إن كيد الشيطان كان ضعيفا :

فى ذكر الشيطان لعنه الله ووقوفه للعباد عند أعمال الخير :

قال تعالى حكاية عن ابليس " قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم سورة الأعراف وعن سبرة بن فاكه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم " يقول _ ان الشيطان قعد للانسان بأطرفه فقعد له بطريق الإسلام فقال له تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك ؟ فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال تهاجر وتدع أرضك وسمائك ؟ وانما مثل المهاجر كالفرس فى الطول فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال ؟ فعصاه فجاهد فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة ومن قتل كان حفا على الله أن يخله الجنة وان وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة " رواه الإمام أحمد وانسائى وابن حبان وعن عثمان بن أبى العاص قال قلت يا رسول الله صل الله عليه وسلم :" حال الشيطان بينى وبين صلاتى قال ذاك خَنزب فاذا أحسست به فتعوذ بالله واتفل عن يسارك " . رواه مسلم وخَنزب شيطان يوسوس للعبد عند صلاته ليقطعه عنها (والتفل معناه النفخ عن اليسار بشدة ) وفى رواية قال الراوى ففعلت ذلك فذهب عنى _ وعلى المسلم اذا وسوس له الشيطان ان يقاومه ويعانده كما كان يفعل بن عمر رضى الله تعالى عنهما فكان الشيطان يخيل له أنه بال على ثوبه وهو يقضى حاجته فى الخلاء فكان بن عمر يكب الماء على ثوبه قبل ان يقضى حاجته فجائه الشيطان وقال له بُلت على ثوبك فقال اخسأ يا عدو الله وهكذا فى أى شئ يوسوس فيه الشيطان ـ وعن أبى بن كعب رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ان للوضوء شيطانا يقال له الوهان " فاتقوا وسواس الماء " , رواه الامام أحمد والترمذى وابن ماجة وقال النخعى : تشديد الوضوء من الشيطان ولو كان هذا فضلا لأوثر به أصحاب محمد صل الله عليه وسلم وقال تعالى:" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " سورة البقرة وعن عبد الله ابن مسعود رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم " ان للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فايعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فايعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان ". رواه الترمذى والنسائى وابن ماجة ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 1)

التحصن من الشيطان بذكر الله :

قال تعالى " إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " سورة الأعراف وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم " من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير فى يوم وليلة مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ( وفى بعض الروايات من رقاب ولد اسماعيل ) وكتب له مائة حسنه ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به الا رجل عمل أكثر منه رواه البخارى ومسلم وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم " اذا خرج الرجل من منزله بسم الله توكلت على الله ولاحول ولا قوة الا بالله يقال له :" هديت ووقيت وكفيت " فيلقى الشيطان الشيطان فيقول له كيف لك برجل قد كفى وهدى ووقى رواه الخمسه الا ابن ماجة وروت خولة بنت حكيم رضى الله تعالى عنها قالت سمعت رسول الله صل عليه وسلم يقول " من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله رواه مسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (2 )

موعظة :

تعلم كيف تكون منصفا مع نفسك فى محاسبتها وذلك بفطمها ومنعها عن شهواتها , واحرص على عبادة ربك فإنها غذاء للروح , والقراءة والمطالعة غذاء للعقل , والطعام غذاء للجسد , وإذا أخطأت فاندم فالندم توبة الصادقين , وعلى المسلم أن يفكر قبل أن يقع فى المعصية وأن يندم قبل أن يغويه الشيطان قال تعالى " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " سورة الأعراف الآية 201_ والمعنى إن الذين اتقوا من الناس وخاصة المؤمنون , بالخوف من عقابه , وذلك بإمتثال الأوامر , واجتناب ما نهى الله عنه وزجر وهؤلاء , إذا أصابهم عارض من وسوسة الشيطان تذكروا ما أوجب الله تعالى عليهم من طاعته , والتوبة إليه , فإذا هم منتهون عن معصية الله تعالى على بصيرة ونور من الله أخذون بأمر الله تعالى , عاصون لنداء الفتنة والهوى والشيطان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الحق والباطل :

إحذر الشيطان فإنه يرضى منك أن يسكن قلبك وأن توجه يدك ولسانك نحو الله ـ
ولكن الله تعالى لايرضى أن تجعل له فى قلبك شريكا حتى تكون له خالصا مخلصا ,
وإن أبغض النفاق أن تمد يداً للشيطان ويد الله وتظن بذلك أنك تُرضى الله والناس وتكسب الإثنين معا , والحق أنك إذا أمددت يداً نحو الشيطان فقد عشت كذلك للشيطان ومددت إليه يدك جميعا , فمن عرف الله استغنى به ومن عرف الحق لم يستهوه الباطل . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين عداوة الإنسان وعداوة الشيطان :

كلما قوي إيمان العبد ضعف عنه كيد الشيطان , ولقد توعد الشيطان على إغواء بني آدم، وإتيانهم من جميع الجهات، والقعود لهم بكل مرصد، إلا عباد الله المخلصين، الذين قويت إرادتهم، وأصبح إيمانهم أقوى من كيد الشيطان، فإنه لا سلطان له عليهم، فقد أعان الله تعالى رسوله صل الله عليه وسلم على شيطانه حتى أسلم، وأصبح زمامه بيد رسول الله صل الله عليه وسلم بحيث لا يقوى على كيده، كما ثبت في الصحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: "ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الملائكة، وقرينه من الجن " قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم"، وفي رواية: "فلا يأمرُني إلا بخير"، أي: استسلم وانقاد.وكذلك عمر رضي الله عنه كان أقوى من الشيطان بقوة إيمانه، فما سلك عمر فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً غيره, ولهذا أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من كيد الشيطان , والاستعاذة معناها اعتصام بجناب الله تعالى من كيد الشيطان ومكره، واستجارة بالله سبحانه من همزه ونفخه ونفثه، وكأنه يقول أستجير بالله تعالى من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أُمرت به، أو يحثني على فعل ما نُهيت عنه؛ فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله تعالى .هي الالتجاء إلى الله العظيم.

. ولقد ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات في شأن الاستعاذة، وهي واضحة صريحة، يقول الله تعالى :" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين , وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم " سورة الأعرَاف: 199-20ـ.وقوله عز وجل :" ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون , وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون " سورة المؤمنون: 96-98 .ـ وقوله تعالى ": ولا تستوي الحسنة زلا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ,وما يُلقاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم , وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " سورة فصلَت: الآية 34-36 .فهذه الآيات الكريمة في القرآن العظيم ورد فيها نص صريح من الرب العظيم وتوجيه إلهي كريم لصفوة الخلق أجمعين وخاتم أنبياء رب العالمين نبينا محمد صل الله عليه وسلم ولأمته من بعده؛ بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، العدو الإنسي قد يرده الإحسان إلى أصله الطيب، فموالاته ومصافاته ومداراته ومجاملته لا شك أن لها تأثيراً كبيراً فيه، وذلك لكي ترد من شره وكيده ومكره لا محالة بإذن الله تعالى،

أما العدو الجني الخبيث فلا يرده إحسان ولا مصانعة ولا مصافاة ولا مجاملة، ولا يرده شيء من ذلك، فهو لا يبتغي ولا يريد إلا هلاك آدم وذريته، وذلك لشدة العداوة بينه وبين أبينا آدم من قبل والآن وحتى الممات، قال الله تعالى": قَال أرأيتك هذا الذي كرمت علىَّ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا " سورة الإسرَاء: 62الآية. وقال تعالى: ": يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجن " سورة الأعراف: الآية 27. ، وقال جلا وعلا :" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " سورة فَاطِر: الآية 6. وقال سبحانه وتعالي :" أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " سورة الكهف: الآية 50.ومع هذا كله فقد عمل المستحيلات لأبينا آدم عليه السلام، وأقسم بالله إنه له من الناصحين، وهو في الحقيقة من الكاذبين وقد أخبر ربنا جل وعلا عنه في القرآن الكريم:"قَال فبعزتك لأغوينهم أجمعين , إلا عبادك منهم المخلصين " سورة ص: الآية 82-83.

وقال جل جلاله: " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم , إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون , إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون " سورة النحل: الآية 98-100ـ ومن أحكام الاستعاذة :والذي عليه جمهور أهل العلم أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة للالتجاء إلى الله والتحصن به، ودفع وسوسة العدو الجني الخبيث لقوله تعالى ": فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " سورة النحل: الآية 98.يقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : إنه لابد قبل القراءة من التعوذ، وأما سائر الطاعات فإنه لا يتعوذ منها، والحكمة في ذلك أن العبد قد ينجس لسانه بالكذب، أو الغيبة، والنميمة ونحو ذلك، فأمره الله تعالى بالتعوذ؛ ليعود لسانه طاهراً، فيقرأ بلسان طاهر كلاماً أُنزل من رب طيب طاهر "تفسير الفخر الرازي .

.وقد ذكر أهل العلم أنها مستحبة، في غير قراءة القرآن وليست بواجبة، ومن قال بوجوبها فإذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، والذي ثبت هو مواظبة النبي صل الله عليه وسلم عليها؛ لأنها تدرأ شر الشيطان، ومنهم من قال إنها تجب على النبي صل الله عليه وسلم دون أمته، ولا شك أن المداومة عليها خير وأحفظ للمسلم.ولأن الاستعاذة قد ورد فيها أحاديث كثيرة ، منها وروى البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال ، كنت جالساً مع النبي صل الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي صل الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد …"فإذا وسوس لك  الشيطان في صلاتك فادفعه أيضا بالاستعاذة والتفل عن يسارك لما رواه مسلم في صحيحه أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صل الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صل الله عليه وسلم إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "ذاك شيطان يقال له خَنزَبُ فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً " قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني."

وما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم - إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول: "لا إله إلا الله" ثلاثاً، ثم يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه". وقد فسر الهمز بالموت وهو الخنق، والنفخ بالكبر، والنفث بالشعر.و الاستعاذة لها بركة عظيمة، على المسلم فهي طهارة للفم مما يتعاطاه من اللغو والرفث، وهي أيضاً تطييب للفم، لتلاوة كتاب الله العظيم، وهي أيضاً استعاذة بالله العلي العظيم من الشيطان، واعتراف للرب بالقوة والقدرة، وأن العبد المسلم عاجز عن مواجهة عدوه اللدود الشيطان الرجيم، ولا يحصنه ولا يحفظه منه إلا رب العالمين. ولأن الشيطان عدو مبين للإنسان، وأنه يرى ابن آدم من حيث لا يراه لقوله عز وجل:" إنه يراكم هو قبيله من حيث لا ترونهم " سورة الأعراف الآية: 27.

ولا يقدر على دفع ضره وردعه وزجره ومنعه إلا الله العلي العظيم الذي خلقنا وخلقه ويعلم ما في نفسه، وقوله عز وجل: " أَلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " سورة المُلك الآية : 14ـ ولهذا حثنا المولي تبارك وتعالى على الله التعوذ من الشيطان في كل في كل أوقاتنا وسائر أحوالنا ، لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولذلك وردت آيات قرآنية كثير تدعو إلى التعوذ منه والدعاء إلى الله تعالى والاستعانة به على همزات الشيطان، ورود ذكر الدعاء بالتعوذ من الشيطان الرجيم في قوله تعالى :"قل رب إما تريني ما يوعدون، رب فلا تجعلني في القوم الظالمين، وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون. ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون، وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون" سورة المؤمنون : الآية 93-98ـ

فيكفيك إذاً ما دلنا الله تعالى عليه من الدعاء وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين في الصباح والمساء مع ما صح من أذكار عن النبي صل الله عليه وسلم ، وكذلك قراءة آية الكرسي قبل النوم والبسملة عند عمل أي شيء والاستعاذة كلما أحسست بوسوسة من الشيطان, فالله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صل الله عليه وسلم بأن يدعو ربه ويقول :"وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين"، أي أنه عند الاستعاذة كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" وهذا دعاء لله تعالى أن يعصمنا بحوله وقوته عز وجل من الشر الذي يصيبنا بسبب مباشرة الشياطين، وهمزهم ومسهم ومن الشر الذي يصيبنا بسبب حضورهم ووسوستهم، ويعتبر هذا الدعاء استعاذة من مادة الشر كله وأصله ويدخل فيها الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان ومن مسه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه سلم من كل شر ووفق لكل خير.وأيضا قوله تعالى كما في سورة الناس :"قل أعوذ برب الناس, ملك الناس , إله الناس , من شر الوسواس الخناس , الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس "

هذه السورة تشتمل على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها الذي من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن لهم الشر، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه فينبغي للعبد أن يستعين ويستعيذ بالله من الشيطان، مشيراً إلى أن الشيطان يعرض للإنسان في أمور كثيرة، خاصة أثناء الصلاة، ولذلك كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحث على الدعاء لله تعالى بالتعوذ من الشيطان عن عثمان أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صل الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيئاً في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال رسول الله :" ذاك شيطان يقال خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً " قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عز وجل عني."

ومن ثم يجب علينا أن نعوذ أبنائنا من الشيطان الرجيم والدعاء لهم بالتحصن منه ومن شره، عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين ويقول:" إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " وقال أبو رافع رضي الله عنه: رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته أمه فاطمة رضي الله عنها بالصلاة.وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يحث أصحابه على التعوذ من الشيطان الرجيم عند إتيان الأهل عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صل الله عليه وسلم : “لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا".

وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صل الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد رضي الله عنهما فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صل الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صل الله عليه وسلم : “على رسلكما إنها صفية بنت حيي” فقالا: سبحان الله يا رسول الله فقال: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا."وكان النبي صل الله عليه وسلم يعتكف في مسجده للعبادة، وكان يعطي مجالا للحديث مع الآخرين في شؤون دينهم ودنياهم، ولذلك كانت زوجاته عليه الصلاة والسلام يقمن بزيارته في معتكفه بين الحين والآخر، ومن بين تلك الزيارات قدوم صفية بنت حيي رضي الله عنها إلى النبي صل الله عليه وسلم في المسجد لتحدثه حول بعض شؤونها فكان أن لبى النبي عليه الصلاة والسلام حاجتها إلى الحديث ورغبتها في الزيارة ولم يعاجلها حتى أوغل الليل واشتدت ظلمته،

ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرر أن يرافق زوجته في طريق العودة حتى لا يساورها الخوف فخرج معها حتى يوصلها إلى البيت، وفي هذه الأثناء كان هناك رجلان من الصحابة يمران بالطريق الذي قصده رسول الله فأبصرا النبي عليه الصلاة والسلام ومعه امرأة متشحة بالسواد فاستحيا وأسرعا مبتعدين ولم يدر في تفكيرهما أي خاطر من أي نوع ولكن النبي صل الله عليه وسلم وهو العالم بمكائد الشيطان ووسوسه وحبائله خشي من الوسواس الخناس أن يزرع في قلوبهما ريبة أو شكاً فبادر النبي صل الله عليه وسلم بقوله: "على رسلكما إنها صفية بنت حيي".وكان قد أصاب خالد بن الوليد أرق فقال له النبي صل الله عليه وسلم : "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت؟ فقال: قل اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن جاري من شر ما خلقت جميعا أن يفرط علي أحد منهم وأن يطغى عز جارك لا إله غيرك " ألا فليحرص كل مسلم ومسلمة على الاستعاذة والالتجاء والتحصن بالله العظيم من أعدائه من الإنس والجن. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم