كيف تؤدى مناسك الحج ؟

من مسائل الفقه التى تتعلق بالحج

على المسلم إذا أراد أن يؤدى مناسك الحج , أن يتعلم ذلك على يد أهل العلم ممن يثق بهم قبل أن يباشر أعمال الحج حتى يكون حجه مقبولا عند الله تبارك وتعالى .
1_ من جاوز الميقات الذى شرع له المرور عنده من غير إحرام لزمه ذبح شاة .
2_ من أحرم بالعمرة لمن كان متمتعا , وإنتهى من أعمالها جاز له أن يسافر إلى بلده أو غيره من البلاد , فإذا رجع من بلده يوم التروية محرما بالحج انقطع تمتعه وصار بذلك مفردا , وأما إذا سافر لغير بلده ثم رجع , من هذا البلد محرما فإنه لا يزال متمتعا .

3_ من نوى قبل وصوله إلى الميقات التمتع بالعمرة إلى الحج , وغير نيته وأحرم بالحج وحده فهذا ليس عليه فدية , وأما إذا لبى بالعمرة والحج جميعا من الميقات أو قبل الميقات ( قارنا ) ثم أراد أن يجعله حجا فلا يجوز له ذلك , لأن القرآن لايفسخ إلى حج ولكن يفسخ إلى عمرة , لأن ذلك أرفق بالمؤمن ولأن التمتع بالعمرة هو الذى أمر به النبى صل الله عليه وسلم أصحابه , فإذا أحرم بهما جمعا من الميقات ثم أراد أن يجعله حجا مفردا ولكن له أن يجعل ذلك عمرة مفردة , وهو الأفضل له فيطوف ويسعى ويقصر ويحل ثم يلبى بعد ذلك فيكون متمتعا , والمقصود من ذلك أن من جاء بالحج مفردا أو قارنا ولم يسق الهدى فإن السنة , أن يفسخ إحرامه إلى عمرة ثم يطوف ويسعى , ويقصر ويتحلل ثم يحرم بالحج فى وقته .

4_ ومن كان سكنه دون الميقات مثل أهل جدة وغيرهم , فإنهم يحرمون من مكانهم كما فى حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنه قال صل الله عليه وسلم :" ومن كان دون ذلك " أى من دون المواقيت " فمهلُّه من حيث أنشا" وفى رواية فمهلُّه من أهله " وكذلك يحرم الحاج من منزله فى يوم التروية , كما أحرم أصحاب النبى صل الله عليه وسلم من منازلهم فى الأبطح فى حجة الوداع , بأمر من النبى صل الله عليه وسلم وهكذا من كان فى داخل مكة يحرم من منزله كما فى الحديث السابق .

5_ وكذلك من وفد إلى بلاد الحرم من أجل العمل أو الزيارة وغير ذلك من غير نية الحج ولا العمرة ثم أراد الحج فإنه يُحرم من مكانه بالحج سواء كان فى مكة أو فى ضواحيها , وأما من أراد العمرة فإنه يخرج إلى الحل التنعيم أو الجعرانه أو غيرهما
كما أمر النبى صل الله عليه وسلم السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها لما أرادت العمرة أن تخرج إلى التنعيم وأمر عبد الرحمن أخاها أن يخرج معها إلى الحل هذا فى حق من كان هناك ثم أراد العمرة ومن أراد الحج أحرم من مكانه الذى فيه كما مر ذكر الحديث وهو حديث صحيح .

6_ ومن ارتكب شيئا من محظورات الإحرام التى بينها , لايبطل حجه إلا بالجماع
فمن وقع فى شئ من هذه المحظورات عدا الجماع فعليه أن يختار بين أن يفعل :
1_ أن يذبح شاة فمن لم يجد
2_ أن يطعم ستة مساكين أو إخراج قيمة الإطعام
3_ أو أن يصوم ثلاثة أيام ويجوز الصيام فى أى مكان لقوله تعالى :" فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " سورة البقرة الآية 196_

7_ الإحرام بالحج يكون يوم التروية وهو اليوم الثامن , من ذى الحجة والإحرام بالحج يكون يكون من مكان , إقامة الحاج فى حدود الحرم ومكة كلها حرم وهو ما يفعله الحاج المتمتع فقط وليس لغيره .

8_ ذبح الهدى للمتمتع ووقت ذبح الهدى بالنسبة للمتمتع يبدأ بعد تحلل الحاج الذى نوى العمرة أولا يجوز بعد أداء العمرة , وله تأخير ذبح الهدى إلى أول أيام العيد
وأما الحاج القارن فعليه هدى ووقت الذبح له يكون بعد رمى جمرة العقبة الكبرى
وتقصير الشعر والتحلل وكل ذلك يكون فى أول أيام العيد , وأما الحاج المفرد فليس عليه هدى .

9_ طواف الإفاضة ركن من أركان الحج , لايتم إلا به يسمى بطواف الركن .
ويمكن للحاج أن ينزل إلى مكة نهارا لإقامة طواف الإفاضة , وقضاء حاجته على أن يعود إلى منى قبل غروب الشمس للمبيت بها , ويتحقق المبيت بها بوجود الحاج فى منى معظم الليل ويقول مجاهد رضى الله عنه وهو من أئمة التفسير وإذا جاءك التفسير عنه فحسبك به , ولا بأس أن يكون أول الليل بمكة وآخره بمنى , أو أن يكون أول الليل بمنى وآخره بمكة ويبين لنا عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما " إذا رميت الجمار فبت حيث شئت " رواه ابن أبى شيبة
10_ يباح للمحرم بعد رمى جمرة العقبة الكبرى أو الحلق أو التقصير والذبح إذا أدى هذه الثلاث حل له كل شئ كان محرما عليه , وإن فعل اثنين فقط كأن رمى وحلق أبيح له كل شئ عدا النساء يعنى يحرم عليه الجماع حتى يفعل الثلاث .

11_ ويتم طواف الإفاضة بعد رمى جمرة العقبة , والذبح والحلق أو التقصير , ولابأس إن قدم الحلق على الذبح أو الرمى على الذبح فقد قال صل الله عليه وسلم:" افعلوا ولا حرج " وإذا إنتهى من الطوف  لبس الملابس المعتادة ويتوجه الحاج إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة وهى مثل طواف القدوم سبعة أشواط وبعد طواف الإفاضة يتحلل الحاج التحلل الثانى ويباح له كل شئ .
12_ طواف الوداع فى حق المعتمر سنة , وهو واجب على من يؤدى فريضة الحاج
لقوله صل الله عليه وسلم :" لاينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت " وهذا فى حق الحجاج ." .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم