لهذا لاينتصر :

جزاء من يعذب غيره :

عن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه- أنه مر بالشام على أناس من الأنباط ، وقد أقيموا في الشمس ، وصُب على رؤوسهم الزيت! فقال: ما هذا؟!!
قيل: يعذبون في الخراج! وفي رواية: حبسوا في الجزية. فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا.
فدخل على الأمير فحدثه ، فأمر بهم فخلوا . رواه مسلم وأبو داود وغيرهما ، وزاد الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب . فى هذا الحديث الشريف دعوة إلى تحريم تعذيب أحد من الناس مسلما كان أو غيره بل إن الإسلام لم يقف بهذا التحريم إلى تعذيب الإنسان فقط بل تعدى ذلك إلى الإحسان إلى لإنسان الحيون ، ألا فليتق الله تعالى أقوام يستغلون نفوذهم أو سلطانهم أو حكمهم أو مالهم في تعذيب الناس ، ألا فليحذروا فإن الله تعالى مطلع عليهم ، قادر عليهم ، متى شاء أخذهم أخذ عزيز مقتدر
" .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أسباب النصر :

إنّ الصلاة والدعاء والصبر من الأسباب التي تستنزل النصر وترفع البلاء فمن الأمثلة من الآيات القرآنية التي تحث على الدعاء من أجل النصر قوله تعالى : " ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا , وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين " فكانت النتيجة كما في قوله تعالى :" فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت " سورة البقرة ، ومن أدعية النصر :" اللّهمّ إنّي أسألك النصر الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل ، حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك ، يا من هو لي في كلّ مقام. اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك أبداً حتى ألقاك ، وأسعدني بتقواك ولا تشقني بمعصيتك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ، واجعل غنائي في نفسي ومتّعني بسمعي وبصري ، واجعلهما الوراث مني ، وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري وأقر بذلك عيني ‏.‏ اللهم بسطوة جبروت قهرك ، وبسرعة إغاثة نصرك ، وبغيرتك لانتهاك حرماتك ، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك نسألك يا الله يا سميع يا قريب يا مجيب يا سريع يا منتقم يا جبار يا قهار يا شديد البطش يا عظيم القهر يا من لا يعجزه قهر الجبابرة ولا يعظم عليه هلاك المتمردين من الملوك والأكاسرة أن تجعل كيد اليهود والكفار في نحرهم ومكرهم عائدا اليهم.

اللهم اكفنا شر العدا ولقهم الردى واجعلهم لكل حبيب فدا وسلط عليهم عاجل النقمة في اليوم والغدا اللهم بدد شملهم اللهم فرق جمعهم، اللهم قلّل عددهم اللهم فلّ حدّهم ، اللهم قلل نجدهم اللهم اجعل الدائرة عليهم اللهم أرسل العذاب الأليم اليهم اللهم اخرجهم عن دائرة الحلم واسلبهم مدد الأمهال وغل أيديهم إلى أعناقهم واربط على قلوبهم ولا تبلغهم الآمال اللهم مزقهم كل ممزق مزقته اعدائك انتصاراً لأنبيائك ورسلك وأوليائك اللهم لا تمكن الأعداء فينا ولا تسلطهم علينا بذنوبنا. اللهم لا تمكن الأعداء فينا ولا تسلطهم علينا بذنوبنا، اللهم بحق طه وقاف وسورة الأحقاف بلطفك يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف اللهم قنا شر الأسوى ولا تجعلنا محلاً للبلوى. اللهم أعطنا أمل الرجاء وفوق الأمل يا من هو بفضله لفضله نسأل نسألك اللهم العجل العجل الهي الأجابة يا من أجاب نوحاً في قومه ويا من نصر إبراهيم على أعدائه ويا من رد يوسف على يعقوب ويا من كشف الضر عن أيوب بأن تجيب لنا هذه الدعوات وأن تتقبل منا ما به دعوناك وأن تعطنا ما به سألناك ، انجز لنا وعدك الذي وعدته لعبادك المؤمنين النصر والظفر والفتح المبين " لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين".

اللّهمّ لا تحبّب إليّ ما أبغضت ، ولا تبغّض إليّ ما أحببت ، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك ، أو أردّ قضاءك ، أو أعدو قولك ، أو أناصح أعدائك ، أو أعدو أمرك فيهم ، اللّهمّ ما كان من عمل أو قول يقرّبني من رضوانك ويباعدني من سخطك، فصبّرني له واحملني عليه يا أرحم الراحمين. اللّهمّ إني أسألك لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً ويقيناً صادقاً وإيماناً خالصاً ، وجسداً متواضعاً ، وارزقني منك حباً وأدخل قلبي منك رعباً ، اللّهمّ فإنّ ترحمني فقد حسن ظنّي بك ، وإن تعذّبني فبظلمي وجوري وجرمي وأسرافي على نفسي ، فلا عذر لي إن اعتذرت ولا مكافات أحتسب بها، اللّهمّ إذا حضرت الآجال ونفدت الأيام ، وكان لا بدّ من لقائك ، فأوجب لي من الجنّة منزلاً يغبطني به الأوّلون والآخرون ، لا حسرة بعدها ولا رفيق بعد رفيقها في أكرمها منزلاً. اللّهمّ ألبسني خشوع الايمان بالعزّ قبل خشوع الذلّ في النار، أثني عليك ربّ أحسن الثناء لأنّ بلائك عندي أحسن البلاء ، اللّهمّ فأذقني من عونك وتأييدك وتوفيقك ورفدك ، وارزقني شوقاً إلى لقائك ونصراً في نصرك حتى أجد حلاوة ذلك في قلبي ، وأعزم لي على أرشد اُموري , " اللهمّ هذا حَالنا لايَخفي عليك وضَعفنا ظاهرٌ بين يديك اللهمّ عاملنا بالإحسانِ إذ الفضلُ منك وإليك " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

تعلم الدرس :

ـ البعض يعتقد أن الأمور تقدر بظاهرها , فالغنى سعيد والفقير تعيس , والظالم قوى , والمظلوم ضعيف , لاحق له ولا محيص من هذا المصير , ومن يتأمل الحكمة الربانية مع كل حدث وحركة وموقف يمر فى الحياة , يرى حكمة الله عند كل قسمة , فالله تعالى حكيم وهو أعلم بما يُصلح فلان وما يفسد غيره من الناس , فالله حليم يعلم بظلم الظالم ولكنه يُمهله ولا يُهمله , ويذكره بوسائل كثيرة متتابعة , وهو سبحانه وتعالى القوى القادر على إنزال العذاب فى أى لحظة ودون إنذار
أو مقدمات , فإذا وثق العبد بذلك علم أن الخير كل الخير فيما قدره الله تعالى له , مادام كان هذا العبد عابدا طائعا شاكرا , فإذا لم يكن فهو فى خير وكل مافيه هو بحكمة الله ولعله خير ,

, والله تعالى يرسل لنا رسالة محكمة , مفادها أنه على انسان الطاعة والثقة بالله , ومن الله الحماية والعصمة والإنتقام من الماكرين ولو بعد حين يقول تعالى :" قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وآتاهم العذاب من حيث لايشعرون " سورة النحل الآية 26 ـ وكأن الله تعالى يطمئننا إلى حقنا وثأرنا من كل ظالم متكبر مؤذ فاسق , فالأمر فى الكون لايسير عشوائيا , بل هو قانون إلهى وسنن ربانية يسرى على البشر على إختلافهم وعلى مر الزمان إلى أن تقوم الساعة فليعمل العاملون ولاييئس الصالحون , ولينتافس فى الخيرات المتنافسون , وليستبشر المتقون بنصر الله لهم وبعصمته سبحانه وتعالى لهم ومعيته معهم , وعلى الله فليتوكل المتوكلون " ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حال المسلمين :

_ إن من ينظر إلى الأحوال العامة اليوم في حياتنا يحزن حزنا شديدا لما نزل بنا فقد أصبحنا كالجسد الهامد أو قل كالذي يحتضر على فراش الموت يريد أن يتكلم وهو لايستطيع فهل تدب فينا الروح والحياة من جديد ونعنى الروح المعنوية والمادية معا والحياة على كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم وهل يستطيع أبناء الإسلام أن يتصدوا لهذه المهمة الصعبة ويأخذوا على عاتقهم مهمة النهوض بأعباء الأمة ويعيدوا لها مجدها وعزها وقوتها ؟ومن أسباب الضعف الذي حل بالمسلمين إنما هو ناتج من ضعف القلوب وتراكم الأمراض والذنوب التي استشرت يقول النبي صل الله عليه وسلم " يوشك أن تداعى على الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يارسول الله صل الله عليه وسلم قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل وليزغن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت " ويقول النبي صل الله عليه وسلم " لا زلتم منصورين على أعدائكم ما دمتم متمسكين بسنتي فإن خرجتم عن سنتي سلط الله عليكم من أعداكم من يخيفكم فلا ينزع خوفه من قلوبكم حتى تعودوا إلى سنتي ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اللهم أعزنا بالإسلام :

الإسلام منهج حياة , لأن فيه صلاح حركة البشر في العاجل والآجل , فلا ميزان في هذه الدنيا أعدل من ميزانه , ولا دين يملأ على الإنسان حياته كلها إلا الإسلام , لأن الدين عند الله هو الإٍسلام , قال الله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام " سورة آل عمران الآية 19 ـ وقال سبحانه :" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " سورة آل عمران الآية 85 ـ ولذلك يجب على كل مسلم إذا قال الله شيئا من أمر أو نهي أن يقول سمعنا وأطعنا قال تعالى : " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " سورة النور الآية51ـ وبذلك نعلم أنه لا شيء أفضل من حكم الله ولا أمر أنفذ لما قال لأن الصانع أدرى بما يصون صنعته , والخالق أعلم بما يحفظ خلقه . قال تعالى :" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " سورة الملك الآية 14 ـ إن المناهج التي هي من صنع البشر مناهج قاصرة مقصرة , ظالمة جائرة. ومنهج الإسلام يعلو على كل هذه المناهج ، فهو المنهج الذي صانه الله عن كل تحريف ، وهو المنهج الذي يضيء بنور من الله ، ويرمي إلى صلاح الدنيا والآخرة.". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التمسك بالدين أساس كل خير :

الدين من أهم العوامل التي تحمي المجتمع من التسيب والإنحراف والخروج على المبادئ والقيم الإجتماعية والأخلاقية , قال تعالى :" فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هى المأوى , وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى " سورة النازعات من الآية 37 _ إلى 41 ـ والأبناء والبنات هم أمل الأمة ومستقبلها وعماد نهضتها ، فإذا فسدوا كانت الأمة بلا أخلاق والسبب في ذلك هو ضعف الوازع الديني والجهل بتعاليم الدين أو الفهم الخاطئ لمنهجه وأحكامه من لوى لأعناق النصوص والابتعاد عن منبع الدين الحقيقي المتضمن لكتاب الله سنة رسوله صل الله عليه وسلم ـ وتصديق الاتهامات بأنهما هما مصدر الإرهاب ،

ولقد جعل الله تعالى شريعته عصمة من الخطأ ، لكل من أراد النجاة ، من خلال العمل بها والإستقامة عليها , أفراداً كانوا أو جماعات , رجالا كانوا أو نساء , صغارا كانوا أو نساء , فشريعة الله تعالى كلها لنا ولأولادنا وبناتنا خير وبركة ، وسعادة بها بقاء المجتمع وسلامته وسعادته ، فيها رشده وتماسكه , قال تعالى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً " سورة الإسراء الآية 9 ـ وقال تعالى :" ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشه يوم القيامة أعمي " سورة طه الآية 124 ـ ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اللهم أعزنا بالإسلام :

عن طارق بن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له ، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة ، فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا ، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك ، وتأخذ بزمام ناقتك ، وتخوض بها المخاضة ؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ، فقال عمر : أوه لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صل الله عليه وآله وسلم - إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.

الإسلام منهج حياة ,لأن فيه صلاح حركة البشر لشمول أحكامه في العاجل والآجل ,فلا ميزان في هذه الدنيا أعدل من ميزانه , ومعني الإسلام هو أن يسلم قلبك وقصدك وجميع جوارحك لله رب العالمين , وإسلام الوجه لله تعالى هو جوهر الدين وحقيقته قال تعالى :" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين , لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " سورة الأنعام الآية 162 ـ 163 ـ ولا دين يملأ على الإنسان حياته كلها إلا الإسلام , لأن الدين عند الله هو الإٍسلام , قال الله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام " سورة آل عمران الآية 19 ـ وقال سبحانه :" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " سورة آل عمران الآية 85 ـ

ولذلك يجب على كل مسلم إذا قال الله شيئا من أمر أو نهي أن يقول سمعنا وأطعنا قال تعالى : " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " سورة النور الآية51ـ وبذلك نعلم أنه لا شيء أفضل من حكم الله ولا أمر أنفذ لما قال لأن الصانع أدرى بما يصون صنعته , والخالق أعلم بما يحفظ خلقه . قال تعالى :" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " سورة الملك الآية 14 ـ إن المناهج التي هي من صنع البشر مناهج قاصرة مقصرة , ظالمة جائرة. ومنهج الإسلام يعلو على كل هذه المناهج ، فهو المنهج الذي صانه الله عن كل تحريف ،

وهو المنهج الذي يضيء بنور من الله العلى القادر ، ويرمي إلى صلاح الدنيا والآخرة. قال تعالى :" كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات على النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد " سورة إبراهيم . وقد جاء الإسلام وجزء منه يتعلق بمحاربة الشرك وترسيخ العقيدة في نفوس الناس ، وجزء منه يتعلق بالترغيب والترهيب ، وكان هذا في بداية الرسالة ، أما الجزء الأكبر فهو يتعلق بالأحكام التي تنظم شئون الناس وتنظم شئون الحكم وتنظم علاقة المسلمين مع غيرهم وهو أكبر دليل على أن الإسلام ليس دين عبادة فقط بل هو دين ودولة.". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأمثال الشائعة:

هذه قصة لمثل قديم ولكنه اليوم قريب العهد بما تعيشه أمتنا الإسلامية من ضعف و تدهور وتشتت وضياع ولعل ابرز من استشهد بهذا المثل . كما قيل هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك عندما تنكر له عدد كبيـر من أصحابه بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان . فقال لهم :" إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض " ثم قص عليهم القصة " قولهم ( إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) وأصل هذا المثل أنه كان هناك ثلاثة ثيران , أحدهما أبيض , والثاني أحمر , والثالث أسود , تمردت على صاحبها وفرت منه إلى البادية , فالتقت بعض الوحوش إليها فطمع فيها , ورأى أن لا قبل له بها وجها لوجه , فعمد إلى الحيلة , فعقد معها صداقة بحجة أنها تأكل العشب ,وهو يأكل اللحم " صغار الصيد " فلما قدم جاء إلى الثورين الأسود والأحمر وقال إن لونى ولونكما متقارب وغير ظاهر ., ولكن الثور الأبيض مكشوف اللون ويرشد الناس إلى اقتناصنا فهلا أعنتماني عليه ليَخلصا لكما العشُب ونأمن كشف الناس لنا بسببه ؟ فأجابه فافترسه , ثم بعد حين جاء إلى الأسود مثل ذلك فأحس الضعف فأجابه فافترس الأحمر فلما انفرد بالأسود جاء ليفترسه فتبين له خطأ ما ارتكب أولاً, وثانياً :,

وقال هذا المثل " وفي ذلك عبرة لكل مسلم إن خذل أخاه في أي موطن مع القدرة على عمل شيء ولو "بالدعاء " فهو خذلان لنفسه لأن المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه ولا يخذله" كما جاء في الحديث عن الرسول صلوات الله عليه وآله .
وبذلك صار هذا المثل يضرب لمن يتخاذل عن نصرة إخوانه من المظلومين طمعا في النجاة , من مثل مصيرهم ونسى أنه بذلك يُعجل لنفسه في اللحاق بهم "وهذا المثل ينطبق على من يخذلون شعوبهم ويتعاونون مع أعداء الأمة حيثما وجدوا وأينما كانت مواقعهم ,والعبرة في هذه الحكاية مُمتدة ، فالفُرقة والاختلاف في الرأْي تُضعف الأفراد وتَكسر شوكتهم ، وتُمكن الأعداء منهم وتحقِّق لهم مآرِبَهم. وقد قيل " تأبي الرماح إذا اجتمعن تَكسراً ـــــ وإذا افترقن تكسرت آحاداً . إن التفرق والحسد والعداوة البغضاء من الأخلاق المذمومة التي نهي عنها الإسلام لما لها من أثر سئ يعود على البشرية بالضعف والخذلان , ولذلك كان الخير كله في إتباع ما شرعه الله وحثنا عليه رسول الله صلوات الله عليه وآله ,

فأمتنا الإسلامية إذا اجتمعت اليوم واتحدت , لم يستطع أحد من الأمم الأخرى كأناً من كان مهما كانت قوته من أن ينال منها , لأنها باجتماعهما واتحادها محفوظة ومحمية من رب العالمين , وهذا ما عرف عن هذه الأمة على مر السنين , فما قويت أمة تخاذل أفرادها وتفرقوا , وما ضعفت أمة اجتمع أفرادها وتكاتفوا وتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم , ليعود للإسلام عزه وللمسلمين مجدهم قال تعالى :" ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " سورة الأحزاب الآية 71 ـ إن من يقرأ عن حال العرب قبل الإسلام أصدق شاهد على أن الدين يسعي لتهذيب النفوس ويُساعد على إصلاح حياة الأفراد والجماعات ,
وقد كان العرب قبائل تعبد الأصنام وكانوا دائما في تشرذم وتنازع وخصام مستمر , فلما جاء الإسلام وجه قلوبهم إلى عباد الله الواحد الأحد , خالق الخلق ومدبر الكائنات , ونزع ما في صدورهم من العداوة والبغضاء , وصاروا بفضل الإسلام أخوة متحابين متحدين , قال تعالى :" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " سورة آل عمران 103 ـ . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين العسر واليسر :


قال تعالى :" فإن مع العسر يُسرا , إن مع العسر يُسرا " الآية سورة الشرح 5 ـ 6 ـ وآية اليسر يبين لنا ربنا فيها إلى أن الفرج واليسر يأتي متزامناً مع الشدة وليس بعدها، مع أن الفرج لا يزامن الشدة ، وإنما يعقبها ، وذلك فيه تطمين لذوي العسرة ، بقرب انجلاء الكرب وانكشاف الهم وتيسير الله لهم.ومن ثم إذا جاز تخلف وعود البشر وتبدل قوانينهم ، فإن وعد الله لا يتخلف ، وسنة الله لا تتبدل قال تعالى :"فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا " سورة فاطر الآية 43ـ ويعرف الراغب الأصفهاني السنن فيقول: "السنن: جمع سنة، وسنة الله تعالى:" قد تقال لطريقة حكمته، وطريقة طاعته ، نحو: " سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ،" ولن تجد لسنة الله تحويلا " فهو تنبيه بأن فروع الشرائع ، وإن اختلفت صورها ، فالغرض المقصود منها لا يختلف ولا يتبدل ، وهو تطهير النفس وترشيحها للوصول إلى ثواب الله تعالى وجواره .

إنه وعد من الله سبحانه يتجاوز به حدود الزمان والمكان ، ولا يقف عند حدِّ كما بينت الآيات. وقد كانت هذه الآية الكريمة تدخل الأمل في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم حيث رأوا في تكرارها توكيداً لوعود الله عز وجل بتحسن الأحوال، فقال ابن مسعود رضي الله عنه : لو كان العسر في جحر ضب لطلبه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه " ولهذا فهم منها كثير من السلف هذا المعنى الواسع ، فقالوا: لن يغلب عسرٌ يسرين ، قال أبو حاتم السجستاني:إذا اشتملت على اليأس القلوب ـ وضاق لما به الصدر الرحيبُ وأوطأت المكـاره واطمأنت ـ وأرست في أماكنها الخطوبُ
ولم تر لانكشاف الضر وجهاً ــــ ولا أغـنى بحيلته الأريـبُ
أتاك على قـنوط منك غوثٌ ــ يمن به اللطـيف المستجيبُ
وكـل الحادثات وإن تـناهت ـــ فموصول بها الفرج القريبُ
وقال الآخر:وَلـَرُب نازلة يضـيق بها الفتى ــ ذرعا وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها ــ فرجت وكان يظنها لا تفرج .

بل إن الله تعالى ربط ذلك بالتقوى قال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " سورة الطلاق الآية 4 ـ . وسنة الله تبارك وتعالى - أنه حين تشتد الأزمات وتتفاقم يأتي اليسر والفرج. إن المسلم يشعر أن الأمور بقضاء الله وقدره ، وأنه تبارك وتعالى- قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وأن قدره وقدرته فوق كل ما يريد ويكيد البشر.إن الأمر قد يكون في ظاهره شراً، ثم تكون العاقبة خيراً بإذن الله ، أرأيت حادثة الإفك وما نفخ فيها الشيطان مع رؤوس النفاق من الشناعة والبشاعة وما فيها تلفيق ، كما أخبر بذلك القرآن الكريم بقوله :" لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم " سورة النـور الآية 11 ـ . وانظر إلى سُراقة بن مالك رضي الله عنه - عندما لحق بالنبي صل الله عليه وسلم- وهو على طريق الهجرة فكان أول النهار جاهداً على نبي الله صل الله عليه وسلم يتتبعه ليحصل على مكافأة قريش ، و ينقلب ويتغير حيث يُصبح آخر النهار جُنديا من جنود المسلمين ومدافعا عنهم

. واليوم تظهر لنا هذه الحقيقة وكثير من المسلمين يعيشون أزمة البعد عن دين الله ، والإعراض عن شرعه ، وانتشار ألوان الفساد ، وفي المقابل: نشاهد التآمر في كثير من الدول على الوقوف في وجه الإصلاح والمصلحين , وانسداد الأبواب في وجوههم ، مما أدى إلى سيطرة اليأس على كثير من المسلمين وأصبحت لغة التشاؤم هي السائدة في مجالس بعض الصالحين."والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " سورة يوسف , وهنا يؤكد لنا النبي "صل الله عليه وسلم هذه الحقيقة " بقوله: "واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يُسراً". دعاء مؤلف :اللهم إليك نفزع ، وعليك نتوكل ، وإيّاك نستعين.سبحانك لا مغلق لما فتحت ، ولا فاتح لما أغلقت.سبحانك لا ميسر لما عسرت ، ولا معسر لما يسرت." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل اله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم