. فما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ مع أن الله قد وعد أن من دعاه فإنه قريب يجيب دعوته ، ووعده حق ، ولا يخلف الميعاد فيجاب عن ذلك بما قاله إبراهيم ابن أدهم رحمه الله لما سئل ، فقيل له: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال: لأنكم عرفتم الله تعالى فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول صل الله عليه وسلم فلم تتبعوا سنته ، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به، وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس." ثم يضاف إلى ما قاله إبراهيم بن أدهم فيقال: إن لإجابة الدعاء شروط ، وله موانع تمنع من إجابته، فمن موانعه أكل الحرام وما في معناه قال صل الله عليه وسلم :" ثم الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يارب يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ." رواه مسلم وله شروط في الداعي وفي المدعو فيه؛