كيف نستقبل شهر رمضان ( ونحافظ على العبادة فيه )

الأقراص تحت اللسان لاتفطر

ومن الفتوى الطبية أن الأقراص التى توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية , وهى تمتص مباشرة بعد وضعها بوقت قصير فيحملها الدم إلى القلب فتمنع الأزمة المفاجئة ولا يدخل الجوف منها شئ , وبالتالى فهى لاتفطر , لأنها للعلاج وليست للغذاء وإن دخل منها شئ يعفى عنه قياسا على المتبقى من المضمضة والإستنشاق والسواك " مجلة مجمع الفقه الإسلامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مسئلة الافطار لمن كان مسافرا سفر فيه معصية

اختلف فيها العلماء شأنها كأى مسئلة اجتهادية لا دليل عليها من كتاب ولا سنة ولا قياس معتبر يمنع المسافر سفر معصية من الصيام وليس معنا دليل نمنعه من الفطر
أو نلزمه بالصيام" يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وتنازعوا فى سفر المعصية , كالذى يسافر ليقطع الطريق ونحوذلك على قولين مشهورين كما تنزعوا فى قصر الصلاة " انظر الفتاوى المصريه ص 255_ ولم يأت عن رسول الله صل الله عليه وسلم إلا أنه قال فمن شاء صام ومن شاء أفطر فالحكم عام إلا أن يأتى دليل يخصصه أو يصرفه عن ظاهره
وبالله التوفيق والله أعلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "

مايباح للصائم فعله ولا حرج عليه

ومن أكل أو شرب ناسيا قال صل الله عليه وسلم " إذا نسى فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه ربه وسقاه "
وقال صل الله عليه وسلم " من أفطر فى رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة "
ومن ذرعه القئ فلا قضاء عليه , ومن استقاء فعليه القضاء قال الصحابى الجليل أبو هريرة رضى الله تعالى عنه " إذا قاء فلا يفطر إنما يخرج ولا يولج "
فإن كان القئ لعذر كا لمريض يتدوى بالقئ , أو يتقيأ ما فيه شبهة كما تقئ أبو بكر رضى الله تعالى عنه " من كسب من تكهن"(1)
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم من تقيئ لعذر

فقد روى البخارى رضى الله تعالى عنه من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها ان أبا بكر رضى الله عنه " كان له غلام
يخرج له الخراج وكان ابو بكر يأكل من خراجه , فجاء يوما بشئ فأكل منه أبو بكر رضى الله عنه " فقال له الغلام أتدرى ما هذا فقال وما هو قال كنت قد تكهنت لانسان فى الجاهلية فأدخل أبو بكر الصديق أصبعه فى فمه وجعل يقئ , فإذا كان المتقئ معذورا كان ما فعله جائز وصار من جملة المرضى الذين يقضون ولم يكن من أهل الكبائر الذين يفطروا من غير عذر " (2)
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما يباح للصائم ولا حرج عليه فعله

تقول أم المؤمنين عائشة رضى الله تعالى عنها " أشهد أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصومه " والمعنى أنه صل الله عليه وسلم
كان يطلع عليه الفجر وهو جنب ومن كان كذلك فليس عليه إلا أن يسارع للغسل ليدرك صلاة الفجر والحكم عام فى الرجل والمرأة , ومن أصبح من نومه محتلاما أو نام فاحتلم فى نهار رمضان فليس عليه إلا الغسل فقط لأنها جنابة سواء رجلا أو امراة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مايباح للصائم فعله ولا حرج عليه

وأيضا وضع القطرة فى العين والإكتحال ونقط الأنف والأذن لايفطر الصائم
لأنه لم يرد عن النبى صل الله عليه وسلم ما يمنع من ذلك وقد قال الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى فى كتابه المحلى "ولا ينقض الصوم حجامة ولا احتلام , ولا حنه ولا سعوط ولا تقطير فى أذن أو فى إحليل أو فى أنف "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله تعالى عند حديثه عن الكحل والقطرة بأنواعها
والأظهر أنه لا يفطر بشئ من ذلك , فإن الصوم من دين الله الذى يحتاج إلى معرفته
الخاص والعام فلو كانت هذه الأمور مما حرمها الله ورسوله فى الصوم ويفسد الصوم بها لكان هذا مما يجب على الرسول صل الله عليه وسلم بيانه " مجموع الفتاوى " باختصار" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما يباح للصائم فعله ولا حرج عليه

استعمال الحقن بأنواعها للعلاج وغيره , سواء تحت الجلد أو فى الوريد إلا حقنة الجلكوز فإنها بمثابة وجبة غذاء , تذهب الجوع وتلطف حدة العطش
وكذلك الحقنة الشرجية للتدوى والعلاج من أجل أشعة فقد قال الفقهاء تخرج الأذى
ولا تولج شئ للبطن وما يوضع فيها لا يمكن أن يسمى غذاء والمسلم لا يلجأ لمثل هذه الأمور إلا عند الحاجة إليها من أجل العلاج وهو رأى فى مذهب الإمام مالك رضى الله تعالى عنه وغير من الأئمة كا لإمام ابن حزم والعلامة ابن تيمية رحمهما الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما يبطل به الصوم

مبطلات الصيام نوعان

الأول ما يجب عليه القضاء فقط , ويدخل فى ذلك الاستنماء باليد ( وهو ما يسمى بالعادة السرية ) يبطل بها الصوم وهو محرم فعله من الناحية الطبية والدينية والنفسية
وكذلك من أكل أو شرب عمدا يبطل صومه وعليه قضاء ما أفطر وهو بخلاف من أكل أو شرب ظانا منه عدم طلوع الفجر أو ظن دخول وقت الافطار فحدث خلاف الظن قال أهل العلم صومه صحيح ولا شئ عليه ومن نقض نية صيامه ونوى الفطر فعليه القضاء وإن لم يتناول مفطرا والمستقئ المتعمد عليه القضاء "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الثانى : من عليه الكفارة وتسمى ( الكفارة العظمى )

ومن ذلك حديث الذى جامع أهله فى رمضان غير ناسى ولا جاهل من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبى صل الله عليه وسلم " إذ جاء رجل فقال يارسول الله هلكت قال ما أهلك قال وقعت على امرأتى وأنا صائم فقال رسول الله صل الله عليه وسلم هل تجد رقبتة تعتقها قال لا : قال هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا : قال هل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا فمكث عند النبى صل الله عليه وسلم فينما نحن على ذلك , إذ أتى النبى صل الله عليه وسلم
بِعُرَقَ فيها تمر والعُرق هو المكتل , قال أين السائل فقال أنا قال خذ هذا فتصدق به
فقال الرجل على من أفقر من أهل بيتى فضحك النبى صل الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك " واللفظ للبخارى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أدب الصيام

ألا يكثر من تناول الطعام سواء فى الافطار أو السحور , لأن ذلك مدعاة للتكاسل
عن الطاعة والعبادة فقد ورد أن من أكل , كثيرا نام كثيرا وحرم خيرا كثيرا "
وقال عيسى ابن مريم عليهما السلام للحوارين " لا تأكلوا كثيرا فتقسوا قلوبكم "
وقال لقمان الحكيم رضى الله عنه " إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة , وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة .
كما يستحب للصائم الإكثار من العبادة , والإشتغال بالطاعة والصدقة والإحسان
للأقارب واليتامى والمساكين , كما تسن صلاة الترويح , وقيام ليلة القدر "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صلاة التراويح

روى البخارى أن عائشة رضى الله تعالى عنها : سئلت عن صلاة رسول الله صل الله عليه وسلم فى رمضان فقالت : ما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يزيد فى رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة , يصلى أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن" , ثم يصلى أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى ثلاثا " وكان الصحابة رضوان الله عليهم يزيدون على ذلك, وليس المهم كثرة الركعات وطول القراءة لكن المهم الإطمئنان والتؤدة فى الصلاة حتى تكون مقبولة عند الله , وأما من يصلون ركعات كثيرة من غير اطمئنان فصلاتهم غير صحيحة ولايصح الإقتداء بهم لأن الصلاة السيئة تدعوا على من صلاها وتقول له ضيعك الله كما ضيعتنى "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عقوبة من أفطر فى رمضان

عقوبة من أفطر رمضان أو بعضه من غير عذر ( سفر أو مرض )وقال الذهبى فى كتاب الكبائر
" وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا عرض أى من غير عذر أنه شر من الماكس والزانى ومدمن الخمر بل يشكون فى اسلامه ويظنون به الزندقة والإنحلال , وإذا كنا نرى المقاهى والمطاعم ودور اللهو واللعب وحانات الخمور ونرى فى هذا الزمان المريض من المتمسلمين والمتمسلمات من ياكل جهارا نهارا فى الشوارع والأسواق , فكل هذا مما يؤكد شيئا واحدا وهو أن هؤلاء وهؤلاء قد خلعوا لباس الحياء وتجردوا من الخلق القويم . وما يجب على أصحاب الأعذار إن كان الإسلام قد رخص لك فى الإفطار عند ك برهان على ذلك من علم يجب عليك أن تستر عند تناول وجباتك من الطعام حتى لايتلوث الجو الخلقى فى المجتمع وتجعل نفسك محل شبهة وتدخل فى القيل والقال "وفى الحديث أيضا " من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة رخصها الله له لم يقضى عنه صيام الدهر وإن صامه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليلة القدر من أفضل ليالى الدهر

شهر رمضان فيه ليلة خير من ألف شهر , والعمل الصالح فيها من الأمور المؤكد
فى هذه الليلة المباركة التى يفرق فيها كل أمر حكيم , والملائكة تتنزل فيها حتى تضيق بهم الأرض ويندب إحياء هذه الليلة , بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء
لما رواه مسلم عن عائشة رصى الله عنها أن النبى صل الله عليه وسلم :" كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر " وذلك كناية عن الاجتهاد فى العبادة
وعن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت : يا نبى الله , إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ : قال تقولين ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى " وراه الامام أحمد
والترمذى وقال هذا حديث حسن صحيح

الاعتكاف

قال تعالى _ وعهدنا إلى إبراهيم واسماعيل أن طهر بيتى للطائفين والعاكفين
والركع السجود " سورة البقرة الآية 125_
وروى عن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها :" أن رسول الله صل الله عليه وسلم
كان يعتكف العشر الآواخر من رمصان "
والاعتكاف لايكون إلا فى المسجد وهو سنة مؤكدة فى العشر الآواخر من رمضان لمواظبة النبى صل الله عليه وسلم على فعله , ويستحب الاكثار من الذكر والدعاء
والصلاة وقراءة القرآن والاكثار من الصدقة وغير ذلك من أعمال البر
وقالت عائشة رشى الله تعالى عنها " السنة على المعتكف ألا يعود مريضا ولا يشهد جنازة ولايمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج من المسجد إلا لما لابد منه "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صلاة العيد

وصلاة العيد سنة مؤكدة لما روى أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان لأهل الجاهلية
يومان من كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبى صل الله عليه وسلم المدينة قال :" كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى "
رواه النسائى وقال الشيخ الألبانى إسناده صحيح
كما يستحب للمسلم فى يوم العيد أن يغتسل ويتعطر , ويلبس أحسن ما عنده من الثياب قبل خروجه من بيته إلى المصلى , أو المسجد أو الساحة فيصلى مع الإمام جهرا يكبر الإمام بعد تكبيرة الإحرام , فى الركعة الإولى سبع تكبيرات ثم يقرأ
الفاتحة ويستحب سورة الأعلى , ويكبر بعد تكبيرة الإحرام فى الركعة الثانية خمس تكبيرات ثم يقرأ الفاتحة وبعدها سورة الغاشية يستحب ذلك
ثم بعد الصلاة يخطب الإمام خطبة العيد خطبتين كخطبة الجمعة ثم ينصرف المسلم بعد انتهاء الخطبة راجعا إلى بيته ومن جاء من طريق فليرجع من آخر لتكثر الحسنات والتهنئة فى يوم العيد تكون بقولك " تقبل الله منا ومنكم "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

معنى زكاة الفطر :

وهى الزكاة التى يخرجها المسلم عقب صومه لشهر رمضان شكر لله على توفيقه لعبادة الصيام , ولقد أوجبها الله تعالى على الأغنياء للفقراء فيما فضل عن حاجتهم وحاجة من تلزمه نفقتهم من الأولاد والزوجة وغيرهم كالأبوين الفقيرين "

الحكمة من مشروعيتها

ولقد بين لنا الرسول صل الله عليه وسلم الحكمة من مشروعيتها كما فى حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما :" فرض رسول الله صل الله عليه وسلم زكاة الفطر
طهرة للصائم من اللغو والرفث , وطعمة للمساكين " فزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث والفحش فى الكلام , وإغناء للمساكين عن ذل السؤال فى يوم العيد ,
لأن المجتمع المسلم متكافل يدفع الأغنياء للفقراء , لتحقق العدالة الإسلامية "

          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

حكمها :

زكاة الفطر واجبة , وهى فرض عين على كل مسلم غنيا كان أو فقيرا رجلا أو امرأة
صغيرا كان أو كبيرا كما يستحب إخراجها عن الجنين في بطن أمه عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى_ وأما عن حكمها من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما " فرض رسول الله صل الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو زبيب أو غيرهما " أو ما يعادل ذلك نقدا على الذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين " ( والمعنى أن يقدر ثمن 3 كيلو أرز أو تمر أو غيره والغنى ليس كالفقير بل عليه أن يخرج من أعلى الأصناف ويقيم ذلك نقدا ) وأقل ما يخرجه المسلم نقدا ثمن 3 كم أرز " يُقدر الثمن حسب الأسعار صعودا أو هبوطا " حوالي 12 جنيه" ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "
فرضت فى السنة الثانية من الهجرة :
كما فى الترمذى " أن رسول الله صل الله عليه وسلم بعث مناديا ينادى , فى طرقات مكة ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم "
          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

وتجب ركاة الفطر بالشروط الأتية

1_ الإسلام , فلا تجب على غير المسلم بل هى على المسلم الذكر والأنثى الصغير والكبير ولو ولد قبل فجر يوم العيد وكذلك من مات قبل فجر يوم العيد تجب على الورثه وتقدم على الدين والميراث .
2_ اليسار , ومعناه أن يملك من المال أو الطعام ما يكفيه ويكفى من تلزمه نفقته ليلة العيد ويومه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3)

مقدار زكاة الفطر :

قال أبو سعيد الخدرى رضي الله تعالى عنه :" كنا إذا كان فينا رسول الله صل الله عليه وسلم , نخرج زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك , صاعا من طعام أو صاعا من أقط ( اللبن المجفف وهو ما يصنع منه الجبنه ) أو صاعا من شعير أو صاعا من زبيب فمقدار الصاع 3 كجم وعلى المسلم أن يخرج من أعلى الأصناف أو قيمته نقودا وهو الأفضل لأن المقصود منها إغناء الفقراء في يوم عيد الفطر عن ذل السؤال , وإخراج المال يحقق المطلوب ليشترى ما يحتاج إليه هو لا ما يفرض عليه وهو ليس بحاجة إليه , فيشترى هو القوت والفاكهة والثياب وكل ما يدخل السرور على أهل بيته وأولاده "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (4)

وقت إخراجها

فالثابت أنها تخرج , بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان , ويندب بعد فجر يوم العيد وقبل خروج الناس إلى المصلى لقول ابن عمر رضى الله تعالى عنهما " واثوبها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " هذا إن كان من تخرج له قريب منك وفى الحى الذى تقيم فيه أما لو كان بعيدا ويحتاج ذلك لسفر
فقد وجدنا فى مذهب الحنابله جواز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ليستطيع الفقراء شراء ما يحتاجون إليه , وأجاز الإمام الشافعى إخراج زكاة الفطر من أول رمضان
ولذا قيل : إن الصوم موقوف على زكاة الفطر , كما فى الحديث " أن الصوم معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة " هذا إن لم يكن له عذر أما إن كان له عذر كمن أعسر ولم يجد ما يخرجه فهى دين فى ذمته يخرجها عندما ييسر الله له "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (5)

مصارف الزكاة عامة سواء فطر أو زكاة مال

وهى مصارف الزكاة العامة الثمانية , غير أن الفقراء والمساكين هم أولى الناس بالزكاة من بقية الأصناف الأخرى المذكورة فى قوله تعالى " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " سورة التوبة الآية 60_ "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (6)

ومن لايجوز أن تخرج لهم الزكاة

1_ الغنى بمال أو كسب
2_ من تلزم المزكى نفقتهم صغيرا كان أو كبيرا واما إن لم يكونوا فى معيشته ولا ينفق عليهم جاز أن يخرج لهم الزكاة مثل ابنه وبنته المتزوجين وهم فقراء وكذلك العمة والخالة وغيرهم من الأقارب  وهم الأولى بالزكاة عامة فطرا كانت أو مالا .
3_ لا يجوز إخراجها للكافر لقول النبى صل الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضى الله عنه " فأعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد فى فقرائهم "
وإن جاز لنا أن نعطيه من صدقات التطوع إذا إحتاج وقد أجاز الإمام أبو حنيفة رضى الله تعالى عنه أن يعطى من صدقة الفطر فقراء أهل الذمه وهم من يعيشون معنا فى وطن واحد إن رأى المسلم أنهم محتاجون وإلا كان الأولى بذلك أهل التقى والعفة ومن لا يسألون الناس إلحافا ولا تعطى صدقة الفطر لمستهتر فى دينه من المسلمين يعلم المعطى أنه لو أعطاه الزكاة فى يده سينفقها فى معصية الله فلا يمكن من ذلك بل على المزكى أن يستفسر عن حاله من غير جرح لمشاعره
ويشترى لأهل بيته وأولاده ما يحتاجونه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (7)

وعن فضل ليلة القدر

روى الإمام أحمد رضى الله عنه عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أنه سأل رسول الله صل الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال رسول الله صل الله عليه وسلم " فى رمضان فالتمسوها فى العشر الأواخر فإنها فى وتر , إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو فى آخر ليلة "
روى الإمام مالك رضى الله عنه : أنه صل الله عليه وسلم :" رأى أعمار الناس قبله أو ماشاء الله , من ذلك فكأنه تقاصر أمته ألا يبلغوا من العمل ما بلغ غيرهم فى طول
العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر " فهى ليلة أفضل من ثلاثين ألف شهر
ومن حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه : عن النبى صل الله عليه وسلم قال :
من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا , غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه الخمسه
و فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت
يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما ادعوا ؟ قال قولى " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "

تحفظ فى صيامك

الصيام ليس وسيلة للسب اللعن ... إنما هو باب للتحلى بمكارم الأخلاق , والعفر عن الآخرين والترقى والسمو بالخُلقْ والدين "
ومن هنا يقول النبى صل الله عليه وسلم :" من صام رمضان وعرف حدوده , وتحفظ مما ينبغى له أن يتحفظ كفر ما قبله " رواه الإما أحمد وأبو يعلى
وهذا يدلنا على أن الصيام عبادة لها حدودها , ولها شروطها حتى تؤتى ثمراتها
وليس كل من صام صام حقيقة , وإنما الصيام الحقيق من اجتهد فى هذه العبادة
فأداها على الوجه الذى شرعه الله , وبلغه لنا الرسول صل الله عليه وسلم "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام كالصلاة

والصيام مثل الصلاة مطلوب فيه الخشوع والخضوع والتعقل فى كل ما يدور حولك
حتى لايرتكب الحماقات ويقع فى المخالفات .
يقول جابر بن عبد الله رضى الله عنه _ إذا صمت فليصم سمعك , وبصرك , ولسانك عن الكذب المأثم , ودع أذى الخادم , وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك , ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء " مصنف أبى شيبة وفى رواية أيضا ودع عنك أذى الجار " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم