الفن الهابط مسئولية من

الفن الهابط مسئولية من:

_ الفن إذا تحول إلى وسيلة هدم  تهدف للسخرية والإضحاك والحط من كرامة الآخرين وخدش الأعراض بأساليب الإبتذال والإسفاف فبئس الفن هو وأما إذا كان غايته غرس المبادئ والقيم فى النفوس فهو بذلك يصبح رسالة سامية ورحم الله فضيلة العلامة الشيخ أحمد الشرباصى " حيث قال _ على رجال الفن أن يتدينوا _ وعلى رجال الدين أن يتفننوا " إن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه على من خلق وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة وسخر له ما فى السموات والأرض جميعا منه قال تعالى " هو الذى خلق لكم مافى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء " سورة البقرة وقال تعالى " الرحمن خلق الإنسان علمه البيان " سورة الرحمن فالله سبحانه وهب للإنسان عقلا بما حواه من سمع وبصر ولسان وهذه هى ثمرة  الأمانة والمسؤلية التى حملها الله تعالى الإنسان إياها وبين له أن التفريط فيها وعدم الإنضباط عند أدائها خيبة أمل وإنعكاس رجاء وخروج عن رسالة هدى السماء قال تعالى " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " سورة الأحزاب

لأنه لم يقدرها حق قدرها وظالما لنفسه وجهولا بمعرفتها ومن ثم طالب الله تعالى هذا الإنسان أن يتخذ من نفسه شرطيا يراقب ومفتشا يحاسب وقاضيا يحكم وأعطاه الله تعالى هذه المسئولية الكاملة ليملك جماح نفسه وجوارحة   حتى لايضل ولا يذل , ومن الأشياء التى سيسأل عنها الإنسان يوم القيامة يوم الحسرة والندامة إذ تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ما منحه الله تعالى من علم وآتاه من حكمة فإذا حابك الله دون خلقه بنعمة من النعم أو بموهبة من المواهب فقد اختارك واصطفاك فإن وظفتها كما اراد ربك ثبتها عندك وأعانك عليها وإن خيبت الأمل وأساءت العمل حولها إلى غيرك قال تعالى " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فمن أهل الفن من يبدأحياته بالخير والنفع للعباد والبلاد ثم ما يلبث أن ينقلب على عقبيه ويعمل من أجل التذاكر وكثرة الناس على مايقدم من أعمال وهو لايبالى أجيد يرضى الله أم يغضبه إنه ينسى أنه يحمل أمانة ويقدم رسالة سأله الله تعالى عليها أحفظ أم ضيع فليتقى الله تعالى كل من وهبه الله تعالى نعمة من النعم وليعلم الفنان أن له دور كبير فى بناء جسم أمته فإن بنى بخير أحسن وأجاد وإن بنى بشر خاب بانيها " ومن أراد المزيد فلينظر   مقال الإسلام يدعوا إلى الإعتدال وعدم المغالاة على هذا المنتدى باب من فقه التربية " وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الشهرة الرخيصة اليوم:

_ ليس أسهل على نفوس الشباب اليوم فى أمة حديثة الوعى , من إغرائهم بالشهرة الرخيصة عن طريق الفن الهابط والرقص الفاضح والعبث والمجون , وهذا هو سر إستجابة الكثير منهم لإغراء خرافة الفن واستمتاعهم بلذته , إن كلامنا هذا ليس على الفن الذى يبرز الحقائق ويخدم الحياة ويعمل على علاج كثير من المشاكل لو صدقت النوايا وتحررت النفوس وخلصت العزائم , إنما كلامنا موجه ضد الغناء الماجن والرقص الفاجر المثير وما يدعو به إلى التحلل الخلقى والتمزق الإجتماعى وضيع الشرف وغير ذلك من مفاسد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصحة والفراغ :

_ من حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " لقد أعطى الله تبارك وتعالى الإنسان العقل ليميز به الخير من الشر , والنافع من الضار , والصواب من الخطأ , فقد حمله الله تعالى المسئولية فى أن يبذل جهده ليضع كل شئ فى موضعه الصحيح وأن يستغل وقته الإستغلال الأمثل وهو من أعظم ما يملك الإنسان وكما قيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " والوقت من أعظم القيم الدينية التى لو استغلت لصالح الإنسانية لنعمت بحياتها على النحو الذى يليق بالإنسان , وبذلك يكون من يهدر وقته ويقطعه فى غير المفيد والنافع يكون قد ظلم نفسه وعق أيامه , وبذلك تنقلب النعمة إلى نقمة , وسوف يسأل الإنسان يوم القيامة عن عمره فيما أفناه . وعمر الإنسان هو مجموع أوقاته وهو حياته التى سيعيشها كلها فى الدنيا وفى ذلك يقول الشاعر : دقات قلب المرء قائلة له _ إن الحياة دقائق وثوان , فالزمن الذى يمضى لن يعود ثانية , يوم يندم الإنسان على ما فرط فى وقته حيث لاينفع الندم , " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأدب الملتزم :

مما لاينكر عند كل ذى عقل أن الفضائل الإنسانية , هى نبع سعادة الإنسان فى حياته الدنيا , ومن ثم جاءت الشرائع السماوية كلها من عند الله , تدعوا إليها والتمسك بها , والعمل الإيجابى من أجل نشرها , ولهذا شرع لنا الإسلام من الوسائل الهادفة من أجل محاربة الرذائل حتى تتحقق لأتباعه الغايات الشريفة , عند نشر رسالة الإسلام فى الحياة واستعمال كل الوسائل الشرعية النظيفة عند تبليغ ما أنزل الله , ليتحقق قول الله تعالى :" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " سورة إبراهيم الآية4ـ
ومن أهم وسائل الدعوة فى عصرنا الحاضر الفن بمختلف أنواعه , إذا كان ملتزما
فإنه يساعد فى مجال الدعوة بطريقة غير مباشرة , فى نشر الفضائل ومحاربة الرذائل كوسيلة من الوسائل لتحقيق أهداف رسالة الإسلام ,

, وأهم هذه الأهداف
مكارم الأخلاق كما فى الحديث الذى جاء يدعوا إلى ذلك بأسلوب القصر البلاغى فيما رواه الإمام مالك وغيره أنه صل الله عليه وسلم قال :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ومن ثم يتأكد لنا أن الأدب بشتى ضروبه ومخلتف معانيه , لابد وأن يحمل معنى الخلق الفاضل , وكذلك يتصف كل من يعمل فى هذا المجال بأنه من الفضلاء عندما يكون ملتزما بهذه القاعدة الأخلاقية , وهذا يدلنا بمفهوم المخالفة
أن كل فن أو أدب يخرج عن هذه القاعدة , ويدعوا إلى الرذيلة أو يثير غرائز الشر فى الإنسان يصبح فنا هابطا غير شريف , ومن الأمثلة الشائعة ما يعبر به بعض البسطاء فى ثقة واعتزاز قولهم " الأدب فضلوه على العلم "

ومعنى الأدب فى هذه المقولة يعبر عن حسن الخلق , ومن هذا البيان نقول لأصحاب تلك الصيحات الآثمة التى يطالبون فيها بحرية الأدب والفن مهما كانت تلك الحرية , ومهما كان هدفها
فى واقع الناس فالشعر المكشوف والغزل الإباحى , والهجاء المقذع ووصف العورات كل هذا فى نظر أصحاب هذه الصيحات أدب وفن , ولكن العقل الإنسانى السوى يرفض هذا الإسفاف بشدة , حتى وإن لم تدعوا هذه الصيحات لرفض الدين
فالعقل السوى والفطر السليمة فى بعدها الأخلاقى , لاتختلف مع تعاليم الدين ومن ثم وجدنا الشاعر الجاهلى الملتزم ( عنترة بن شداد ) يقول بيتا واحدا من الشعر بمثابة قصيدة لما يحمله هذا البيت من التزام خلقى فاضل , يأبى عليه صاحبه أن ينظر إلى زوجة جاره أو ينظر إلى الجهة القائمة فيها , لأن ذلك النظر يأباه الطبع الإنسانى
المستقيم , قبل أن ينكر عليه ذلك دين قويم , يقول عنترة الشاعر الملتزم :
                     وأغضض طرفى حين تبدوا جارتى
                                       حتى يوارى جارتى مأواها

فليت أصحاب هذه الصيحات الجامحة يفقهون حقا المغزى اللغوى الحقيقى من وراء كلمة " أدب " فمغزاها الحقيقى فى القديم والحديث , خلق فاضل , والتزام بالقيم , التى أقرها عقلاء البشر منذ بدء الخليقة مع آدم عليه السلام ـ ثم جاءت الأديان فزكت ذلك ودعت إليه وأكدت عليه , وخاصة ما جاء به الدين الإسلامى يدعوا إلى أهداف حقيقة تبين معنى الأدب بمفهومه العام , هو التمسك بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والتعاليم الإسلامية السامية , وبذلك نعلم أن كل ما خرج عن هذا النبع الصافى لايسمى أدبا , وسيظل الأدب الملتزم فى قمة الفنون مهما خفت صوته , وعلت أصوات المبطلين والمنحرفين , هذه حقيقة يوقن بها العقلاء والمنصفين من أصحاب هذه الصنعة والمشتغلين بها , ومن ثم لابد للفن الأصيل من أن يكون قائما على قواعد الأخلاق والقيم , وبغير هذا يصبح الفن أداة هدم لابناء وتخريب لا إصلاح , يقول الله تعالى :" إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد الآية 11 ـ . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حيث لاينفع الندم :

إن من ينظر فى حياتنا المعاصرة من خلال وسائل الإعلام المرئية أو المسوعة أو المقروءة , يرى أن تيار الفوضى والإباحية المتمثل فى العلمانية اللادينية قد استأسد وسيطر على كل وسيلة من هذه الوسائل التى ذكرناها , وقد وجهوا كل مايملكون لهدم الأمة المسلمة ومبادئها وأخلاقها وعلمائها , وقد باتوا وأصبحوا من أجل هدم الإسلام والمسلمين , وهم يظنون بذلك أنهم سيفلحون فى القضاء على الإسلام وأهله
وخاب ظنهم وسعيهم فقد وعد الله تعالى بنصر دينه وظهوره على الدين كله فقال :" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون , هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة الصف الآية 8 ـ 9 ـ

والقرآن وعد صدق بأن هؤلاء القوم بهت الحديث والفكر سيهزمون بإذن الله قال تعالى :" سيهزم الجمع ويولون الدبر " سورة القمر الآية 45 ـ وعما قريب ليصبحن نادمين , سيندم كل علمانى , على كل كلمة كتبها وتفوه بها
أو مشهد سجله , سيندم فى يوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
وسيكون ندمه كفرعون عندما أدركه الغرق , ولتعلموا أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة , " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون " سورة يوسف ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم