صنائع المعروف من علامات الايمان :

والمسلم كما بين الحديث لايجد كثير عناء فى فعل الخير وصنائع المعروف فالله سبحانه وتعالى لايكلف نفسا إلا وسعها وعندما يبخل المسلم بعد هذا البيان وذلك التوضيح فقد حرم نفسه خيرا كثيرا من المشاركة الوجدانية والمحبة والمودة بين أبناء مجتمعه وحكم على نفسه بالإنعزال والإنطوائية وبخله بأى نوع من أنواع الخير يقدمه إليه ونسى من يبخل على غيره أنه سيعامل بمثل فعله وجزاء الإحسان الإحسان فأنفق ياابن آدم ينفق عليك وافعلوا الخير فى أهله تنالوا غاية الرضوان والكرم والإحسان من الله تعالى الكريم المنان والفقراء والضعفاء عيال الله وأحب الخلق إلى الله تعالى أنفعهم لعياله , ومالك الملك وخالق الخلق قادر على أن ينزع من كل صاحب نعمة ما فى يده بسبب بخله ومنعه ويحولها إلى غيره قال تعالى " لئن شكرتم لأزيدنكم " سورة إبراهيم وقال تعالى " قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء " سورة آل عمران
                             وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صنائع المعروف :

ـ من صنائع المعروف ـ مساعدة المحتاج , وإعانة الفقراء والمساكين , وتجنب أذى الجار , وإغائة الملهوف , وفعل الخير للناس كبيرهم وصغيرهم , والرضا بما قسمه الله لك , ولا تنظر إلى من هو أعلى منك فى الخير , ولا تحسد صاحب نعمة أبداً , وحافظ على الوضوء وأقم الصلاة فى وقتها , وبذلك تكسب محبة الناس فى الدنيا , وتفوز بمحبة الله ورضاه فى الآخرة . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحب الناس إلى الله :

_ إن أحب الناس إلى الله تعالى من امتثل أوامره وترك ما يغضبه , وأحسن فى معاملة غيره , وبر والديه ولم يغضبهما , وآت ذا القربى حقه , ووصل أرحامه بما أمر الله تعالى به أن يوصل , وأدخل السرور على إخوانه بفك كربهم وتقديم العون لهم , وأخلص فى معاملته لأصدقائه فكان لهم وفيا رحيما , وقدم النفع لسائر خلق الله , وساهم فى بناء المجتمع من أجل سعادة البشرية , وهذا هو من يحبه الله ويضع له القبول فى الأرض " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صنائع المعروف :

روى الطبرانى عن أبى أمامة رضى الله عنه قال :
" صنائع المعروف تقى مصارع السوء وصدقة
السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد فى العمر "
. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين فضل الصدقة والقرض :

يقول الله تعالى :" من الذى يُقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم " الأية 11ـ سورة الحديد , ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ـ " ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا , ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا " رواه مسلم
والحديث يبين فضل النفقة فى وجوه الخير والبر لكل فقير ومحتاج , وأن الإنفاق لايُنقص مال صاحبه بل يزيده ويبارك فيه , ومع هذا الفضل والأجر فى النفقة إلا أن القرض وهو مايسميه " العامة السلف " أجره أعظم عند الله تعالى كما بين لنا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أن من حق المسلم على المسلم " وإذا استقرضك فأقرضه "

يعنى إذا طلب منك أخيك أو جارك , مبلغ من المال على سبيل القرض والسلف فأعطه , والقرض نوعان قرض حسن وهو الذى يُسلف أخاه المعسر من غير أن يزيد له فى المال عند رده , والقرض المحرم وهو من يُقرض أخاه ويستغل حاجته بزيادة المال عند رده وهذا من الربا المحرم , ولهذ كان القرض الحسن أعظم عند الله تعالى من الصدقة , كما فى حديث أنس مالك رضى الله عنه : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" رأيت ليلة أسرى بى على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت : يا جبريل مابال القرض بثمانية عشر فقلت : ياجبريل مابال القرض أفضل من الصدقة ؟ قال : لأن السائل يسأل وعنده , والمستقرض لايستقرض إلا من حاجة " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المعروف بين الجزاء والشكر :

عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" رواه الترمذى كتاب الزكاة باب عطية من سأل
قال رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث المرفوع الذي يرويه أبي سعيد رضي الله عنه " من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل " رواه أحمد والترمذي وحسنه ، وروى أحمد من حديث الأشعث بن قيس مرفوعا  " إن أشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس "

، وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا " لا يشكر الله من لا يشكر الناس" إسناد صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي قال في النهاية : معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر أمرهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر , وقيل معناه : أن من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له , وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله عز وجل وأن شكره كما تقول لا يحبني من لا يحبك أي : أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك , ومن لا يحبك فكأنه لم يحبني .

فالشكر صفة حسنة حث عليها شرعنا ، فعن النعمان مرفوعا :" من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير , ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل والتحدث بنعمة الله عز وجل شكر وتركها كفر , والجماعة رحمة , والفرقة عذاب " رواه أحمد , وضعفه ابن الجوزي بعد ذكره الجراح بن مليح والد وكيع , وأكثرهم قواه فهو حديث حسن ، والشكر له طرق وسبل كثيرة ومنها ذكر صاحب المعروف وشكره لما عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره رواه أحمد ، أو الدعاء لصاحب الفضل لحديث الأمر بالمكافأة فإن لم يستطع فليدع له رواه أبو داود وغيره .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم "من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة". مسند البزار وورد عنه صل الله عليه وسلم : "من سعى في حاجة أخيه المسلم قضيت أو لم تقض - غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"
  وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء" رواه الترمذي، والنسائي، وابن حبان في"صحيحه".
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "من أعطي عطاء فليجز به إن وجد فإن لم يجد فليثن عليه ، فإن من أثنى عليه فقد شكره ، ومن كتمه فقد كفره" أخرجه الترمذي .

ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
والإهالة: شيء من الأدهان يؤدم به، والسنخة: المتغيرة الريح
ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعو له، حتى تروا أنكم قد كافأتموه" رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح فيه دليل على أن المكافأة على الصنيعة واجب سواء كانت بجاه أو مال، وقد تكون صنيعة الجاه أسر وأعظم من صنيعة المال ، ولله در القائل:
وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة من جاهه فكأنها من ماله
وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" رواه مالك. ـ .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مفتاح خير .

روى ابن ماجه وحسنه الألباني أن النبي صل الله عليه وسلم قال :" إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه " والحديث فيه بيان وإرشاد للمسلم ليحرص على فعل الخير ليتأسى به غيره ويبتعد عن الشر والمنكر حتى لايقتدى به غيره فيكتب عليه وزره كما في الحديث
روى ابن ماجه وصححه الألباني أنَّ النبي صل الله عليه وسلم قال : " من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له أجره و مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، و من سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها و مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء .

وما يستفاد من الحديث :
ـ أن يتخلق المسلم بالأخلاق الكريمة ويتعامل بها مع أهله وأقاربه وأصدقائه
ـ أن يتلطف في النصيحة لكل مخالف وعاص وليتألف قلبه للإيمان
ـ أن يسعى في مساعدة وإعانة الفقراء والمساكين بما يستطيع هو وغيره من جهد
ومال وخدمة .
ـ أن يعمل على نشر الدعوة إلى الله بما يستطيع بين أهله وفي حدود دائرته ومجتمعه كما في الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" بلغوا عنى ولو آية "
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم نعوذ بك أن نزل أو نُزل ، أو نضل أو نُضل ، أو نظلم أو نُظلم . . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صنائع المعروف :

روي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن أصبت أهله فهو أهله ، وإن لم تصب أهله فأنت أهله ". جاءنا الرسول صل الله عليه وسلم ـ بالحنيفية السمحة , جاء ليُتمم مكارم الأخلاق , فما من خلق حسن إلا ودل الأمة عليه وكان يتمثل الأخلاق الحسنة في كل شوؤنه , وما من خلق قبيح إلا ونهى وحذر الأمة منه وكان أبعد الناس عنه ـ فاقتدي بنبيك صل الله عليه وسلم ـ في عمل الخير و اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن صادف أهله فهو أهله , وإن لم يصادف أهله فأنت أهله وقد قيل: ازرع جميلاً ولو في غير موضعه * فلن يضيع جميل أينما زرع إن الجميل وإن طال به الزمان * فليس يحصده إلا الذي زرع ." موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبلغ الثناء :

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم" : من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء.رواه الترمذي والنسائي في السنن الكبرى ـ وصححه الألباني في صحيح الترمذي.كان هذه الدعاء الذي يردده كثير من الصحابة رضوان الله عليهم على ألسنتهم كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ": لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه " جزاك الله خيرا ، لأَكثَرَ منها بعضكم لبعض .وهذا أسيد بن الحضير رضي الله عنه يقول لعائشة رضي الله عنها" : جزاك الله خيرا ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا ، وجعل للمسلمين فيه بركة رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال" : حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه ، وقالوا " جزاك الله خيرا . فقال : راغب وراهب . وفي صحيح مسلم أي راغب فيما عند الله من الثواب والرحمة ، وراهب مما عنده من العقوبة .ومعنى " جزاك الله خيرا" أي أطلب من الله أن يثيبك خيرا كثيراً ".فيض القدير" . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في قول المؤمن لأخيه : جزاك الله خيرا .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : إذا قال الرجل لأخيه :" جزاك الله خيرا ، فقد أبلغ في الثناء " .حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز رضي الله عنهم قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه : جزاك الله خيرا ، لأكثر منها بعضكم لبعض " . فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه "قال بعضهم :" إذا قصُرت يداك بالمكافأة . فليطُلْ لسانك بالشكر والدعاء " وهذا كلام أبلغ بكثير من قول البعض أنا عاجز عن شكرك , أو لك ألف شكر أو خير فإن هذه الكلمات فيها تحجير لوسع الله وفضله . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم