تفسير آيات متنوعه من القرآن :

, سابعا : ثم تختم الآيات بتحذير جماعة المسلمين من أمر اليهود حتى لاينسقوا ورائهم , فقد أعطوا نصيبا من العلم بما جاء فى التوراة التى نزلت على نبى الله موسى عليه السلام ـ ولكنهم ضلوا واحترفوا الضلال وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل , ونبذوا ما لديهم من الحجج والبراهين التى تدل على صدق رسالة الرسول صل الله عليه وسلم ـ وهم يتمنون لكم أيها المؤمنون ـ لو أن تضلوا مثلهم وتنحرفوا عن الطريق المستقيم , وبذلك تكونوا ممن غضب الله عليهم ولعنهم مثلهم فاحذوا فإن الله تعالى جامع الكافرين والمنافقين فى جهنم جميعا . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

من صفات عباد الله الصالحين :

يقول تعالى :"الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار " سورة آل عمران الأية 17 ـ لقد وصف الله تعالى عباده الصالحين بأعظم الأوصاف التى هى جل مراتب الطاعات ومن أعظم مقامات العبادات ومنها أولا : الصبر على كل مكروه من أقدار الله المؤلمة , والصبر على الطاعات والبعد عن المعاصى والسيئات , ثانيا : الصدق عند القول والعمل وذلك يتمثل فى أداء الفرائض والواجبات تامة وكاملة غير منقوصة , ثالثا : والقانتين , وهم الذين يقومون لله بالإجلال والتعظيم والخشوع والإخبات وكمال الذل بالصبر على الطاعات
رابعا : الإنفاق فى السر والعلانية الذى هو من أعظم درجات الإحسان وذلك بإشاعة البر والمعروف , وعمل الخير لكل محتاج من الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى
خامسا : الحرص على الإستغفار والتضرع إلى الله تعالى فى آخر الليل , وهو من أوقات القبول وإجابة الدعاء . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم :

بقول الله تعالى :" إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون "
الآية 62 ـ سورة البقرة قال تعالى :" إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون " الآية 69 ـ سورة المائدة ويقول تعالى :" إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد " الآية 17 ـ سورة الحج ـ يفسر هذه الآيات هذه الآية الكريمة :" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا , ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدلون الجنة ولا يظلمون نقير " الآية من 123 ـ 124 ـ سورة النساء .

وأيضا قوله تعالى وقد جاءت الآية السابقة رداً على ذلك :" وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين , بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون " الآية 111 ـ 112 ـ سورة البقرة ـ إن سياق هذه الآيات الثلاث الأولى يبين لنا فيه ربنا عزوجل بقوله :" إن الذين آمنوا وهم المسلمون الذين اتبعوا محمدا صل الله عليه وسلم والذين سيتبعونه إلى يوم القيامة وقوله والذين هادوا والنصارى والصابئين أو والصابئون لاخلاف بينهما في المعنى يقول صاحب كتاب تفسير المنار وهى جاءت من باب تنبيه الذهن إلى أن الصابئين كانوا أهل كتاب وإن كان حكمهم كحكم المسلمين واليهود والنصارى في تعليق نفى الخوف والحزن عنهم يوم القيامة , بشرط الإيمان الصحيح والعمل الصالح , الذي تتزكى به النفوس , وتستعد لإرث الفردوس " اهـ بتصريف يسير ,

ويقول أيضا صاحب تفسير المنار : فظهر لنا بذلك أنه لا إشكال في حمل من أمن بالله واليوم الآخر الخ على قوله " إن الذين أمنوا " الخ ولا إشكال في عدم اشتراط الإيمان بالنبي صل الله عليه وسلم , لأن الكلام في معاملة الله تعالى لكل الفرق أو الأمم المؤمنة بنبي ووحي بخصوصها إلى أن قال وكأن الله يقول : إن الفوز لا يكون بالجنسيات الدينية وإنما يكون بإيمان صحيح له سلطان على النفس , وعمل يصلح به حال الناس , ولذلك نفى كون الأمر عند الله بحسب أماني المسلمين أو أماني أهل الكتاب , وأثبت كونه بالعمل الصالح مع الإيمان الصحيح . اهـ

وفى أسباب النزول أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال : التقى ناس من المسلمين واليهود والنصارى ’ فقال اليهود للمسلمين , نحن خير منكم ديننا قبل دينكم , وكتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم , ونحن على دين إبراهيم , ولن يدخل الجنة إلا من كان هودا وقال النصارى مثل ذلك , فقال المسلمون : كتابنا بعد كتابكم , ونبينا صل الله عليه وسلم بعد نبيكم , وديننا بعد دينكم , وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم , فنحن خير منكم , نخن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق , ولن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا فأنزل الله تعالى :" ليس بأمانيكم " الآية السابقة سورة النساء ,

فدل هذا الكلام على أنه لا تكون النجاة لأي طائفة من الطوائف التي ذكرتها هذه الآيات إلا بإيمان صحيح ووحي منزل عن طريق رسول أرسله الله إليه , فمن أمن من الأمم السابقة بما أنزل الله وبرسوله الذي جاءه سواء من اليهود أو النصارى والصابئين وهم طائفة من أهل الكتاب فإن أمنوا قبل بعثة الرسول صل الله عليه وسلم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ولا يصيبهم ما يصيب المشركين والكافرين من عبدة الأوثان يوم القيامة من العذاب الشديد في جهنم , وأما بعد ما جاء الإسلام وختمت الرسالات بأشرف الخلق صل الله عليه وسلم فهذه الطوائف لا ينفعها إيمان ولا عمل صالح وفيهم يقول الله تعالى :" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً " الآية 23ـ سورة الفرقان وقوله تعالى :" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " سورة الكهف الآية 102 ـ 103 ـ

ونختم بكلام العلامة رشيد رضا في تفسير المنار عند تفسير آية المائدة ج1 ص 281 ـ وأقول في حل معنى الآية على هذا : إن أهل الأديان الإلهية ـ وهم الذين بلغتهم دعوة نبي على وجهها وبشرطها ـ إذا أمنوا بالله واليوم الأخر على الوجه الصحيح الذين بينه نبيهم وعملوا الأعمال الصالحة , فهم ناجون مأجورون عند الله , وإذا أمنوا على الوجه غير الصحيح , كالمشبهة والحلولية والاتحادية وغيرهم , فلا ينالهم من هذا الوعد شئ بل يتناولهم الوعيد المذكور في الآيات الأخرى , وكذلك حال الذين يؤمنون بأقوالهم دون أعمالهم , فإن الإيمان الصحيح هو صاحب السلطان الأعلى على القلب , والإرادة التي تحرك الأعضاء في الأعمال , فإن نازعه في سلطانه طائف من الشهوة فإنه لايلبث أن يقهره يقول تعالى :" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " الآية 201 ـ سورة الأعراف اهـ .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم :

ـ يقول تعالى :" أيحسب الإنسان أن يترك سدى , ألم يكن نطفة من منى يمنى , ثم كان علقة فخلق فسوى , فجعل من الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى " سورة القيامة الأية 36 إلى 40 ـ " إن قضية البعث والحساب والجزاء فى الدار الآخرة من القضايا الأساسية التى جاء بها الإسلام , والتى يقوم عليها بناء هذه العقيدة بعد قضية وحدانية الله فمن أركان الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " والدين الإسلامى لايقوم ويصح إلا على هذا الأساس عقيدة وتصورا , خُلقا وسلوكا , شريعة ونظاما , ولهذا كان إنكار الكافرين لهذا اليوم ناشئ عن عدم إدراكهم لحكمة الله وتقديره , فحكمة الله لاتترك الناس بلا أمر أو نهى سدى يُحسن منهم من يُحسن ويُسئ منهم من يُسئ , ثم لايلقى المحسن منهم جزاء إحسانه , ولا يلقى المسئ جزاء إساءته ,

قال تعالى :" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم " سورة المؤمنين الأية 115 ـ و116 ـ وبهذا يؤكد الله سبحانه وتعالى على أن الإنسان سيبعث للحساب والجزاء فى الآخرة , وأن من خلقه من ماء حقير تحول دما متجمدا , ثم قطعة من اللحم نمت وتخلقت , وسوى أعضائها وبث فيها من الروح حتى صارت بشرا سويا ذكرا أو أنثى , ألا يقدر من فعل هذا كله على أن يعيدهم للحياة مرة أخرى ؟ وبعثهم أيسر من خلقهم عند النشأة الإولى " " بلى قادر ونحن على ذلكم من الشاهدين " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من اعجاز القرآن والسنة :

ـ يقول تعالى :" والطور , وكتاب مسطور , فى رق منشور , والبيت المعمور , والسقف المرفوع , والبحر المسجور , إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع " من الأية 1 ـ 8 ـ سورة الطور والبحر المسجور هو البحر المشتعل الذى تتدفق منه الحمم المنصهرة فتشتعل ماء البحر , كما يحدث فى البراكين التى تشتعل وهذه أمور شاهدناها ورأيناها , ولم يكن لأحد بذلك علم بها من قبل زمن نزول القرآن , ولكن الله تعالى قد أخبرنا عن هذه الظاهرة المخيفة المروعة , ومع ذلك هى بديعة وجميلة ولهذا أقسم الله بها , فهذه أمور أثبتها القرآن والسنة واليوم يكتشفها لنا العلم , ونرى ذلك رأى العين فسبحانه من حكيم عليم خلق فسوى وقدر فهدى " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى ظلال آية :

ـ قال تعالى :" فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الآرائك لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " سورة الإنسان الأية 12 ـ 14 ـ الجنة التى أعدها الله تعالى لعباده المتقين عالية قطوفها دانية وهى جنة يسكنونها وحريرا يلبسونه يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الأيات يخبر تعالى عن أهل الجنة وماهم فيه من النعيم المقيم وما أسبغ عليهم من الفضل العميم لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا " أى ليس عندهم حر مزعج ولابرد مؤلم بل هى مزاج واحد دائم سرمدى لايبغون عنها حولا " انتهى موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن عن خيانة امرأتى نوح ولوط عليهما السلام :

يقول الله تعالى في سورة التحريم‏‏ : " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما فلم يُغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين " يبين الله تعالى لنا في أي شئ كانت خيانتهم يقول ابن عباس رضي الله عنهما ‏في قوله عز وجل :" فخانتهما " سورة التحريم آية 10
قال : " كانت خيانتهما أنهما على غير دينهما , فكانت امرأة نوح عليه السلام ـ تطلع على سر نوح عليه السلام ـ وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف بمعنى " الضيافة " لوط أحد أخبرت به أهل المدينة ممن يفعل السوء فلم يغنيا عنهما من الله شيئا " حديث موقوف .

هذه الآية الكريمة يضرب الله تعالى لنا فيها مثلا لمخالطة الكافر بالمسلم وأن الكافر لا ينفعه مخالطة المسلم ما دام أنه لم يدخل في الإسلام فإنه في يوم القيامة يكون في النار ولا تنفعه معاشرته للمسلم ومخالطته للمسلم وإن توثقت الصلة والعلاقة , لأنه ليس بمسلم‏‏ ، أما الخيانة التي حصلت من امرأة نوح وامرأة لوط فهي خيانة الملة ، لأن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين فخانتاهما في الدين ، حيث لم تدخلا في دين زوجيهما ، وذلك ليس خيانة عرض ، لأن فرش الأنبياء معصومة من خيانة العرض ، ولا يمكن أن يتزوج نبي بامرأة خائنة في عرضها ، فالمراد هاهنا بالخيانة خيانة الدين ‏.‏ وقيل‏:‏ إن خيانتهما أن امرأة نوح كانت تخبر الكفار بأسرار نوح عليه الصلاة والسلام‏.‏‏.‏ وتصفه بأنه مجنون‏ , وخيانة امرأة لوط أنها كانت تدل قومها على أضياف لوط ، ليفعلوا بهم الفاحشة‏.‏‏.‏

‏.‏‏.‏ فهما خائنتان للأمانة التي بينهما وبين زوجيهما من ناحية حفظ السر ، وعدم الدلالة على ما عندهما من الأسرار ومن الأضياف , وبذلك نعلم أن الله تعالى لم يٌقدر على نبى قط أن تبغى امرأته كما قال ابن عباس رضى الله عنهما وغيره من أئمة السلف والخلف :" مابغت امرأة نبى قط " ومن قال غير هذا فقد أخطأ خطأ كبير وأثم إثما عظيما , فالخيانة كانت بسبب عدم طاعتهما ورفض الإمتثال لأمر زوجيهما واصرار الزوجين على الكفر والتمادى فيه وحاشا لله تعالى أن تكون غير ذلك . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال تعالى : ـ وقضينا إلى بنى اسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا , فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعد مفعولا " الأية 4 ـ 5 ـ سورة الإسراء
الله سبحانه وتعالى يخبرنا فى هذه الآيات أن اليهود سيسيطرون على الأرض مرتين , الأولى هي الآن و قد شارفت على الانتهاء على يد المسلمين و الثانية تكون على يد المسيح الدجال , وفى هذا اخبار عن إفسادين كبيرين مقترنين بالعلو الكبير يقعان على أيدي اليهود ، وبين لنا ربنا كذلك وضع اليهود وما يكونوا عليه ، و حدّد لنا ملامح الرجال العباد الربانيين ، الذين يزيلون الإفسادين اليهوديين ، وقد ركزت الآيات على الإفساد الثاني اليهودي أكبر , وبذلك يريد الله تعريفنا على طبيعة صراعنا مع اليهود ، و هو صراع بين رسالتين: رسالة الحق التي يمثلها المسلمون ، و رسالة الباطل التي يمثلها اليهود. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

في تفسير قوله تعالى :" وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا "سورة الفرقان الآية 20 ـ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :وهذا عامٌّ في جميع الخلق , امتحن بعضهم ببعض: فامتحنَ الرُّسُلَ بالمرسَل إليهم ، ودعوتهم إلى الحق ، والصبر على أذاهم ، وتحمُّلِ المشاقّ في تبليغهم رسالاتِ ربِّهم. وامتحنَ المرسَلَ إليهم بالرسُل ؛ وهل يطيعونهم ، وينصرونهم ، ويُصدّقونهم؟ أم يكفرون بهم، ويرُدّون عليهم، ويقاتلونهم؟ وامتحنَ العلماءَ بالجهّال ؛ هل يعلِّمونهم ، وينصحونهم ، ويصبرون على تعليمهم ، ونصحهم ، وإرشادهم ، ولوازم ذلك.وامتحن الجهالَ بالعلماء , هل يطيعونهم ، ويهتدون بهم؟ وامتحن الملوك بالرعية ، والرعية بالملوك. وامتحن الأغنياء بالفقراء ، والفقراء بالأغنياء. وامتحن الضعفاء بالأقوياء، والأقوياء بالضعفاء. والسادة بالأتباع ، والأتباع بالسادة. وامتحن المالكَ بمملوكه ، ومملوكَه به. وامتحن الرجل بامرأته ، وامرأته به. وامتحن الرجال بالنساء، والنساء بالرجال. والمؤمنين بالكفار، والكفار بالمؤمنين ,

. وامتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم ، وامتحن المأمورين بهم. وامتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم ، وامتحن المأمورين بهم. ولذلك كان فقراءُ المؤمنين وضعفاؤهم من أتباع الرسل فتنةً لأغنيائهم ورؤسائهم ، امتنعوا من الإيمان بعد معرفتهم بصدق الرسُل ، وقالوا: " لَو كان خيرا ما سبقونا إليه هؤلاء ، وقالوا لنوح عليه السلام ": أنؤمن لَك واتبعك الأرذلون ". قال تعالى" : و كذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منا الله عليهم من بيننا " فإذا رأى الشريفُ الرئيسُ المسكينَ الذليلَ قد سَبَقَهُ إلى الإيمان ومتابعةِ الرسول حَمِىَ وأنِفَ أن يُسْلِمَ فيكون مثله وقال: أُسلم فأكون أنا وهذا الوضيع على حد سواء؟! قال الزَّجَّاج : كان الرجلُ الشريفُ ربما أراد الإسلام، فيمتنع منه لئلا يقال: أسلم قبله من هو دونه، فيقيمُ على كفرهِ؛ لئلاّ يكون للمسلم السابقةُ عليه في الفضل. ومن كون بعض الناس لبعضهم فتنة أن الفقير يقول : لِمَ لَمْ أكنْ مثل الغنيّ ؟! ويقول الضعيف : هلاَّ كنتُ مثل القوي ؟! ويقول الضعيف : هلاَّ كنتُ مثل القوي ؟! ويقول المبتلَى : هلا كنتُ مثل المعافَى ؟ ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال تعالى :" وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا " سورة الفرقان الآية 20 ـ والمعنى " أي هذه سُنّتنا في خلقنا نبتلي بعضهم ببعض فنبتلي المؤمن بالكافر والغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع ، وننظر من يصبر ومن يجزع ونجزي الصابرين بما يستحقون والجزعين كذلك. وقوله تعالى :" أَتصبرون " هذا الاستفهام معناه الأمر أي اصبروا إذاً ولا تجزعوا أيها المؤمنون من أذى المشركين والكافرين لكم. وقوله تعالى: "وكان ربك بصيراً" أي وكان ربك أيها الرسول بصيراً بمن يصبر وبمن يجزع فاصبر ولا تجزع فإنها دار الفتنة والامتحان وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" أيسر التفاسير للجزائري : 3/81 ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

مدح الله تعالى أهل العلم بقوله تعالى :" إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء إن الله عزيز عفور " سورة فاطر الآية 28 ـ لأنهم أقرب الناس خشية لما تعلموه وعرفوه عن ربهم سبحانه وتعالى , وهم يتقونه بالخوف من عقابه بإمتثال أوامره واجتناب نواهيه , لمعرفتهم بمزيد فضله وانعامه وإيمانهم بصفاته وتنفيذ شرعه وقدرته على كل شئ " وكما روى عن ابي امامة رضي الله عنه- قال: " ذُكِرَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عالم والآخر عابد ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل أرضيه يصلون على معلم الناس الخير " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال تعالى :" إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " سورة الممتحنة الآية 9 ـ إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم بسبب الدين وأخرجوكم من دياركم ، وعاونوا الكفار على إخراجكم أن تولوهم بالنصرة والمودة ، ومن يتخذهم أنصاراً على المؤمنين وأحباباً ، فأولئك هم الظالمون لأنفسهم ، الخارجون عن حدود الله ومنهج الإسلام .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل سورة الإخلاص :

- وقد سُميت هذه السورة بـ " الإخلاص " لما قررت من حقيقة الله مما يقتضي الإخلاص في عبادته وحده، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن الكريم ، أما عن سبب نزولها فقد أخرج الترمذي أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك! فأنزل الله : " قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد , ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

تفسير كلمات لسورة الإخلاص :

ـ قُلْ هو : أي قل يا محمد عن الله
ـ اللهُ أَحَد : أي واحد في ذاته وصفاته وفي أفعاله وفي التوجه إليه
ـ اللهُ الصّمَد : المقصود في الحوائج كلها
ـ لمْ يَلِدْ : لم يصدر عنه ولد
ـ و لمْ يُولَد : لم يصدر هو عن شئ
ـ و لمْ يكن لهُ كُفُوا أَحَد : ليس له مماثل في ذاته وصفاته وأفعاله ولا في ألوهيته
. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه

من هدى القرآن :

ـ قال تعالى :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة الآية 3 ـ أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام وأنزل به أشرف كتبه. وقال علي بن أبي طليحة عن ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله ”اليوم أكملت لكم دينكم ” وهو الإسلام " تفسير بن كثير ـ اللهم أكمل لى دينى وأتم علىّ نعمتك واجعلنى عبدا شكورا ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تفسير خواتيم سول البقرة :

قال تعالي :" لله ما في السموات والأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يُحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء , وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يُحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء والله على كل شئ قدير , أمن الرسول بما أنزل من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله , وقالوا سمعنا وأطعنا ربنا لاتؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " سورة البقرة . هذه الآيات من آخر سورة البقرة ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يأمر أصحابه بأن يتعلموها ويعلموها أهليهم وهما صلاة ودعاء ,