من سمات المسلم التواضع

خلق التواضع ( تواضع الرسول صل الله عليه وسلم )
ما أجمل خلق التواضع الذى ما اتصف به إنسان إلا زاده الله تعالى به عزا , ولهذا كانت صفة التواضع من خصال الأنبياء والمرسلين وشيمة من شيم الصالحين , وعلى هذا فإن الإسلام يربى أتباعه على التواضع فى غير مذلة أو مهانة لما فى ذلك من الثواب العظيم , والتواضع يكون فى مشية المسلم وكلامه وسائر المعاملات من لبس أو طعام أو شراب ويكون أيضا فى اجابة دعوة من هم أقل منك مالا وجاها وفى مجالسة الفقراء والمساكين ووالمرضى وغير ذلك يقول تعالى " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير " سورة لقمان
ويقول تعالى مثنيا على عباده المتواضعين " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " سورة المائدة
ويدعوا المولى تبارك وتعالى رسوله إلى هذا وهو صاحب الخلق العظيم صل الله عليه وسلم قال تعالى " واخفض جناحك للمؤمنين " سورة الحجر
وقال تعالى " واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " سورة الشعراء
وقال سبحانه فى جزاء أهل التواضع " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " سورة القصص
وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : الكبرياء ردائى والعظمة ازارى فمن نازعنى واحدا منهما قذفته فى النار "
فالكبرياء والعظمة صفتان مختصتان بالله تعالى لا ينبع أن ينزعه فيهما منازع ولا لأحد أن يتصف بهما وإلا كان من الخاسرين , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (1 )

التواضع وحقيقته :

وتواضع المسلم يرفعه مكانة وعزة لأن تواضعه لله وفى الله من حديث أبى هريرة رضى الله عنه  قال صلى الله عليه وسلم " ما نقص مال من صدقة , وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " رواه مسلم والترمذى
وقال صل الله عليه وسلم " إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا , حتى لايفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد " رواه مسلم
والرسول صل الله عليه وسلم الذى أدبه ربه وصنعه على عينه وقربه واجتباه وهو قد حاز المكانة والمنزلة فى خلقه وصفاته وهو سيد المتواضعين أجمعين يدعوا على تأكيد هذه الخلق فى نفوس المؤمنين لما فى ذلك من الخير وتثبيت دعائم الأخوة والإستقرار بين أبناء المجتمع الفاضل
وقد بلغ من تواضعه صل الله عليه وسلم أنه كان يقوم على خدمة نفسه ويساعد أهل بيته فى أعمالهم وكان يشهد الجنائز , ويعود المرضى ويجيب دعوة الفقراء ويقضى حاجة الأرملة والمسكين
وحياته صل الله عليه وسلم مليئة بالمواقف الرائعة والجميلة المحفوفة برقة المشاعر والإحترام والتقدير التى تظهر تواضعه وحبه الكبير لأصحابه ومن هذه المواقف
_ لما فتح مكة أتى أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه بأبيه أبو قحافة إلى النبى صل الله عليه وسلم وهو يقوده لكبر سنه فقال صل الله عليه وسلم هلا تركت الشيخ فى بيته حتى أكون أنا آتيه "
- وقد كان عليه الصلاة والسلام فى سفر وأمر بذبح شاة قال رجل على سلخها وقال الآخر على طبخها فقال صل الله عليه وسلم : " على جمع الحطب فقالوا يا رسول الله نكفيك العمل قال صل الله عليه وسلم " قد علمت أنكم تكفوننى , ولكنى أكره أن أتميز عليكم , فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا على أصحابه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة _ (2)

إن الله لا يحب المتكبرين

- وفى المقابل ذم الله تعالى الكبر والمتكبرين فى مواضع كثيرة قال تعالى " سأصرف عن آياتى الدين يتكبرون فى الأرض بغير الحق " سورة الأعراف
- وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل يا رسول الله , إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنه فقال صل الله عليه وسلم " الكبر بطر الحق وغمط الناس " ومعنى ذلك بطر الحق أى دفعه بشدة وعدم قبوله إما كبرا على الله ورسوله وهذا كفر وإما إحتقارا لمن يدعوه إلى ذلك وهو فسوق والسلامة أن تأخذ الحق من كل من جاء به صغيرا أو كبيرا تحبه أو تكرهه
- وووعن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " لاينظر الله تعالى إلى من جر ثوبه خيلاء " رواه البخارى وهو من يقصد بإطالة ثوبه الخيلاء والكبر والظهور على الناس
- وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (3)

من سمة المسلم التواضع:

_ ومن هنا نعلم أن الناس دائما يحبون الإنسان المتواضع ويأنسون إليه ويحبون معاشرته ويمقتون الكبر ويكرهون المتكبر ومعاشرته ويفرون منه لتعاليه عليهم وغطرسته , ولهذا نجد الرسول صل الله عليه وسلم يحذر من هذا الخلق المذموم وينفر منه تنفيرا شديدا حيث قال من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم قال الله تعالى " الكبرياء ردائى والعظمة ازارى فمن نازعنى واحدا منهما قذفته فى النار رواه أحمد وأبو داود والكبر من الصفات الممقوته حيث أن أول من تكبر وتغطرس هو إبليس اللعين الذى رفض أن يسجد لآدم تكبر منه وعارض التص الصريح بالرأى الفاسد القبيح أنا خير منه فكانت العاقبة له جهنم وبئس المصير هو وكل من تشبه به من أبناء آدم عليه السلام فقد قال صل الله عليه وسلم " لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر " من حديث ابن مسعود رضى الله تعالى عنه " والتواضع لايزيد صاحبه إلا عزا ورفعة وكيف لا وهو من صفات الأنبياء والمرسلين والصدقين والصالحين ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم مع علو منزلته وقربه من ربه من خير خلق الله تعالى تواضعا فقد كان يرقع ثوبه ويخسف نعله ويحلب شاته ويجلس بين ظهرانى أصحابه كأى واحد منهم حتى أن الرجل الغريب كان يدخل وهو مع أصحابه فيقول أيكم رسول الله وكان يأكل مع الفقراء والمساكين وكان يقول فى فضل التواضع ومنزلة المتواضعين من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم " وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " رواه مسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (4)

خلق التواضع:

التواضع يرفع رأس الرجل والتكبر يخفضه " وقالوا: من تواضع لله رفعه" و قال تعالى :" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " سورة القصص الآية 83 ـ وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صل الله عليه وسلم قال:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، قال: فقال له رجل: إنه يعجبني أن يكون ثوبي حسناً، ونعلي حسنة؟ قال: "إن الله يحبُّ الجمال، ولكن الكِبر مَن بطَر الحق، وغَمَص الناس"، والحديث صحَّحه الألباني في صحيح الترمذي. وبين لنا أن العز والرفعة في التواضع روى مسلم أن النبي صل الله عليه وسلم قال: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً، وما تواضَعَ أحد لله إلا رفعه الله.". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق الإسلام التواضع وترك الكبر:

_ خلق التواضع ليس قيمة تدعوا إلى السلبية , والتواضع لايعنى أن يتنازل المرء عن كرامته , وإنما يعنى القرب من الناس والتبسط لهم واحترام آدميتهم , بغض النظر عن أمور حياتهم غير الجوهرية , ومن هنا نجد الإسلام دعا إلى التواضع , والبعد عن التعالى والتكبر على الآخرين يقول صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا , حتى لا يفخر أحد على أحد " رواه أبو داود وابن ماجة وقال تعالى :" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " سورة القصص الآية 83 _ إن الإستعلاء والتكبر على الآخرين مما يدل على الضعف الداخلى للشخصية , لأن ذلك يعنى الفقر المعنوى والدخلى , عند الشخص المتكبر ومن ثم تنعدم ثقته بنفسه , وهذا يجعله يحاول أن يدارى هذا الخلل فى شخصيته بالتعالى على غيره من البشر وينظر إليهم باستعلاء " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الكبرمن الآفات المذمومة :

يقول تعالى :" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين " سورة القصص الأية 83 ـ الكبر من الصفات البغيضة والمذمومة
ومن الرذائل الممقوتة التى تنشأ فى نفس الإنسان عن جهل وغرور , مما يدعوا ذلك صاحبه إلى المبالغة فى تعظيم شخصه , ولهذا فإن المتكبر يحب الظهور , والعلو والفساد فى الأرض , والسعى وراء اكتساب الإطراء والمدح , بكل الوسائل المستطاعة لينال الحظوة والتوقير لذاته , وقد يكون المتكبر بخيلا يغلب عليه شح نفسه , وحبه لماله فيخسر بذلك أجر كل عمل يقوم به من عبادة وغيرها , لأنه لايفعل هذا ابتغاء وجه ربه , إنما يأتيها رياء وسمعة لا حبا فى رضا الله وحسن الجزاء قال تعالى :" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهو فيها لايبخسون أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " سورة هود الأية 15 ـ 16 ـ

ومن صفة المتكبر التعصب للرأى وإن كان باطلا , ومن المحال أن يعترف بخطئه لأنه يرى ذلك عجزاً ونقصا , وهو لكبره لايريد أن يكون متبوعا لا تابعا , بل يريد أن يكون ناقداً لامدحا , فهو أحمق لايملك نفسه عند الغضب , وهو يثور لأتفه الأسباب وهو ينظر لنفسه بعين الكمال ويراها منزهة عن العيوب قال تعالى :" وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد " سورة البقرة الأية 206 ـ والمتكبر لايطيق أن يعترف لأحد بفضل عليه , ولا يتنازل فيشكر إحسان من أحسن إليه بل هو يرى الإحسان إليه فرضا واجبا من الآخرين له , ذلك أن الكبر مرض نفسى خطير يدفع صاحبه , دائما إلى التعصب والعناد ,

ولهذا حرم الله تعالى على المتكبر دخول الجنة يقول الرسول صل الله عليه وسلم :" لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر " قال تعالى :" كذلك يطبع الله على قلب متكبر جبار " سورة غافر الأية 35 ـ إنه لامبرر لأى إنسان أن يصر على هذا الخلق المذموم , لأن الإنسان مهما بلغ من درجات الكمال إنما هو عرضة للنقص بما يتنافى مع صفة الكبر , ولهذا كانت هذه الصفة مما اختصت بها الذات الإلهيه وحدها , لأن الذات التى لايعتريها نقص بحال , وله سبحانه وتعالى الكمال المطلق فى كل حال وجميع الأحوال قال تعالى :" وله الكبرياء فى السموات والأرض سورة الجاثية الأية 27 ـ . موقع من فقه الاسلام للسيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من سلوك المسلم الحق التواضع :

التواضع من الصفات المحمودة التى حث عليها الإسلام , وأن يتمسك بها كل مؤمن ومؤمنة , والتواضع هو أن تخفض جناحك للمؤمنين , وتتبسط معهم فى خدمتهم ومعاملتهم بالحسنى , قال تعالى :" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " الأية 63 ـ سورة الفرقان والتواضع أن لاترى لنفسك قيمة فوق غيرك وإلا لم يكن هذا تواضعا , ولقد سئل الفضيل بن عياض رحمه الله : عن التواضع فقال : أن تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله " ويقول إبراهيم بن شيبان رحمه الله : التواضع هو قبول الإنسان للحق ممن كان والعز فى التواضع , فمن طلبه فى الكثير فهو كصالب الماء من النار , والشرف فى التواضع والعز فى التقوى والحرية فى القناعة "

ويقول سفيان الثورى رحمه الله :أعز الخلق خمسة أنفس : عالم زاهد , وفقيه صوفى , وغنى متواضع , وفقير شاكر , وشريف سنى " ويقول عروة بن الزبير بن العوام رضى الله عنهما ـ رأيت عمر بن الخطاب مرة فدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم ـ
فقال : هكذا أمرنا أن نفعل بكبرائنا , فقال : عمر أرنى يدك وأخرجها إليه فقبلها وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم ـ

وبذلك نعلم أن فى التواضع معرفة للعبد بقدر نفسه , فلا يبخسها حقها ولايرفع من قيمتها أكثر ممايجب , وأن لا يتعلى على غيره من الناس مهما كانت قيمته , لأن الإنسان لايرتفع على غير إلا بفضل التقوى والعمل الصالح , والناس فى شئون حياتهم الإجتماعية متنوعة , واتصالاتهم الشخصية مرتبطة , ولايستغنى بعضهم عن البعض الآخر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم والناس فيهم الصالح والطالح , والقوى والضعيف , والغنى والفقير , وهذا كله له أثر فى الإرتبطات والمعاملات  كمايقول الله تعالى :" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرا وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " الأية 13 ـ سورة الحجرات فهذه الأيه شاملة جامعة بين الخلق جميعا ولاتفرق بين إنسان وآخر من عباد الله إلا على أساس الإيمان بالله تعالى وتقواه سبحانه ,  ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التواضع سمة المسلم :

عن عياض رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى أوحي إلىَّ أن تواضعوا , حتي لا يبغي أحد على أحد , ولا يفخر أحد على أحد " رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة .
في هذا الحديث يحثنا نبي الإسلام صل الله عليه وسلم ـ على خلق التواضع الذي هو من أسباب التآلف والإتحاد بين جماعة المسلمين ولهذا جاءت جملة الصدارة في الحديث بقوله :" إن الله أوحي إلىَّ أن تواضعوا " فالتواضع سمة اجتماعية , إذا شاعت في مجتمع ارتقت أخلاقه , وسعدت حياته , وقويت أفراده , وإذا غابت عن مجتمع فسد كيانه , ونشبت الكراهية والبغضاء , وسَادت الفوضى وعَم الظُلم , ودُرست القيم , وماتت الفضائل , وفي التواضع مدعاة للاحترام بين الإنسان وأخيه , ولأن الهدف من عدم التفاخر هو عدم التكبر على الناس واحتقارهم , ولهذا يرى ابن عطاء الله السكندري :" أن المتواضع هو الذي إذا توضع رأي أنه دون ما صنع " . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في ذم الكبر وعلاجه:

التكبر مرض نفسي يصيب الإنسان عندما يشعر أنه أفضل من غيره لأنه يمتلك أشياء لا يمتلكه غيره كالمال أو الذكاء أو مهنة عالية الشأن أو مهارة خاصة وغير ذلك من الأشياء الأخرى وهذا ما يُعاب على الإنسان الذي إذا امتلك شيئا لا يمتلكه غيره حينئذ يشعر بالتكبر والغرور لذالك يجب علي الإنسان الصالح أن يحمد الله تعالى فى كل الأوقات على ما أنعم الله عليه من نعم , وأن يتواضع مع من أقل منه فى هذا ماديا ومعنوياً وفى جميع الأحول.وعلينا أن نعلم أن الكبر آفة من الآفات التي أصابت كثيراً من أبناء المسلمين، مما أدى إلى وجود وظهور الضغائن، والفرقة والحسد والعداوة والبغضاء فيما بينهم ،

، وعن ذم الكبر جاءت أحاديث كثيرة عن سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم تبين لنا مدي خطورة هذا الخلق المذموم في دين الإنسان وعلاقته بالله تعالى ومعاملته مع الناس. كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ، قال رجلٌ: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنةً. قال:"إن الله جميلٌ يحب الجمال، الكِبْرُ: بطَر الحق، وغمط الناس" ؛ رواه مسلم.وأيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:"لا يدخل النار أحدٌ في قلبه مثقال حبة خردلٍ من إيمانٍ، ولا يدخل الجنة أحدٌ في قلبه مثقال حبة خردلٍ من كبرياء"؛ رواه مسلم.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " إن من أحبكم إلي , وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة , أحاسنكم أخلاقا , وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " , فقالوا: يا رسول الله , قد علمنا الثرثارون , والمتشدقون , فما المتفيهقون؟ , قال: " المتكبرون " الثرثار: هو الكثير الكلام تكلفا. والمتشدقون: المتوسعون في الكلام , من غير احتياط واحتراز. وقيل: أراد بالمتشدق المستهزئ بالناس , يلوي شدقه بهم وعليهم , والشدق: جانب الفم. انظر تحفة الأحوذي. والكبر والتكبر صفة كاملة لا يستحق أن يوصف بها غير الله تعال , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " قال الله عز وجل:" العز إزاري وفي رواية: العظمة إزاري , والكبرياء ردائي , فمن نازعني بشيء منهما عذبته وفي رواية: " فمن نازعني واحدا منهما، قذفته في النار "الإزار: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن. والرداء: ما يوضع على أعالي البدن من الثياب.

وعن علاجه : يقول صاحب مختصر منهاج القاصدين :"أما من اعتراه الكبر من جهة النسب فليعلم أصله "نطفة" وهو أصل أبيه وجده، ومن اعتراه الكبر بالجمال فلينظر إلى باطنه نظر العقلاء، ولا ينظر إلى ظاهره نظر البهائم، ومن تكبر بسبب الغنى فلينظر إلى من قبله من الأغنياء، وهل نفعهم غناهم وحجز بينهم وبين الموت ؟، ومن تكبر بسبب علمه فليعلم أن حجة الله على العالم آكد من الجاهل، وليتذكر أن الكبر لا يليق إلا بالله - سبحانه -، وأن من تكبر صار ممقوتاً عند الله، بغيضاً عنده، وعند الناس، وإن تبسموا في وجهه، والله لا يحب إلا من تواضع" اهـ بتصريف ,

وبذلك يستطيع الإنسان استئصال أصل هذا الداء ، وقطع شجرته من خلال: أن يعرف الإنسان حقيقة نفسه، وكيف أنه كان عدماً، ثم خلق من تراب، ثم من نطفة خرجت من مخرج البول، ثم من علقة، ثم من مضغة, قال تعالى :"يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم , ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ,ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ,وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" سورة الحج الآية : 27ـ وبعد أن يعرف الإنسان نفسه حق المعرفة لابد أن يواظب على استعمال خلق المتواضعين، وليقتد برسول الله صل الله عليه وسلم :ـ في تواضعه ولين جانبه وتعامله الطيب بين الآخرين، والتمسك بما كان عليه من الأخلاق الحسنة .ومن الأدعية المأثورة : قول النبي صل الله عليه وسلم :" واهدني لصالح الأعمال و الأخلاق فإنه لايهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت " رواه الترمذي والنسائي من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه . .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم