجب :

ـ كما فى حديث عمرو بن العاص رضى الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " حديث صحيح ويعضدد هذا المعنى ويقويه قوله تعالى :" فلا وربك لا يؤمنون حت يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " سورة النساء ويقول يحى بن معاذ رضى الله عنه ـ ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده " ولما ادعى قوم محبة الله ورسوله ابتلاهم الله بهذه الآية من قوله تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " سورة آل عمران إن اتباع هوى النفس من أسباب عدم المبالاة بالمعاصى والفجور , وسيئات البدع ونبذ الآداب الدينية والأخلاق المحمدية ارتكاب ما لايرضاه الشرع والعقل من الشرور والآثام وفى ذلك أنشد بعضهم : تعصى الإله وأنت تزعم حبه ـ هذا لعمرى فى القياس شنيع ـ لو كان حبك صادقا لأطعته ـ إن المحب لمن يحب مطيع " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من خصائص الأنبياء دون غيرهم من البشر :

ـ اختص الله تعالى أنبيائه ببعض الخصوصيات عن غيرهم من البشر منها 1ـ نزول الوحى 2 ـ العصمة من الشر 3 ـ الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم 4 ـ تُخير الأنبياء عند الموت بين الدنيا والآخرة 5 ـ إختص الله تعالى الأنبياء بعد موتهم : بألا يقبر نبى إلا حيث يموت , وحرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء , وكذلك الأنبياء بعد موتهم أحياء فى قبورهم حياة لا يعلمها إلا الله , وهم فى قبورهم يصلون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قرآن وسنة :

قال تعالى :" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " سورة الإسراء الآية 88 ـ
ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدى كتاب الله وسنتى " يؤكد القرآن الكريم على أن الله خلق الإنسان ويسر له
سبل الحياة بكافة أشكالها , وهيأ له من الأسباب ما يمكنه من عمارة الكون ووضع له من الأسس والقوانين التى إن اتبعها الإنسان يصل إلى الهدف الذى من أجله خُلق ألا وهو عبادة الله تعالى الواحد الأحد قال تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " سورة الذريات الآية 56 ـ

والقرآن كما هو معلوم هو الدستورالسماوى عند الإستدلال والحكم , وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم هى البيان الواضح والتفسير الشامل لمنهج الإسلام وفى سنة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يبين لنا ويقول : " خذوا عنى مناسككم " والقرآن يأمرنا بأن نقتدى بالرسول صل الله عليه وسلم ـ وأن نهتدى به ونطيعه فيما أمرنا به وبلغنا عن ربه قال تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر الآية 59 ـ ومن ثم يجب على المسلم أن يعى ويتدبر حقائق القرآن ومعانيه وأن يأتمر بأوامره وينتهى عما نهى عنه , وأن يتمسك بسنة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ويعمل بها ويتأسى بأفعاله وأخلاق الحبيب صل الله عليه وسلم لينال الفلاح والنجاح فى الدنيا والآخرة .
.وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الشفاعة :

الشفاعة معناها : أن يشفع إنسان لآخر أو أن يشفع العمل الصالح لصاحبه
يوم القيامة كما يشفع القرآن الكريم لقارئه وكما يشفع الصوم للصائم يوم
القيامة , والشفاعة الكبرى تكون من رسول الله صل الله عليه وسلم من بعد
إذن الله له , فى يوم تتجه الخلائق جميعا للأنبياء بدءاً بآدم وموسى وعيسى
وغيرهم وينتهون برسول الله صل الله عليه وسلم ـ فيشفع لهم عند ربهم أن
يخلصهم من كربهم والموقف الذى هم فيه .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأدب مع رسول الله صل الله عليه وسلم :

ـ أمرنا الله عز وجل يالأدب مع نبيه محمد صل الله عليه وسلم فقال :" يا أيها الذين أمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون " سورة الحجرات الأية 2ـ وفى الأية الكريمة دعوة للمؤمنين أن يتأدبوا مع رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فى حياته وبعد مماته وكأنه حىٌ بين أيديهم يتلقون الأمر منه فى أدب واحترام فلا يقولوا حتى يقول ولا يفعلوا حتى يأمر وإذا تكلم وجب عليهم أن يسكتوا ولا يتكلموا حتى ينتهى من حديثه أن يُرعوا عند مخاطبته أبهة النبوة وجلال مقدارها ويتأكد ذلك عند الوقوف بين يديه عند قبره وأن يخاطبوه مخاطبة الأحياء فى تؤدة وأدب جم " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صفة الرسول صل الله عليه وسلم فى التوراة :

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : إنه رأى النبى صل الله عليه وسلم ـ
الموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن :" يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا , وحرزا للأميين أنت عبدى ورسولى سميتك المتوكل , ليس بفظ ولا غليظ , ولا صخاب فى الأسواق , ولا تجزى بالسيئة السيئة , ولكن يعفو ويصفح ,
ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله , ويفتح به أعينا عميا , وقلوبا غلفا , وآذانا صما " رواه الإمام أحمد والبخارى
. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من دلائل النبوة :

الأرض تلفظ من يكذب بالله ورسوله صل الله عليه وسلم ـ
من حديث أنس رضى الله عنه قال : إن رجلا كان يكتب للنبى صل الله عليه وسلم ـ فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين فقال : النبى صل الله عليه وسلم ـ إن الأرض لاتقبله فأخبرنى أبو طلحة رضى الله عنه : أنه أتى الأرض التى مات فيها فوجده منبوذاً فقال : ما شأن هذا ؟ فقالوا : دفناه مراراً فلم تقبله الأرض " متفق عليه .
. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم