من أخلاق الإسلام الشكر

والشكر أنواع ومنها :

شكر القلب : وهو أن يعلم العبد , أن جميع النعم من الله سبحانه وتعالى ـ وأنه لا توجد نعمة على الخلق من أهل السموات والأرض , إلا وبدايتها من الله تعالى , حتى
يكون الشكر لله عز وجل عن نفسك وعن غيرك .
والدليل على أن الشكر محله القلب وهو المعرفة فى قوله تعالى :" وما بكم من نعمة فمن الله " سورة النحل الآية 53 ـ والمعنى : أيقنوا أن ما بكم من نعمة أنها من الله
وقد روى أن داود عليه السلام ـ قال : " إلهى كيف أشكرك , وشكرى لك نعمة من عندك فأوحى الله إليه :" الآن قد شكرتنى "

وفى ذلك قيل :" الشكر على الشكر أتم الشكر "
وشكر اللسان فقد قال الله فى ذلك :" وأما بنعمة ربك فحدث " سورة الضحى آية 11ـ
وشكر الجوارح : كما فى قوله تعالى :" اعملوا آل داود شكراً " سورة سبأ آية 13 ـ
ومن ثم جعل العمل شكراً يوضح هذا كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم ـ قام حتى تورمت قدماه , فقيل له يا رسول الله أتفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : " أفلا أكون عبداً شكوراً "

وقال : أبو هارون : دخلت على أبى حازم , فقلت له يرحمك الله ما شكر العينين ؟
قال : إذا رأيت بهما خيراً ذكرته , وإذا رأيت بهما شراً سترته .
قلت : فما شكر الأذين ؟
قال : إذا سمعت بهما خيراً حفظته , وإذا سمعت هما شراً نسيته .
ومن حكم نبى الله إدريس عليه السلام ـ لن يستطيع أحد أن يشكر نعمة الله , بمثل الإنعام على خلقه , ليكون صانعا إلى الخلق مثل ماصنع الخالق إليه , فإذا أردت أن تحرس دوام النعمة من الله تعالى : عليك , فأدم مواساة الفقراء .

وقد وعد الله تعالى ـ عباده بالزيادة على الشكر فقال تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم "
سورة إبراهيم آية 7 ـ وقد جعل لعباده علامة يُعرف بها الشاكر , فمن لم يظهر عليه
المزيد , علمنا أنه لم يشكر فإذا رأينا الغنى يشكر الله تعالى بلسانه وماله فى نقصان
علمنا أنه قد أخل بالشكر , إما أنه لم يزكى ماله , أو يزكيه لغير أهله , أو يؤخره عن وقته , أو يمنع حقا واجبا عليه من كسوة عريان , إطعام جائع , أو شبه ذلك , فيدخل فى قوله صل الله عليه وسلم ـ لو صدق السائل ما أفلح من رده " وحديث النعمان بن بشير رضى الله عنه أنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ـ :" من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير , ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله "
ويقول تعالى :" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " سورة الرعد ـ آية 11ـ فإذا غير الناس من ماهم فيه من طاعات , غير الله ما بهم من إحسان "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ثواب الشاكرين :

قال تعالى :" وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد " سورة إبراهيم الآية 7 ـ والمعنى إن شكرتم الله تعالى فيما أنعم به عليكم بالبذل والعطاء لأصحاب الحاجة من الفقراء زادكم من فضله واحسانه , وإن بخلتم وجحدتم نعم الله فيكم كان لكم العذاب الشديد , وعندما دخل الرسول صل الله عليه وسلم ـ على وفد من الأنصار قال لهم :" أمؤمنون أنتم فسكتوا , فقال عمر رضى الله عنه ـ نعم يا رسول الله , قال : وما علامة إيمانكم ؟ قال : نشكر على الرخاء ونصبر على البلاء
ونرضى بالقضاء " فقال صل الله عليه وسلم ـ مؤمنون ورب الكعبة "

" وفى رواية : حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء " وهذا تصديق لحديث النبى صل الله عليه وسلم :" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم من حديث أبى يحيى صهيب بن سنان رضى الله عنه ـ
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النعمة :

النعمة إذا شُكرت قرت , وإذا كُفرت فرت .
وقيل : لازوال للنعمة إذا شُكرت ولا بقاء
لها إذا كُفرت , وقيل النعمة وحشية فقيدوها
بالشكر , والشكر يكون بالقلب واللسان والأفعال .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الشكر من أخلاق المؤمنين :

إن حسن الخلق من الأعمال التى دعا إليها الإسلام , لما له من أثر واضح فى تربية الفرد وإصلاح المجتمع , ولذلك كان واجبا على كل مسلم أن يحرص أن يستقى تصرفاته وأعماله من منهج الكتاب والسنة حتى نكون كما قال الله تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " سورة آل عمران , والشكر من الأخلاق الإسلامية التى ينبغى أن يتصف بها المسلم وهو يعنى
عرفان الإحسان والثناء على المحسن , بما أولانا من معروف , ولذا فمجرد أن يعرف الإنسان النعم التى منحها الله له يُعد ذلك شكراً , يقول موسى عليه السلام ـ فى مناجاته لربه عزوجل " إلهى خلقت آدم بيديك وفعلت وفعلت فكيف شكرك ؟ فقال الله تعالى ـ علم أن كل ذلك منى فكانت معرفته شكراً , "

ولذا يجب على كل إنسان أن يكون شاكراً لربه معترفا بنعمه وفضله فالله سبحانه وتعالى ـ ونعمه على عباده لاتُحصى ولا تُعد قال تعالى :" وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون " وفى الحديث القدسى :" يابن آدم حملتك على الخيل والإبل وزوجتك النساء وجعلتك تربع وترأس فأين شكر ذلك " فالإنسان مطالب بشكر الله كما أنه مطالب بشكر الناس فالله تعالى لايقبل شكر العبد إذا كان العبد لايشكر إحسان الناس ويكفر بمعروفهم وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم :" لايشكر الله من لايشكر الناس " وقد حثنا أيضا صل الله عليه وسلم بشكر أصحاب المعروف وذلك قوله :" من اصطنع إليكم معروفا فجازوه , فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له حتى تعلموا أنكم شكرتموه , فإن الله تعالى شاكر يحب الشاكرين "

وإذا كان هناك شكرا للناس فإن أولى الناس بهذا الشكر الوالدان قال تعالى :" أن أشكر لى ولوالديك إلىَّ المصير " سورة لقمان وأما شكر الله تعالى فيكون بأن يعلم الإنسان أن كل النعم من الله وهو صاحب الفضل والمنة فالله سبحانه وتعالى هو واهب الإنسان النعم ومن شكر هذه النعم أن يستعملها فى طاعة الله , ولايستعملها فى معصيته فيكون بذلك قد كفر بنعمه سبحانه قال تعالى :" إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كافورا " سورة الإنسان وكذلك إذا عطل الإنسان النعم ولم يستعملها لا فى معصية أو فى طاعة يكون كذلك قد كفر بها , ولهذا كانت جوراح الإنسان مما أنعم الله بها عليه من أجل التقرب إليه سبحانه , فشكر نعمة القلب يكون بحب الخير للناس جميعا ,

, وشكر اللسان يكون بذكر الله تعالى وعدم استخدامه فيما يغضبه فى أذى العباد والتفريط فى حق الله , والعين من شكرها ستر القبيح وكل عيب تراه فى الآخرين , ولاتنظر إلى ما حرم الله , والأذن من شكرها ألا تتجسس على الآخرين , وأن تُفشى كل عيب تسمعه , ومن أنواع الشكر يكون بالإكثار من العبادات وهذا رسول الله صل الله عليه وسلم يقوم الليل يصلى حتى تفطرت قدماه " ويقول : أفلا أكون عبدا شكوراً "

وعن أبى بكرة رضى الله عنه قال :" كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا جاءه الشئ مما يُسر خر ساجدا شكراً لله تعالى والشكر لله تعالى سبب فى زيادة النعم كما أن الكفر والجحود سبب فى العقاب والعذاب قال تعالى :" وإذا تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم فإن عذابى لشديد " سورة إبراهيم ـ وفى النهاية فإن الشكر له آثار عظيمة , منها أنه من أسباب دفع البلاء والعذاب قال تعالى :" ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم " سورة النساء
وقد أعد الله تعالى الجزاء الأوفى والثواب العظيم , لمن شكر النعم قال تعالى :" نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر " اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

الشكر من أخلاق الإسلام :

الشكر من الصفات الحسنة التى حث الإسلام ، ولقد علمنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن من صنع لنا معروفا أن نكافئه عليه ولو بالكلم الطيب لمن لايستطيع مقابلة المعروف بمثله عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا:" من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره رواه أحمد ، أو الدعاء لصاحب الفضل لحديث :" الأمر بالمكافأة فإن لم يستطع فليدع له رواه أبو داود وغيره , " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شكر الله تعالى :

من رضي الله عليك أن تشكره سبحانه تعالى على نِعمًه , ومن ذلك نعمة الطعام والشراب قال تعالى :" فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع " سورة قريش وكان من دعائه صل الله عليه وسلم :" اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع " ولهذا وجب على العبد أن يحمد الله ويشكره كما في حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله رسول الله صل الله عليه وسلم : "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها" رواه مسلم ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نعم الله فى خلقه :

لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الانسان بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى حيث قال تعالى :" وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " " سورة إبراهيم الآية 34 ـ لو حاولنا أن نحصى نعمة الله علينا فلا نستطيع ذلك ومن أحسن النعم التى أنعم الله تعالى علينا بها هى نعمة الاسلام قال تعالى :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة الآية 3 ـ فالحمد لله الذى هدانا اليه ولو تفكرنا فى خلق الانسان لأدركنا أن لله نعم كثيرة على الانسان منذ كان فى بطن أ مه فجعل له عينين ولسانا وشفتين ,

وأنعم الله علينا بنعمة البصر وميزنا نحن البشر بنعمة العقل لنتعلم به ما ينفعنا قال تعالى :" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون " سورة النحل الآية 78 ـ وكثيرٌ من الناس لايقدرون قيمة هذه النعم إلا إذا حُرِمُوا منها أو أصيبوا فيها فيجأرون لله بالدعاء ومنهم من يضيق بالحياة وقد يلجأ الى الانتحارقال تعالى : " وما بكم من نعمة فمن الله ، ثم إذا مسكم الضرُّ فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضرَّ عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون " سورة النحل الآية 53 ـ 55 ، وقال تعالى :" يعرفون نعمت الله ثم يُنكرونها وأكثرهم الكافرون " . سورة النحل الآية 83 ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أعظم النعم :

القرآن الكريم يدعونا الى أن نتفكر طويلا ونتدبر كثير في التعرف على نعم الله التى تُعد ولا تحصى ، وعلينا أن نقدرها حق قدرها ونستشعر فضل الله علينا فيها ، ونقوم بواجب الحمد والشكر له على ما أنعم ، ولهذا كان من دعاء رسول الله صل الله عليه وسلم:" اللهم أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر " وإذا أمسي قال مثل ذلك , فما أجدرنا أن نقف عند هذه النعم وقفة تدبر وتقدير لهذه النعم لنزداد شعوراً بفضل الله وكرمه ورحمته وإحسانه ومدى فقرنا وحاجتنا إليه سبحانه فى كل لحظة وفى كل حركة وسكنة ، وكذا مدى تقصيرنا فى واجب الشكر وضرورة استعمال هذه النعم فى طاعته و البعد بها عن معصيته ,

وأكبر هذه النعم وأعظمها علينا هى نعمة الإسلام قال تعالى :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة الآية 3 ـ ، وقال تعالى :" إن الدين عند الله الإسلام " سورة آل عمران الآية 19 ـ ، وقال تعالى :" ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين " سورة آل عمران الآية 85 ـ بهذا الدين تكون السعادة و الهناءة و السكينة فى الدنيا و الفوز و النعيم والنجاة فى الآخرة ، وبدونه يكون الشقاء و الضياع و التمزق فى الدنيا و الخسران و العقاب و الحرمان من رضوان الله ومن النعيم فى الآخرة " . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضل الإسلام علينا :

كان النبي صل الله عليه وسلم ـ يدعوا ربه أن يحفظ له دينه الذي تنصلح به حياته فيقول :" اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ..الخ الدعاء وكان أيضا يقول صل الله عليه وسلم :" اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك , وارزقني طاعتك وطاعة رسولك , وعملا بكتابك " إن الكثير من المسلمين لايقدرون ما هم فيه من نعمة الإسلام وانتسابهم الى هذا الدين القيم , و ربما كان من أسباب ذلك أنهم أخذوه بالوراثة والتقليد دون جهد منهم ، ولذلك فهم لم يحاولوا التعرف على ما يحققه لهم من خير فى دنياهم وآخرتهم ، إن نعمة الإسلام هى كل شىء وما عداها لا شىء ، ولأن يصاب الواحد منا فى ماله أو ولده أو سمعه أو بصره أو أى شىء من متاع الدنيا أهون عليه من أن تكون مصيبته فى دينه ، ولذلك كان صل الله عليه وسلم يوجهنا الي كثير من الأدعية كما مر ومنها أيضا هذا الدعاء :" اللهم لاتجعل مصيبتنا فى ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا "

فما أحوجنا أن نردد دائماً الحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمة قال تعالى : " الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله " سورة الأعراف الآية 43 ـ   والله سبحانه وتعالى يدعونا للمحافظة على هذه النعمة حتى نلقى الله عليها فيقول تعالى  : "  يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تموتن إلاَّ وأنتم مسلمون " سورة آل عمران الآية 102 ـ  ومن دعاء النبي صل الله عليه وسلم :" اللهم اجعلني أعظم شكرك , وأكثر ذكرك , وأتبع وصيتك , وأحفظ نصيحتك "   لأن الأمور بخواتيمها ، وها هو نبي الله  يوسف عليه السلام ـ  بعدما آتاه الله الملك يدعو الله أن يتوفاه مسلماً  ويحكي لنا ذلك القرآن الكريم : "  رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولىِّ فى الدنيا توفنى مسلماً وألحقنى بالصالحين " سورة يوسف الآية 101 ـ  " . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شكر الله تعالى يورثك المزيد :

لقد جعل الله سبحانه وتعالى على شكره وعبادته ثوابا عظيماً وأجراً كبيراً وزيادة في المال وبركة في الرزق وسعة في العيش ، قال تعالى :" وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذاب لشديد " سورة إبراهيم الآية 7 ـ لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بنعم كثيرة منها الظاهر الذي نلمسه ونعرفه ومنها الباطن الخفي الذي لا ندركه قال تعالى :" وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " سورة إبراهيم الآية 34ـ ، وفي ذلك أبلغ بيان على أن شكر الله على نعمه من واجبات الإيمان الحق وفرائضه ومن لوازم العبودية الخالصة لله تعالى ،

، قال تعالى " واشكروا لله إن كنتم إيّاه تعبدون" سورة البقرة 172 فالشّكر لله عبادة يؤجر عليها العبد ويرى آثارها الحميدة في حياته . وقد وصف النبي صل الله عليه وسلم حال المؤمن وكيف أن ما يصيبه دائماً يكون خيراً له في دينه ودنياه ، فإذا أصابته ضرّاء ومصيبة صبر على ذلك فأخذ أجره من الله تعالى ، وإن إصابته سرّاء وفرح شكر الله على ذلك فكان خيراً له وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صل الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اشكري لزوجك :

على كل امرأة أن تشكر لزوجها على ما قدمه لها من أقوال وأعمال حسنة ، وأن تذكره بما فات من معروفه الذي قدّمه لها ، أو قدّمه لأهلها ، عملا بقول رسول صل الله عليه وسلم :" من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وأيضاً لا تنسي أهلها ووالديها وكل من له حق عليها يقول الرسول صل الله عليه وسلم :" من أعطي عطاء فوجد فليجز به ، ومن لم يجد فليثن ، فإن من أثنى فقد شكر ، ومن كتم فقد كفر ، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور ." صححه الألباني والعكس مطلوب كذلك من الرجل نحو زوجته وأهله ووالديه وكل من له حق عليه .". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم