الرحمة طريق الهداية :

الرحمة طريق الهداية :

الرحمة نور يقذفه الله تعالى فى قلب المؤمن تجعل الإنسان يرق لآلام الناس ويسعي لإزالتها ويحزن لأخطائهم ويدعوا الله تعالى لهم بالهدية وإذا خرج الإنسان عن هذا الخلق الرفيع تبلدت أحاسيسه وخرج عن طور الإنسانية الى درك الحيوان فقد سلب منه أفضل ما فيه من العاطفة الحية النابضة بالحب والرأفة بل إن الحيوان قد تعيش فيه مشاعر مبهمة تجعله يحنوا ويعطف على صغاره ومن ثم كانت القسوة خروجا عن الفطرة الى منزلة الحيوان بل إلى منزلة الجماد الذى لايعى لايشعر والرحمة فى امتدادها صفة من صفات المولى تبارك وتعالى فإن رحمته سبحانه وسعت كل شئ ولهذا كان من دعاء الملائكة للإنسان قوله تعالى " ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من أبائهم وأزواجهم وذريتهم إنك أنت العزيز الحكيم وفهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذالك هو الفوز العظيم " سورة غافر وعن عمر رضى الله تعالى عنه _ قدم على رسول الله صل الله عليه بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى قد تحلب ئديها إذ وجدت صبيا فى السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته فقال الرسول صل الله عليه وسلم _ أترون هذه المرأة طارحة ولدها فى النار قلنا لا والله وهى تقدر على أن لا تطرحه قال فالله تعالى _ أرحم بعباده من هذه بولدها " قال تعالى " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم " سورة الأنعام " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

القلب الميت :

هو الذى فقد صاحبه كل صفات الإنسانية وحل محلها وحش آدمي يبصر بغير وعى ويتحرك بلا هدف وينقاد لذاته وهواه ومثل هذا القلب لاحياه فيه فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بل هو واقف مع شهواته وملذاته ولو كان فيها سخط الله وغضبه فهو لايبالى إذا فاز بحظه ونزواته رضى ربه أم سخط فهو عابد لغير الله حبا وخوفا ورجاء ورصنا وسخطا وتعظيما وذلا وحبه وبغضه وعطاؤه ومنعه لهواه فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه فهو بالفكر فى تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور ينادى الى الله والدار الآخرة من مكان بعيد فلا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد الدنيا تسخطه وترضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه ومخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سم ومجالسته هلاك قال الله تعالى " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشوه ولهم عذاب أليم " سورة البقرة " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

المرحوم حقا :

من كلام الحسن ابن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهما - رحم الله تعالى رجلا خلا بكتاب الله تعالى فعرض نفسه عليه فإن وافقه حمد ربه وسأله الزيادة من فضله وإن خالفه أعتب وأناب ورجع من قريب وحم الله وعظ أخاه وأهله فقال يا أهل صلاتكم صلاتكم - زكاتكم زكاتكم _ خيراتكم خيراتكم - إخوانكم إخوانكم - مساكتيكم مساكينكم - لعل الله يرحمكم فإن الله تبارك وتعالى - أثنى على عبد من عباده فقال " وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا " سورة مريم الآية 55 _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرحمةمن أخلاق الإسلام :

الرحمة صفة من صفات الله تبارك وتعالى فمن تخلق بصفة من صفات الله تعالى فقد فقد فاز ونجا والراحمون يرحمهم الرحمن , والمسلم الحق من تخلق بخلق الرحمة , وبذلك تصفوا نفسه ويزكوا قلبه و يكون أهلا لفعل الخير وعمل الصالحات الباقيات ويبتعد عن النزوات الطائشة والمفاسد المحذورة , ومن ثم يصبح المسلم وعاء طاهرا لأن يكون رحيما وتطيب روحه ومن كان هذا حاله فإن الرحمة لاتفارقه وفى الحديث أن الأقرع بن حابس دخل على النبى صل الله عليه وسلم فرأى النبى صل الله عليه وسلم " يقبل الحسن والحسين فقال " أتقبلون صبيانكم فإن عندى عشرة من الولد ما قبلة منهم أحد فقال له السول صل الله عليه وسلم " أو أملك أن الله تعالى قد نزع الرحمة من قلبك , ولاتنزع الرحمة إلا من شقى " ولهذا كان المسلم يحب الرحمة ويوصى بها , ويدعوا إليها قال تعالى " ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة " سورة البلد الآية 3_ ويقول النبى صل الله عليه وسلم حول هذا المعنى أيضا " إنما يرحم الله تعالى من عباده الرحماء " وقوله صل الله عليه وسلم  " ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء " وقوله صل الله عليه وسلم " من لايرحم لايرحم " والرحمة تعبير ودليل على رقة القلب وعطف النفس بالإحسان والعفو والغفران , عن الزلة , والمغفرة لصاحب الخطيئة , واغاثة الملهوف , ومساعدة الضعيف , واطعام الجائع , وكسوة العارى , ومداواة المريض , ومواساة الحزين , كل هذا من آثار الرحمة ومن مظاهر الرحمة ما رواه البخارى عن أبى قتادة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" إنى لاأخل فى الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبى , فأتجوز مما أعلم من شدة وجد الأم من بكاء طفلها " فعدوله صل الله عليه وسلم عن إطالة الصلاة التى عزم على إطالتها , هو وجد الأم من بكاء طفلها وهو مظهر من مظاهر الرحمة التى أودعها الله تعالى فى قلوب الرحماء من عبادة وعلى رأسهم إمام المتقين وسيد الرحماء صل الله عليه وسلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نماذج من أخلاق الرسول صل الله علىه وسلم :


لقد تمثل فى رسول الله صل الله عليه وسلم" من مكارم الأخلاق وحميد الخصال
وجميل الفعال وجليل الشمائل والمعانى , ما لم يكن فى أحد من الأنبياء قبله ولا فى خلق الله  بعده ولقد حوت أخلاقه من صفات الكمال , والجلال والعظمة ما لا يحصيه عد ولا حصر , فقد كان صلوات الله عليه وسلامه فوق ما يؤديه , لربه من العبادة
والذكر والدعاء وتبليغ الدعوة كان يعيش مع الناس جميعا , فى أدب رفيع وخلق عظيم ومن ذلك على سبيل المثال لاالحصر ."
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

خلق الرحمة :

وصفة الرحمة من أهم الصفات التى يهدف الإسلام , لتحقيقها فى نفوس أبنائه وهى الغاية التى بعث بها الرسول صل الله عليه وسلم , لتأكيدها فى حياة الناس عامة قال تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الآية 107_ سورة الأنبياء
ولقد تمثل رسول الله صل الله عليه وسلم حقيقة هذا الخلق مع العدو والصديق والمسلم وغيره فقد روى مسلم فى صحيحه ( قيل يارسول الله صل الله عليه وسلم " ألا تدعوا على المشركين قال : إنى لم أبعث لعانا , وإنما بعثت رحمة " وقال تعالى " وكان بالمؤمنين رحيما " سورة الأحزاب الآية 43_
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

شملت رحمته صل الله عليه وسلم كل الأجناس من خلق الله

ومن ذلك رحمته بالحيون الأعجم

الجمل يشكوا صاحبه لرسول الله صل الله عليه وسلم وهذه من معجزاته

ورحمة رسول الله صل الله عليه وسلم لم تقف عند حد الإنسانية مؤمنا كان أو كافرا بل إنها شملت أيضا الحيوان الأعجم , فقد روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن يعلى ابن مرة الثقفى رضى الله تعالى عنه قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صل الله عليه وسلم فى سفر مررنا ببعير يسقى أصحابه عليه , فلما رأى البعير النبى صل الله عليه وسلم أصدر صوتا عاليا , فوقف النبى صل الله عليه وسلم وقال أين صاحب البعير ؟ فجاءه صاحبه فطلب منه صل الله عليه وسلم أن يبيعه له , فقال صاحب الجمل بل نهبه لك يا رسول الله صل الله عليه وسلم , وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره فقال صل الله عليه وسلم أما ذكرت هذا من أمره , فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه " وفى رواية قال الرسول صل الله عليه وسلم من رب هذا الجمل ؟ فجاء فتى من الأنصار فقال هذا لى يارسول الله صل الله عليه وسلم : فقال له : ألا تتقى الله فى هذه البهيمة التى ملكك الله , أنك تجيعه وتؤذيه فخجل الأنصارى " لقد شكا البعير لمن جاء رحمة للعالمين لكل أجناس الكون ."
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3)

ومن معجزاته كذلك صل الله عليه وسلم تلك ( الحُمُرة التى جاءت تشكوا إليه
أصحابه ليعيد إليها أفراخها )

وكذلك قصة تلك الحُمٌرة ( طائر صغير كالعصفور )التى أخذ بعص القوم البيض من عشها فجاءت إلى الرسول صل الله عليه وسلم تشكو فقال عليه الصلاة والسلام من فجع هذه بفرخيها ؟ قالوا نحن , قال ردوها رحمة بها "
وقد روى الطبرانى عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من لم يرحم الناس لم يرحمه الله "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (4)

ومن رحمته أيضا تلك الظبية التى استغاثت بالرسول صل الله عليه وسلم لترضع أولادها وهذه أيضا من معجزاته .

فقد مر رسول الله صل الله عليه وسلم على ظبية وهى مربوطة إلى خباء أعرابى
فقالت الظبية يارسول الله صل الله عليه وسلم : خلى عنى حتى أذهب لأرضع خشفى ( يعنى أولادها ) فقال رسول الله صل الله عليه وسلم أنت صيد قوم وربيطة قوم
وحلها فما مكثت إلا قليلا حتى جاءت , وقد نقضت ما فى ضرعها فربطها رسول الله صل الله عليه وسلم وذهب إلى أصحابها فاستوهبها منهم , فوهبوها له فأطلقها "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (5)

وأيضا حكاية الضب الذى شهد للرسول صل الله عليه وسلم أمام القوم بلسان عربى ؟
على أنه رسول الله وهذه أيضا من معجزاته

فقد ورد أن أعرابيا جاء بضب فى مجلس رسول الله صل الله عليه وسلم وقال : واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب , وأخرج الضب من كمه
وطرحه بين يدى رسول الله صل الله عليه وسلم , فقال رسول الله صل الله عليه وسلم
يا ضب فأجاب الضب بلسان عربى يسمعه القوم جميعا , لبيك وسعديك يازين من وافى قيامه , فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم من تعبد ياضب ؟ قال الضب الذى فى السماء عرشه , وعلى الأرض سلطانه وفى البحر سبيله , وفى الجنة رحمته وفى النار عقابه , فقال رسول الله صل الله عليه وسلم فمن أنا فقال أنت رسول رب العالمين وخاتم النبين , لقد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك فآمن الأعرابى "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (6)

رحمة الله بعباده :

إن رحمة الله تعالى وسعت كل شئ والله تعالى يقول :" ورحمتى وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون " سورة الأعراف الآية 156 ـ
وعن الملائكة قائلين فى حق المؤمنين قوله تعالى :" ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم " سورة غافر الآية 7 ـ
والله سبحانه وتعالى غنى عن خلقه بمنه وفضله , فهو سبحانه الخالق الرازق التواب الرحيم وهو ـ عز وجل المطلع على خلقه بما تضمره نفوسهم , وهو الأعلم بها من كل المخلوقات , وخزائنه الواسعة لا تغيض ورحمته العامة لا تنفد , ( 7)

ولا تقف عند حد
وعطاياه سبحانه لخلقه جميعا زاخرة ومتنوعة , وهى تشمل الناس جميعا ولولا ذلك
لدك الأرض دكا ولأحرقها بمن فيها , ومن عليها على جميع المذنبين والعاصين والآثمين , وإن أخذ الله سبحانه وتعالى غيرهم بذنوبهم , ولكن مضت سنة الله أن يؤخرهم إلى أجل قريب قال تعالى :" ولو يؤخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دآبة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا " سرة الفرقان الآية 45 ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (

من أخلاق الإسلام صفة الرحمة :

الرحمة سمة جميلة من سمات الأخيار , وصفة يتحلى بها المتقون من عباد الله الأبرار , وهى تعبير عن رقة القلب , وتعين على إسداء المعروف وإغاثة الملهوف ,
ومعاونة المحتاج , والرحمة فى الإسلام لها جوانب عامة وشعب كثيرة تغطى حياة الإنسان إذا تمثلها سلوكا وعملا فى جميع أحواله , والرسول صل الله عليه وسلم ـ التفت حوله القلوب ومالت إليه النفوس لوضوح هذا الخلق فى أقواله وأعماله وسائر أحواله فعم الخلق بحنانه وعطفه وبره وإحسانه كما فى حديث عمروا بن العاص رضى الله عنهما عن النبى صل الله عليه وسلم قال :" الرحمون يرحمهم الرحمن " رواه أبو داود وما أعظم المسلم سلوكا وخلقا عندما يتمثل قول الله تعالى فى حياته عند كل عمل :" بسم الله الرحمن الرحيم " وبذلك نكون أهلا لرحمة الله فى الدنيا والآخرة ,

كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال ـ قال صل الله عليه وسلم :" لاتنزع الرحمة إلا من شقى " رواه الترمذى ومن حديث جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال ـ قال النبى صل الله عليه وسلم :" من لايرحم لايرحم " والرحمة ليست قاصرة على النفس والأهل والولد , ولكنها رحمة عامة شملت كل شئ حتى الحيوانات وفى ذلك حديث النبى صل الله عليه وسلم الذى بين فيه جزاء المرأة التى دخلت النار فى هرة حبستها " وجزاء الرجل الذى غفر الله له حيث سقى كلبا يلهث من الثرى " فإذا كان هذا هو جزاء من رحم الحيوان أو أساء إليه , فكيف بمن رحم الإنسان أو أساء إليه وقد قال صل الله عليه وسلم :" وفى كل كبد رطبة صدقة "
. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رحمة الله قريب من المحسنين  :

ـ البعض يسمع كلمة الرحمة فيظن أنها نوع من الإستجداء والإستعطاف , وخاصة إذا كان المطلوب منه الرحمة بغيره غنيا أو شقيا أو صاحب قوة وسلطان , وهو لايدرى أنه من لايرحم لايرحم , والله سبحانه قد تكفل بهذا على أن الجزاء من جنس العمل مهما طال الأمد , فإنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل فيجب علينا جميعا أن نسارع إلى فتح أبواب الرحمة فيما بيننا وقد قال صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى أرحم بعبده من الوالدة بولدها " ويقول أيضا صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى جعل الرحمة مائة جزء نزل منها واحدة بين الجن والإنس والطير والبهائم فبها يتعاطفون وبها يتراحمون حتى أن الفرس لترفع حافرها مخافة أن تطأ ولدها , وأخر تسعة وتسعين جزءا يرحم بها عباده يوم القيامة " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كيف ننال رحمة الله تعالى :

كما في حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي صل الله عليه وسلم ـ رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه فقال النبي صل الله عليه وسلم ـ أترحمه ؟ قال: نعم ، قال "فالله أرحم بك منك به ، وهو أرحم الراحمين" رواه البخاري وصححه الألباني ، الأدب المفرد . أيها الأخوة الأحباب : هل يستطيع أحد من البشر مهما قسا قلبه بغيره وفعل بهم الأفاعيل , أن يُشعل ناراً ثم يُلقي بولده فيها ؟ الجواب لا ؛فإذا كان هذا مما يتنافي مع رحمة الإنسان بولده والتي هي جزء من 99 ـ جزء من رحمة الله عز وجل فما بالنا برحمة الله بعباده ؟

إن الحصول على رحمة الله عز وجل أمر يسير على من يسره الله عليه ولأن رحمته تعالى قد وسعت كل شيء وأما غضبه فلم يسع كل شيء , لأن رحمته سبقت غضبه , قال تعالى :" ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون " سورة الأعراف: الآية 156ـ فلولا رحمة الله تعالى لنا لكنا جميعا من الخاسرين ا لهالكين , ولو جمعت لك رحمات الخلق جميعا ، لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع وفي ذلك يقول النبي صل الله عليه وسلم :" لما قضي الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش , إن رحمتي سبقت غضبي " متفق عليه فإذا كانت رحمة الله تعالى قد وسعت كل شئ أفلا تسعنا جميعاً . ـ اللهم يا قادراً على كل شيء , اغفر لنا كل شيء وارحمنا برحمتك الواسعة التي وسعت بها كل شيء ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقا إن رحمة الله قريب من المحسنين :

إن الكون كله من أوله لآخره مملؤ برحمة الله وفضله ، كامتلاء البحر بالمـاء وامتلاء الجو بالهواء.وليس بيننا وبين رحمة الله تعالى إلا أن نطلبها منه وسوف يعطينا إيـاها لأنه هو وحده الذي يملكها.قال تعالى :" ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لها وما يُمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم " سورة فاطر الآية 2 ـ ومن ثم يجب علينا أن نُحسن الظن بالله وأن نوقن بذلك كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه " رواه الترمذي وحسنه الألباني ، صحيح" . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رحمة الله لمن ؟

رحمة الله عز وجل تأتي للعبد إذا عطف على الناس وغيرهم من مخلوقات الله تعالى ورحمهم ، وبذلك يكون العبد قريبا من رحمة الله يقول رسول الله صل الله عليه وسلم :" الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه أبو داوود وحسنه الألباني ، صحيح الترغيب والترهيب وقال من لا يرحَم ، لا يُرْحَم " متفق عليه . إن رحمة الله تعالى قريب من المحسنين , ولذلك ليس على العبد إلا أن يُحسن ظنه بربه وأنه سبحانه وتعالى سيرحمه فالله سبحانه وتعالى عند ظن العبد به كما قال في الحديث القدسي "قال الله تعالى: " أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء" رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم