من أعظم ما يتقرب به المسلم بعد أداء الفرائض قضاء حوائج الناس:

من أعظم ما يتقرب به المسلم بعد أداء الفرائض قضاء حوائج الناس:

فإن من كثرت نعم الله عز وجل عليه , كثرت حوائج الناس إليه , فإن قام بما يحب الله تعالى فيها عرضها للدوام , وإن لم يقم فيها بما يحب الله عرضها للزوال " قال تعالى " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الأنفال: الآية 53 ـ والمعني للآية الكريمة ذلك الجزاء السيِّئ بأن الله إذا أنعم على قوم نعمة لم يسلبها منهم حتى يغيِّروا حالهم الطيبة إلى حال سيئة، وأن الله سميع لأقوال خلقه، عليم بأحوالهم، فيجري عليهم ما اقتضاه علمه ومشيئته.الميسر.والمقصود هنا كل صاحب نعمة أدت إلى أن يفزع الناس إليه بسببها فهي نكرة في سياق الإثبات فهي تعني كل ذي نعمة كمن أعطاه الله تعالى مالا أو جاها أو علما وغير ذلك فتشمل كل مسئول كل حسب مكانته ووظيفته ينبغي عليه أن يقوم بحقها فإن تبرم وسخط وضجر فقد عرض ما أنعم الله عليه به للزوال"

عليه أن يقوم بحقها فإن تبرم وسخط وضجر فقد عرض ما أنعم الله عليه به للزوال" ,وكما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم إن لله عند أقوام نعما أقرها عندهم ما كانوا في حوائج المسلمين ما لم يملوهم فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم "رواه الطبراني حديث حسن لغيره. وحديث ابن عمر مرفوعا": إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم. قال المنذري: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط، حسنه السيوطي والألباني. ومن ذلك أيضا حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعا: "ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه، فتبرم، فقد عرض تلك النعمة للزوال. قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده جيد اهـ. وحسنه الألباني.

.و معنى الحديث: كما قال المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير: إن لله تعالى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ـ أي لأجل منافعهم: ويقرها فيهم ما بذلوها ـ أي مدة دوام إعطائهم منها للمستحق: فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم ـ لمنعهم الإعطاء للمستحق: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ـ فالعاقل الحازم من يستديم النعمة ويداوم على الشكر والأفضال منها على عباده واكتساب ما يفوز به في الآخرة: وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك. اهـ.وقال في موضع آخر: من أنعم عليه بنعمة تهافتت عليه عوام الناس لأهويتهم، وكذا نعمة الدين من العلوم الدينية والربانية والحكم الإلهية، ومن ثم قال الفضيل: أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم، فاحذروا أن تملوا وتضجروا من حوائج الناس فتصير النعم نقما.

وأخرج البيهقي عن ابن الحنفية أنه كان يقول: أيها الناس اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوها فتتحول نقما، واعلموا أن أفضل المال ما أفاد ذخرا وأورث ذكرا وأوجب أجرا، ولو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ويفوق العالمين. اهـ دعاء مؤلف :اللهم لا تستدرجنا بالنعم ,ولا تفاجئنا بالنقم ,ولا تجعلنا عبرة للأمم ,وارفع عنا الألم والسقم ,وجُد علينا بفضلك فأنت أهل الجود والكرم .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

معاشر المسلمين هنا وهناك من أدناها إلى أقصاها ومن أقصاها إلى أدناها ... اعلموا أن الحياة لاتحلو ولن تصفو لأحد مهما كان حتى الأنبياء والمرسلين, فالدنيا لاتخلو من المشاكل والهموم والآلام يوم لك ويوم عليك ، فهي دار بلاء وامتحان , ودار كدر وتعب، وأعظم سعادة فيها يستشعرها الإنسان عندما يُدخل الفرح والسرور على قلوب الآخرين، وديننا الإسلامي الحنيف قد حثنا على فعل الخير وعمل الصالحات ومن ذلك الوقوف بجوار الآخرين ومساعدتهم والعمل علي قضاء حوائجهم ، وقد جعل الإسلام هذا العمل من خلال توجيهاته ووصاياه من أفضل العبادات وأعظم القربات..
..فما أجمل الإسلام ديننا وما أعظم نبيه صل الله عليه وسلم الذي جعل إدخالك السرور على أخيك المسلم من العبادات التي تؤجر وتثاب عليها، يقول النبي صل الله عليه وسلم:" إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك. " .رواه الطبراني في الأوسط والكبير..
وقال أيضا صلوات الله عليه وآله وسلم:"إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم.رواه الطبراني في الأوسط "وقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم:"من أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً لم يرض الله له ثواباً دون الجنة. " رواه الطبراني في الصغير والأوسط"

هذه الأحاديث النبوية الشريفة تبين لنا معاشر المسلمين عظم وفضل مشاركة السرور والسعادة بين إخوانهم ، فهي من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، وهي سبب للمغفرة والرحمة، و سبب لدخول الجنة، كل هذا بفضل إدخالك سروراً على قلب مسلم ,و أهمية إدخال السرور على إخوانك..
فانظر يا أخي الكريم إلى فوائد وآثار إدخالك السرور على المسلمين من حولك، فأنت تحظى بالمغفرة والرحمة، ويدخل الله عليك السرور والسعادة في الدنيا والآخرة، ثم إنك بهذا الفعل تخفف عن إخوانك آلامهم، وتداوي جراحهم، فتطيب حياتهم، وتفرح قلوبهم، وتمتلئ بالتفاؤل أيامهم، وإدخال السرور يتحقق به كمال الإيمان، وزيادة الصلة بالإخوان، ورعاية وعناية أهل العوز والحرمان، فتغدو الحياة أجمل، والمجتمع المسلم أقوى وأكمل، بتكاتفه وتعاونه كالجسد الواحد، وكما في حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال ان النبي صل الله عليه وسلم قال:" مثل المؤمنين في توادهم , وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوُ تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم في صحيحه.

وفي الحث على إدخال السرور على المسلمين :

علينا أن نحرص على هذه السنة المباركة الكريمة، وأن نسعى إلى هذه العبادة العظيمة، فنحييها بين الناس، فنعرفهم عليها، وضرورة العمل بها، ونعلمها أولادنا وأهلنا وأسرنا والناس من حولنا، حتى يعلم الجميع أن السرور والفرح ركن أساسيٌ في المجتمع المسلم، وأنه ممارسة ونشاطٌ ينبغي علينا أن نمارسه يومياً مع من حولنا، وحتى يعلم الجميع أن التعاون والتشارك ركن أساسيٌ في المجتمع المسلم، فأنت أيها المسلم لست وحدك وإنما لديك عائلة كبيرة، عائلتك كل موحدٍ لله متبعٍ لسنة نبيه صل الله عليه وآله وسلم، وهذا المعنى يتحقق ويصبح واقعاً عندما يبادر كلٌ منا فيتمثل هذا الخلق الكريم، والأدب الرفيع ,وهذه السنة الشريفة، فيسعى لإدخال السرور على قلوب إخوانه المسلمين من حوله

ومن صور إدخال السرور على المسلم:لإدخال السرور على قلب المسلم صور ونماذج كثيرة، أذكر لكم بعضها من باب التذكير بشيء منها لا الحصر:
أولا : أن تلقاه بالابتسامة: فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:مارآني رسول الله صل الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي"رواه البخاري.
ثانيا :أن تقدم له هدية: حيث قال الرسول صل الله عليه وآله وسلم:" تهادوا تحابوا" رواه النسائي في السنن.
ثالثا : البشري لمن يسعي على مصالح الآخرين ويعمل على تخفيف ضوائقهم وكرباتهم ويقدم النفع والخير لهم , حيث قيل للنبي صل الله عليه وسلم :" أي الناس أحب إلي الله ؟ وأي الأعمال أحب إلي الله تعالى فقال صلوات الله عليه وآله وسلم :" أحب الناس إلي الله تعالى أنفعهم للناس, وأحب الأعمال إلى الله سرور تُدخله علي مسلم " من حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه. المعجم الأوسط .

رابعا :أن يعينه على نوائب الحياة: قال صل الله عليه وآله وسلم": من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن: تقضي عنه ديناً, أو تقضي له حاجة , أو تنفس عنه كُربة" رواه البيهقي في شعب الإيمان
وقال صلوات الله عليه وآله وسلم:أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن؛ كسوت عورته، وأشبعت جوعته، أو قضيت له حاجة" رواه الطبراني. وقال صلوات الله عليه وآله وسلم:أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن؛ كسوت عورته، وأشبعت جوعته، أو قضيت له حاجة" رواه الطبراني.فهنيئاً لكل من سعي لمصالح الناس وأدخل السرور عليهم , سعادةً وسروراً له في الدنيا والآخرة لك حقا إنها تجارة لن تبور لأن الجزاء من جنس العمل ومن أصدق من الله قيلا .. ومن أصدق من الله حديثا ، وفقني الله تعالى وإياكم للتعامل بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، ومن ذلك إدخال السرور على إخواننا المؤمنين، اللهم اجعلنا من المتحابين فيك، والمتعاونين على البر والتقوى . اللهم واجعل أعمالنا صالحة ولوجهك خالصة ولا تجعل لأحد منها شئ.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

افعل الخير وليقع كيف يقع:

‏وكما في حديث النبي صل الله عليه وسلم:"صنائع المعروف تقي مصارع السوء.وكان رسول الله صل الله عليه وسلم:" يستعيذ بالله تعالى من البرص والجذام والجنون وسيء الأسقام، فعن أنس رضي الله عنه ـ أن النبي صل الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام. رواه أبو داود، وصححه الألباني.اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

.وقال صل الله عليه وسلم:" إن صدقة السر تطفىء غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتقي الفقر، وأكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء ـ أدناها الهم.وفي رواية: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف. رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

وروى البخاري ـ في الأدب المفرد من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه - مرفوعا: من اتقى ربه ووصل رحمه نسئ له في عمره، وثرى ماله، وأحبه أهله.وقال صل الله عليه وسلم: إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء. رواه الترمذي وغيره.
قال أهل العلم: والمراد بميتة السوء أو مصارع السوء: ما استعاذ منه النبي صل الله عليه وسلم ـ كالهدم والتردي والغرق والحرق، وأن يتخبطه الشيطان عند الموت، وأن يقتل في سبيل الله مدبرا. وقال بعضهم: هي موت الفجاءة. وقيل ميتة الشهرة ـ كالمصلوب.ومثل ذلك: الحوادث والكوارث التي تشاهد اليوم في كل مكان.اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

والذي يقي من ذلك: هو صنائع المعروف ـ من الصدقة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وإغاثة الملهوف، والإحسان إلى الناس، وعمل الخير بصفة عامة.وقد لخصت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ـ صنائع المعروف ـ التي تقي مصارع السوء ـ بقولها لنبينا صل الله عليه وسلم: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. متفق عليه.‏ ويقول ابن قتيبة رحمه الله تعالى :" افعل الخير وليقع حيث يقع، فإن وقع في أهله  فهُم أهله، وإن وقع في غير أهلِه فأنت أهله."
‏اللهم إني أعوذ بك من سيء الأسقام ومن مصارع السوء،ونعوذ من كل ما استعاذ منه نبينا محمد صل الله عليه وسلم وعبادك الصالحين.اللهم أمين يارب العالمين وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود