إيجاز البيان فى سور القرآن (سورة المجادلة )

إيجاز البيان فى سورة المجادلة :

_ سورة المجادلة مدنية وقد تناولت أحكاما تشريعه كثيرة كأحكام الظهار والكفارة التى تجب على من ظاهر من زوجته وحكم التناجي وآداب المجالس وتقديم الصدقة عند مناجة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم مودة أعداء الله الى غير ذلك كما تحدثت عن المنافقين واليهود وقد ابتدأت السورة الكريمة ببيان قصة المجادلة " خوله بنت ثعلبة ) التى ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت على عادة أهل الجاهلية فى تحريم الزوجة بالظهار وقد جاءت تلك المرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكوا ظلم زوجها لها وقالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم "أكل مالي وأفنى شبابي نثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدى ظاهر منى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها ما أراك إلا قد حرمت عليه فكانت تجادله وتقول يا رسول الله ما طلقني ولكنه ظاهر فيرد عليها قوله السابق ثم قالت اللهم أشكوا اليك فاستجاب الله دعائها وفرج كربتها وشكواها قال تعالى " قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى الى الله " (1)

ثم تناولت حكم كفارة الظهار قال تعالى " الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللأئى ولدنهم وإنهم ليقولون منكر من القول وزورا وإن الله لعفو غفور " ثم تحدثت عن موضوع التناجي وهو الكلام سر بين إثنين فأكثر وقد كان هذا دأب اليهود والمنافقين لإيذاء المؤمنين فبينت حكمه وحذرت المؤمنين من عواقبه قال تعالى " ألم تر أن الله يعلم ما فى السموات والأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الى قوله إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ...الخ الآيات وتحدثت السورة عن اليهود اللعناء الذين كانوا يحضرون مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فيحيونه بتحية ملغوزة ظاهرها التحية والسلام وباطنها المسبة والشتيمة كقولهم السام عليك يا محمد يعنون بذلك الموت قال تعالى " وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله " (2)

وتناولت السورة الحديث عن المنافقين بشئ من الإسهاب فقد اتخذوا اليهود بخاصة أصدقاء يحبونهم ويوالونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين فكشفت الستار عن هؤلاء المذبذبين وفضحتهم قال تعالى " ألم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم " الآيات وختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة الحب فى الله والبغض فى الله الذى هو أصل الإيمان وأوثق عرى الدين ولابد فى اكتمال الإيمان من معادة أعداء الله قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا إباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ...الخ الآيات الى آخر السورة الكريمة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 3)

من تفسير سورة يونس :

_ من الآية 79 _ الى الآية 88 _ وقال فرعون جيئوني بكل ساحر متقن للسحر __ فلما جاء السحرة فرعون قال لهم موسى ألقوا على الأرض ما معكم من حبالكم وعصيكم _ فلما ألقوا حبالهم وعصيهم قال لهم موسى إن الذى جئتم به وأليقتموه هو السحر إن الله سيذهب بما جئتم به وسيبطله إن الله لا يصلح عمل من سعى فى أرض الله بما يكرهه وأفسد فيها بمعصيته __ ويثبت الله الحق الذى جئتم به من عنده فيعليه على باطلكم بكلماته وأمره ولو كره المجرمون أصحاب المعاصي من آل فرعون __ فما آمن لموسى عليه السلام مع ما أتاهم به من الحجج والأدلة إلا ذرية من قومه من بنى إسرائيل وهم خائفون من فرعون وملئه أن يفتنوهم بالعذاب فيصدوهم عن دينهم وإن لفرعون لجبار مستكبر فى الأرض وإنه لمن المتجاوزين الحد فى الكفر والفساد ___ وقال موسى ياقومى إن صدقتم بالله جل وعلا فثقوا به وسلموا لأمره وعلى الله توكلوا إن كنتم مذعنين له بالطاعة _ ( 1)

_ فقال قوم موسى له على الله وحده لا شريك له اعتمدنا وإليه فوضنا أمرنا ربنا لاتنصرهم علينا فيكون ذلك فتنة لنا عن الدين ___ ونجنا برحمتك من القوم الكافرين فرعون وملئه لأنهم كانوا يأخذنهم بالأعمال الشاقة __ وأوحينا إلى موسى وأخيه هارون أن اتخذا لقومكما بيوتنا فى "مصر " تكون مساكن وملاجئ تعتصمون بها واجعلوا بيوتكم أماكن تصلون عند الخوف وأدوا الصلاة المفروضة فى أوقاتها وبشر المؤمنين المطيعين لله بالنصر المؤزر والثواب الجزيل منه سبحانه وتعالى __ وقال موسى : ربنا إنك أعطيت فرعون وأشراف قومه زينة من متاع الدنيا فلم يشكروا لك وإنما استعانوا بها على الإضلال عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم فلا ينتفعوا بها واختم على قلوبهم حتى لا تنشرح للإيمان فلا يصدقوا حتى يروا العذاب الشديد الموجع ) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 2)

من تفسير سورة النور:

الآية 37 _ من سورة النور _ قال تعالى " رجال لا تليهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار " والمعنى رجال لاتشغلهم تجارة ولا بيع عن ذكرا لله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة لمستحقيها يخافون يوم القيامة الذى تتقلب فيه القلوب بين الرجاء فى النجاة والخوف من الهلاك وتتقلب فيه الأبصار تنظر الى أى مصير تكون ؟ وهذا يدعونا الى بيان عقوبة تارك الصلاة " ( 1)

_ فإن كان تركها جحودا واستهزاء فقد كفر وإن كان تركها كسلا فهو عاص مرتكب كبيرة من الكبائر وعليه يحمل حديث الإمام مسلم " بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة " وعقاب العصيان ما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم " من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان " رواه البزار والطبراني فى الكبير بإسناد حسن وعنه صلى الله عليه وسلم " من لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبى ابن خلف " رواه الإمام أحمد بإسناد جيد والطبراني وابن حبان فى صحيحه وأيضا حديث النبى صلى الله عليه وسلم " أنه رأى للنائم عن الصلاة المكتوبة كرجل مضطجع وآخر فوق رأسه معه حجر يحطم به رأسه ويكرر ذلك " رواه البخارى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 2)