الرحمة من أخلاق الإسلام :

عن خلق الرحمة:

الرحمة فى الدين الإسلامى , طريق خير اراد الله لعباده ان يسلكوه وجعله مسؤلية من مسؤليات الايمان والرحمة ان ترق لألام الناس وتبذل جهدك ولا تصم اذنك عن نداء الضعيف والمسكين وذى الحاجة كما يقول الرسول صل الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الله تعالى ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء رواه ابو داود والترمذى اما الغليظ الجافى الذى لا يرحم الناس ولا يمد اليهم يدا فهو بعيد عن رحمة الله مطرود من ساحة غفرانه __ لايرحم الله من لا يرحم الناس رواه الشيخان والترمذى وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم لاتنزع الرحمة الا من شقى رواه ابو داود والترمذى ان الاشتغال باقامة الشعائر مع الضن بالعون وحجب الخير عن الناس دليل على ضعف الايمان وكذب الادعاء وضلال القصد مما يورد صاحبه موارد الهلاك قال تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون سورة الماعون والمسلم حين يألف طر يق الخير وتسخو يداه ببذل العون واشاعة الرحمة بين العباد يعلم ان ذلك هو محك الايمان وموطن الصدق واليقين قال تعالى فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العفبة؟فك رقبة أو اطعام فى يوم ذى مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين أمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة سورة البلد " . وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

الراحمون يرحمهم الرحمن :

_ والرحمة صفة من صفات الله تبارك وتعالى والمسلم مطالب بأن يقترب من صفات الله تعالى عملا وسلوكا فقد قال صل الله عليه وسلم " تخلقوا بأخلاق الله " يعنى إقتربوا منها بالعمل , ويقول النبى صل الله عليه وسلم" إنما يرحم الله تعالى من عباده الرحماء " رواه البخارى ويقول صل الله عليه وسلم " لاتنزع الرحمة إلا من شقى " ومن آثار الرحمة , العفو عن ذى الزلة , والمغفرة لصاحب الخطيئة , واغاثة الملهوف , ومساعدة الضعيف , واطعام الجائع , وكسوة العارى , ومداواة المريض , ومواساة الحزين , وكل هذا من آثار الرحمة وكثيرمن هذا وأكثر ويقول النبى صل الله عليه وسلم " إن الله تعالى يعذب الذين يعذبون الناس فى الدنيا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرحمة من أخلاق الإسلام :

الرحمة صفة من صفات الله تبارك وتعالى فمن تخلق بصفة من صفات الله تعالى فقد فقد فاز ونجا والراحمون يرحمهم الرحمن , والمسلم الحق من تخلق بخلق الرحمة , وبذلك تصفوا نفسه ويزكوا قلبه و يكون أهلا لفعل الخير وعمل الصالحات الباقيات ويبتعد عن النزوات الطائشة والمفاسد المحذورة , ومن ثم يصبح المسلم وعاء طاهرا لأن يكون رحيما وتطيب روحه ومن كان هذا حاله فإن الرحمة لاتفارقه وفى الحديث أن الأقرع بن حابس دخل على النبى صل الله عليه وسلم فرأى النبى صل الله عليه وسلم " يقبل الحسن والحسين فقال " أتقبلون صبيانكم فإن عندى عشرة من الولد ما قبلة منهم أحد فقال له السول صلى الله عليه وسلم " أو أملك أن الله تعالى قد نزع الرحمة من قلبك , ولاتنزع الرحمة إلا من شقى "

ولهذا كان المسلم يحب الرحمة ويوصى بها , ويدعوا إليها قال تعالى " ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة " سورة البلد الآية 3_ ويقول النبى صل الله عليه وسلم حول هذا المعنى أيضا " إنما يرحم الله تعالى من عباده الرحماء " وقوله صل الله عليه وسلم  " ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء " وقوله صل الله عليه وسلم " من لايرحم لايرحم "

" والرحمة تعبير ودليل على رقة القلب وعطف النفس بالإحسان والعفو والغفران , عن الزلة , والمغفرة لصاحب الخطيئة , واغاثة الملهوف , ومساعدة الضعيف , واطعام الجائع , وكسوة العارى , ومداواة المريض , ومواساة الحزين , كل هذا من آثار الرحمة ومن مظاهر الرحمة ما رواه البخارى عن أبى قتادة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" إنى لاأدخل فى الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبى , فأتجوز مما أعلم من شدة وجد الأم من بكاء طفلها " فعدوله صل الله عليه وسلم عن إطالة الصلاة التى عزم على إطالتها , هو وجد الأم من بكاء طفلها وهو مظهر من مظاهر الرحمة التى أودعها الله تعالى فى قلوب الرحماء من عبادة وعلى رأسهم إمام المتقين وسيد الرحماء صل الله عليه وسلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرحمة من أخلاق الإسلام :

_ الرحمة من أهم الأهداف الدينية التى شرعت من أجلها الأحكام فهى محور الرسالة التى بعث بها النبى الخاتم والرسول الإنسان صل الله عليه وسلم قال تعالى :" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " سورة الأنبياء 107 _ فرحمة الله تعالى وسعت كل شئ وليس لجنس دون الآخر بل هى الرحمة العامة كما بينت الآية الكريمة وهناك نموذج من أعظم ما يمكن أن يكون الإنسان فى هذه المكانة الرائعة عنه صل الله عليه وسلم فيما قال عن ربه عز وجل : إن الله تعالى يقول يوم القيامة : يا بن آدم مرضت فلم تعُدنى قال يارب وكيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تُعُده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده ؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمنى قال : يارب , كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى ؟ يا بن آدم استسقيتك , فلم تسقنى قال : يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال استسقاك عبدى فلان فلم تسقه , أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندى ؟ , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرحمة فى الإسلام :
ـ جاء الإسلام بمنهج الرحمة العامة التى لايختص بها أحد عن أحد من مخلوقات الله جميعا سواء كان إنسانا أو حيوانا وقال عليه الصلاة والسلام فى الحديث :" فى كل كبد رطبة صدقة " وفيما رواه البخارى عنه صل الله عليه وسلم :" من لايرحم لايرحم ومن المواقف المثالية العظيمة لنبى الإسلام صل الله عليه وسلم وذلك عندما رأى من أصحابه من اتخذوا حيوانا طيرا غرضا " يعنى هدفا " يرمونه بسهامهم فقال :" لعن الله من اتخذ شيئا فيه روح غرضا " متفق عليه انظر قوله صل الله عليه وسلم من اتخذ شيئا نكرة فى سياق الإثبات وهذا يدل لنا أنه من اتخذ انسانا أو حيوانا غرضا فهو ملعون " يعنى مطرود من رحمة الله تعالى ولن يخل الجنة حتى يتوب إلى الله تعالى ,

ويوضح هذا حديث المرأة التى حبست هرة فلا هى أطعمتاها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض كما يقول صل الله عليه وسلم :" دخلت امرأة النار فى هرة حبستها حتى ماتت فدخلت النار فيها فلا هى أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض " رواه البخارى ويدخل فى ذلك ضرب الحيوان , وتحميله ما لايطيق , أو بالمثله به , أو حرقه بالنار , وإذا كان الإسلام كذلك يتعهد الحيوان فما بالنا بالإنسان أى كان دينه أو جنسه أو لونه فمما لاشك فيه أن هذه الأفعال من كبريات الجرائم والموبقات وسواء فى حق الإنسان أو الحيوان " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محمد صل الله عليه وسلم - نبي الرحمة :

إن الرحمة صفة لنبينا محمد صل الله عليه وسلم - أيضاً فهو رحيم بالمؤمنين يعز عليه ما يشق عليهم ، بل إنه صل الله عليه وسلم - نبي الرحمة - جاء في القرآن الكريم" :لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم " سورة التوبة وقال تعالى" : ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين أمنوا منكم والذين يُؤذون رسول الله لهم عذاب أليم " سورة التوبة.وجاء في السنة :أخرج مسلم في الصحيح من حديث جبير بن مطعم أن رسول الله صل الله عليه وسلم – قال" : إن لي أسماء ، أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد " .

وأخرج مسلم وغيره من حديث أبي موسى الأشعري قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم - يسمي لنا نفسه أسماء ، فقال : أنا أحمد ، والمقفى ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة ".أخرج مسلم أيضاً من حديث عمران بن الحصين قال : " كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم - وأسر أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم - رجلاً من بني عقيل وأصابوا معه العضباء ، فأتى عليه رسول الله صل الله عليه وسلم - وهو في الوثاق قال : يا محمد ، فأتاه ، فقال : ما شأنك ؟ فقال : بم أخذتني ، وبم أخذت سابقة الحاج ؟ فقال : إعظاماً لذلك ؛ أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه ، فقال : يا محمد ، يا محمد ، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم - رحيماً رقيقاً .. الحديث .

وكان النبي صل الله عليه وسلم - رحيماً في كل المواطن ، وكانت عيناه تفيضان بالدموع عندما يفيض قلبه بالرحمة ، وقد يُسمع صوت بكائه عليه الصلاة والسلام ولم يفقد ، بل لم تفارقه الرحمة حتى في المواقف التي يضطهد فيها ، يُضيق عليه أهل مكة الخناق هو وأصحابه ، بل يؤذونه ويعذبون أصحابه فيقول" : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " .وفي يوم الفتح صنع بمن حاربه السنين الطويلة ووقف في وجه الدعوة وقتل أصحابه فعل بهم كما فعل يوسف بإخوته عندما قال" : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " سورة يوسف وكانت رحمته صل الله عليه وسلم - تسع جميع الناس ، ويحس بها كل الناس الضعفاء والأقوياء على حد سواء .كان رحيماً بالأمهات وأطفالهن : أخرج الشيخان من حديث أنس بن مالك أن النبي صل الله عليه وسلم - قال ": إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها ، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه .

وذكر يوماً رجلاً أسود أو امرأة سوداء ، أو فقده ، فسأل عنه أو عنها ، رحمة به أو بها ، فقالوا : مات .أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أسود - أو امرأة سوداء - كان يقمّ المسجد ، فمات ، فسأل النبي صل الله عليه وسلم - عنه فقالوا : مات قال : أفلا كنتم آذنتموني به ، دلوني على قبره - أو قال : قبرها - فأتى قبره فصلى عليه .إن الذي سماه " رحيماً " هو " الرحيم " الذي أنزل الرحمة في قلب عبده ومصطفاه حتى بلغت رحمته الحيوان .روى الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن عبد الله قال ": نزل رسول الله صل الله عليه وسلم - منزلاً فانطلق إنسان إلى غيضة فأخرج منها بيض حمَّر ، فجاءت الحمَّرة ترف على رأس رسول الله صل الله عليه وسلم - ورءوس أصحابه ، فقال : أيكم فجع هذه ؟ فقال رجل من القوم : " أنا أصبت لها بيضاً . قال رسول الله صل الله عليه وسلم - أردده .وصح أنه صل الله عليه وسلم - نهى عن قتل الصبر ، وفي رواية صحيحة أنه صل الله عليه وسلم : " نهى أن يقتل شيء من الدواب صبراً ."

وكان يُقَبِّل الصبيان رحمة بهم ، روى مسلم من حديث عائشة قالت : " قدم ناس من الأعراب على رسول الله صل الله عليه وسلم - فقالوا : أتقبلون صبيانكم ؟ فقالوا : نعم . فقالوا : لكنا والله ما نقبل .فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة .وثبت أنه قال صل الله عليه وسلم " : من لا يرحم لا يرحمه الله عز وجل .وروى الإمام أحمد من حديث ابن عباس قال" : قالت قريش للنبي صل الله عليه وسلم - ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك . قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم . قال : فدعا ، فأتاه جبريل ، فقال : إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا ، فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة . قال : بل باب التوبة والرحمة .

وروى البخاري من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال : أرسلت ابنة النبي صل الله عليه وسلم - إليه : أن ابناً لي قبض فأتنا ، فأرسل يقرئ السلام ويقول : إن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل عنده بأجل مسمى ، فلتصبر ولتحتسب ، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينا ، فقام ومعه سعد بن عبادة ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ورجال . فرفع إلى رسول الله صل الله عليه وسلم - الصبي ونفسه تتقعقع - قال : حسبته أنه قال : كأنها شن - ففاضت عيناه ، فقال سعد : يا رسول الله ، ما هذا ؟ فقال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ." وأخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، ادع على المشركين قال : إني لم أُبعث لعاناً ، وإنما بُعثتُ رحمة . وروى الإمام البخاري من حديث عائشة قالت ": نهى رسول الله صل الله عليه وسلم - عن الوصال في الصوم رحمة لهم ." الحديث .

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما - قال :  كان رسول الله صل الله عليه وسلم - يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر ثم يضمهما ثم يقول : اللهم ارحمهما فإني أرحمهما " .من خلال هذه الأمثلة المتقدمة تتضح الصورة ، وتصح التسمية ويُتأسى به صل الله عليه وسلم - في رحمته بأمته ، ورحمته بالضعفاء ، ورحمته بالنساء ، ورحمته بالصغار ، وبالحيوان ، والرحمة بالأمة مطلب مهم ، وصفة المؤمنين ، وصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم رحماء بينهم .قال تعالى ": محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ على سوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " سورة محمد  ، ويقول سبحانه :" ثم كان من الذين أمنوا و توصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة " سورة البلد ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم" :  ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى سائر جسده بالسهر والحمى .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم