سلوك المسلم (التبسم)

ـ وعن سماك بن حرب قال قلت : لجابربن سمرة رض الله عنه ـ أكنت تُجالس رسول الله صل الله عليه وسلم ؟ قال : نعم كثيراً كان لايقوم من مصلاه , الذى يُصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس , فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون فيأخذون , فى أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم " رواه مسلم ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـ وعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه ـ قال :" ما حجبنى رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ولا رآنى إلا تبسم فى وجهى " رواه البخارى .
ويقول أبو الدرداء رضى الله عنه : ما رأيت أو سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يُحدث حديث إلا تبسم " رواه الإمام أحمد ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـ وعن صهيب رضى الله عنه قال : قدمت على النبى صل الله عليه وسلم ـ وبين يديه خبز وتمر , فقال النبى صل الله عليه وسلم ـ " أدن فكل " فأخذت آكل من التمر , فقال النبى صل الله عليه وسلم ـ تأكل تمراً وبك رمد " قال فقلت : إنى أمضغ من ناحية أخرى , فتبسم رسول الله صل الله عليه وسلم " رواه ابن ماجة  ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـ ومن حديث أنس رضى الله عنه ـ أن المسلمين بينما هم فى صلاة الفجر يوم الإثنين وأبو بكر يصلى لهم لم يُفاجئهم إلا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ قد كشف ستر حجرة عائشة رضى الله عنها. فنظر إليهم وهم فى صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك .
". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإبتسامه من أحب الأعمال :

قد تكون ابتسامتك فى وجه أخيك من أحب الأعمال إلى الله تعالى , لأنها من وسائل إدخال السرور على المسلم كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" أحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تُدخله على مسلم , أو تكشف عنه كربه , أو تطرد عنه جوعا , أو تقضى عنه دينا " رواه أحمد ويقول : عبد الله بن المبارك رضى الله عنه :" حسن الخلق : بسط الوجه , وكف الأذى , وبذل المعروف . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الابتسامة صدقة :

الابتسامة تحية صامتة وهي من أهم العوامل التي تُساعد إشاعة الحب والمودة ونشر روح السعادة والطمأنينة بين الناس , ولهذا يقول الرسول الله صل الله عليه وآله وسلم :" لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ." ويقول أيضا الرسول الله صل الله عليه آله وسلم :" أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق , والابتسامة تفوق العطاء المادي وأن حاجة الإنسان للسرور والفرح ربما تكون أهم من حاجته أحياناً للطعام والشراب ، كما تساعد صاحبها في احتواء غضب الآخرين والتكلم بكل هدوء و صاحبها موضع ثقة واعتماد من قبل الآخرين الابتسامة تعبير صادق وإشراقة أمل تميز بها الإنسان الإيجابي عن السلبي فهي كالبلسم الناجع والدواء النافع في الترويح عن النفس وطرد الآلام وتخفيف الأحزان , وتصفي القلوب من الغل والحسد وتجدد في النفس النشاط ،

يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :" إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة " وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة سليمان عليه السلام مع النملة وكيف أنه تبسّم لقولها، قال الله تعالى :" حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ، فتبسم ضاحكاً من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين . " سورة النمل . الآية 19 ـ ويقول النبي صل الله عليه وسلم :" وتبسمك في وجه أخيك صدقة . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ابتسم للحياة :

بعض الناس يسير في الطريق أو عند معاملته لغيره تراه عابسا كئيبا ظاناً منه أن التبسم والضحك يُسقط من هيبته ويتنافي مع الوقار والسكون وأقول لك أخي الحبيب لا تكن عبوسا كئيبا عند معاملتك للآخرين مهما كانت ظروفك واقتدي بنبيك وحبيبك محمد صل الله عليه وسلم وابتسم للحياة فلقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم مع كثرة مشاغله وهمومه ، وهو قائد الأمة ومرشدها ، ما رُأي إلا مبتسما وكيف لا وهو القائل : " وتبسمك في وجه أخيك صدقة " . فالابتسامة تحية صامتة تعبر بها عما في نفسك تجاه الآخرين فأنت بابتسامتك هذه تدخل السرور على قلب أخيك سواء كان صغيرا أو كبيراً ، وكذلك بفعلك وعملك هذا تكسب الأجر والثواب من الله عز وجل .

ومن المعلوم أن هذه الدنيا لا تخلو من الهموم والغموم والأحزان ، فأنت بفعلك هذا وبابتسامتك هذه تنفع أخاك المسلم ، بحيث تفرج عنه همومه وأحزانه ولو بعضها . وقد ورد عن أصحاب ابن تميمة شيخ الإسلام عليه رحمة الله تعالى أن أصحابه كانوا يقولون : كانت تكتنفنا المصائب والهموم والأحزان فإذا رأينا وجهه تكشف عنا الهم.فالابتسامة في وجوه الآخرين لا سيما أهلك وأولادك ليست بالأمر الهين حتى نسقطها من سلوكياتك فخذ الأمر جِدٌ وكن ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

تبسمك في وجه أخيك صدقة :

أخوة الإيمان والإسلام ـ: لم يكتفِ النبي صل الله عليه وسلم ـ بأن يكون قدوة عملية في الابتسامة وفقط ، بل إنه دعا إليها وحثَّ عليها لتشيع الألفة والمودة بين الناس بقوله ، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم ـ: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة "رواه الترمذي .ومما ثبت أيضا في استحباب البشاشة وطلاقة الوجه عند اللقاء قول النبي صل الله عليه وسلم ": إنكم لا تَسعون الناس بأموالكم ، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" رواه البيهقي في شعب الإيمان، وقال الألباني: حسن لغيره .ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : في أهمية البشاشة : " إن الناس ينفرون من الكثيف ولو بلغ في الدين ما بلغ ، ولله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب فليس الثقلاء بخواص الأولياء ، وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك ، وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا ، فترى الصادق فيها من أحب الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع.

ويقول الإمام سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى: " والبشاشة مصيدة المودة ، والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين" فاحرص أخي الكريم على البسمة والابتسامة الصادقة الصافية التي تعكس ما في القلب من محبة وتآلف ولتحذر من الابتسامة المصطنعة التي تخفى وراءها الأحقاد والعداوة والبغضاء . اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم