من أخلاق الإسلام ( الحنان )

الحنان _ والحنان وهو يتضمن الشفقة والرحمة يقال حنانيك : أى شفقة بعد أخرى ومن أسماء الله الحسنى الحنان وقال ابن الأثير : الحنان : الرحيم بعباده , والحنان ذو الرحمة والتعطف , واسم الحنان هو أحد أسماء الله الحسنى التى ورد فى شأنها حديث من الأحاديث الصحيحة وأن من أحصاها دخل الجنة وأن منها اسم الحنان , وهو اسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى وعن أنس رضى الله تعالى عنه أنه قال كنت جالسا مع رسول الله صل الله عليه وسلم فى الحلقة ورجل قائما يصلى فلما ركع وسجد جلس وتشهد ثم دعا فقال ( اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام يا حى يا قيوم إنى أسألك فقال رسول الله صل الله عليه وسلم أتدرون بما دعا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال والذى نفسى بيده لقد دعا الله باسمه الأعطم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سأل به أعطى رواه أحمد والنسائى وابن ماجة ويتمثل الحنان فى كل معنى كريم من شأنه العطف والرحمة وبذل المعروف للغير وقد يكون الحنان بالفعل وقد يكون بالقول وقد يكون بالتأثر وذلك عندما ينزل بالغير أمر فيه صعوبة أو كرب فهو أعم من الرحمة لأنه يشملهما جميعا ويشمل كل معنى كريم وشعور عظيم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله صفحة (1)

من صور الحنان _ حنان الأم وللأم عاطفة لا توازيها عاطفة فى الوجود ويتجلى لنا ذلك فى حنانها على ذريتها حيث تؤثر أبنائها وبناتها على نفسها وتقدم حاجتهم على حاجتها وعن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندى شيئا غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت فدخل رسول الله صل الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال النبى صل الله عليه وسلم " من ابتلى من هذه البنات بشئ كن له سترا من النار " رواه البخارى لقد دفع هذه الأم حنانها على إبنتيها أنها لم تأكل من التمرة شيئا وآثرت ابنتيها على نفسها وذلك لما أودع الله تعالى قلوب الوالدين من الحنان والعطف وفى قلب الأم بصفة خاصة من الشفقة ولذلك نجد رسول الله صل لله عليه وسلم يقول فى حق من إبتلى بالبنات كن له سترا من النار جريا على ما كان قد ألفه الناس من كراهية البنات وحب الذكور ويوضح لنا هذا الحديث أيضا أن حنان الأمومة حنان وافر وعظيم يتدفق شفقة ورحمة وبرا وحنان الخالق بعباده ورحمته أوسع وأعظم وعن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال قدم على النبى صل الله عليه وسلم سبى فإذا امرأة من السبى تحلب ثديها تسقى إذا وجدت صبيا فى السبى أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال : أترون هذه طارحة ولدها فى النار ؟ قلنا : لا وهى تقدر على أن تطرحه فقال : " الله أرحم بعباده من هذه بولدها رواه البخارى ومسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (2)