الراحمون يرحمهم الرحمن :

الى الرحماء من عباد :

إلى الرحماء من عباد الله أجيبوا فأنتم موطن الأمل للناس ومعقد الرجاء لهم حيث حلوا فعندهم مرافىء الراحة للمتعبين وواحة الامن للمفزوعين من طلبهم أجابوه لان الله تعالى قد جعل فيكم رحمته وأما القاسية قلوبهم فالناس بمنأى عنهم فلا يرجوهم أحد ولاينتظر منهم فضل ومن ثم حل عليهم سخط الله يقول رب العزة والجلال فى الحديث القدسى اطلبوا الفضل من الرحماء من عبادى فانى جعلت فيهم رحمتى ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فانى جعلت فيهم سخطى رواه مسلم وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم


من الحكم المأثورة :

من أصلح فاسده أرغم حاسده
ومن أطلق لسانه قيد نفسه
ومن أحب المكارم اجتنب المحارم
الأدب ينوب عن الحسب
من شاور ذوى الألباب دل على الصواب
من جاد ساد ومن ساد قاد ومن قاد بلغ المراد
الكريم يلين اذا استعطف واللئيم يقسو اذا لوطف
أقرب الناس الى الله أكثرهم عفوا عند المقدرة
أنقص الناس عقلا من ظلم من دونه
من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ
وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

دعاء :

اللهم انى اسالك ان تغفر لى ما مضى من ذنوبى
وتستر عيوبى وان تعصمنى فيما بقى من عمرى
وان ترزقنى اعمالا زكية ترضى بها عنى
وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

حياة المسلم :

قال الامام على رضى الله عنه وكرم الله وجهه :
المعروف راس مالى
والعقل اصل معرفتى
والحب اساسى
الشوق مركبى
وذكر الله انيسى
والثقة كنزى
والحزن رفيقى
والعلم سلاحى
والصبر ردائى
والرضا غنيمتى
والزهد حرفتى
واليقين قوتى
والصدق شفيعى
والطاعة حسبى
والجهاد خلقى
والصلاة قرة عينى
وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

دعاء :

اللهم بك توسلت
ومنك سألت
وفيك لا فى سواك رغبت
لا أسأل منك سواك
ولا أطلب منك الا اياك
وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

من أخلاق الإسلام :

الرحمة خلق أصيل من أخلاق الإسلام وهى من أهم مقومات الحياة واذا لم تتوافر الرحمة عند الناس فان الحياة تصبح شبية بالغابة لا بقاء فيها للضعيف والفقير والمسالم ولهذا كانت الرحمة من أسمى القيم التى يحرص عليها الإسلام وينادى بها قال تعالى وما أرسلناك الا رحمة للعالمين "سورة الأنبياء ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم رحيما حتى مع المخلفين فى الدين وقيل له صل الله عليه وسلم عندما قتل المشركين عددا من حفظة القرآن ألا تدعوا عليهم فقال إنى لم أبعث لعانا وانما بعثت رحمة " وعندما رأه الأقرع ابن حابس يقبل الحسن والحسين فقال ان لى عشرة من الأولاد ما قبلت واحدا منهم فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك من لا يرحم لا يرحم " ولما فتح الله عليه مكة وتمكن من أهلها قال لهم " ما تظنون أنى فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال إذهبوا فأنتم الطلقاء" . وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

رحمة الرسول بأمته :

الرسول صل الله عليه وسلم هو عين رحمة الله تعالى لخلقه وهو سيد الرحماء وخاتم الأنبياء وكل رسول أو نبى قبله كانت له دعوة على  قومه مثل سيدنا نوح عليه السلام وكذلك سيدنا موسى عليه السلام  إلا رسول الله صل الله عليه وسلم فإنه قال اللهم اهدى قومى فإنهم لايعلمون ولقد تمت كلمة الله تعالى فى نبينا وهو يقول عنه صل الله عليه وسلم " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " سورة الأنبياء ومن كمال رحمته وشفقته بأمته أنه بكى من أجلها فعن عبد الله ابن عمر بن العاص رضى الله تعالى عنهما أن النبى صل الله عليه وسلم " قرأ قول الله تعالى " رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم " سورة ابراهيم وقال عيسى عليه السلام " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " سورة المائدة فرفع رسول الله صل الله عليه وسلم يديه وبكى وهو يقول : (أمتى أمتى ) فقال الله تعالى ياجبريل : اذهب إلى محمد فسله ما يبكيك وهو سبحانه وتعالى أعلم بسبب بكائه , فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره بما قال , فقال الله تعالى " يا جبريل عليه السلام إذهب إلى محمد صل الله عليه وسلم فقل : إنا سنرضيك فى أمتك ولا نسؤك رواه مسلم فى صحيحه فعلينا أن نقتدى به صل الله عليه وسلم ونجعله أسوتنا وقدوتنا فى العبادات وسائر المعاملات ونحكم سنته وشريعته فى جميع شئون الدنيا والدين قال تعالى " فلا ربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى صدورهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " سورة النساء وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات

لا يمكن أن تجتمع رحمة الرحماء , وشقوة الأشقياء فى مكان واحد إلا إذا أمكن أن يجتمع فى بقعة واحدة الملك الرحيم والشيطان الرجيم , ولو تراحم الناس ماكان بينهم جائع ولا عار ولا مغبون , ولا مهضوم ولأقفرت الجفون من المدامع , ولا إطمأنت الجنوب فى المضاجع , ولمحت الرحمة الشقاء , من المجتمع كما يمحوا لسان الصبح مداد الظلام , وإن الرحمة كلمة صغيرة ولكن بين لفظها ومعناها من الفرق مثل ما بين الشمس فى منظرها والشمس فى حقيقتها , وإن السماء تبكى بدموع الغمام ويخفق قلبها بلمعان البرق وتصرخ بهدير الرعد , وإن الأرض تئن بحفيف الريح , وتضج بأمواج البحر وما بكاء السماء ولا أنين الأرض إلا رحمة بالإنسان ونحن أبناء هذه الأرض فالنجارها فى بكائها وأنينها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون

الإسلام يدعوا إلى الرفق بالحيوان

قال رسول الله صل الله عليه وسلم _ " بينتما رجل يمشى فاشتد به العطش فنزل بئرا فشرب منا ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال : لقد بلغ هذا مثل الذى بلغ بى فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسق الكلب فشكر الله له فغفر له " فقالوا يا رسول الله وإن لنا فى البهائم أجرا ؟ فقال : " فى كل ذات كبد رطبة أجرا " رواه البخارى
الإسلام يدعوا إلى الرحمة ويقوم على المرحمة التعاطف وحسن الصلة , ويحث المسلمين على بذل ما وسعهم لتخفيف الآلام وتفريج الكروب التى يتعرض لها إخوانهم رحماء بينهم قال تعالى " محمد رسول الله الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا " سورة الفتح الآية 29_ والمنهج الإسلامى يبالغ فى نشر الرحمة فى العالمين جميعا حتى تشمل تلك الدائرة الحيون والنبات والجماد فالرحمة رسالة عامة جاء بها نبينا محمد صل الله عليه وسلم قال تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " سورة الأنبياء وقال عن نفسه صل الله عليه وسلم " إنما أنا رحمة مهداة "
وفى الحديث الشريف صورة حية لما ينبغى أن يكون عليه المسلم فى سلوكه من صور الرفق بالحيون وهنا ينقل لنا الرسول صل الله عليه وسلم مشهد فى غاية الكمال الإنسانى يلهب به مشاعر كل إنسان ويستحثه على أن يرحمة نفسه وغيره , لأن هناك فى دنيا الناس اليوم من يقيمون الدنيا ويقعدوها من أجل قسوة البعض على الحيون وأنشأوا جمعية تسمى (الرفق بالحيوان ) وهذا حسن وجميل ولكنهم لايعبئون بظلم الإنسان وحرقه حيا وقتل الأبرياء وترويعهم فأولئك فى مسلكهم شر من الحيوان , لأن الإنسان حين يرفق بالحيون وهو يقسو على الإنسان يكون هذا الإنسان منافقا فى إدعاءه الرحمة بل هو فى الواقع شر من الحيون .
ونرجع لصورة الرجل الذى إشتد به العطش فأخذ يبحث عن الماء , حت وجد بئرا فنزل فيها فشرب , ولما صعد وجد كلبا يلهث و يلحس التراب الرطب لعل هذا يخفف

عنه ما به من العطش . فرقت مشاعر الرجل لما يعانيه الكلب من شدة العطش , وخلع حذاءه , ونزل البئر مرة ثانية فملأه وأمسكه بفمه وتسلق بيديه ورجليه حتى خرج من البئر فقدمه للكلب , وأنقذ حياته من موت محقق فجزاه الله تعالى عن هذا الصنيع فغفر له ذنوبه وكفر عنه سيئاته . وكما عرض علينا الرسول صل الله عليه وسلم تلك الصورة المشرقة بالنبل والمشاعر الجميلة لما ينبغى أن يكون عليه الإنسان فى المقابل يأتى لنا صل الله عليه وسلم بصورة أخرى مزرية تبعث على الأسى فى النفس لما وصل إليه الطبع الإنسانى من التردى الأخلاقى فقد أخبرنا صل الله عليه وسلم عن إمرأة دخلت النار فى هرة حبستها فلا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من بقايا الطعام " رواه البخارى
إن المؤمن الصادق رحيم ودود , وهو بهذا يدل على رقة قلبه وسمو عاطفته ونقاء ضميره , وهذا يجعله يحس بحاجة الناس إليه , فيدفعه ذلك إلى تقديم العون لهم , دون طلب منهم لافرق فى ذلك بين إنسان وإنسان بل لا فرق بي إنسان وحيوان , ففى كل كبد رطبة صدقة . أى فى كل ذات نفس من إنسان وحيوان وطير وغير ذلك
وإن الإسلام يدعوا شباب اليوم أن يكون نموذج خير ورحمة لمجتمعهم فيتدربوا على الأعمال التى تمكنهم من دفع الأخطار التى يتعرض له أبناء مجتمعهم من حوادث مؤسفة حتى يقوموا بإنقاذهم مما هم فيه من أخطار حريق وغير ذلك من الحوادث تلبية لنداء الإسلام واستجابة لدعوة نبى الإسلام صل الله عليه وسلم الذى قال " ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " رواه البخارى ومسلم وأبو داود_" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "صفحة(1)

والإسلام يدعوا إلى حسن الصلة كما يدعوا إلى حسن العبادة

المسلم رحيم ودود

فقد شرع الإسلام من الواجبات والفرائض والسنن والآداب لتوثيق الصلة بين
المسلمين , ومن ذلك لقاء المسلمين فى المسجد خمس مرات كل يوم لأداء صلاة الجماعة , ولهذا زكى الإسلام صلاة الجماعة على صلاة الفرد وحده بسبع وعشرين درجة , وكذلك صلاة الجمعة وسيلة أسبوعية لتأكيد الروابط وتحسين الصلة وصلاة العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى .
وإن من أوسع الفرائض دائرة لتأكيد الصلات بين المسلمين فى مختلف أقطار العالم الإسلامى فريضة الحج قال تعالى " ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير " سورة الحج , فالصلاة والحج من أعظم ما يكون اللقاء بين المسلمين فهما من أكبر وسائل التحاب والتواد والتعاطف , حيث تبادل وجهات النظر فيما يهم المسلمين أفرادا كانوا أو جماعات .
وتتأكد حسن الصلة وتوثيق الروابط بين المسلم وغيره فى معاملته للأخرين وخاصة الأبوين , وأقاربه وأصحابه , وجيرانه , وكل من يعيش معه من ابناء وطنه , فيقوم نحوهم جميعا بالعطف والإحسان والمودة والرحمة مما دعا إليه الإسلام وحثت عليه السنة الشريفة المطهرة
ومن دواعى التحاب والوئام والتآلف بذل السلام للعالم قال صل الله عليه وسلم " ألقى السلام على من عرفت ومن لم تعرف " ويقول تعالى " إنما المؤمنون أخوة " سورة الحجرات . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(1)

مجتمع الإيمان يقوم على المحبة والرحمة

ويقول صل الله عليه وسلم " ترى المؤمنين فى توادهم , وتراحمهم , وتعاطفهم , كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه , تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
فشعار المسلم فى ظل المجتمع الفاضل أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه , وأن يكره له ما يكره لها , وبذلك تزول العنصرية وتتلاشى الأنانية والفردية وحب الذات , ويقضى على المصالح الخاصة التى أفسدت المجتمع , ويصير الإيمان بذلك أقوى رباط , يجمع بين قلوب المسلمين ويؤلف بينهم فى أخوة أقوى من أخوة النسب .
فالمسلمين جميعا عدول ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم , وهم كجسم واحد , وكل فرد منهم كعضو من أعضاء لك الجسم يألم لألم الفرد ويفرح الكل لفرحه , ولذلك كان مما نهى عنه الإسلام كما فى الحديث عن النبى صل الله عليه وسلم " لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث , فليلقه فليسلم عليه , فإن رد عليه السلام فقد اشتركا فى الأجر , وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلم من الهجرة " رواه أبو داود وهذا يدل على كراهية الإسلام للخصام وحرصه على الوئام حتى أن النبى صل الله عليه وسلم يقول فى الحديث منفرا من الهجر وما يترتب عليه يقول " هجر المسلم كقتله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (2)

حسن العبادة كحسن المعاملة

والإسلام يدعوا المسلم إلى كل ما يؤكد مبدأالتراحم ويؤكد البر والإحسان ومن ذلك بر الوالدين ورحمتهما ومعاملتهما معاملة كريمة قال تعالى " واخفض لها جناح الذل من الرحمة , وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " سورة الإسراء الآية 24_
كما يدعوا الإسلام إلى الرحمة بالفقراء , والمساكين والضعاف من كبار السن والمرضى والمعاقين واليتامى قال تعالى " فأما اليتيم فلا تقهر , وأما السائل فلا تنهر " سورة الضحى
بل إن مظلة الرحمة والإحسان والرحمة فى الإسلام قد اتسعت لتشمل الحيوان
ومن ذلك أنه صل الله عليه وسلم رأى حمارا " وسم فى وجهه ( أى كوى ) بالنار فقال : " أما بلغكم أنى لعنت من وسم البهيمة فى وجهها أو ضربها فى وجهها " رواه أبو داود ورأى عبد الله ابن عمر رضى اله عنهما أناسا اتخذوا من دجاجة هدفا يتعلمون عليها الرمى والإصابة بالسهام فقال : إن النبى صلالله عليه وسلم " لعن من اتخذ شيئا فيه من الروح غرضا " رواه البخارى
وعلى هذا فقد نهى الإسلام عن ترك الحيوانات تنهش بعضها وتتصارع فقد نهى رسول الله صل الله عليه " عن التحريش بين البهائم " رواه أبو داود والترمذى
يعنى إغراء بعضها ببعض لتتطاحن وتتصارع إلى حد الموت أو مقاربته وهذا يشبه مصارع الثيران وهذا اللون من المصارعة حرام
ولقد سبق الإسلام جمعيات الرفق بالحيوان , فجعل الإحسان إليه من شعب الإيمان وايذاءه والقسوة عليه من موجبات العذاب , وصدق الرؤف الرحيم حيث يقول عن نبيه صل الله عليه وسلم " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " سورة الأنبياء
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(3)

يقول رحمة الله للعامين صل الله عليه وسلم :"إنى لم أبعث لعانا ":

إن من فضل الله تعالى على البشرية أن أرسل الله تعالى إليها رسولا من أنفسهم , جعله الله تعالى رحمة مهداة , ونعمة مسداة , فهو رحمة عامة للناس جميعا , ونعمة كاملة أكمل الله تعالى به الدين وأتم به النعمة على المؤمنين قال تعالى :" وما أرسناك إلا رحمة للعالمين " سورة الأنبياء الأية 107 ـ ولما قيل له ألا تدعوا على المشركين كما فى الحديث الذى رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قيل يا رسول الله , ادع على المشركين فقال :" إنى لم أبعث لعانا , وإنما بعثت رحمة "

فالرسول صل الله عليه وسلم ـ رحمة للجميع مسلمين وغير مسلمين , كباراً كانوا أو صغاراً , وامتدت رحمته حتى شملت االحيوان والجماد أيضا , وكما يروى أن جملا حن وسجد لرسول الله صل الله عليه وسلم وهو يشكوا له صاحبه وكان رجلا من الأنصار استعصى عليه وقد كان يحمله ما لايطيق , وتعجب الحاضرين من الصحابة وقالوا : سبحان الله بهيمة تسجد لرسول الله صل الله عليه وسلم ـ فقالوا نحن أولى بالسجود لك يارسول الله , فقال لاينبغى لبشر أن يسجد لبشر , ولو أمرت بشراً أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها " رواه أحمد

وكان هناك حجر بمكة يسلم على النبى صل الله عليه وسلم " رواه مسلم وجذع بكى حنينا إليه كان يخطب عليه فى أصحابه " رواه البخارى ومسلم
وقال صل الله عليه وسلم :" رحمة بالمصلين الضعفاء , إن منكم منفرين فأيكم صلى بالناس فليتجوز , فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة " رواه مسلم
ولما حضر إليه ملك الجبال وقال له , إن شئت نطبق عليهم الأخشبين , فقالوا أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا " رواه البخارى ومسلم فهذه رحمته صل الله عليه وسلم ـ بغير المسلمين وبمن كذب به وعاداه .

يقول الترمذى من حديث أبى موسى قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" أنزل الله على أمانين لأمتى " وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " سورة الأنفال الأية 33 ـ فإذا مضيت تركت فيهم الإستغفار إلى يوم القيامة , بل إنه صل الله عليه وسلم ـ رحم المنافقين معلومى النفاق من أمثال عبد الله بن أبى بن سلول وأعطاه بردته التى كانت تلامس جسده الشريف واستغفر له كثيرا وهم أن يصلى عليه لولا عناية السماء تدخلت ونهت عن ذلك . قال تعالى :" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " سورة آل عمرن الأية 159 ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم