عزة المؤمن فى الإيمان الصادق
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة عن المؤمنين أعزة على الكافرين , يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلم فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم , إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون , ومن يتول الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " سورة المائدة من الآية 54_56
البيان : وهو نداء من الله تعالى للؤمنين بما أخذ عليهم العهد والميثاق وصدقوا واتبعوا رسوله صل الله عليه وسلم " : أن من يرجع منكم عن دينه , ويستبدل به اليهودية والنصرانية أو غير ذلك من الأديان المخالفة لتعاليم الدين الإسلامى , فلن يضروا الله شيئا , وسوف يأتى الله بقوم خير منهم يحبهم ويحبونه , رحماء بالمؤمنين أشداء على الكافرين , يجاهدون أعداء الله , ولا يخافون فى ذات الله أحد ذلك الإنعام من فضل الله يؤتيه من أراد والله واسع الفضل , عليم با يستحق من عباده "
المعنى العام
وفى الآية تحذير للمؤمنين من أن يرجع أحد منهم عن دين الإسلام إلى ما كان عليه من الكفر وهذا إخبار من الله تعالى بالغيب قبل وقوعه , فقد ارتد بنوا حنيفة قوم مسيلمة الكذاب فى عهد رسول الله صل الله عليه وسلم _ وحارب أبو بكر رضى الله عنه المرتدين حتى قضى عليهم .. والله سبحانه وتعالى يتوعد المرتدين ويهددهم بالقضاء عليهم والإتيان بقوم خير منهم , يحبون الله , ويحبهم الله , رحماء متواضعين للمؤمنين مضحين بالنفس والمال والولد فى سبيل إعلاء كلمة الله , ويجاهدون أنفسهم مخافة أن تميل عن الطريق المستقيم فتضل وتضل , ولا يبالون بمن يلومهم على إيمانهم من الكفار والمنافقين وغيرهم , لأن ولاءهم لله أولا ثم لرسول الله وللمؤمنين تبعا , ومن يتول الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
ومن يتخذ ناصرا ومعينا غير الله ورسوله والمؤمنين فإنه من حزب الشيطان " ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون " سورة الحشر
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم