مواضيع متفرقة فى فضائل ( شهر رمضان )

فضل الإستغفار على العموم

ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم" يحض من خلال توجيهاته ووصاياه على الإستغفار , فى كل وقت وحين فيقول " من أكثر من الإستغفار , جعل الله عز وجل له من كل هم فرجا , ومن كل ضيق مخرجا , ورزقه من حيث لا يحتسب " رواه مسلم .
ويقول الله تعالى فى فضل الإستغفار وثوابه قال تعالى " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا , يرسل السماء عليكم مدرارا , ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " سورة نوح
ويقول تعالى ناعيا عبده ورسوله صل الله عليه وسلم وهو يحثه على ملازمة الطاعة والإكثارمن الإستغفار " إذا جاء نصر الله والفتح , ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " سورة النصر
ويقول تعالى على لسان نبيه هود عليه السلام " ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه
يرسل السماء عليكم مدرارا , ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين " سورة هود . " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(6)

بين الصيام والتقوى وذكر الله

ذكر لنا المولى تبارك وتعالى أن الغاية , من فرضة الصيام على الإنسان  هى استباق التقوى , إذ من أهم أسبابه , امتثال الأوامر الالهية , وتنفيذ الواجبات الدينية , والتعاليم الإسلامية , ومخالفة النفس بالامتناع عن المشتهيات انضباطا وتقربا ورجاء وخوفا قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة آية 183_
وختم الله تبارك وتعالى آيات الصيام بقوله " كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تتقون " سورة البقرة آية 187_
والحديث عن التقوى من الأمور, التى أسهب القرآن الكريم  الحديث عنها قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " سورة آل عمران الآية 102_
ولقد سئل الصحابى الجليل, أبى بن كعب رضى الله عنه, عن التقوى فقال للسائل : أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى قال فما عملت ؟ قال شمرت واجتهدت , قال فذلك التقوى .
أى أن التقوى تشمير واجتهاد , فى الطاعات وحذر, واتقاء لكل ما لايرضى الله
جل وعلا _ ورسوله صل الله عليه وسلم والتقوى بهذا المعنى : هى التزام الإنسان المسلم المنهج الربانى , وذلك فى سائر شئون حياته , وفى جميع أحواله وأوقاته
     وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(1)

مكانة الذكر وحقيقة التقوى

والإنسان إذا التزم منهج التقوى, وصدق مع ربه فإن الله تعالى, يجعل له من كل ضيق فرجا , ومن كل هم مخرجا , ويرزقه من حيث لايحتسب , قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له , مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب " سورة الطلاق 2_
وقال تعالى " ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته , ويعظم له أجرا " سورة الطلاق 5_
وقال أيضا " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " سورة الطلاق 4_
ومما يجعل المسلم فى معية ربه, وقدس حضرته ذكر الله الذى هو من ثمرات التقوى
وهو مما لايستغنى عنه مسلم فى كل وقت وحال فى رمضان وغيره إذ أن ذكر الله تعالى هو أكبر العبادات وأعظمها , قال تعالى " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " سورة العنكبوت الآية 45_
وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا " سورة الأحزاب
وقال سبحانه " واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين " سورة الأعراف الآية 205_
وقال عز من قائل " فاذكرونى أذكركم " سورة البقرة 153_
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(2)

وفى فضل الذكر

من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : يقول الله تعالى " أنا عند ظن عبدى بى , وأنا معه إذا ذكرنى , فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى , وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأخير منه , وإن تقرب إلى شبرا تقربت منه ذراعا , وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا ,وإن أتانى يمشى أتيته هرولة "
رواه البخارى ومسلم والنسائى وابن ماجة
وعن معاذ بن أنس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " قال الله جل ذكره " لايذكرنى عبد فى نفسه, إلا ذكرته فى ملأ من ملائكتى, ولايذكرنى فى ملأ إلا ذكرته فى الملأ الأعلى " رواه الطبرانى باسناد حسن
وروى الإمام البخارى رضى الله عنه عن قتادة رضى الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه " يا ابن آدم , إن ذكرتنى فى نفسك ذكرتك فى نفسى , وإن كرتنى فى ملأ, ذكرتك فى ملأ خير منه , وإن دنوت منى منى شبرا دنوت منك ذراعا , وإن دنوت منى ذراعا, دنوت منك باعا, وإن أتنى يمشى أتيته هرولة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(3)

ثواب الذاكرين

وعن عبد الله بن بُسر رضى الله عنه , أن رجلا قال : يارسول الله صل الله عليه وسلم إن شرائع الإيمان قد كثرت على فإخبرنى بشئ أتشبث به , قال عليه الصلاة والسلام " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله " رواه الترمذى
وعن أبى موسى رضى الله عنه , قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " مثل الذى يذكر ربه والذى , لايذكر ربه مثل الحى والميت " رواه البخارى ومسلم
وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه , قال : إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صل الله عليه وسلم , أن قلت : أى الأعمال أحب إلى الله تعالى ؟ قال عليه الصلاة والسلام " أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله " رواه ابن حبان فى صحيحه
وفيما رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه , قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ما جلس قوم مجلسا, يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة , وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده "
ومن السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لاظل إلا ظله , رجل ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه من خشية الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (4)

ثواب الذاكرين

وروى البيهقى فى شعب الإيمان من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال الله تعالى " من شغله ذكرى عن مسألتى , أعطيته أفضل ما أعطى السائلين "
وعن أبى هريرة رضى الله عنه , قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم يسير فى طريق , فمر على جبل يقال له جمدان ,فقال صل الله عليه وسلم " سيروا هذا جمدان
سبق المفردون " قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟
قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " رواه مسلم
وعن أنس رضى الله عنه , أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ".
قالوا وما رياض الجنة ؟
قال حلق الذكر "
وعن أم أنس رضى الله عنها قالت , يارسول الله صل الله عليه وسلم أوصنى قال :
أهجرى المعاصى فإنها أفضل الهجرة , وحافظى على الفرائض, فإنها أفضل الجهاد
وأكثرى من ذكر الله , فإنك لا تأتين الله بشئ أحب إليه من كثرة ذكره "
رواه الطبرانى باسناد جيد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (5)

موسم الطاعات

يقول الله تعالى " يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " الآية 183_
الصيام أحد أركان الإسلام ومبانيه الخمسة , وهو عبادة إيجابية يعصم من الخطايا وارتكاب الذنوب , ورمضان شهر الصبر والصبر نصف الإيمان , وثوابه الجنة
وهو شهر النفحات والبركات وفيه يتقلب المسلم من طاعة إلى طاعة , ما بين صيام وقيام , وتلاوة للقرآن وبر وسخاء واحسان للخلق , ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ومن يؤت الحكمة فيه فقد أوتى خيرا كثيرا "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

رمضان بين الأدب والتربية

وفى ذلك يقول أمير الشعراء شوقى : " الصوم حرمان مشروع وتأديب بالجوع
وخشوع لله وخضوع , لكل فريضة حكمة , وهذه الحكم ظاهره العذاب وباطنه
الرحمة يستثير الشفقة ويحض على الصدقة , يكسر الكبر ويعلم الصبر ويسن خلال البر , حتى إذا جاع من ألف الشبع وحُرم المُترف أسباب المتع , عرف الحرمان كيف يقع , والجوع كيف ألمه إذا لذع "
ويقول الحسن البصرى رحمه الله تعالى " إن الله تبارك وتعالى جعل رمضان مصمارا لخلقه , يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم , ففازوا وتخلف آخرون فخابوا" (1)

فلا تجعلن رمضان شهر فكاهة _ تلهيك فيه من القبيح فنونه
واعلم بأنك لاتنال قبوله _ _حتى تكون تصومه وتصونه
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه _ ترتيل وذكر وتحميد وتسبيح
فالنفس تدأب فى قول وفى عمل _ صوم النهار وبالليل التراويح
ومن حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه : عن النبى صل الله عليه وسلم قال :
" من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخارى ومسلم وفى رواية ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

شهر القرآن

روى البخارى عن النبى صل الله عليه وسلم " إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء
وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين "

فى هذا الشهر الكريم نزل القرآن الكريم , تلك المعجزة الإلهية والرحمة الربانية
ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , ومن الغى إلى الرشد , ومن الضلال إلى
الهدى , ومن الشقاء إلى السعادة قال تعالى " إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا " سورة الإسراء
الآية 9_ (1)

فالقرآن من أعظم النعم التى وهبه الله تعالى , لعباده الذين يعملون الصالحات
وكلما جاء رمضان ذكرنا بهذه النعمة الجليلة , قال تعالى " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " سورة ق الآية 45_ وكان حقا علينا أن نشكر المنعم الواهب سبحانه وتعالى
وكلما أقبل شهر رمضان وتوالت علينا ذكراه العطرة , تجددت فينا روح القرآن
وذكرى نزوله على النبى صل الله عليه وسلم , ليكون منهاجا لخير أمة أخرجت للناس , ودستورا إلهيا ينظم شئون حياتها "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وقد نزل القرآن الكريم  من بيت العزة إلى السماء الدنيا فى ليلة هى خير من ألف شهر , ثم نزل بعد ذلك بواسطة أمين الوحى جبريل عليه السلام , على قلب الحبيب محمد صل الله عليه وسلم مفرقا ومنجما حسب ترتيب الظروف والأحوال , وفى ليلة القدر يتجلى الله سبحانه فيها على عباده , فيفتح لهم أبواب الرحمة والمغفرة , وتتنزل الملائكة لتصافح الذاكرين
العابدين وفى ذلك يقول عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال يوما وقد حضر رمضان " آتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه
فينزل الرحمة , ويحط الخطايا , ويستجيب فيه الدعاء , ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه , ويباهى بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا , فإن الشقى من حرم فيه رحمة الله عز وجل " رواه الطبرانى ورواته ثقات
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

الإحتفاء الحقيقى

إن الإحتفال الحقيقى بشهر رمضان , لايكون بتعليق الزينات وكثرة الإضاءت
ففى ذلك اسرف وبزخ ولو رشدنا, إنفاقنا وجمعنا هذه الأموال وأعطيناها للفقراء والمحتاجين لكان أولى , ويكفى شهر رمضان شرفا أن السماء والأرض احتفلت به وهى تزفه إلينا .
ولنعلم أن الإحتفال الصادق إنما يكون , بإستثمار هذه العبادة فى طهارة القلب
وصفاء النفس عن ملأ الحياة الدنيا إلى الملأ الأعلى , حيث يرتقى المسلم بصيامه إلى مصاف الملائكة , الأخيار الأبرار لأن المسلم لو صام بحق , فإنه يبتعد عن المعاصى والخطايا , فالصوم يدعوا صاحبه إلى الاستعصام عن الدنايا والسيئات
وترك الاستفزاز والحماقات , وعدم مجاراة السفيه بما يفسد, الدين ويسقط المروءة وبذلك تضيع معانى العبادة فيه .

فعلينا أن نتخذ من الصيام الدروس التى بها , ننتصر على نفوسنا حتى تستقيم أعمالنا  وهذا هو الجهاد الأكبر ولايكون ذلك إلا بالتقرب إلى , الله تعالى بالطاعات والاكثار من ذكر الله تعالى
وحفظ اللسان عن الهذيان و الكذب والفحش والغيبة والنميمة , والخوض فى الباطل وقول الزور والجفاء والخصومة وإلى هذا يشير رسول الله صل الله عليه وسلم قوله " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخارى  
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

من مظاهر اليسر فى الصيام

ومن وجوه اليسر فى الصيام أن الله تعالى , أباح للأصحاء المقيمين الذين يشق عليهم الصيام ويجهدهم جهدا شديدا يعرضهم للخطر والهلاك كا الشيخ الكبير والمرأة العجوز , والحوامل والمراضع من النساء , رخص لهم الإفطار نظرا أن هؤلاء قد
لا يدركون أياما لايستطيعون فيها القضاء , فمن النساء من تواصل الحمل بالرضاع
وليس لها وقت يتسع للصوم فحكمها حكم المريض المزمن والشيخ الكبير والمرأة العجوز فهؤلاء عليهم فدية طعام مسكين عن كل يوم وجبتان مشبعتان سحور وإفطار
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

هدية من الله فاقبلوها

ولايلزم أن تخرج فى شهر رضان لمن لا يستطيع ذلك بل يجوز ذلك بعد رمضان قال تعالى " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " سورة البقرة ومعنى يطيقونه
أى إذا صاموا وجدوا مع الصيام الشدة والمشقة التى تكاد تهلكهم والله سبحانه كما يحب أن تؤتى عزائمه يحب كذلك أن تؤتى رخصه ومن لم يقبل رخصة الله فعليه
من الإثم مثل جبال أحد وإن هلك ومات بسبب صومه ولم يأخذ بالرخصة كان كمن
انتحر لأنه أعان على قتل نفسه "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

من أركان الصيام

للصيام ركنان أساسيان لابد من الإتيان بهما لتحققه _ الركن الأول " الإمساك عن الطعام والشراب والجماع والمعاصى من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس قال تعالى " فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل "سورة البقرة الآية 187_ الركن الثانى النية _ لأن ترك المفطرات من غير نية لا يجعل الترك صوما , ولهذا قال العلماء من نوى أن يفطر فى نهار رمضان ولكنه لم يتيسر له الفطر فصومه باطل بنيته الفطر .. والنية فرض فى الصوم وغيره فى جميع العبادات والخلاف إنما هو فى الوسائل قال تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " سورة البينة الآية 5_
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3)

فضل النية ووجوبها

وقال صل الله عليه وسلم " إنما الأعمال بانيات ولكل إمرئ مانوى " ومعنى الحديث أن الأعمال لا تصح ولا تقبل عند الله تعالى إلا إذا توافرت فيها النية الصالحة , وأن يقصد بعمله وجه الله سبحانه وتعالى وعلى هذا أجمع الفقهاء على وجوب النية مع الصيام وجمهور العلماء يرى تبيت النية من الليل قبل الفجر مستدلا بفوله صل الله عليه وسلم من حديث حفصة رضى الله تعالى عنها أن النبى صل الله عليه وسلم قال من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " وهو نكرة فى سياق الإثبات ينفى فيه الحديث حقيقة الصوم فتجديد النية لكل يوم من أيام رمضان مطلوب والمراد بالنية , أن يستحضر من يريد الصوم إرادة الصوم فى قلبه , وهى من أعمال القلوب ولا عبرة بنطق اللسان , ويكفى فى النية للصوم العزم والقصد وتحديد المراد و القيام للسحور وتحرى وقت الفجر للإمساك عن الطعام والشراب ويقوم ذلك مقام النية , لأنه لايقوم بهذه الأعمال انسان ما إلا وهو عازم على الصوم وهذا العزم هو النية " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(4)

مسئلة الافطار لمن كان مسافرا سفر فيه معصية

اختلف فيها العلماء شأنها كأى مسئلة اجتهادية لا دليل عليها من كتاب ولا سنة ولا قياس معتبر يمنع المسافر سفر معصية من الصيام وليس معنا دليل نمنعه من الفطر
أو نلزمه بالصيام" يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وتنازعوا فى سفر المعصية , كالذى يسافر ليقطع الطريق ونحوذلك على قولين مشهورين كما تنزعوا فى قصر الصلاة " انظر الفتاوى المصريه ص 255_ ولم يأت عن رسول الله صل الله عليه وسلم إلا أنه قال فمن شاء صام ومن شاء أفطر فالحكم عام إلا أن يأتى دليل يخصصه أو يصرفه عن ظاهره
وبالله التوفيق والله أعلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم " (5)

من مظاهر اليسر فى الصيام

فرض الله تعالى الصيام على المسلم البالغ العاقل المقيم وليس عنده عذر يمنعه من الصيام , فعندما شرع الله الصيام على المؤمنين نظر إلى ما يطرأ على عباده من أعذار يشق عليهم معها أن يصوموا فرخص للمريض مرض يرجى برؤه ولكنه يتضرر بالصوم أو يزيد من علة المرض ويؤخر الشفاء أو كان العلاج يقتضيه والمسافر الإفطار فى رمضان واكتفى من المريض الذى يرجى برؤه والمسافر أن عليهما القضاء فقط فى أيام الصحة وحال الإقامة قال تعالى " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر " والآية صريحة الدلالة تبين لنا أن رخصة الإفطار للمريض والمسافر هى مظنة المشقة وخشية زيادة المرض فإذا لم يخشيا أى المسافر والمريض مشقة ولا تعب كان الصيام أولى قال تعالى " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " سورة البقرة
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (6)

السفر المبيح للفطر

والسفر الذى يبيح الفطر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله _ هو كل ما يسميه الناس فى العرف سفرا _ وقدرة كثير من العلماء 84_ كيلو متر وكلمة ) أو على سفر ) تجعل رخصة الإفطار خاصة بمن يباشر السفر بالفعل أى أثناء ارتحاله وأما بعد أن يصل إلى مقصده ويقف به السير ويحدد إقامته فى المكان الذى قصده , فإنه يجب عليه أن يعود إلى الصوم ولو كان فى غير بلده , فبعض الناس أن الرخصة ثابتة للمسافر طالما هو بعيد عن بلده وهذا فهم خاطئ وإنما هى خاصة بزمن السفر ومباشرته كما قال تعالى " أو على سفر " سورة البقرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(7)

الصيام فى السفر

عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : سافر رسول الله صل الله عليه وسلم فى رمضان فصام حتى بلغ عسفان , ثم دعا بإناء من ماء , فشرب نهارا ليراه الناس , فأفطر حتى قدم مكة , وكان عبد الله ابن عباس يقول : صام رسول الله صل الله عليه وسلم فى السفر و أفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر " رواه البخارى فالمسافر أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر , وليس من البر الصيام فى السفر إن أجهده الصيام فقد رأى رسول الله صل الله عليه وسلم رجلا يظلله الناس وقد أجهده الصوم فسأل عنه فقالوا إنه صائم فقال صل الله عليه وسلم " ليس من البر الصيام فى السفر فالصيام هو الأصل فى السفر إلا إن شق عليك قال تعالى " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " سورو البقرة وعلى من أفطر بسبب السفر القضاء فقط بعدد الأيام التى أفطرها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(

أجر من فطر صائما

عن زيد بن خالد الجهنى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ " رواه الترمذى وروى ابن ماجة عن عبد الله بن الزبيررضى الله تعالى عنهما قال : أفطر رسول الله صل الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ رضى الله عنه فقال : " أفطر عندكم الصائمون , وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (9)

من هدى السنة تعجيل الفطر

من آداب الصيام وسننه تعجيل الفطر بعد تحقق الغروب فقد روى الشيخان عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه : أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " وفى رواية لأبى داود قال عليه الصلاة والسلام : " لايزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر " وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : قال الله تعالى " أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا " وعن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلى على رطبات , فإن لم يكن رطبات فتميرات , فإن لم تكن تميرات , حسا حسوات من ماء " فالسنة تعجيل الإفطار عند سمع الآذان مباشرة ولا تنتظر حتى ينتهى المؤذن تنفيذا لهدى رسول الله صل الله عليه وسلم " وصل الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (10)

إياكم والبطنة

إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة ومفسدة للجسم
ومؤدية للسقم , وعليكم بالقصد فى قوتكم , فهو أبعد عن السرف
,وأصح للبدن , وأقوى على العبادة , وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (11)