من اخلاق الاسلام الصدق :

الصدق:

_ من الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة التى يأمر بها الإسلام أتباعه ولا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يكون من الصادقين قال تعالى " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " سورة التوبة وقال رسول الله صل الله عليه وسلم " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر وإن البر يهدى الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا واياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور وإن الفجور يهدى الى النار وما يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا رواه مسلم والصدق مطلوب فى الأقوال والأفعال وفى الحديث " آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا اؤتمن خان ويكون فى الشهادة قال صل الله عليه وسلم " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟: ثلاثا ...؟ قالوا بلى يارسول الله . قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا فقال : ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت " رواه البخارى ويكون الصدق فى الوعد وفى المعاملات وفى الحال بعنى أن الإنسان لايتكلف ما ليس له ولايظهر فى مظهر غير مظهره وبعض الآباء والأمهات يعلمون أولادهم الصدق بالكلام وينقضون ذلك بأفعالهم فإذا سأل أحد عن الأب وهو لايريد مقابلته قال قل له أبى غير موجود ثم هو بعد ذلك يعاقبه بعد ذلك على الكذب ومن صور الكذب وشهادة الزور أن يشهد الرجل على ما لم يرى كا محترفوا الشهادة أمام المحاكم بأجر وهم لايعرفون شيئا عن المدعى والمدعى عليه وكذلك ظهور بعض الشباب وادعائهم بمراكز وثروات لذويهم كذبا وقد يبرر بعضهم ذلك فيقول أنا لا أكذب ولكنى أتجمل " وكذلك كذب بعض التجار فى وصف السلعة أو فى الثمن ليزداد ربحهم وقد حذر رسول الله صل الله عليه وسلم من ذلك فقال " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم رجل حلف على سلعته لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل حلف على يمين كاذب بعد العصر ( ومعنى بعد العصر يعنى بعد ما آل الحق لصاحبه فحلفه اليمين هذا كان سببا فى منعه حقه ووقت العصر من الأوقات الفاضلة التى تتعاقب الملائكة فيه لرفع الأعمال الى رب العالمين ) ولهذا قال __ ليقتطع بها مال رجل مسلم ورجل منع فضل مائة فيقول الله عز وجل اليوم أمنعك فضلى كما منعت فضل ما لم تعمل يداك رواه مسلم والبخارى فعلينا أن نهتم بتربية أبنائنا على الصدق وغرس الفضائل والأخلاق الحميدة فى نفوسهم منذ صغرهم حتى لا يتحولوا الى أدوات هدم واجرام وتخريب حيث لاينفع معهم وقت ذاك توجيه ولا تربية ولا اصلاح " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق الإسلام الصدق

والصدق عكس الكذب , والصدق والكذب لايجتمعان أبدا فى قلب مؤمن أبدا إلا كما يجتمع السم مع العسل . وفى الحديث عن النبى صل الله عليه وسلم "قيل يارسول الله صل الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبان ؟ قال نعم قالوا أيكون كذاب ؟ قال لا :"
والصدق أنواع :
الأول : صدق مع الله تعالى مصداقا لقوله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب . الآية 23_
والثانى : صدق مع رسول الله صل الله عليه وسلم ويتمثل فى صدق الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك , دون عذر فكان صدقهم سببا فى توبة الله عليهم قال تعالى " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأمن الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم " سورة التوبة الآية 118_
وهناك الصدق فى الأقوال الأفعال وأعظمها صدق النية فى التوجه بالعمل ولصدق كل لايتجزء , فمن تحرى الصدق صدق , والصدق أساس الفضائل وهو كذلك من أخبث الرذائل المبعدة عن جوار رب العالمين والصدق من أعظم الصفات التى اتصف بها الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم الصادق الأمين وخاتم النبين صل الله عليه وسلم . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(1)

فضل الصدق وثوابه

وقد أمر الله تعالى المؤمنين أن يصادقوا ويجالسوا الصادقين قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " الآية 119_ سورة التوبة
ونهى عباده عن الكذب وصلة الكاذبين قال تعالى " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة , أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين " سورة الزمر الآية (60
وفى السنة الصحيحة ما يدعوا إلى ذم الكذب والكاذبين , ومدح الصدق والصادقين
من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضى الله عنهم _ عن النبى صل الله عليه وسلم قال :" ويل للذى يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " رواه أصحاب السنن بسند صحيح .
ومن حديث سفيان بن أسيد , رضى الله عنه , عن النبى صل الله عليه وسلم قال :" كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا , هو لك به مصدق وأنت له به كاذب " رواه أبو داود والإمام أحمد
فعلينا جميعا أن نتحلى بمكارم الأخلاق , وجميل الخصال والصفات وأن نتخذ من رسول الله صل الله عليه وسلم الأسوة والقدوة قال تعالى " لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " سورة الأحزاب الآية 21_ ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم فى أخلاقه وجميع أفعاله متمثلا لآيات القرآن الكريم فعندما سئلت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله صل الله عليه وسلم " قالت كان خلقه القرآن " قرآنا يمشى على الأرض "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (2)

الصدق أساس كل خير :

_ قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " سورة التوبة الآية 119 _ إن من أهم الأخلاق الإسلامية التى توصل المسلم , إلى منزلة رضا الله تعالى ومحبته  هى التزام الصدق فى القول والعمل , فالصدق من أهم الحقائق التى يجب على المسلم أن يستمسك بها ويسير على ضوئها , ليسعى إلى غاياته وتتحقيق أهدافه , والصدق هو ركن العقيدة الصحيحة , وهو أساس من واجبات الإيمان الحق , وهو جوهر الوجود , وأما الكذب فهو الباطل الذى لايقوم له بناء ولا يثبت له قدم , ومن هنا يبلغ المسلم الغاية فى طلب الصدق , فيحرص على أن يعتاد لسانه قول الحق , فى الصغير والكبير وفى الجد واللعب , حتى يصبح الصدق سمة من سماته , وطبيعة فى أخلاقه لاتزول مهتديا فى ذلك بقول الرسول صل لله عليه وسلم :" لا يؤمن العبد الإيمان كله حى يترك الكذب فى المزاح " رواه أحمد وقال تعالى :" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " سورة البينة الآية 1_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الكذب الأسباب والعلاج :

_ الكذب من الآفات التى تدمر حياتنا الشخصية والإجتماعية , وهو من العادات المرذولة التى سيطرت على كثير من الناس , فعموا وضلوا وتاهوا , والدين الإسلامى خاصة والرسالات السماوية عامة جاءت من أجل محاربة هذه الرذيلة , التى تأخذ بالإنسان عن الطريق السوى , وتهذيب الطباع المنكوبة والمنحرفة عن الفضائل النفسية والقيم الأخلاقية من الأمور التى عنيت بها السنة الشريفة المطهرة حيث قال صل الله عليه وسلم :" حسنوا أخلاقكم " أى جاهدوا أنفسكم على تغير ما بأنفسكم من صفات ومعانى مذمومة وعادات سيئة , والإنسان قوام على نفسه وهو ينازع الخير والشر قال تعالى : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسها " سورة الشمس

وبالتحلى يشعر المسلم بحلاوة المجاهدة , وبالتخلى يحس بمرارة الهزيمة , ولابد من علاج النفس وإخضاعها وفطمها عن شهواتها وملذاتها , ولا يكون هذا إلا بالصبر والتوصى بالحق ولو أعمل الإنسان عقله قليلا لأحس بالخزى والعار الذى يحوطه بسبب إدعائته الكاذبة وأمانيه الخادعة وحتى نسعف المبطأ الكذاب نقول له : إن من أهم ما يعينك على التخلص من ورطة الكذب وفساد الكذابين , هو العلم الشرعى النافع فهو الكشاف الذى تستبين به خبايا النفس وعللها وأمراضها

, قال تعالى " فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك " سورة محمد وكذلك لابد من صديق مشفق ناصح ليبصرك بعيوبك يقول صل الله عليه وسلم فى ذلك : الدين النصيحة قالوا : لمن يارسول الله قال : لله ورسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم " وأن تعلم أن عدو عاقل يبصروك بعيوبك أفضل من صديق جاهل , فإن العدو يتطوع لبيان عيبك , وأما الصديق فإنه يستحى أن يبصرك بعيوبك " وعين الرضا عن كل عيب كليلة _ وعين السخط تبدى المساويا " وعلى المسلم أن يبتعد عن كل ما ينتقده الناس منه من مثالب ومعايب , وأن يجتهد فى التخلص منها ما دامت فيها إيذاء للغير قال تعالى : والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " سورة الزمر وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أكثر الحقائق :

ـ أكثر الحقائق تضيع بين كاذب ومبالغ ومنافق , ويبين لناالحديث أن للمنافقين صفات أربع يقول النبى صل الله عليه وسلم :" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا , ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها : إذا أؤتمن خان , وإذا حدث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصادق والكاذب :

ـ يكفيك من شرف الصدق أن الصادق يقول قوله فى عدوه , ومن دناءة الكذب أن الكاذب لايُقبل قوله فى صديقه " وفى فضل الصدق والتحذير من الكذب يقول النبى صل الله عليه وسلم :" إن الصدق يهدى إلى البر , وإن البر يهدى إلى الجنة , ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا , وإن الكذب يهدى إلى الفجور , وإن الفجور يهدى إلى النار , ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم