من الاعمال الصالحة

اللهم أعط منفقا خلفا

من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : ( اللهم أعط منفقا خلفا) , ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا ")
إن الإنفاق فى الطاعات , ومكارم الأخلاق وصنائع المعروف لمن أفضل الأعمال وهو من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى ربه عزو جل والإنفاق فى الوجوه المشروعة مهما كانت قيمة النفقة فيه لايسمى إسرافا وإنما الإسراف ما كان فى الوجوه الخير المشروعة ولذلك يبين لنا الرسول صل الله عليه وسلم أن هذا الإنفاق بجانب أنه فى سبيل الله ورضاه سبحانه فإن الله تعالى يثيب صاحبه بل ويخلف عليه فى الدنيا والآخرة قال تعالى " وما أنفقتم من شئ فإن الله يخلفه " سورة سبأ
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

فضل الإنفاق

وفى ذلك بشارة من الله تعالى بأنه سيخلف من فضله على أنفق وأعطى حبا فى الله ومن غير رياء وأنه لاينقص الإنفاق مال صاحبه بل يزيده ويبارك فيه , كما ينهى عن الإمساك والبخل , وأنه لايزيد مال صحبه بل ينقصه ويعرضه للتلف والضياع ,وفى فضل الإنفاق والنهى عن البخل قال تعالى " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى , وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " سورة الليل
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

من شعب الإيمان:

دوام التوبة _ وطلب العلم النافع الذى تصح به الأعمال فى الدنيا والآخرة , والعلم يورث العبد التقوى والخشية والمعرفة , ومن العار أن ينظف الإنسان ظاهره وباطنه ملطخ بالأوحال , فاتقى الله أيها المفتون وأسرع إلى حسن المأب , اتقى الله أيها المغرور ولا تفرح بزينة الظاهر والباطن من الحياء خراب قال تعالى " ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر , ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لاتعلمون . سورة البقرة الآية 232 ـ . ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


ومن وصايا معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه:

جاء رجل إليه فقال له علمنى ؟ فقال معاذ وهل أنت مطيعى ؟ قال وإنى على طاعتك لحريص ؟ فقال : معاذ : صم وأفطر , وصل ونم واكتسب , ولا تأثم , ولا تموتن إلا وأنت مسلم , وإياك ودعوة المظلوم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قضاء حوائج الناس:

من كثرت نعم الله عليه , كثرت حوائج الناس إليه , فإن قام بما يحب الله فيها عرضها للدوام , وإن لم يقم فيها بما يحب الله عرضها للزوال " قال تعالى " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الأنفال .". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السعادة:

والسعادة فى ادخال السرور على الفقير وإعطائه حقه ورحمة اليتيم والأرملة والمصاب بل والإحسان إلى الناس جميعا" و قال صلى الله عليه وسلم " أحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم أو تقضى عنه دينا أو تطرد عنه جوعا " وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم تسليما كثيرا

قالوا:

ليس أشقى من المرائى فى عبادته , لا هو انصرف إلى الدنيا فأصاب من زينتها , ولا هو ينجوا فى الآخرة فيكون مع أهل جنته " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدنيا مهر الآخرة

قال يحى بن معاذ رضى الله عنه
ترك الدنيا شديد وفوات الجنة أشد
ولكن ترك الدنيا مهر الجنة فقد قال الله عز وجل
فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور"
سورة آل عمران
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الباقيات الصالحات

يقول تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوبا وخيرأملا سو رة الكهف قال بن عباس رضى الله عنه الباقيات هى الصلوات الخمس وعنه أيضا كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة ورجح ذلك الطبرانى والقرطبى وفى الحديث سبحان الله والحمد الله ولا اله الا الله والله وأكبرهن الباقيات الصالحات خلق الله تعالى الدنيا وجعل لها أسباب ووسائل ومن هذه الأسباب المال بجميع ألوانه والأولاد والرجال الذين هم عدة الحرب وآلة العمل وكسب الرزق واذا جمع المال من حلال وأنفق فى حلال فنعم المال الصالح للرجل الصالح أما اذا جمع المال من حرام أو كان الأولاد والأتباع وسيلة للانتصار بالباطل أو الغلبة بدون وجه حق فهذه وسائل مذمومة وحسابها عسير يوم القيامة وأما وسائل الأخرة فهى العمل الصالح والأبناء البررة البنات الصالحات المستقيمات وذكر الله ذكرا كثيرا وكل عمل صالح من قول أو فعل فانه يعتبر من الباقيات الصالحات فاكرام البنت وحسن تربيتها وتعليمها يغرس فيها الكرامة فتنشئى أولادها وأحفادها على الكرامة والعزة وهذا من الباقيات الصالحات وذكر الله والتكبير والتسبيح من الباقيات الصالحات وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأعمال التى تنفع الميت ويأخذ ثوابها

اتفق الفقهاء على أن الميت ينتفع بكل عمل كان سببا فيه من أعمال البر فى حياته لما رواه مسلم وأصحاب السنن من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية , أم علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له " وما رواه ابن ماجة عنه أيضا أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته , علما علمه ونشره , أو ولدا صالحا تركه , او مصحفا ورثه , أو مسجدا بناه , أو بيتا بناه لإبن السبيل , أو نهرا أكراه , أو صدقة أخرجها من ماله فى صحته وحياته , تلحقه بعد موته " وهناك أعمال تصدر عن الغير قد ينتفع بها مثل الدعاء والإستغفار والصدقة وغير ذلك وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحب الأعمال إلى الله:

_ عن كعب بن عجرة رضى الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صل الله عليه وسلم ونحن سبعة نفر , أربعة من موالينا , وثلاثة من عَربنا , مسندى ظهورنا إلى مسجده فقال : ما أجلسكم ؟ قلنا : جلسنا ننتظر الصلاة , قال فأرم قليلا " ثم أقبل علينا فقال : " هل تدرون ما يقول ربكم ؟ قلنا : لا , قال : " فإن ربكم يقول : من صل الصلاة لوقتها , وحافظ عليها ولم يضيعها استخففا بحقها , فله عَلَىَّ عهد أن أدخله الجنة , ومن لم يصلها لوقتها , ولم يحافظ عليها , وضيعها استخففا بحقها , فلا عهد له علىَّ , إن شئت عذبته , وإن شئت غفرت له " حديث حسن _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

البر وفعل الخير:

_ روى مسلم فى صحيحه _ عن النواس بن سمعان الأنصارى رضى الله تعالى عنه قال : سئلت رسول الله صل الله عليه وسلم _ عن البر والإثم فقال : البر حسن الخلق , والإثم ما حاك فى صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس " إن من ركائز البناء لشخصية المسلم أن يحرص على فعل الخير , وأعمال البر ومكارم الأخلاق , والحديث يضع لنا قاعدة تربوية هامة , تكشف لكل مسلم موقفه من عمل الصالحات ومدى الإستجابة لذلك , بل إن المسلم الحق ينشرح صدره عند أعمال البر , وتضيق نفسه بالإثم , وبذلك يستطيع المسلم أن يقيس جانب الخير والشر فى أعماله , فإذا كان العمل مما تطمئن إليه النفس التقية النقية فإنه لا يخشى من ظهوره للناس وهذا هو البر , وإن كان العمل مما يحيك فى نفسك , وهو يبعث على الشك والريبة فى الصدر , ويخشى صاحبه من أن يطلع عليه الناس فذلك الإثم الذى ينبغى أن يبتعد عنه ولهذا يدعونا المولى تبارك وتعالى للحرص على إشاعة البر والمعروف والبعد عن الشر والمأسوف فيقول : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " سورة المائدة الآية 2_ وبذلك تتعاون الجماعة المسلمة على غرس القيم والفضائل النبيلة فى نفوس الأفراد والجماعات , بعدين عن الإثم والعدوان مكونين بذلك خير أمة أخرجت للناس " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة :

_ لقد وضع الله تعالى في قلوب المؤمنين , شوقا وحنينا لمشاهدة بيته الحرام , وليس كل واحد قادر على ذلك في كل عام , فقد فرض الله تعالى الحج على كل مسلم في العمر مرة واحدة , ومن ثم اقتضت حكمة الله جل شأنه أن يجعل من الأعمال الصالحة العوض لتكون سببا فى مشاركة السائرين إلى بيته الحرام هذه الأعمال الصالحة جعل الله تعالى ثوابها ومنزلتها أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج , وهذه الأفضلية لتلك الليالي والأيام ثابتة في العشر الأوائل من ذي الحجة فيما رواه البخاري وغيره من أصحاب السنن من حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام يعنى العشر , قالوا ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله : قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ " اللهم بنورك اهتدينا وبفضلك استغنينا , وبنعمتك أصبحنا وأمسينا , هذه ذنوبنا بين يديك , نستغفرك ونتوب إليك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأعمال الصالحة التقوى :

_ والتقوى هى الإعتصام بكتاب الله وسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم _ والتحصن بطاعة الله تعالى عن كل مايغضبه قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " سورة الأحزاب فالعمل بمقتضى الدين يورث العبد الهدى والسداد والإستقامة على ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال الصالحة وبذلك ينال العبد الخير والسعادة وعن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إنى أسألك الهدى , والتقى , والعفاف , والغنى " رواه مسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأعمال الصالحة :

_ استحباب صيام يوم الإثنين والخميس من حديث أبى قتادة رضى الله عنه :" أن رسول الله صل الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين , فقال : ذلك يوم ولدت فيه ويومٌ بعثت فيه , أو أنزل على فيه " رواه مسلم وفى الحديث دلالة واضحة على شرف يوم الإثنين ومنزلته بما ظهر فيه من ولادته , أو ما أنزل عليه الوحى فيه ( صل الله عليه وسلم ) , يقول صاحب دليل الفالحين فى شرح رياض الصالحين _ وإنما لم يطلب فى يوم مولده صل الله عليه وسلم من الأعمال ما طلب فى يوم الجمعة لزيادة شرفه صل الله عليه وسلم فخفف عن أمته ببركته " انتهى فالعمل الصالح فى هذا اليوم له فضل عظيم عند الله تعالى بما يحبه رسول الله صل الله عليه وسلم _ من صيام وصلاة عليه , وذكر , وتلاوة قرآن , أو مدارسة للعلم إلى غير ما يستطيع أن يفعله المسلم وبما لايشق عليه وسبب آخر من أسباب الصيام من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن الرسول صل الله عليه وسلم قال : " تعرض الأعمال فى يوم الإثنين والخميس فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم " رواه الترمذى وقال حديث حسن ورواه مسلم بغير ذكر الصوم ولفظه " تعرض أعمال الناس فى كل جمعة مرتين يوم الإثنين ويوم الخميس , فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقال اتركوا هذين حتى يفيئا" وفى رواية حتى يصطلحا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أين يسكن الخير؟ :

سأل الخير ربه أين أجد مكانى ؟ فقال فى قلوب المنكسرين إلىَّ , والمتعرفين على ؛ وسأل موسى عليه وعلى نبينا الصلوات والتسليم : ربه عز وجل أين أجدك ؟ قال فى قلوب المنكسرين من أجلى " وقال تعالى فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين " سورة الحج الآية 34 _ والمعنى أن الله تعالى هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذى تصمد أمامه الخلائق لطلب حوائجهم وعند شدائدهم , وما دمتم أيها الناس فقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد , فلماذا؟ لاتنقادوا لأمره وتطبيقوا شرعه , وتستقيموا على نهجه , وتعملوا بسنة رسوله صل الله عليه وسلم ومن كان هذا سلوكه فى الطاعة والعبادة والإنقياد الإستسلام , فإن الله تعالى يبشره على لسان عبده ورسول صل الله عليه وسلم بمغفرة من الله ورحمة , والمخبتين هم الذين تواضعوا وخضعوا لربهم , وهو سبحانه يبشرهم بخيرى الدنيا والآخرة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل العشر الأوائل من ذى الحجة :

_ كما رواه الطبرانى باسناد جيد عنه صل الله عليه وسلم قال : ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى العمل الصالح فيهن من أيام العشر , فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " العمل الصالح عندما يقع من العبد فى ظل النفحات الربانية كان أرجى للقبول ومضاعفة الثواب , وقد كان السلف الصالح يعظمون ثلاث أعشار , عشر ذى الحجة وفيها يوم عرفة , والعشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة القدر , والعشر الأوائل من المحرم وفيها يوم عاشوراء وعندما سئل النبى صل الله عليه وسلم عن العشر فقال : العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر وفى ذلك قوله تعالى : والفجر وليال العشر والشفع والوتر " سورة الفجر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل العشر الأوائل من ذى الحجة :

_ المسلم الصادق دائما حريص على فعل الخير , وتحرى أوقات العمل به ليكون أقرب للقبول عند الله سبحانه وتعالى عملا بحديث النبى صل الله عليه وسلم " إن لربكم فى أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها " رواه الطبرانى وشهر ذى الحجة من الأشهر الحرم التى حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال وسفك الدماء كما حرم ظلم النفس بالإسراف فى المعاصى والوقوع فى المخالفات , وهذا محرم فى كل وقت إلا أنه أشد حرمة فى الأشهر الحرم وهى : ذو القعدة , وذو الحجة , والمحرم , ورجب الفرد _ قال تعالى :" إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " سورة التوبة الآية 36 _ وفى فضل الصيام فى العشر الأوائل جاءت أحاديث تستحب الصيام ويؤكد صيام يوم عرفة من حديث ابن عمر رضى الله عنهما عنه صل الله عليه وسلم :" فى العشر , فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير , فإن صيام يوم منها يعدل صيام سنة , والعمل فيها بسبعمائة ضعف " ولا حرج على فضل الله ما صحت النية وصدق العزم وفى فضل يوم عرفة من حديث أبى قتادة رضى الله عنه قال : سئل رسول الله صل الله عليه وسلم :" عن صوم يوم عرفة ؟ قال : يكفر السنة الماضية والباقية " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل عشر ذى الحجة :

_ فيما رواه أبو يعلى باسناد صحيح أن رسول الله صل الله عليه وسلم _ قال : " ما من أيام أفضل عند الله تعالى من من أيام عشر ذى الحجة , قال : فقال رجل يارسول الله : هن أفضل من عدتهن جهادا فى سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهن جهادا فى سبيل الله إلا عفيرٌ يُعفر وجهه فى التراب " والمعنى أن الأعمال الصالحة فى هذه الأيام والليالى من أول ذى الحجة يضاعف فيها الثواب والأجر للعاملين حتى أن ذلك يزيد على فضل الجهاد فى سبيل الله إلا أن يخرج المجاهد فى سبيل الله بنفسه وماله فينال الشهادة ويسقط فى المعركة مُعفر الوجه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل يوم عرفة :

_ يوم عرفة يوم من أعظم أيام الدنيا فهو سيد أيام السنة , ويوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع , ويوم عرفة من الأيام التى سجل مكانتها ومنزلتها القرآن والسنة قال تعالى " فإذا أفضتم من عرفات فأذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداهم وإن كنتم من قبله امن الضالين " سورة البقرة الآية 198 _ والسنة الشريفة تبين لنا فضله على سائر الأيام فمن ذلك قوله صل الله عليه وسلم :" خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة , وخير الدعاء دعاء يوم عرفة , وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلى , لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد , يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير " وقوله صل الله عليه وسلم :" ما رئى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ من يوم عرفة وما ذاك اما يرى من تنزل الرحمة , وتجاوز الله عن الذنوب إلا ما أرى يوم بدر فإنه قد رأى جبريل يزع الملائكة " أى رأى جبريل عليه السلام يتقدم الصف فيصلحه ويقدم ويؤخر " ويستحب صوم العشر من ذى الحجة ويؤكد صيام يوم عرفة لغير الحاج فالصوم فى حقه مكروه , من حديث أبى قتادة رضى الله عنه قال : سئل النبى صل الله عليه وسلم : عن صوم يوم عرفة ؟ قال يكفر السنة الماضية والباقية " والمعنى أنه يكفر الصغائر دون الكبائر فلا تكفر إلا بالتوبة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حتى تحظى بالخير :

_ إرضى بقضاء الله وقدره يكسبك القوة فى الحياة , وتعامل مع الناس بالحزم فى
مودة لأنهم بشر يُخطئون ويُصيبون , وتعامل مع أسرتك وأهل بيتك بالمودة والرحمة
فهم أولى الناس بذلك , و تعامل مع إخوانك وأصدقائك بالمحبة والتسامح وإن أخطئوا
فى حقك , وتعامل مع الحياة وفق مبادئ الدين وأصوله , ومن كان كذلك كان من
أهل الخير فى الدنيا والآخرة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "

الإستجابة لنداء الحج:

_ قال تعالى وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام " سورة الحج _ و النبى صل الله عليه وسلم لم يحج إلا حجة واحدة وتسمى بحجة الوداع أو حجة الإسلام أو حجة التمام , والوداع هو الشعار الذى كان يكرره صل الله عليه وسلم فى أكثر من موقف فى هذه الحجة من حديث أبى الزبير رضى الله عنه أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول :" رأيت النبى صل الله عليه وسلم يرمى على راحلته يوم النحر ويقول : لتأخذوا عنى مناسككم فإنى لا أدرى لعلى لا أحج بعد حجتى هذه رواه مسلم ومن الإقتداء برسول الله صل الله عليه وسلم أن يحج المسلم حجة مودع , كما يصلى صلاة مودع هكذا يقول النبى صل الله عليه وسلم : صلوا صلاة مودع " وإذا لم يقف الحاج بين يدى الله تعالى عند أداء المناسك , كمايقف بين يديه فى الصلاة ليتذكر القيامة ومشاهدها من عند خروجه من بيته وإرتدائه لملابس الإحرام , وتوديعه لأهله كناية عن موادعة الدنيا فمتى يحس الإنسان بهذه الأحاسيس الإيمانية الربانية , التى تجعل الحاج يعود من حجه كيوم ولدته أمه , إن فريضة الحاج كالصلاة التى تتطلب منك الخشوع والخضوع فكذلك الحج إلا أنكم تتكلمون فيه " فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من علامات الإيمان العمل الصالح :

عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال تلا رسول الله صل الله عليه وسلم قوله تعالى " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد الى السماء " سورة الأنعام فقال إن النور إذا دخل الصدر انفسح فقيل يارسول الله هل لذلك من علامة تعرف ؟ قال تعم التجافى عن دار الغرور والإنابة الى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله رواه البيهقى فى الشعب وابن أبى الدنيا وغيرهم من طرق عديدة وقال عمر رضى الله عنه التؤدة فى كل شئ خير الا فى أعمال الخير للآخرة _ وقال بن مسعود رضى الله عنه ما منكم من أحد أصبح الا وهو ضيف وماله عارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة رواه الطبراني

_ وكان الحسن يقول فى موعظته " المبادرة المبادرة فإنما الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التى تتقربون بها الى الله عزوجل رحم الله امرأ نظر الى نفسه وبكى على عدد ذنوبه ثم قرأ هذه الآية " إنما نعد لهم عدا " سورة مريم , يعنى الأنفاس " آخر العدد خروج نفسك آخر العدد خروج فراقك أهلك آخر العدد دخولك فى قبرك رواه ابن أبى الدنيا فرحم الله امرأ علم أن الدنيا ساعة  فجعلها طاعة وابتغى الرحمة وهرب من العقوبة حتى جاءه أجله وهو على ذلك وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاء الحج :

_ قال تعالى :" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " سورة الرحمن الآية 60 _ من حديث بن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " وإذا قضى آخر طواف بالبيت , خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " روا ابن حبان وحسنه الشيخ الألبانى رحمه الله تعالى كما فى صحيح الترغيب والترهيب وفى رواية للبزار " وأما طوافك بالبيت بعد ذلك , فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتى ملك حتى يضع يده بين كتفيك فيقول : اعمل فيما تستقبل , فقد غفر لك ما مضى " حديث حسن لغيره إنظر المرجع السابق ومن حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف , من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدرى الغابر فى الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم " قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لايبلغها غيرهم ؟ قال :" بلى والذى نفسى بيده , رجال أمنوا بالله و صدقوا المرسلين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى حياة الصالحين :

عن كمال المروءة والإيثار :

ومن كمال المروءة أن تؤثر غيرك على نفسك , قال الواقدى : رحمه الله تعالى : كان لى صديقان , أحدهما هاشمى وكنا كنفس واحدة , فنالتنى ضائقة , وحضر العيد , فقالت امرأتى : أما نحن فنصير على البؤس والشدة , وأما صبياننا هؤلاء فقد قطعوا قلبى رحمة بهم , لأنهم يرون صبيان الجيران وقد تزينوا فى عيدهم , وأصلحوا ثيابهم وهم على هذا الحال من الثياب الرثة , فلو احتلت بشئ نصرفه فى كسوتهم ؟
قال الواقدى فكتبت إلى صديقى الهاشمى أسأله التوسعة علىَّ , فوجه إلىَّ كيسا به ألف درهم فإرسل إلىَّ الصديق الآخر يشكو مثل ما شكوت , إلى صاحبى الهاشمى
فوجهت إليه الكيس بختمه , وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلتى مستحييا من امرأتى , فلما دخلت عليها استحسنت ما كان منى , ولم تعنفنى عليه فينما أنا كذلك إذ جاء صديقى الهاشمى , ومعه الكيس كهيئته وقال لى : أصدقنى عما فعلته فيما وجهت إليك , فعرفته الخبر , فقال لى : إنك وجهت إلىَّ وما أملك على الأرض إلا ما بعثت به إليك , وكتبت إلى صديقنا أسأله المواساة , فوجه إلىَّ الكيس نفسه , فتواسينا وتقاسمنا الألف أثلاثا , ثم نمى الخبر إلى المأمون , فدعانى فشرحت له الخبر , فأمر لنا بسبعة آلاف دينار , لكل واحد ألفان , وللمرأة ألف " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل الدعاء دعاء يوم عرفة :

_ من الأوقات التى يستحب فيها الدعاء يوم عرفة فقد بينت لنا السنة النبوية الشريفة فضله على سائر الأيام فقال صل الله عليه وسلم " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفه وخير الدعاء دعاء يوم عرفة , وأفضل ما قلت أنا والنبيون قبلى لا إلا إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحب الأعمال إلى الله تعالى

كما فى الصحيحين عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل "
وفى الصحيحين أيضا من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أحب الدين إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبه "
وقال تعالى " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " سورة النحل الآية 97_
وفى ذلك دعوة من الله ورسوله لعباده المؤمنين , بالحرص على المواظبة على فعل الطاعات والتمسك بالفضائل والعبادات , دون انقطاع أو تكاسل , لكى يفوزوا بالحياة الطيبة وبما وعدهم الله من الخير والفضل فى الاخرة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم