لهذا لاينتصر :

لهذا لاينتصر :

القرآن الكريم لاتنتهى معجزاته ولا تنقضى آياته فهو صالح لكل زمان ومكان وهو نبع فياض تنهل منه كل أمة بحسب طاقاتها وهو نور يستضيئ به كل إنسان بحسب عقليته وتفكيره وطاقته لا تفنى كلماته ولا تنفد عجائبه وينابيعه لاتغيض وهو يصلح لأمة أمية تعيش على الفطرة كأمة العرب إبان مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كما يصلح لأمة متحضرة تركب الفضاء وتعتلى قمة الجوزاء وتفجر الذرة وتصل بعلمها الى سطح القمر وصدق الله تعالى إذ يقول " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم الحق " وبالإسلام بلغ أجدادنا ذرى المجد وحققوا الإنتصارات _ وبالإسلام نحن ندرك الثأر ونمحوا عن وجودنا العار _ لايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها _ وإن أتباع محمد صل الله عليه وسلم كانوا خير أجيال الأرض نزوعا الى المجد واضطلاعا بالأمانة - إن سر نهوض الجيل الأول بهذا الدين هو تمكينه كمنهج واقعى متكامل فى تغير الأنفس والآفاق والإهتداء بروحه السامية ومقاصده الجليلة فى الترشيد والبناء والهداية أما الأجيال اللاحقة فقد تنكبت طريق الهداية وأعرضت عن رسالة السلف الصالح ولم تأخذ من الدين الا القشور فأحاط بها الضعف والهوان من كل جانب وتقهقرت عن الإسهام المطلوب فى بناء صروح الإنسانية ومنجزات الحضارة , إنه لاخلاص للأمة من هذا الشقاء ولا نجاة لها من هذه البلايا والرزيا الا بإصلاح القلوب وإستقامة الأعمال وذلك بالرجوع الى العمل بأوامر الدين واحياء سنة سيد المرسلين قال صل الله عليه وسلم " تزكت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " اللهم لك الحمد كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ففروا إلى الله :

لا منقذ للإنسان من الضياع إلا سلوكه وتصرفاته فإذا كانت سلوكياته وتصرفاته حسنة ومرضية أمكنه أن يكون إنسانا سويا والعكس يأتى بنتيجة سيئة لايرضاها الله ولايقرها المجتمع الصالح وينطبق هذا الكلام على الجماعة كما ينطبق على الفرد لأنهم يشكلون الهيكل الأساسى فى بناء الأمة فإذا صلح المجتمع صلحت الأمة والمتقون هم الذين يحرصون دائما على إرضاء الله بشتى الطرق والوسائل فهم يقدمون رغبات الروح على متطلبات الجسد والدنيا لاتسوى عندهم جناح بعوضة فهى فى نظرهم ظل زائل وتفكيرهم فى الحياة الآخرة أدوم وأبقى " وفى الأثر " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وإعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإسلام يبرئ من هذه الأعمال :

إن الذين يتهمون الإسلام بالإرهاب هم أحق الناس وصفا بالإرهاب , ويجب أن يعلم هؤلاء أن روح الأمة هو اسلامها الذى بعثها وأوجدها ولم تكن شيئا مذكورا فجمع شتاتها , وأنقذها من الضياع وهداها من بعد ضلال , وجعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله , فالإسلام هو الكفيل وحده بأن يصلح من شأن هذه الأمة ويجعلها فى ركب الأمم وتعود إليها أمجادها قال تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض " سورة القصص فمن أراد لهذه الأمة أن تعيش بغير الإسلام فإنما يريد لها الهلاك والدمار أو تصبح كغثاء السيل فيا كل من يريد لهذه الأمة البعد عن دينها والإنسلاخ من إسلامها أنتم المرجفون بها وأنتم الحاقدون عليها , والخائفون منها , وأنتم الخائنون لأوطانكم , وإن حرارة الإيمان فى قلوب أبناء الأمة المخلصين , لاتقبل المساومة وطمس الحقائق , والإسلام واضح وتعاليمه صريحة ولا يجوز أن نفترى على الإسلام ونحمله ما لا صلة له به والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون " سورة يوسف وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كفاح دين :

رغم كل الأزمات والصعاب التى يواجهها الدين الإسلامى منذ أن أشرقت دعوته فى مكة والإسلام والمسلمون مضطهدون إلى الآن ومع ذلك فكلمات الإسلام عالية ورايته خفاقة وتعاليمه تعم البلاد ويتمسك به العباد فأحكامه وتشريعاته تساير الفطرة وتستريح لها النفوس وفى حقيقتها لا تحمل إلا الخير والبر والحق والعدل والرحمة للبشرية جميعا قال تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " سورة الأنبياء ومن هنا سيظل الإسلام المنهج القويم , والنور الهادى فى طريق الصعاب والأزمات فلقد فرض الإسلام نفسه أمام مخططات الشرق والغرب من اليهودية الضائعة تارة ومن الصليبة الحاقدة أخرى فهؤلاء وأولئك يريدون أن يطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون " قال تعالى " هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة الصف إنهم يريدون القضاء على الإسلام وإبادة المسلمين ولقد أنقذ الإسلام العالم من الضياع والضلال والفساد والظلم الإجتماعى والطغيان والخراب والدمار والوحشية والبربرية وذلك فى عصور التخلف والإنهيار ولو أنصفوا الإسلام وتعاليمه للأعترفوا بذلك ولكن الكبر يمنعهم والحقد والحسد يسيطر على بواعث الفعل والترك تجاه الإسلام والمسلمين , فنظام الإسلام وتشريعاته وعقائده ومعاملاته لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وسنت لها من الأحكام ما يضمن للعباد العز والسعادة فى الدنيا والآخرة  وهى صالحة للتنفيذ فى آى مجتمع كان قال تعالى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " سورة الملك وأتباع هذا الدين مهما لاقوا من عنت وما نزل بهم شدة وكرب لن يثنيهم عن ما كلفوا به من أمانة نشر الدعوة والدفاع عنها ولن يستسلموا لمحولات الترهيب وزرع الشك فى ماهم عليه والله تعالى يقول " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أهل السوء :

قال تعالى " كلما دخلت أمة لعنة أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولهم ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذبا ضعف من النار قال لكل ضعف ولكن لاتعلمون وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذقوا العذاب بما كنتم تكسبون" سورة الأعراف إن الأمة إذا تلاعنت واستبت ضعفت وتلاشت وذهب خيرها وقلة هيبتها وهانت على أعدائها وعندما تسود العدواة والبغضاء والكرهية والشحناء بين أبناء المجتمع الواحد لا لشئ إلا اتباعا للهوى والإعجاب بالنفس والإنهماك فى الدنيا ونسيان الآخرة وترى  كل منا يمدح نفسه ويذم غيره ويرى ما هو عليه فقط هو الحق   ولم يجد لنفسه عيبا ولا لغيره فضلا  وكل هذا من تلبس ابليس علي نفسه واتباعه هواه وعندما تبتلى الأمة بهذه البلاء من الشقاق والخلاف والنزاع وما إلى ذلك من قتل وإفساد وترى القوى يعدو على الضعيف والكبير يحتقر الصغير ويقسو عليه والشباب يتجرون على الكبار من ذوى الفضل والحكمة فإنه يحدث مانراه وأشد من ذلك من التلاعن والسباب وكل هذا يمنع الخير مما يشيع الفساد فى المجتمع والعدل والإعتدال مطلوب وحتما من الجميع إذ هو الذى يوقف الإنسان عند حدود الله فلا يتعدها فلا يأخذ ما ليس من حقه وخلق الإعتدال يعلم الإنسان العفة فيكتفى بالحلال ويبتعد عما حرم الله تعالى عليه قال تعالى " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " سورة الجن وقوله " تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

موقف الخلق من دعوة الحق :

الناس حيال موقفهم من الدعوة الإسلامية ثلاثة أصناف _ أولياء مؤمنون أو أعداء كافرون أو فاسقون منافقون _ فأما المؤمنون فهم هم الذين استجابو لربهم وأطاعوه وعبدوه حق العبادة ولم يشركوا به شيئا فكانت حياتهم له سبحانه عبادة سعيهم قيادة وجلوسهم تذكرا وقيامهم تدبرا قال تعالى " أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون " سورة البقرة وأما الكفار المجرمون فخصومتهم للإسلام والمسلمين ظاهرة واضحة حيث استبد بهم الجحود لآيات الله والنكران لنعمه وأحلوا قومهم دار البوار وأولئك الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين قال تعالى " إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون " سورة البقرة وأما المنافقون الفاسقون أولئك أخوان الشياطين فهم شر الداء وأصل البلاء فلاهم مؤمنون يقوى بهم الدين وشوكته ويكونوا مصدر ثقة للمجتمع ولا هم عندهم من الجراءة ما يعلنون به عن عدواتهم الصريحة للإسلام والمسلمين فهم قوم جبنا خبثاء مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء قال تعالى " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذاخلوا إلى شياطنهم قالوا إن معكم إنا نحن مستهزئون " سورة البقرة وهم فى قلبهم مرض فزادهم الله مرضا , إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم كأنهم خشب مسندة لكنهم عن الحق معرضون قال تعالى " إن المنفقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا " سورة النساء ومن صفات أهل النفاق _ أنه إذاحدث كذب , وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ومن صفات المؤمن ملازمة الحياء من الله تعالى ولا يفعل فى السر إلا ما أمره به ربه سبحانه وتعالى ويجتنب ما نهى عنه والمؤمن يحرص على حسن الطاعة والعبادة ومعاملة الآخرين بالحسنى ولا يعمل بالإساءة لأحد من الناس لسانه طاهر لاينطق إلا صدقا وحقا وذكرا قال تعالى " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم " سورة الأنفال والمؤمن يحرص على خير العمل من خلال إتقانه ومحاربة الشر والفساد وهو بذلك يحرص على رقى المجتمع ولا يكون ذلك إلا بالمودة والتعاون والإخلاص والمحبة والتعاون , إن دعوة الحق ذائعة ومنتشرة مهما كره الكافرون وسيطر المنافقون والحاقدون وسواء رضوا أو لم يرضوا , ولو استحى المسلمون من ربهم ما كانت لهم ديار محتلة أو حقوق مغتصبة , ولكنهم رضوا بالهوان فكان هذا حالهم ولكنهم لو خافو ا الله تعالى حق الخشية لكان مصيرنا وحالنا من أحسن الأحوال قال تعالى " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه " سورة الجن ".  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدين بين الحقبقة والوهم :

ليس الدين كما يصوره دعاة العلمانية , علاقة قاصرة بين العبد وربه ولا سبيل لها من التدخل فى حياة المجتمعات , وليس الدين أمرا شخصيا , كما يصوره بعض دعاة الإلحاد , ولا يحاسب من تحرر منه وخالفه بل ولا من حاربه كما يدعون ذورا وبهتانا , وليس الدين وظيفة مختصة بمن يسمون " رجال الدين " فليس فى الإسلام هذه التسمية كما هى فى الأديان الأخرى فكل مسلم رجل دين , ولكن هناك علماء دين , نرجع إليهم لنتعلم منهم أمور ديننا , كما أن ديننا ليس مجرد عبادة تؤدى فى المسجد فى أوقات محددة وفقط حتى إذا خرج من المسجد تحرر من العبودية لله تعالى وسعى فى الأرض فسادا " قال تعالى " قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لاشريك وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " سورة الأنعام وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العابثون بأقدار الأمة :

هناك فئة من الناس ضالة مضلة تحاول جاهدة أن تضع العقل فى مقابل النص الدينى وتسعى إلى ترويج هذا الفهم بالمغالطة والتدلس بين الناس وقد انتشروا هنا وهناك وهم يملأون الساحة عبر الصحف والمجلات وكذلك من خلال قنوات فضائية تحرص على ظهورهم بل إنها تجهزهم لذلك وتعدهم من أجل ضرب ثوابت الدين وذلك باسم الحداثة تارة والتنوير أخرى والحداثة عندهم لاتتحقق إلا بسلخ الأمة عن دينها وتراثها وحضارتها والتنوير فى فهمهم لا يحدث إلا إذا انطفأت أنوار الشريعة وأن تقع أمتنا بين براثن المناهج الغربية ونظمه وقيمه وقد تشابهت قلوبهم واحدة فى كل لقاء وعلى كل ألسنتهم تقع كلماتهم بضرورة التحرر من قيود النص وقيود التراث وهذا كلام  فى الحقيقة لاصلة له بالعلم والتقدم ولا الحداثة والتنوير بل المراد منه التفلت من ضوابط الشريعة والتمرد على كل قيم الإسلام وثوابته وتحويل مجتمعاتنا إلى كيانات تابعة متجردة من كل خصائصها وميزاتها وليس هذا شأن أمة لها رصيدها الحضارى فى نشر علوم الدنيا وأخذ عنها القاصى والدانى وأسهمت فى نهضة علمية عالمية , لايزال العالم إلى الآن يعش على صداها ويجنى ثمارها وخيراتها ولا ندرى لصالح من هؤلاء يعملون وهم لايريدون إلا أن تنسلخ الأمة من دينها وهويتها وتتحول إلى أمة تائهة ولقد أصبحت كثير من وسائل التوجيه فى مجتمعاتنا الإسلامية لاترعى للإسلام حرمة ولا تقيم لمبادئه وزنا بل إن منها من يبتغى سبيلا غير سبيله ويدعوا إلى غايات تناقضه ويرسم خططا لنقض ثوابته واضعاف قوته وذلك هدم لابد وأن يقابله بناء وليس إلا التوجيه الراشد والتربية الإسلامية الصححية على أساس من الفهم والإخلاص وذلك هو  دور العلماء وغيرهم ممن يعملون فى حقل الثقافة والدعوة الإسلامية على أساس من الدين والأخلاق والتمسك بالضوابط والحدود , ولانريد إلا أن يرعى الناس حقيقة الانسانية فيفهموا الحقلئق ويتحرورا من الأباطيل ويقيننا أن الله تعالى لن يخذل دينه ولن يخفض رايته ولن يذل أتباعه فإن النصر دائما للمؤمنين قال تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " سورة غافر ـ  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نريد أمة مرهوبة الجانب :

_ لكي تعيش الأمة الإسلامية مرهوبة الجانب محفوظة الكرامة عزيرة السلطان , وتحتل مكانا مرموقا ووضعا ممتازا يعتد بها ويحسب لها حسابها , ويقام لها وزنها بين أخريات الأمم ذلك عندما يتماسك أبناؤها ويتعاونوا على البر والتقوى , ويعتصموا بحبل الله جميعا ويتحدوا في عمل الخير وصنائع المعروف , ومجاهدين لرفع شأن وطنهم الغالي ويحققوا العزة والكرامة لأمتهم ومستقبلهم , ليس لهم أطماع شخصية , ولا أهداف مغرضة تدعوا إلى الهدم والمصالح الذاتية , هذه هي سنة الله في خلقه جزاء وفاقا لأهل العدل والاستقامة قال تعالى:" وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا " سورة الجن_ وإذا تخلفت الأمة واقتتلت وفسدت أهوائها صارت العداوة البغضاء بين أفرادها ودب الخلاف والشقاق في جنباتها فآنذاك لا يعرف فيها حق من باطل , ولا حب ولا إخاء وتكون الأمة في مهب الريح عرضة لكل طامع ونهبا لكل باغ مباحة الحرمات ومنتهكة الحدود , وتضيع هيبتها وتذهب كرامتها ولن يكون ذلك ظلما أو عدوانا وإنما هو جزاء عادل تقرره سنة الله في خلقه قال تعالى " ذلك بأن الله لم يكن مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " اللهم ولى أمورنا خيارنا , ولا تولى أمورنا شرارنا , وهيئ لنا من أمرنا رشدا إنك أنت الوهاب. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإيمان هو قوة العالم العربى :

الإسلام هو قومية العالم العربى , ومحمد صل الله عليه وسلم هو روح العالم العربى وإمامه وقائده , والإيمان هو قوة العالم العربى , التى حارب بها العالم البشرى كله فانتصر , وهو قوته وسلاحه اليوم كما كان بالأمس , به يقهر أعدائه , ويحفظ كيانه ويؤدى رسالته , إن العلم العربى لايستطيع أن يحارب الصهيونية أو الشيوعية , أو عدوا آخر بالمال الذى ترضخه برطانيا أو تتصدق به أمريكا , أو تعطيه مقابل ما تأخذ من أرضه , من الذهب الأسود إنما يحارب عدوه بالإيمان والقوة المعنوية , وبالروح التى حارب بها الدولة الرومية والإمبراطورية الفارسية , فى ساعة واحدة فانتصر عليهما جميعا , إنه لايستطيع أن يحارب أعدائه بقلب يحب الحياة ويكره الموت , وبجسم يميل إلى الدعة والراحة , إن من لم يرض بأحكام الله وشرائعة , ولم يتبع رسول الله صل الله عليه وسلم قائدا وإماما ورائدا وقدوة , فليرد على محمد صل الله عليه وسلم نعمته ( الإسلام ) وليرجع إلى جاهليته الأولى حيث الإستعباد والإستبداد وحيث الظلم والإضطهاد وحيث الجهل والضلالة , وحيث الغفلة والبطالة وحيث العزلة عن العالم , والخمول والجمود , فإن ظهور الحضارات وقيامها , وازدهارها هنا وهناك , وهذا الأدب الزاخر , وهذه الدول العربية , ليست إلا حسنة من حسنات نبى الإسلام محمد صل الله عليه وسلم فهل من مجيب ؟ قال تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون هامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " سورة القصص الآية 6_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإسلام لايفرق بين السياسة والدين :

إن العمل السياسى الصالح خير عند الله ثوابا ومنزلة من العبادات المطلقة نقصد بذلك النوافل من صلاة وغيرها وفى ذلك يقول الرسول صل الله عليه وسلم " عدل ساعة فى حكومة خير من عبادة ستين سنة قيام ليلاها وصيام نهارها " ويقول صل الله عليه وسلم " يوم من امام عادل أفضل من عبادة ستين سنة " رواه الطبرانى إن الإسلام يختلف عن غيره من الأديان الأخرى فى أنه للدين والدنيا معا , وهو الدين الوحيد الذى أقام دولة وحكومة مثالية , وأتى بنظام معين ومحدد للرياسة والحكم بل إن الله تعالى يأمر رسوله محمد صل الله عليه وسلم أمرا بأن يقيم نظاما للحكم مبنيا على القرآن الكريم والسنة الشريفة المطهرة قال تعالى " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما " سورة النساء الآية 105_ والإسلام هو الدين الوحيد الذى يجعل العمل الدنيوى الصالح فى منزلة العبادة والتقرب إلى الله يقول النبى صل الله عليه وسلم " عمل صالح خير من عبادة سنة " رواه الطبرانى

من مبادئ الإسلام :

الإسلام يمنع تخويف المسلم وارهابه وترويعه بأى نوع من العقاب أو السجن أو القتل أو المحاربة فى الرزق بسبب رأيه السياسى ؟ فرسول الله صل الله عليه وسلم يقول : لا يحق لمسلم أن يروع مسلما , إن روعة المسلم ظلم عظيم " رواه أبو داود بل إنه قد بلغ من تقديس الإسلام لحرمة المسلم بل الإنسان عامة والمسلم خاصة أنه يمنع اخافته بنظرة قاسية يقول الرسول صل الله عليه وسلم " من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة " رواه الطبرانى ويقول فى غير المسلم صلى الله عليه وسلم " من أذى ذميا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة " ويقول صل الله عليه وسلم " إن الله تعالى يعذب الذين يعذبون الناس فى الدنيا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أزمتنا فى حب الدنيا وكراهية الموت :

إن الوهن والضعف الذى تعانى منه , مجتمعاتنا الإسلامية وخاصة فى العالم العربى
اليوم مرد ذلك إلى حب الدنيا إلى حد تعلق القلب بها والإستمساك بأهدابها حتى أصبح المسلم خائر الشخصية , ضعيف الرأى والإرادة نهيك عن الثرثرة الكلاميه
ومع ذلك لايحرك ساكنا وإن أقيمت الدنيا من حوله , أو هُزت الأرض من تحت قدميه , لقد ديست كرامتنا وغصبت أرضنا  وأهينت مقدستنا , وأضحت دماؤنا رخيصة وضاعت قدسنا فماذا فعلنا وما عسانا أن نفعل , لقد استولى علينا اليأس مع كثرة عددنا ووقر فى أذهاننا أنه لا أحد يستطيع أن يسترجع قدسنا , إننا نملك الكثير من الأعداد الهائله ومن المعدات أكثر ومعنا مانستطيع أن نقهر به عدونا ماديا ولكن أزمتنا معنوية أكثر من أن تكون مادية وعددية , وهى إيمانية قبل أن تكون أزمة ذرية لقد بعث الله تعالى فى قلوبنا حب الدنيا , وكراهية الموت كما عرف لنا الرسول صل الله عليه وسلم : حتى أصبح المسلم وهكذا يجب ان نسميه _ ومع هذه التسمية
يبيع دينه بعرض زائل من أعراض الدنيا , ويسترخص كرامته بدلا من أن يسترخص حياته وهو يبذل كل شئ , مقابل أن يعيش مهما كانت هذه المعيشة "
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون

إلى الذين يجتمعون ويفترقون أفيقوا :

 إلى الذين تجمعهم دعوة الدين لكن للأسف تفرقهم منافع الدنيا وشهواتها , هؤلاء لم يخالط الدين شغاف قلوبهم ولم يؤثر فى سلوكهم , وإلى الذين تجمعهم دعوة الدين وتفرقهم مؤمرات عدوهم ودهاليز الباطل ودسائسه , هؤلاء لم يعرفوا الحق كما يجب أن يكون ولم يتربوا على قوعده كم ينبغى , وإلى الذين تجمعهم ساحة المسجد وكم ينفقون من أجل فرشه وتجميله وهم من أبعد الناس عن رسالته التى كان عليها سلفنا الصالح  , فإذا تعاملوا بالدرهم والدينار انكشفت الحقائق وتبين الصادق من الكاذب مثل هؤلاء قوم لاينتصرون ولا ينصرون هذا هو كلام الله وتلك سننه فى خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن يغير الله ما بنا حتى نتغير فى سلوكنا وأعمالنا وعادتنا وسائر تصرفاتنا قال تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حورايو المبشرين :

بينما يقول السيد المسيح عليه السلام : أحبوا أعدائكم
باركوا  لاعنيكم , أحسنوا إلى مبغضكم , وادعوا إلى
من يسئ إليكم ويطردكم ,
نجد المبشر" زويمر "  يقول لحوارييه الجدد : إن
مهمتكم ليست هى ادخال المسلمين إلى المسيحية
فإن هذه هداية لهم وتكريما , وإنما مهمتكم أن تخرجوا
المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لاصلة له بالله وبالتالى
فلا صلة تربط له بالأخلاق , التى تعتمد عليها الأمم فى حياتها
وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الإستعمارى فى
الممالك الإسلامية , وهذا ما قمتم به فى خلال المائة عام
الأخيرة خير قيام , وهذا ما أهنئكم عليه وتهنئكم دول المسيحية
والمسيحيون جميعا كل التهنئة "
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العدو يعظ
"موشي ديان " يعظ لقي وزير الدفاع الإسرائيلي في إحدى جولاته شاباً مؤمنأ ًفي مجموعة من الشباب في حي من أحياء قرية عربيه باسلة, فصافحهم بخبث يهودي غادر غير أن الشاب المؤمن أبي أن يصافحه وقال له:" أنتم أعداء أمتنا , تحتلون أرضنا وتسلبون حريتنا ولكن يوم الخلاص منكم آت بإذن الله لتتحقق نبؤة الرسول صل الله عليه وسلم " لتقاتلن اليهود أنتم شرقي النهر وهم غريبه . فابتسم ديان الماكر . وقال : حقاً ، سيأتي يوم نخرج فيه من هذه الأرض وهذه نبؤه نجد لها في كتبنا أصلاً... ولكن متى؟ واستطرد اليهودي الخبيث يقول : " اذ قام فيكم شعب يعتز بتراثه ويحترم دينه ويقدر قيمه الحضارية ـ وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه ويتنكر لتاريخه عندها تقوم لكم قائمه وينتهي حكم إسرائيل". صفحة 6
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أسباب الشقاء مخالفة الدين:

_ قال تعالى :" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد أى أن الله تعالى لايغير ما بقوم ماهم فيه من نعمة وعافية , إلى نقمة وبلاء , حتى يغيروا ما بأنفسهم : من طاعة وشكر إلى عصيان وكفر , تلك هى سنة الله فى خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا " أيها المسلمون _ إنه لاسعادة للبشرية فى حياتها , ولا دواء لها من أمراضها , ولا نجاة لها فى الآخرة إلا بالرجوع للكتاب والسنة , فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتى المرء ما حرم الله عليه " ومعنى ذلك أن الله تعالى ينتقم ممن عصاه " رواه البخارى ومسلم وعن أبى هريرة رضى الله عنه أيضا : أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى , قيل : ومن يأبى يارسول الله ؟ قال : من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى " رواه البخارى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التقليد الأعمى وخطره :

_ قال تعالى :" وأن هذا صراطى مستقما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " سورة الأنعام والصراط المستقيم هو الإسلام , والسبل هى الطرق المخالفة له , وهى طرق البدع والضلالات التى تبعدنا عن الدين القيم الذى اختاره الله لنا لسعادة الدنيا والآخرة , ومن ثم مانراه من المسلمين اليوم من تقليد للآخرين فى كثير من العادات , من غير تميز بين النافع والضار , ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم _ يكره تقليد الآخرين من غير المسلمين فى كثير من أحوالهم , حتى قالت اليهود إن محمدا ( صل الله عليه وسلم ) يريد أن لايدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه وكان يقول صل الله عليه وسلم :" ليس منا من تشبه بغيرنا " راه الترمذى ويقول صل الله عليه وسلم :" من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضى الله عنهما : وهذه الأحاديث مما تفيد حرمة تقليد الأجانب فيما هو من خصائصهم مما يخالف ديننا وسنة نبينا صل الله عليه وسلم _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أخطاء ثلاثة :

هناك أخطاء ثلاثة تعوق كل نشاط : الكسل ـ الغرور ـ الجبن ـ فإذا كان الإنسان من الكسل بحيث لا يستطيع أن يفكر , ومن الغرور بحيث يتصور أنه لا يخطئ ـ ومن الجبن بحيث لايستطيع أن يعترف بخطئه فإنه إنسان أبعد ما يكون عن الحكمة والنجاح في الحياة . هناك من يسعى إلى تقوية عزيمته وإرادته لكي يصل إلى سُلم المجد والقمة على عكس الكثير من الأشخاص الذين لا يمتلكون الإرادة على تقوية عزيمتهم حتى يواجهوا صعوبات الحياة، ولذلك لا يتقدمون ولو خطوة واحدة إلى الأمام، ولا يستطيعون تحقيق أحلامهم وطموحاتهم. والحياة لا تستقيم إلا بقوة العزيمة,والعزيمة وقوة الإرادة في الحياة أساس نجاحها، وفي السعادة سرها، وهي مزيج من علو الهمة , وقوة الإرادة مثابرة وطموح وجِد، وطرق لكل أبواب المعالي، وثبات على القيم الرفيعة، ومتى وجدت مقرونة بالحكمة، فالعيش إذاً في الحياة يكون أطيب." وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رب إنى مغلوب فانتصر :

_ إذا وقعت أيها الإنسان تحت وطأة الظلم , والخوف والقهرولم تجد من ينصرك ويؤزرك , إذا أردت أن تصرخ وقد أحسست بمرارة الذل والقسوة والعجز يحطم كيانك , فكتم الخوف فى صرختك حتى لا يتمكن من قلبك , وزلزل وجدانك واقهر بكل معانى المقاومة فى صدرك أن لك ربا عزيز قادر على نصر المظلوم وقهر الظالم وهو سبحانه قد فتح لك بابه ودعاك للقائه فتذكر قول رسول الله صل الله عليه وسلم فى دعوة المظلوم " وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

موعظة :

أيها المسلمون : جديربنا ونحن فى عصر , كثرت فيه الفتن وتعددت الكوارث واشتد البلاء أن نعتبر وأن نتعظ ونخشى الله تعالى العلى القادر , إننا فى زمن كثر فيه العمل بالفسوق والمعاصى , والفجور والآثام وقد تلوتث أيدى الظلمة بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ , و تعلقت قلوب الكثير بحب الدنيا والمال والملذات والشهوات , وسعى أصحاب النفوس المريضة , وأهل الأهواء الردية إلى فعل الرذيلة والفاحشة , والإنغماس فى الشذوذ والمعاصى , شأنهم فى ذلك شأن الحيوانات التى لا عقل لها , فأيها العبد الأبق الخارج على تعاليم ربه ومولاه , تب إلى ربك من هذه المعاصى وتلك الآثام , واعلم أنك مهما تقلبت فى هذه الدنيا فلن تعجز الله هربا , فإنه سبحانه ذو قوة وانتقام وذو بطش شديد , قال تعالى :" لايغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد " سورة آل عمران 197ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى شهر ربيع الخير نقول :

_ إن الإحتفال الحقيقى بذكرى مولد المصطفى صل الله عليه وسلم _ والذى يجب أن يكون هو فى اتباع هديه والتمسك بمنهجه , والنور الذى أنزله الله معه حيث قال تعالى :" ألر , كتاب أنزلنه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد " سورة إبراهيم الآية 1 ـ
فلو رجع المسلمون إلى كتاب ربهم وهدى رسولهم صل الله عليه وسلم _ لخرجوا من ظلمات الجهل إلى نور العلم , ومن حيرة الشك إلى صدق الإيمان ونور اليقين , ومن ذل الإهانة إلى حقيقة العزة والكرامة , فهل من مدكر ؟ يصحح فينا أوضاعنا وما ذقناه بسبب بعدنا وغفلتنا , والأمل فى الله كبير حتى يتغير ما نحن فيه من ضنك , ويرجع للمسلمين مجدهم وعزهم قال تعالى :" ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض " سورة القصص الآية 5 ـ 6 ـ
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المستقبل للإسلام :

_ قال الله تعالى :" هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة الصف الآية 9 ـ تبشرنا هذه الآية الكريمة عن ظهور الإسلام وانتشاره فى بقاع الأرض وأرجاء الدنيا , وما من شك أن هذا قد حدث بفضل الله تعالى , ولكن المقصود من هذه الآية هو علو الإسلام وسيادته على جميع الأديان رغم أنوف الأعداء والحاسدين , وأن المستقبل لهذا الدين بسيطرته وعلو حكمه وأحكامه فى أرض الله تبارك وتعالى وقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين بذلك فقال :" وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون " سورة النور الآية 55 ـ

ـ وبعض الناس قد يظن أن هذا قد حدث فى عهد النبى صل الله عليه وسلم ـ وعهد الخلفاء الراشدين والملوك والصالحين , وليس الأمر كما يفهم البعض فإن الذى تحقق هو جزء من هذا الوعد الصادق كما أشار بذلك الحديث الذى رواه مسلم أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" لايذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى قالت : عائشة رضى الله عنها ـ إن كنت لأظن حين أنزل الله :" هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " إن ذلك تاما قال إنه سيكون من ذلك ماشاء الله " وفى هذا أبلغ ددرس للمتواكلين واليائسين عن العمل من أجل نصرة هذا الدين وذلك بتطبيقه والعمل به على مستوى الأفراد والجمعات والمجتمعات " ومما لاشك فيه أن المستقبل السعيد لأمة الإسلام بإذن الله والله الموفق للجميع " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحسن الأحوال :

التقى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه _
برجل رأى فيه من الصلاح والتقوى , فطلب منه أن يدعو
الله له فقال : الرجل أطال الله بقائك يا أمير المؤمنين فرد
عليه قائلا : هذا شئ قد فرغ الله منه ولكن ادعوا الله لى
بصلاح الحال . وبعد :
لقد شخص سيدنا عمر بن عبد العزيز ـ الدواء وأرشدنا
إلى الحقيقة الغائبة فما أشد حاجة الأمة اليوم إلى صلاح
الحال من الشقاء إلى السعادة , ومن الذل إلى العز حتى
تكون لها قيمها وسلوكها , وتستحق أن تكون خيرأمة
خرجت للناس كما أمرها الله , فاللهم إنا نرفع إليك
أكف الضراعة والإبتهال رغبا للتوفيق للطاعة .
واصلاح الحال يقول تعالى :" إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد الآية 11 ـ
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم