الإسلام يدعوا المسلم إلى التفكر والتأمل :

الإسلام يدعوا المسلم إلى التفكر والتأمل :

خلق الله تعالى الإنسان , وكرمه وفضله على كثير من مخلوقاته , وقد ميزه عليهم بالعقل الذى به يتعلم ويفكر , ويعرف الخير من الشر , ويميز بين النافع والضار .
من خلال منهج أعده الله تعالى أرسل به رسله وخاتمهم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ـ وبذلك يستطيع الإنسان أن يعمر الأرض , بما هيأ الله له من وسائل متنوعة
يستطيع من خلالها أن يؤدى كل عمل صالح نافع للبشرية .
والإنسان يستطيع بعقله أيضا أن يفكر فى خلق الله , فى نفسه , وفى كل مايراه حوله فى الأرض والسماء , مما يدل ذلك على وحدانية الله , الخالق , الغفور , الودود , الفعال لما يريد .

وأنه سبحانه وتعالى قريب من عباده , يلجأون إليه وحده بالدعاء , ويستعينون به وحده فى العمل , ويراقبونه فى السر والعلانية قال تعالى :" إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب " سورة آل عمران الآية 190 ـ ونحن نعلم أن أول آية نزلت من القرآن الكريم تدعوا إلى العلم والتفكر قال تعالى :"
اقرأ باسم ربك الذى خلق , خلق الإنسان من علق , اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم
, علم الإنسان ما لم يعلم " سورة العلق الآية 1 ـ 4 ـ والأية فى توضيح وإرشاد للمسلم ان يحرص على العلم , وأن يستخدم علمه فيما يعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة .

وقد كانت الأمية منتشرة قبل الإسلام فى الجاهلية , ولذلك نجد الرسول صل الله عليه وسلم ـ اعتنى بتعليم المسلمين القراءة والكتابة , فكان " عبد الله بن سعد " يُعلم الناس الكتابة بالمدينة بأمر رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وكذلك كان " عبادة بن الصامت رضى الله عنه ـ يساعد فى هذه العملية التربوية , وقد كان المسجد هو المدرسة الإسلامية الإولى , التى يتعلم فيها المسلمون أمور دينهم ودنياهم , وفى غزوة " بدر " أسر المسلمون سبعين رجلا من المشركين , وقد فرض الرسول صل الله عليه وسلم ـ على كل أسير يعجز عن دفع الفدية من المال , أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة فداءً له من الأسر , وبذلك كثرت القراءة والكتابة , ثم انتشرت بعد ذلك فى كل البلاد التى فتحها المسلمون .

إن الإسلام يهتم اهتماما كبيرا بتربية المسلم , وذلك عن طريق تعليمه حتى يكون على علم بكل أمور دينه , فيعرف الحلال من الحرام , والأوامر والنواهى , وبذلك يكون مدركاً لكل شئون حياته ودنياه , ويأخذ العبرة والدرس من التاريخ البشرى , والتجارب الإنسانية , وأن ينتفع بكل مافى الكون من ماديات , ولذلك نجد الإسلام يحث المسلم على طلب العلم , وأن يستمر فى التعلم طوال حياته , بكل مايستطيع من ألوان العلوم يقول صل الله عليه وسلم ـ طلب العلم فرضة على كل مسلم ومسلمة " حديث حسن وفى الأثر :" اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد "

والقرآن الكريم يرفع درجات الذين أمنوا , كما يرفع درجات الذين أوتوا العلم , ويبين فضلهم على غيرهم قال تعالى :" يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات , والله بما تعملون بصير " سورة المجادلة الأية 10 ـ
ويبين الرسول صل الله عليه وسلم ـ أن خير الناس هم الذين يتعلمون القرآن ويعلمونه
للناس , لأنه الدستور الذى يسير عليه المسلم , والقانون الذى يحمى الفرد والمجتمع , ويضمن لهم السعادة فى الدنيا والآخرة , من حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه يقول النبى صل الله عليه وسلم ـ خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه الترمذى

وقد حرص الإسلام على أن يتعلم المسلم جميع العلوم الدينية والدنيوية , وحتى اللغات الأجنبية كان الرسول صل الله عليه وسلم ـ يُشجع الصحابة على معرفتها , وقد ثبت أن الصحابى الجليل " زيد بن ثابت " رضى الله عنه ـ كان قد تعلم اللغات الفارسية والحبشية والرومية , كما درس كثير من المسلمين أنواع المعرفة والعلوم المختلفة , وبرعوا فيها , حتى أنهم ألفوا فيها الكتب والمراجع , التى انتفعت بها أوربا بعد ذلك فى نهضتها الحديثة . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم