سبيل الهداية

فمن يرد الله أن يهديه:

قال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون سورة الانعام والمعنى كما فى تفسير بن كثير اى ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير وقال تعالى أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه سورة الزمروقال ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه فى قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة سورة الحجرات وقوله فمن يرد الله ان يهديه اى يوسع قلبه للتوحيد والايمان به ومن حديث ابى حعفر قال سئل رسول الله صل الله عليه وسلم اى المؤمنين اكيس ؟ قال اكثرهم ذكرا للموت واكثرهم لما بعده استعداد وقال ايضا سئل رسول الله صل الله عليه وسلم عن هذه الاية فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام كيف يكون يشرح صدره يا رسول الله ؟قال نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح قالوا فهل لذلك من امارة يعرف بها ؟ قال الانابة الى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والاستعداد للموت فبل لقاء الموت وسال عمر بن الخطاب رضى الله عنه رجلا من الاعراب من اهل البادية عن الحرجه ومعناها فى الاية فقال هى الشجرة تكون بين الاشجار لا تصل اليها راعية ولا وحشية ولا شئ فقال عمر رضى الله عنه كذلك قلب المنافق لايصل اليه شئ من الخير كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون يقول كما يجعل الله صدر من اراد اضلاله ضيقا حرجا كذلك يسلط الشيطان عليه وعلى امثاله ممن ابى الايمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله وعن ابى بكر رضى الله عنه قال قال رسول الله صل الل عليه وسلم عليكم بلا اله الا الله والاستغفار فاكثروا منهما فان ابليس لعنه الله قال اهلكت بنى آدم بالذنوب واهلكونى بلا اله الا الله و الاستغفار فلما رأيت ذلك اهلكتهم بالاهواء وهم يحسبون انهم مهتدون رواه الحفظ ابو يعلى الموصلى وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم

القرآن من تمسك به ساد :

قال تعالى " ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له فى الأرض  وأتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا " سورة الكهف الآية 83_ والمعنى أى قل لهؤلاء المشركين يامحمد وهم يسألونك عن خبر ذى القرنين الملك الصالح وقد قيل أنه ( الإسكندر الأكبر ) قل لهم سأقص عليكم منه ذكرا تتذكرونه وتعتبرون به , إنا مكنا له فى الأرض وأتيناه من كل شئ أسبابا وطرقا , يتوصل بها إلى مايريد من فتح المدائن وقهر الأعداء وغير ذلك , وقد أخذ بتلك الأسباب والطرق بجد واجتهاد , وقد وضع ادستور الأول للبشرية , يوم كانت البشرية لاتعرف شيئا عن نفسها ولا ربها كانت لاتعرف ظلما ولا عدلا حراما هذا أم حلالا فيأتى إليهم ذو القرنين ذاك العبد الصالح بأمر الله تعالى ويرسل إلى أقواما فى المشرق والمغرب ليضع لهم المنهج الذى يسيرون عليه والدستور الذى يعيشون به ويحكمون به فى حياتهم ومن هؤلاء الذين أرسل إليهم قوم لايكادون يفقهون كلام غيرهم وليس لهم شأن بغيرهم ولا يعرفون معنى حضارة أو مدنية , فيذهب إليهم ويحدثهم بلسان حالهم كما ترسل الدول مبعوثا عنها أو سفيرا يتحدث عنها وهو يحدثهم بما علمه ربه سبحانه وتعالى " إنا مكنا له فى الأرض وأتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا " سورة الكهف الآيتان 84_ 85_ أى يسرنا له الطريق وعلمناه اللغة .من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وهدينا له القوم وطوينا له بعد الأرض حتى يصل إلى مغرب الشمس فوجدها تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قوما يعيشون هناك عيشة بدائية , وأى عيشة يعيشها هؤلاء , وهم عند مغرب الشمس ؟ فلابد لهم من منهج ينظم حياتهم وقانون يأخذ حق الظالم من المظلوم ويسوسهم بالعدل والحكمة قال تعالى " قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تجد فيهم حسنا " سورة الكهف آية 86_ فكان المنهج ومحتواه قال تعالى " قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا ثم أتبع " سورة الآيات 87_ 89_ وبعد أن وضع لهم المنهج الذى ينظم حياتهم تركهم وذهب إلى قوم آخرين وهكذا كان المنهج الأول للبشرية ثم يأتى حديثا عن دستور الإسلام القرآن الكريم فيقول تعالى " فمن يعمل من الصالحات وهو منؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون " سورة الأنبياء الآية 94_
وقال تعالى " وكل إنسانا ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا , من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا 13_ 14_ 15_ سورة الإسراء
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن فضل القرآن وهدايته :

عندما يقرأ المسلم القرآن يبتغى أجره وثوابه وهدايته لنفسه وغيره
ويدعوا الله تعالى بذلك فلا ينفك أن تكون هداية الله وفضله على نفسه وغيره
قال تعالى " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم " سورة المائدة الآية 16 _ ولعل موقف سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه ما يوضح لنا هذه الحقبقة فقبل أن يدخل الإسلام , قد كان فى طريقه إلى إيذاء النبى صل الله عليه وسلم وإذا به يخبره بعض قومه أن أخته قد أسلمت ودخلت فى دين محمد صل الله عليه وسلم فذهب إليها , وقد سمع بعض الصوت من خارج البيت بتلاوة القرآن وعندما سألها وعلم إسلامها , صفعها حتى سال وجهها دما , وطلب منها الصحيفة التى تقرأ فيها القرآن فأخبرته أنه لايصح له أن يمسها وهو مشرك غير طاهر فتطهر وأمسك يقرأ من سورة طه :
قال تعالى " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى , إلا تذكرة لمن يخشى , تنزيلا ممن خلق السموات العلى " إلخ الآية 1 _ 4

" إنى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى " طه 14 _
فدخل الإسلام قلبه وسأل عن النبى صل الله عليه وسلم ودخل الإسلام
وفى ذلك يقول القائل :
خرجت تبتغى أذها فى مُحمَدها
وللحنيفية جبار يواليها
سمعت سورة طه من مرتلها
فزلزت نية قد كنت تَنويها
فلم تكد تسمع الآيات بالغة
حتى انكفات تنادى من يناديها
قد كنت أعدى أعاديها
رأيت فى الدين أراء موفقة
فأنزل الله قرآنا يزكيها
وكنت أول من قرت بصحبته
عين الحنيفية واجتازت معانيها
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الورع :

قال تعالى :" ومن لم الله له نورا فما له من نور " سورة النور الآية 40 ـ
أى ومن لم يجعل الله له نورا من كتابه وسنة نبيه صل الله عليه وسلم ـ
فما له من هاد ولهذا قال تعالى :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " سورة العنكبوت الآية 69 ـ وهذا وعد من الله سبحانه لعباده المجاهدين أنه سبحانه وتعالى سيهديهم سبيل الخير والرشاد ويثبتهم على الصراط المستقيم ,
وهذا كقوله تعالى :" والذين اهتدوا زادهم هدى وأتاهم تقواهم " سورة محمد الآية
17 ـ فمن سلك طريق الهدى واتبع الحق ثبته الله على الهداية وو فقه للتقوى يسرها له . وكما فى الحديث " من عمل بما علم ورثه الله تعالى علم ما لم يعلم "
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضائل هداية القرآن :

القرآن الكريم ليس كتاب أخلاق وتربية فحسب ولكنه كتاب
تشريع وحقوق ودستور ودولة وقانون وأمة وهو بذلك يهيمن
على المسلم فى كل اتجاه , ويمتد تأثيره إلى الخطوط النفسية
مع الأفعال الظاهرة لأن رب الناس يعلم السر والنجوى يدعوا
إلى تطهير الضمائر وايمان القلوب . وصل الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم

المسلم صاحب للقرآن :

المسلم صاحب للقرآن الكريم  وعندما يتلوه بتدبر , ويفهم معانيه ويهتدى بهديه فإن  القرآن الكريم يُغدق  عليه من أسراره ويصبح فى سعادة تامة ويقين يملأ قلبه ونفسه , وانظر إلى ما قاله زعيم من زعماء قريش ومن أشد المشركين عدوة للنبى صل الله عليه وسلم _ كان يتسلل لوذا ويتنصت خفية لسماع القرآن الكريم من النبى صل الله عليه وسلم بل إن كثيرا من المشركين كانوا يتبادلون ذلك ويعد بعضهم بعضا بعدم العود لسماع القرآن ومنهم أبو جهل عمرو ابن هشام ولكنهم كانوا يختانون أنفسهم ويرجعون ويسمعون من الرسول صل الله عليه وسلم وهو فى بيته ولما انتشر ذلك وعلمت به قريش كان الواليد فى المواجهة لهم حيث لاموه على سماعه للقرآن وأرادوا أن يستفزوه ,

, قالوا نحن نجمع لك أموالا أكثر مما سوف يعطيك محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام , وهم بذلك يسخرون منه لأنه أكثرهم مالا , فأجابهم بقوله إنما أنتم تزعمون أن محمدا مجنون , فهل رأيتموه قط يخنق ؟ قالوا لا والله قال وتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه كذبا قط ؟ قالوا لا والله قال وتزعمون أنه شاعر , فهل رأيتموه نطق شعرا قط ؟ قالوا لا والله قال وتزعمون أنه كاهن فهل رئيتموه يكهن قط ؟ قالوا لا والله فقال والله لقد سمعت منه كلاما , ما هو من كلام الإنس ولامن كلام الجن , وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وما يقول هذا بشر , وكما قيل الحق ما شهدت به الأعداء فهل نحن راجعون لكتاب الله . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

القرآن الكريم يجلب السعادة ويدعوا للهداية ويزيل الشقاء:

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :"إن لله تعالى أهليين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته" . صحيح الجامع حديث أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" . صحيح مسلم."القرآن الكريم هو الدواء الشافي والعلاج الرباني الذي أنزله الله تعالى ليهدينا به إلى الطريق المستقيم , فهو البلسم الكافي والشافي مما نعاني منه من الأسقام والعلل والأمراض , والبدع والشبهات , والذنوب والمنكرات...الخ يقول الله عز وجل:" قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء "سورة فصلت: الآية 44ـ

وقال عز وجل :" طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي إلا تذكرة لمن يخشي " سورة طه1ـ 3ـ إذا في القران سر السعادة وليس الشقاء , لقد جاء القران ليسعد سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وكل من امن به فإن الله تعالى قد أنزل الكتاب هدى ورحمة للعالمين , يقول سبحانه : يآ أيها الناس قد جآءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " سورة يونس " وقال عز وجل : يآ أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا" . سورة النساء ,وقال تعالى : قل يآ أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم ، فمن اهتدى فإنما يتهدي لنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها " سورة يونس ,ففي هذه الآيات الثلاث جاء وصفه بأنه , هو البرهان ، وهو النور ، وهو الموعظة ، وهو الشفاء ، وهو الهدى ، وهو الرحمة ، وهو الحق , وقال الله تعالى:"إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "سورة يوسف ,

,وقال أيضا :"إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كريما" سورة الإسراء "وأيضا قوله تعالى :" الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً "سورة الكهف , وقال سبحانه وتعالى :" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " سورة الرحمن ,السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة في فهم و تدبر القران الكريم فما بالكم إن كل مسلم على الأرض العربية أرض أمة محمد عليه الصلاة والسلام إن طبقت ما بداخل كل مصحف فهو السند والطريق والمنجى من كل ما نعانيه من مشاكل إذا لم يخلق الله عزوجل الإنسان لكي يعذبه في الأرض ولكن لكي يسعده لذلك انزل القران الكريم ليكون عون لنا في رسم طريق السعادة لنفسي وأيضا للآخرين ,

, لو نركز قليلا في كل نواهي الله عزوجل التي تم ذكرها في القران لوجدنها كلها تبتعد بالإنسان عن السعادة , من حيث الصحة عندما حرم المسكرات لما فيها من إتلاف للعقل وضياع للمال , وسقوط للشرف, وأيضا من حيث التعامل مع المجتمع , فقد دعا إلى بر الوالدين والتعامل مع الأزواح بالتي هي أحسن فخيركم خيركم لأهله , وكذلك حث على التمسك بكثير من الأوامر والنواهي , قال تعالى :" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويُخرجهم من الظلمات إلى النور " سورة المائدة يقول الله تعالى :"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا"سورة الإسراء.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم