من أحكام الصيام ( صيام شهر رجب بين القبول والرفض )

من أحكام الصيام :

صيام شهر رجب بين القبول والرفض.

مما لاشك أن الأشهر الحرم فضلها الله تعالى على غيرها من الشهور
والأشهر الحرم أربعة ذو القعدة , وذو الحجة , والمحرم , ورجب الفرد
ولقد سميت هذه الأشهر حرما , لأن لها حرمة ومنزلة كريمة عند المولى
سبحانه وتعالى فقال جل شأنه فى كتابه الكريم " إن عدة الشهور عند الله إثنا
عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا
أن الله مع المتقين " سورة التوبة
والآية الكريمة تنهى عن الظلم فى هذه الأشهر والظلم قد يكون للنفس بالتقصير فى الطاعات وارتكاب المحرمات , وكذلك نهى عن ظلم الغير بالعدوان على النفس أو المال أو العرض أو غير ذلك وكما أن الله تعالى يضاعف الأجر فى أيام النفحات والبركات والخيرات فكذلك يضاعف الذنب لمن ارتكب منكرا فى هذه الأشهر التى حرم فيها القتال والإعتداء على الغير حتى لو كانوا كفارا مالم يعتدوا علينا فما بالنا بمن يعتدى اليوم على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم باسم الإرهاب يقول النبى صل الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه "
                وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (1)

فضل الأشهر الحرم :

والرسول صل الله عليه وسلم يبين لنا منزلة الأشهر الحرم ومكانة شهر رجب
بين هذه الأشهر فى خطبته فى حجة الوداع حيث قال " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة إثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات _ ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الفرد أو رجب مضر الذى بين جمادى وشعبان رواه الإمام أحمد والبخارى ومسلم
ولقد كان أهل الجاهليه يعظمون شهر رجب وحرموا فيه القتال ولا يأخذون بالثأر فيه
حتى أن الرجل كان يلقى قاتل أبيه وإبنه  وأخيه فى هذه الأشهر فلا يتعرض له بسوء
وكانوا ينحرون فيه الذبائح ويلقى بعضهم بالمودة ويصلون الأرحام ويتناسون ما بينهم من عدوان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (2)

فضل شهر رجب :

ومن مظاهر تفضيل شهر رجب كسائر الأشهر الحرم ندب الصيام فيه ومثل الصيام كل طاعة يقوم بها المسلم يضاعف له ثوبها فى هذه الأشهر كما يضاعف العقاب على فعل المعاصى والذنوب .
وعندما سئل النبى صل الله عليه وسلم عن شهر رجب قال " ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان "
وعن صوم الأشهر الحرم _ والأشهر الحرم : ذو القعدة , وذو الحجة , والمحرم
ورجب " ويستحب من الإكثار فيها لمن استطاع من غير غلو فخير الأمور الوسط
وعن رجل من باهلة قال _ أتيت النبى صل الله عليه وسلم " فقلت يارسول الله صل
الله عليه وسلم " أنا الرجل الذى أتيتك فى العام الأول قال فمال أرى جسمك ناحيلا "
قال يارسول الله : ما أكلت طعاما بالنهار ما أكلته إلا بالليل قال من أمرك أن تعذب نفسك ؟ قلت يا رسول الله إنى أقوى على الصيام , فقال له صوم , شهر الصبر ( وهو رمضان ) ويوما بعده , قلت إنى أقوى قال صم شهر الصبر ويومين بعده قلت إنى أقوى قال صوم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده وصم الأشهر الحرم وفى روية وصم من الحرم وإترك رواه احمد وأبوا داود وابن ما جة وهذا لفظه بسند جيد
           وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(3)

حكم الصيام فى رجب :

وصيام شهر رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم , ولم يرد فى السنةالصحيحة أن الصيام له فضيلة مخصوصة وأن ما جاء فى ذلك مما لاينتهض به الإحتجاج "
يقول العلامة ابن حجر رحمه الله " لم يرد فى فضله , ولا فى صيامه , ولا فى صيام شئ من حديث معين ولا فى قيام ليله مخصوصة منه حديث صحيح يصلح الإحتجاج به وهذا الحديث يفيد أن الصيام فى شهر رجب جائز وكذلك سائر النوافل والطاعات
ولكنه لا ينبغى أن لا يستكمل صوم شهرمنها ولا صومها جميعا ولا تخصيص أيام بعينها تصام منها ويدل على ذلك ما عند أبى داود فى هذا الحديث بلفظ " صم من الحرم واترك , صم من الحرم واترك , صم من الحرم واترك "
قال الإمام أحمد رحمه الله يكره افراد رجب بالصوم , وإن صامه رجل أفطر فيه يوما أو أياما بقدر ما لا يصومه كله .
وقال من كان يصوم من السنن صامه وإلا فلا يصومه متواليا وحتى لا يشبه بالفرض
كصيام رمضان , وفى سنن أبى داود " أنه صل الله عليه وسلم ندب الصيام فى الأشهر الحرم ورجب أحدها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (4)

عن فضل الصيام فى رجب :

قال الإمام النووى رحمه الله تعالى " لم يثبت فى صيام رجب نهى ولا ندب الصيام
ولكن أصل الصوم مندوب إليه وكذلك جميع الطاعات
والبعض يخص ليلة السابع والعشرين من رجب بالصيام والقيام ونقول هذا التخصيص لم يثبت بدليل عن المعصوم صل الله عليه وسلم
ولكن من كان يصوم ويقوم الليل فى غيره من الأيام وصادف ذلك ليلة السابع والعشرين من رجب فإنه يقوم كما يقوم ويصلى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
وهذا كل أيام شهر رجب فى الفضل سواء يستوى فى ذلك أول يوم مع آخر يوم
ومن أراد الصيام فيه فليصم الإثنين والخميس , أو ثلاثة أيام القمرية كسائر الشهور الأخرى القمرية لورود الأحاديث الصحية فى ذلك , وما يقال أن صيام أول يوم أو الثلاثة الإولى من رجب لها فضا على غيرها ليس صحيح
        وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (5)

وعن فضل صيام النوافل :

من حديث طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه أنه قال جاء رجل إلى النبى صل الله عليه وسلم " من أهل نجد نسمع دوى صوته ولا نفقه ما يقول فقال يا رسول الله , أخبرنى ما فرض الله على من الصلاة " قال خمس صلوات فى اليوم والليلة قال هل على غيرها قال لا إلا أن تطوع , قال أخبرنى ما فرض الله على من الصيام قال صيام شهر رمضان قال هل على غيره قال لا إلا أن تطوع قال فأخبرنى ما فرض الله على من الزكاة فأخبره بشرائع الإسلام فقال الرجل والله لا أزيد على هذا ولا أنقص , فلما ولى الرجل قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل "
وعن صيام النوافل _ قلنا صيام الأشهر الحرم – المحرم وذو القعدة , وذو الحجة ورجب الفرد _ وبينا أن الصيام فى هذه الأشهر جائز من غير تخصيص لأيام ولا تصام كلها لأنه ما ثبت عن رسولالله صل الله عليه وسلم أنه ما صام شهرا كاملا قط غير شهر رمضان , فمن صم فى هذه الأشهر ومنها رجب فليصم وليترك كما بين الرسول صل الله عليه وسلم للرجل الذى من باهلة صم وادع , صم وادع , صم وادع "          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  صفحة (6)

فضل صيام النوافل :

كما يستحب صيام العشر الأوائل من ذى الحجة مع تأكيد صيام يوم عرفة , لغير الحاج فإن الصيام يكره فى حقه ليقوى على أداء المناسك _ وصيام يوم عاشوراء مع استحباب صيام يوم قبله أو بعده , وصيام أيام من رجب من غير تخصيص أيام , وصيام أيام من شعبان كذلك من غير تخصيص , وصيام ست أيام من شوال
مع جواز صيامها مفردة بحيث لاتخرج عن شهر شوال وإن كان الأفضل المتابعة
وكذلك صيام يومى الإثنين والخميس من كل أسبوع , وكذلك صيام ثلاثة أيام من كل شهر , ويكره صيام الدهر وهو الذى يصوم ولايفطر , ويكره تخصيص يوم بصيام كصيام يوم الجمعة , أو السبت , أوالأحد إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده
ويكره صيام يوم العيدين , وأيام التشريق من عيد الأضحى قال عنها النبى صل الله عليه وسلم إنها أيام أكل وشرب , ويكره الوصال فى الصوم , ويكره الصيام بحضرة الضيف بمعنى أن من كان صائما وحضر إليه ضيف إستحب أن يفطر ليأكل معه إكراما للضيف , ويكره للمرأة أن تصوم من النوفل وزوجها شاهد يعنى حاضر معها بغير إذنه هذا فى النافلة فقط لأنه قد يحتاج إليها .
فمن أرادت أن تصوم من غير إرهاقلها ولا تعب يؤثر على واجباتها فلا مانع
مع مراعاة حق الزوج إذا أرادت المرأة أن تصوم من التطوع ففى حديث مسلم والبخارى عن رسول الله صل الله عليه وسلم " لا يحل لأمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (7)

فضل شهر رجب :

عندما ينتهى شهرو يدخل علينا شهر عربى آخر فمن السنة أن ندعوا بهذا الدعاء :"اللهم أهله علينا بالأمن والأمان والسلامة والإسلام هلال رشد وخير ربى وربك الله " وشهر رجب من الأشهر الحرم سميت بذلك لأن الله تعالى حرم فيها القتال إلا إذا اعتدى علينا قال تعالى فيها " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله منها أربعة حرم " سورة التوبة وهى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الفرد
وعلينا أن تفائل بهذا الشهر ونكثر فيه من عمل الخير ونقدم التوبة النصوح وذلك بالبعد عن الشر ومسالكه ولنتقى الظلم والمظالم فى الأشهر الحرم لأن الظام فيه أشد نكرا عند الله منها , ولم يرد حديث صحيح فى فضل هذا الشهر فيما اطلعت عليه , سوى حديث عندما سئل الرسول صل الله عليه وسلم عن شهر رجب فقال ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان " هذا هو الحديث الصحيح وما سواه باطل وموضوع لايجوز روايته إلا من أجل التحذير منه ويفهم من هذا الحديث أن لشهر رجب فضل على غيره والصيام فيه مستحب من غير تخصيص أيام بعينها فإن صمت منه فلتصم الإثين والخميس أو الأيام القمرية وأما ما تعوده الناس من تفضيل الأيام الإولى من فلم يأت من السنة ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن وجد فى نفسه قدرة قال له صم من الحرم واترك قالها ثلاثا ورسول الله صل الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قط سوى شهر رمضان فمن أراد اتباع السنة وأراد الثواب فليتبع النبى صل الله عليه وسلم ولايصوم رجب كله ولا شعبان كله فهذا هو الأولى وما فيه فضل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس حديثا صحيحا :

- ما جاء ( رجب شهر الله , وشعبان شهرى , ورمضان شهر أمتى " قال تعالى " تلك إذا قسمة ضيزى " يعنى جائرة _ سورة النجم الآية 22_ وكما هو معلوم أن لهذه الأشهر فضل واضح على غيرها من الشهور والنصوص فى ذلك كثيرة لاسيما فى شهر شعبان ورمضان وأما شهر رجب ليس له فضل إلا أنه من الأشهر الحرم يضاعف الله تعالى ثواب الأعمال فيها كما يشدد العقاب لمن أتى بمعصية وقد ندب إلى كثرة الصيام فى شهر رجب كما فى حديث الباهلى الذى كان يصوم الدهر حتى نحل وضعف فقال له النبى صل الله عليه وسلم ثلاثا صم من الحرم واترك " ورجب من الأشهر الحرم ولم يرد حديث خاص فى فضل الصيام فيه ولا فى فضل يوم عن يوم فأيام رجب سواء فى الفضل وليس هناك دليل على صيام ليلة السابع والعشرين من رجب خاصة إلا أن يكون صوم يصومه فوافق ذلك ليلة السابع والعشرين فلا بأس وأما شهر شعبان فهو بين رجب ورمضان وكان النبى صل الله عليه وسلم يصوم منه كثيرا وكما جاء فى حديث أسامة بن زيد رضى الله عنه الذى رواه النسائى قال صل الله عليه وسلم " ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم " وهذه الأشهر الثلاثة عامة للمسلمين جميعا وليس هناك شهر خاص للأمة ولا خاص برسول الله صل الله عليه وسلم فالتكليف من الله واحد للرسل جميعا وأقوامهم وعلى رأسهم خاتم النبين وسيد المرسلين إلا ما اختصه الله تعالى بخصوصيات خاضعة لأبهة النبوة وشرف مقامه صل الله عليه وسلم وما يقال من الحديث " رجب شهر الله , وشعبان شهرى , ورمضان شهر أمتى " فهو ليس بحديث وقال أهل العلم  أنه حديث موضوع لايجوز روايته إلا لبيان وضعه وعدم صحته وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هذه مجموعة من الأحاديث الموضوعة في فضل شهر رجب :

رجبُ شهرُ الله ، وشعبانُ شهري ، ورمضانُ شهر أمتي "الحديث ليس صحيحا ً، أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات وقال : هذا حديث موضوع على رسول الله صل الله عليه وسلم . لا تغفلوا عن ليلة أول جمعة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب قال الإمام ابن القيم : أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب، كلها كذب مختلق على رسول الله صل الله عليه وسلم ،ثم قال الحديث مكذوب بطوله.وأورده الإمام الشوكاني في الفوائد وقال : هو موضوع ورجاله مجهولون .من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة ، وقل هو الله أحد عشرين مرة ، وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات ، وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات ،

فإذا فرغ من صلاته صلى على عشر مرات ، ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة ، بعث الله إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات ويغرسون له الأشجار في الفردوس ، ومحي عنه كل ذنب أصابه إلى تلك الليلة ، ولم يكتب عليه خطية إلى مثلها من القابل ، ويكتب له بكل حرف قرأ في هذه الصلاة سبعمائة حسنة ، وبنى له بكل ركوع وسجود عشرة قصور في الجنة من زبر جد أخضر، وأعطى بكل ركعة عشر مدائن في الجنة ، كل مدينة من ياقوتة حمراء ، ويأتيه ملك فيضع يده بين كتفيه فيقول : استأنف العمل فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك "الحكم : الحديث ليس صحيحا ً، أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث أنس مرفوعا ً، وقال : هذا موضوع أكثروا من الاستغفار في شهر رجب فإن لله في كل ساعة منه عتقاء من النار وإن لله مدائن لا يدخلها إلا من صام رجب قال العراقي : في إسناده الأصبغ ليس بشئ.

فإذا فرغ من صلاته صلى على عشر مرات ، ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة ، بعث الله إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات ويغرسون له الأشجار في الفردوس ، ومحي عنه كل ذنب أصابه إلى تلك الليلة ، ولم يكتب عليه خطية إلى مثلها من القابل ، ويكتب له بكل حرف قرأ في هذه الصلاة سبعمائة حسنة ، وبنى له بكل ركوع وسجود عشرة قصور في الجنة من زبر جد أخضر، وأعطى بكل ركعة عشر مدائن في الجنة ، كل مدينة من ياقوتة حمراء ، ويأتيه ملك فيضع يده بين كتفيه فيقول : استأنف العمل فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك "الحكم : الحديث ليس صحيحا ً، أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث أنس مرفوعا ً، وقال : هذا موضوع أكثروا من الاستغفار في شهر رجب فإن لله في كل ساعة منه عتقاء من النار وإن لله مدائن لا يدخلها إلا من صام رجب قال العراقي : في إسناده الأصبغ ليس بشئ.

قاعدة هامة:قال الحافظ ابن حجر في تبيين العجب :" لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه - معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه - حديث صحيح يصلح للحجة ، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ ، رويناه عنه بإسناد صحيح وكذلك رويناه عن غيره فقد ذكر بعض العلماء أنه لا يثبت في صوم رجب لا نهياً ولا ندباً حديث صحيح ، منهم: النووي في شرح مسلم ، وشيخ الإسلام في "الفتاوى" ، بل قال ـ كما في المستدرك على مجموع الفتاوى: "وسائر الأحاديث التي وردت في فضل الصوم فيه موضوعة …" ا.هـ، وابن القيم في المنار المنيف ، وابن رجب في "اللطائف" ، وتبيين العجب بما ورد في شهر رجب لابن حجر.." .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحاديث موضوعة لم تصح في فضل رجب الأصم :

كما يُقال "رجب شهر الله عز وجل. عن النبي صل الله عليه وسلم ألا إن رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي. فمن صام يوماً من رجب إيمانا واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر واسكنَ الفردوس الأعلى." عن النبي صل الله عليه ويسلم أكرموا رجب يكرمكم الله بألف كرامة يوم القيامة ومن اغتسل أول رجب وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وعنه صل اله عليه وسلم ، فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام. رجب خصَّ بالمغفرة من الله تعالى وشعبان بالشفاعة ورمضان بتضعيف الحسنات وقيل رجب شهر التوبة وشعبان شهر المحبة ورمضان شهر القربة. ورجب ثلاثة حروف ، راء وجيم وباء. فالراء رحمة الله ، والجيم جول الله، والباء بِرّه

رجب اسمه الأصب، لأن الرحمة تصب فيه صباً واسمه الأصم لأنه يُرفع إلى الله إذا انقضى فيسأله الله تعالى عن عمل عباده فيسكت ثم يسأله ثانياً فيسكت، ثم يسأله ثالثاً فيسكت ثم يقول يا رب أنت أمرت عبادك أن يستر بعضهم بعضاً وسماني نبيّك محمد صل الله عليه وسلم الأصم لأن الملائكة الكاتبين تصم فيه عن سماع صرير القلم ، فأنا الأصم ، سمعت طاعتهم دون معصيتهم. واسمه رجب المرجم لان الشياطين ترجم فيه لئلا يؤذوا المؤمنين. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم :" أكثروا من الاستغفار في شهر رجب فان الله تعالى في كل ساعة منه عتقاء من النار وان لله مدائن لا يدخلها إلا من صام رجب. عن سهل بن سعد عن النبي صل إلا أن رجب من الأشهر الحرم. عن النبي صل الله عليه وسلم من صام النصف من رجب عدل له بصيام ثلاثين سنة ويسن الصيام في أوله وأوسطه وآخره ويوم الاثنين والخميس كما ورد من الأحاديث وكذلك في أوله،

، ليلة فضيلة ليلة نزول نطفة النبي صل الله عليه وسلم من والده عبد الله إلى رحم أمه آمنة وكانت في ليلة السابع من رجب، ليلة الجمعة من أول جمعة منه وتسمّى ليلة الرغائب وصيام نهارها فضيل حيث يعطي الله عز وجل لعبده الصائم ذاك اليوم ما يتمنّى على الله عز وجل ويرغب. عن النبي صل لا تغفلوا عن ليلة أول جمعة من رجب، فإنها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب وذلك لأنه إذا مضى ثلث الليل لا يبقى ملك في السموات والأراضين إلا ويجتمعون في الكعبة وحولها فيطّلع الله تعالى عليهم فيقول يا ملائكتي سلوني إذا شئتم، فيقولون ربّنا حاجتنا إليك أن تغفر لصوام رجب فيقول الله قد فعلت.

وعن أنس قال لقيت معاذاً فقلت له من أين ، قال من عند رسول الله صل الله عليه وسلم فقلت ما سمعته، يقول من صام يوماً من رجب يبتغي به وجه الله تعالى دخل الجنة. وفي أواخره ليلة عظيمة وهي ليلة الإسراء والمعراج ، ليلة السابع والعشرين منه وقيام ليلها فضيل وصيام نهارها واجب على كل مسلم ومسلمة. عن النبي صل الله ليه وسلم من صام يوم السابع والعشرين من رجب كتب الله له ثواب ستين شهراً، وعن أبي هريرة وسلمان الفارسي رضي الله عنهما قالا: قال النبي صل الله عليه وسلم :"إن في رجب يوماً وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الأجر كمن صام مائة عام وقامها وهي لثلاث بقين من رجب "حكاه الشيخ عبد القادر الجيلاني في الغنية. ." .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات من نور :

في فضل شهر رجب يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في لطائف المعارف: شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة وقال أبو بكر الوراق البلخي: شهر رجب شهر للزرع, وشعبان شهر السقي للزرع, ورمضان شهر حصاد الزرع وقال: مثل شهر رجب مثل الريح, ومثل شعبان مثل الغيم, ومثل رمضان مثل القطر وقال بعضهم: السنة مثل الشجرة, وشهر رجب أيام توريقها, وشعبان أيام تفريعها, ورمضان أيام قطفها, والمؤمنون قطافها. جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.فينبغي الإكثار من جميع أنواع الطاعات في مثل هذه الأيام تلاوة قرآن، وصوم، وصدقة، وإكثار من النوافل، وتوبة واستغفار، وقيام ليل ودعاء استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك.

بيض صحيفتك السوداء في رجب .... بصالح العمل المنجـي من اللهـب
شهـر حرام أتي من أشـهـر حـرم ..... إذا دعا الـلـه داع فـيـه لـم يـخـب
طـوبـى لعبـد زكى فـيـه له عـمـل ......
ومن الأدعية المأثورة: عن رسول الله صل الله عليه وسلم :"اللهم إني أسألك عيشة نقية وميتة سوية ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح.. اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف عليَّ كل غائبة لي بخير.. اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي. اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم وعذاب القبر. ." . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ومن فضائل شهر رجب :

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي خصها الله بالذكر والفضل في القرآن الكريم‏,‏ قال تعالي‏:‏إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم‏ " سورة ‏ التوبة آية :‏36 ـ‏ وقد بين النبي‏,‏ صل الله عليه وسلم‏,‏ أسماء هذه الأشهر الحرم في خطبة حجة الوداع فقال‏:‏ السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضـر الذي بين جمادي وشعبان والعرب كانت تحرم هذه الشهور وتجلها قبل الإسلام‏,‏ فزادها الإسلام تحريما وإجلالا ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم
وسمي رجبا لأنه كان يرجب; أي: يعظم بترك القتال فيه وأضيف ونسب إلي قبيلة مضـر لأنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه ,

, ولهذا ينبغي عليك أيها المسلم أن تعرف لهذا الشهر حرمته وأن تكون فيه أكثر ابتعادا عن الذنوب والمعاصي لما لهذا الشهر من حرمة عند الله فالذنوب والمعاصي تعظم وتضـاعف عقوبتها بعظم الزمان والمكان قال ابن كثير رحمه الله تعالى , في تفسير قوله تعالي:" فلا تظلموا فيهن أنفسكم" أي: في هذه الأشهر المحرمة, لأنها آكد, وأبلغ في الإثم من غيرها, وعن قتادة, رحمه الله, قال: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم في سواها, وإن كان الظلم علي كل حال عظيما, ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء وكما أن المعاصي تعظم وتضاعف في الشهر الحرام فكذلك الحسنات والطاعات تضاعف في هذه الأيام كما قال عبد الله بن عباس, رضي الله عنهما, في تفسير قوله تعالي:" فلا تظلموا فيهن أنفسكم" قال: وجعل الذنب فيهن أعظم, والعمل الصالح والأجر أعظم.

فرجب موسم من مواسم الطاعة ونفحة من نفحات الله التي ينبغي التعرض لها دون تخصيصه بعبادة من العبادات أو اعتقاد أن لها فضلا علي سائر الطاعات فهو مفتاح أشهر الخير والبركة , يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى :" فلم يصح في فضل صوم رجب شيء عن النبي صل الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه، ولكن روي عن أبي قلابة قال: في الجنة قصر لصوام رجب. قال البيهقي: أبو قلابة من كبار التابعين لا يقول مثله إلا عن بلاغ، وإنما ورد في صيام الأشهر الحرم كلها حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أن النبي صل الله عليه وسلم- قال له: "صم من الحرم واترك" قالها ثلاثًا. خرجه أبو داود وغيره، وخرجه ابن ماجة وإسناده جيد وعنده: صم أشهر الحرم، ولقد كان بعض السلف يصوم كثيراً في الأشهر الحرم، منهم: ابن عمر، والحسن البصري، وأبو إسحاق السبيعي، وقال الثوري: الأشهر الحرم أحب إليَّ أن أصوم فيها" اهـ بتصرف يسير من لطائف المعارف لابن رجب. ." . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مسألة : في حديث أنس رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " إن في الجنة نهرا يقال له : رجب ، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل ، من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر " . وحديث أنس قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت ، كتب له عبادة سبعمائة سنة " ، وحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من صام من رجب يوما كان كصيام شهر ، ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه أبواب الجحيم السبعة ، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، ومن صام منه عشرة أيام بدلت سيئاته حسنات " هل هذه الأحاديث موضوعة ؟ وما الفرق بين الضعيف والغريب .اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

الجواب : ليست هذه الأحاديث بموضوعة ، بل هي من قسم الضعيف الذي تجوز روايته في الفضائل ، أما الحديث الأول فأخرجه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب الصيام ، والأصبهاني وابن شاهين ، كلاهما في الترغيب ، والبيهقي وغيرهم ، قال الحافظ ابن حجر : وليس في إسناده من ينظر في حاله سوى منصور بن زائدة الأسدي ، وقد روى عنه جماعة لكن لم أر فيه تعديلا ، وقد ذكره الذهبي في الميزان وضعفه بهذا الحديث ، والحديث الثاني فأخرجه الطبراني وأبو نعيم وغيرهما من طرق بعضها بلفظ : عبادة سنتين ، قال الحافظ ابن حجر : وهو أشبه ، ومخرجه أحسن ، وإسناد الحديث أمثل من الضعيف قريب من الحسن . وأما الحديث الثالث فأخرجه البيهقي في فضائل الأوقات وغيره ، وله طرق وشواهد ضعيفة لا تثبت ، إلا أنه يرتقي عن كونه موضوعا . وأما الفرق بين الضعيف والغريب فإن بينهما عموما وخصوصا من وجه ، فقد يكون الحديث ضعيفا غريبا معا ، وقد يكون غريبا لا ضعيفا ; لصحة سنده أو حسنه ، وقد يكون ضعيفا لا غريبا لتعدد إسناده وفقد شرط من شروط القبول ، كما هو مقرر في علم الحديث.انتهي. من كتاب الحاوي من الفتاوى الحديثية.موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محموداللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.